الممارسات الاحتكارية تقود «غوغل» للمحاكمة مجدداً

وسط ظروف ضاغطة في قطاع التكنولوجيا

الممارسات الاحتكارية تقود «غوغل» للمحاكمة مجدداً
TT

الممارسات الاحتكارية تقود «غوغل» للمحاكمة مجدداً

الممارسات الاحتكارية تقود «غوغل» للمحاكمة مجدداً

قالت مصادر مطلعة إن وزارة العدل الأميركية تستعد لمقاضاة شركة «غوغل» لخدمات التكنولوجيا والإنترنت، المملوكة لمجموعة «ألفابت»، يوم الثلاثاء، بسبب سيطرة «غوغل» على سوق الإعلانات الرقمية في الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن هذه المصادر القول إن من المتوقع إقامة الدعوى أمام إحدى المحاكم الاتحادية الأميركية مطلع الأسبوع المقبل. وستكون هذه الدعوى هي ثاني قضية احتكار تقيمها وزارة العدل الأميركية ضد «ألفابت»، ففي أكتوبر (تشرين الأول) 2020 اتهمت الوزارة شركة «غوغل» باحتكار خدمة البحث العام على الإنترنت، وإعلانات البحث وأسواق الإعلانات النصية على مواقع البحث العامة. ومن المنتظر بدء نظر القضية في الخريف المقبل.
يُذكر أن «غوغل» تدير خدمة شراء الإعلانات للمعلنين، وخدمة بيع الإعلانات لصالح الناشرين، بالإضافة إلى خدمة تبادل تجاري تتيح للجانبين إتمام تعاملاتهما عبر مزايدات سريعة. ومن ناحيتها، تقول «غوغل» إن سوق الإعلانات على الإنترنت مزدحمة بالشركات العاملة، وتشهد منافسة قوية.
وتأتي المحاكمة وسط أوضاع ضاغطة في قطاع التكنولوجيا بشكل عام. وقبل أيام قليلة، أعلنت شركة «ألفابت» التخلي عن نحو 12 ألف وظيفة على مستوى العالم؛ استجابة «للواقع الاقتصادي» المتغير، لتكون بذلك آخر شركة أميركية عملاقة للتكنولوجيا تُجري إعادة هيكلة على نطاق واسع.
وتأتي هذه الخطوة بعد يومين من إعلان مايكروسوفت أنها ستستغني عن نحو عشرة آلاف موظف في الأشهر المقبلة، بعد خطوات مماثلة اتخذتها ميتا وأمازون وتويتر، في وقت يواجه فيه قطاع التكنولوجيا تباطؤاً اقتصادياً كبيراً.
وقال سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي للمجموعة في رسالة بالبريد الإلكتروني للموظفين: «على مدى العامين الماضيين شهدنا فترات من النمو الهائل. لمواكبة هذا النمو ودعمه وظّفنا عدداً من الأشخاص؛ استجابة لواقع اقتصادي مختلف عن الواقع الذي نواجهه اليوم». وأضاف «لقد أجرينا مراجعة صارمة عبر مجالات المنتج والأدوار الوظيفية؛ لضمان توافق موظفينا وأدوارنا مع أولوياتنا القصوى كشركة». وتابع: «قررنا تقليص القوى العاملة لدينا بنحو 12000 وظيفة»، وكتب بيتشاي أن «الأدوار التي نلغيها تعكس نتيجة تلك المراجعة».
وفي نهاية سبتمبر (أيلول) 2022 بلغ مجموع الموظفين لدى «ألفابت» حول العالم نحو 187 ألف شخص. وتمثّل نسبة الموظفين الذين سيتم الاستغناء عنهم حالياً 6 في المائة من إجمالي القوى العاملة لديها.
وأشار بيتشاي إلى أن الموظفين الأميركيين سبق أن تبلغوا بعمليات التسريح، فيما ستستغرق هذه العمليات وقتاً أطول في الدول الأخرى؛ تماشياً مع قوانين العمل المحلية. ولفت إلى أن التسريح سيطال «مختلف الأقسام والمناصب ومستويات المسؤولية والمناطق». وأضاف أن «تأثير هذه التغييرات على حياة موظفي (غوغل) يلقي بثقله عليّ، وأتحمل المسؤولية الكاملة عن القرارات التي أدت بنا إلى هنا».
وقال بيتشاي إن تسريح هذه الأعداد من الموظفين «سيعزّز تركيزنا» على أولويات جديدة، مشيراً إلى ضرورة زيادة الاستثمار في الذكاء الصناعي. وأضاف «كوننا مقيدين في بعض المجالات يسمح لنا بالرهان بشكل أكبر على مجالات أخرى».
ويواجه محرك بحث «غوغل» ضغطاً مع ظهور برنامج «تشات جي بي تي» ChatGPT المدعوم من مايكروسوفت، الذي يمكنه إنشاء محتوى متقن كأنه من صُنع الإنسان في غضون ثوان فقط. وقالت شركة مايكروسوفت إن هذا البرنامج سيُستخدم لتقوية محرّك بينغ الذي لطالما كان منافساً لمحرّك «غوغل».
وأعلن بيتشاي عن حزم إنهاء الخدمة للموظفين الأميركيين الذين سيحصلون على راتب ما لا يقل عن 16 أسبوعاً، ومكافأة مالية عن خدمة 2022، وإجازات مدفوعة الأجر، وستة أشهر من التغطية الصحية. وقال: «لا أزال متفائلاً بشأن قدرتنا على أداء مهمتنا حتى في أصعب الأيام».
وقال محللون إن مجموعات التكنولوجيا الكبرى أنفقت أكثر مما كان يجب، إذ لم نلحظ تباطؤاً في الأفق. وقال دانيال إيفز من شركة «ويدبوش سيكيوريتيز» للاستثمارات إن تسريح الموظفين يعكس إنفاقاً غير مسؤول في قطاع التكنولوجيا الذي ينعم بـ«نمو مفرط». وأضاف «الحقيقة أن الشركات القوية في مجال التكنولوجيا وظّفت بشكل مفرط وبوتيرة غير مستدامة، وأصبح الاقتصاد الكلي القاتم يفرض عمليات التسريح هذه في الفضاء التكنولوجي».
وبحسب موقع Layoffs.fyi، خسر نحو 194 ألف شخص وظائفهم في قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة منذ مطلع عام 2022، وهذا العدد لا يشمل عدد الموظفين المسرّحين من «ألفابت» الجمعة.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

السعودية توقّع تسع صفقات استراتيجية لتعزيز مرونة سلاسل الإمداد العالمية

وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح خلال مؤتمر الاستثمار المقام في العاصمة السعودية الرياض (وزارة الاستثمار)
وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح خلال مؤتمر الاستثمار المقام في العاصمة السعودية الرياض (وزارة الاستثمار)
TT

السعودية توقّع تسع صفقات استراتيجية لتعزيز مرونة سلاسل الإمداد العالمية

وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح خلال مؤتمر الاستثمار المقام في العاصمة السعودية الرياض (وزارة الاستثمار)
وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح خلال مؤتمر الاستثمار المقام في العاصمة السعودية الرياض (وزارة الاستثمار)

أعلن وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، تسع صفقات استراتيجية جديدة ضمن برنامج «جسري» لتعزيز مرونة سلاسل الإمداد العالمية، مؤكداً أن هذه الصفقات تأتي في إطار «رؤية 2030» للتحول الاقتصادي، وتهدف إلى تحسين الوصول إلى المواد الأساسية وتعزيز التصنيع المحلي، بالإضافة إلى تعزيز الاستدامة والمشاركة السعودية في سلاسل الإمداد العالمية.

وفي كلمة له خلال مؤتمر «الاستثمار العالمي 28» الذي يُعقد هذا الأسبوع في الرياض، بمشاركة أكثر من 100 دولة، أشار الفالح إلى أن هذه الصفقات تمثّل خطوة مهمة نحو تحقيق هدف المملكة في بناء سلاسل إمداد أكثر مرونة وكفاءة.

وأكد أن البرنامج يعكس رؤية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الذي كان له الدور البارز في إطلاق هذه المبادرة قبل عامين، مشيراً إلى أن البرنامج هو جزء من الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، ويشمل عدة برامج حكومية داعمة، مثل برنامج تطوير الصناعة الوطنية واللوجيستيات (ندلب).

وأضاف الفالح أن المملكة تسعى إلى تسهيل الوصول للمعادن الأساسية، وتشجيع التصنيع المحلي، وزيادة الوصول إلى أسواق الطاقة الخضراء العالمية. وأوضح أن «التوريد الأخضر» هو جزء من المبادرة السعودية؛ إذ ستعزّز المملكة سلاسل الإمداد عبر الاستثمار في الطاقة المتجددة.

وأشار الفالح إلى أن المملكة بصدد تطوير 100 فرصة استثمارية جديدة في 25 سلسلة قيمة، تتضمّن مشروعات رائدة في مجالات، مثل: الطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي. وأوضح أن الحكومة السعودية تقدّم حوافز خاصة إلى الشركات الراغبة في الاستثمار بالمناطق الاقتصادية الخاصة.

وأوضح أن المملكة تستعد للتوسع في استثمارات جديدة تشمل قطاعات، مثل: أشباه الموصلات والتصنيع الرقمي، في إطار التعاون المستمر بين القطاعات الحكومية والقطاع الخاص لتعزيز قدرة المملكة على تحقيق أهداف «رؤية 2030».

واختتم الفالح كلمته بتأكيد التزام الحكومة السعودية الكامل بتحقيق هذه الرؤية، مشيراً إلى أن الوزارات الحكومية المعنية ستواصل دعم هذه المبادرة الاستراتيجية التي تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة وتوطين الصناعات المتقدمة في المملكة.