«المركزي» الألماني: التطور الاقتصادي أفضل مما كان متوقعاً

تحذيرات من انهيار أساس نمو الازدهار

حاويات متكدسة في ميناء هامبورغ الألماني (أ.ب)
حاويات متكدسة في ميناء هامبورغ الألماني (أ.ب)
TT

«المركزي» الألماني: التطور الاقتصادي أفضل مما كان متوقعاً

حاويات متكدسة في ميناء هامبورغ الألماني (أ.ب)
حاويات متكدسة في ميناء هامبورغ الألماني (أ.ب)

قيّم البنك المركزي الألماني الوضع الاقتصادي في ألمانيا بشكل أفضل من توقعاته التي أعلنها قبل بضعة أسابيع. وجاء في التقرير الشهري للبنك المركزي الذي نُشر أمس الاثنين: «أحدث إصدارات البيانات كانت أفضل بشكل عام مما كان متوقعاً في ديسمبر (كانون الأول) الماضي».
وأشار البنك في تقييمه الجديد إلى تقييم أولي أجراه مكتب الإحصاء الاتحادي، الذي أفاد بأن الناتج الاقتصادي الألماني ركد تقريباً في الربع الأخير من عام 2022.
وتوقع العديد من الاقتصاديين انخفاضاً في الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأخير من 2022 مقارنة بالربع السابق.
وكتب خبراء الاقتصاد في البنك المركزي الألماني، أن التضخم المرتفع وعدم اليقين فيما يتعلق بالحرب الروسية في أوكرانيا أثرا في الاقتصاد الألماني في الربع الأخير، ورغم ذلك فقد خفّت توترات الأوضاع في أسواق الطاقة بشكل ملحوظ مقارنة بالصيف. وأشار البنك إلى أن اختناقات التوريد في قطاعي الصناعة والبناء صارت أقل، كما تعمل حزم الإغاثة الحكومية مثل تلك المتعلقة بكبح أسعار الكهرباء والغاز على تخفيف عواقب ارتفاع أسعار الطاقة على المنازل والشركات.
وفي ديسمبر الماضي أدى تولي الدولة تسديد تكاليف فواتير عملاء الغاز والتدفئة المحلية إلى خفض التضخم عند مستوى مرتفع، مسجلاً 6ر8 في المائة. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي سجل التضخم 10 في المائة وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي 4ر10 في المائة.
في هذه الأثناء، يرى خبراء في بنك التنمية الألماني المملوك للدولة «كيه إف دابليو» تهديدات خطيرة على الازدهار الألماني في ظل النقص المستمر في العمال المهرة وضعف إنتاجية العمالة.
ونقلت صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج» الألمانية الصادرة أمس، عن دراسة أجراها بنك التنمية الألماني أن «الأساس لمزيد من النمو في الازدهار ينهار». وأضافت كبيرة خبراء الاقتصاد في البنك، فريتسي كولر - جايب بوضوح: «مزيج تقلص العمالة المحلية طويل الأمد وضعف نمو الإنتاجية يمثل تحدياً فريداً جديداً بالنسبة لنا في فترة ما بعد الحرب».
وجاء في الدراسة، أنه من أجل تجنب التوقعات القاتمة تجب زيادة الأيدي العاملة في السوق الألمانية عبر الهجرة وغيرها من التدابير. بالإضافة إلى ذلك يتعين زيادة الإنتاجية، على سبيل المثال، عبر الحد من البيروقراطية وتعزيز الابتكار.
على صعيد موازٍ، نُقل عن وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر قوله إنه على ألمانيا تقليص اعتمادها على الصين بشكل تدريجي؛ لأن فك الارتباط بالسوق الصينية سيؤدي إلى فقد وظائف في أكبر اقتصاد في أوروبا. وتعمل ألمانيا على استراتيجية جديدة تجاه الصين تنظر إلى العلاقات بشكل أكثر واقعية، وتهدف إلى تقليل الاعتماد على القوة الاقتصادية العظمى في آسيا التي تعد الشريك التجاري الأول للبلاد منذ عام 2016.
ونقلت صحيفة فيلت أم زونتاج عن ليندنر قوله إن «فصل اقتصادنا عن السوق الصينية لن يكون في مصلحة الوظائف في ألمانيا». وقال ليندنر إنه لا بد أن تصبح مناطق وأسواق العالم الأخرى تدريجياً أكثر أهمية للأعمال الألمانية خلال السنوات والعقود القادمة. وأضاف: «لا بد من تحسين الظروف السياسية من أجل ذلك».


مقالات ذات صلة

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
TT

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)

أعلن اتحاد الغرف السعودية تشكيل أول لجنة وطنية من نوعها للطاقة والبتروكيماويات تحت مظلة القطاع الخاص، لتعزيز مشاركته في صناعة سياسات هذا القطاع الحيوي وتنمية استثماراته.

ووفق بيان للاتحاد، تم انتخاب الدكتور جابر الفهاد رئيساً، وسعد العجلان نائباً للرئيس، وستعمل اللجنة بالتكامل مع الوزرات والهيئات ذات الصلة، والشركات الكبرى لتحقيق مستهدفات القطاع وتمكين المستثمرين السعوديين والأجانب من الفرص المتاحة.

يأتي ذلك في ظل التوقعات بأن تصل استثمارات قطاع البتروكيماويات إلى 600 مليار دولار بحلول عام 2030، وخطط الوصول إلى 50 في المائة من الطاقة المتجددة ومشاريعها الضخمة، إلى جانب فرص الاستثمار ببرامج توطين المحتوى بالطاقة التي تستهدف توطين 75 في المائة من القطاع.

ويمثل قطاع الطاقة السعودي المصدر الأساسي للطاقة عالمياً، ويُقدَّر أثره الاقتصادي بنسبة 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، كما يُعدّ محركاً رئيسياً لقطاعات حيوية كالصناعة والنقل والخدمات اللوجستية والتعدين وغيرها، وعاملاً أساسياً في دعم النمو الاقتصادي بالمملكة.

وبحسب البيان، يأتي تشكيل اللجنة متسقاً مع التوجهات الجديدة لاتحاد الغرف الرامية لمواكبة القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية في «رؤية 2030»، ومن ضمنها قطاع الطاقة، لفتح آفاق استثمارية جديدة بالقطاع.