وسط الاحتجاجات الواسعة التي تعم إيران، أجبرت فضيحة جنسية، وزير الرياضة الإيراني حميد سجادي على فتح تحقيق في مزاعم تعرض قاصرين للاعتداء الجنسي في أكاديمية لكرة القدم في شمال شرقي البلاد، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي، أمس (السبت).
وأوردت وكالة «إرنا» أن «مسؤولاً إعلامياً سابقاً لنادي (شهر خودرو) قال عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن ذوي 15 لاعباً من الفريق وأكاديميته، تقدموا بشكوى ضد النادي والمدربين لاعتدائهم جنسياً على أولادهم».
ويتخذ نادي كرة القدم من مشهد، ثاني كبرى مدن إيران، مقراً له. وأشارت الوكالة الرسمية إلى أن الوزير «أمر قبل أسبوعين بفتح تحقيق في أعقاب معلومات تتحدث عن اعتداءات جنسية في أكاديمية لكرة القدم للمراهقين في مشهد»، ودعا إلى إظهار «حزم» ضد من يظهر تورطهم في القضية. وكانت صحيفة «شهرآرا» الصادرة عن بلدية المدينة، أشارت في عددها ليوم الجمعة إلى أن «عائلات اللاعبين» تجمعوا أمام الفرع المحلي لاتحاد كرة القدم «احتجاجاً على هذه الفاجعة».
وأضافت الصحيفة أنه نظراً لأن التجمع لم يؤدِّ إلى نتيجة تذكر، قررت العائلات طرح المسألة في وسائل الإعلام. وفي عام 2017، أثار مسؤول في لجنة الأخلاقيات التابعة لاتحاد كرة القدم، جدلاً في البلاد بعدما كشف معطيات عن تعرض «أكثر من عشرة مراهقين» للاعتداء الجنسي في فريق محلي.
من جهة أخرى، يتخذ القضاء الإيراني، خلال الأيام القليلة المقبلة، قراراً بشأن الإفراج المحتمل عن المخرج المعارض جعفر بناهي الموقوف منذ أشهر، بعدما ألغت المحكمة العليا حكم السجن الصادر بحقه، وفق ما نقلت أمس وكالة الصحافة الفرنسية عن محاميه. ويعد بناهي (62 عاماً)، أحد أبرز الأسماء في السينما الإيرانية المعاصرة. وأكد القضاء بعيد توقيفه في يوليو (تموز) الماضي، إيداعه السجن ليمضي عقوبة بالحبس ستة أعوام صدرت في حقه قبل أكثر من عقد من الزمن.
وقال المحامي صالح نيكبخت: «صباح يوم السبت، أبلغني مسؤولون قضائيون أنهم سيتخذون قراراً بشأن جعفر بناهي من الآن وحتى نهاية الأسبوع». وأشار إلى أن «المحكمة العليا ألغت في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الحكم الصادر بحق موكّلي، وأعادت القضية إلى محكمة أخرى»، موضحاً أن الملف «بقي عالقاً منذ منتصف أكتوبر، إلا أنه انتقل في نهاية المطاف، يوم الاثنين إلى محكمة الاستئناف». وأوضح المحامي أنه «بموجب القانون، يجب أن يتم الإفراج عن بناهي بكفالة فوراً، وأن تتم دراسة ملفه مجدداً».
وعُرفت عن بناهي مواقفه المعارضة للسلطات، وأدانه القضاء الإيراني في 2010 بتهمة «الدعاية ضد النظام» السياسي للبلاد، وحُكم عليه بالسجن ستة أعوام والمنع من إخراج الأفلام أو كتابتها لفترة طويلة، أو السفر والتحدث إلى وسائل الإعلام، وذلك في أعقاب تأييده التحركات الاحتجاجية التي تلت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في عام 2009. ويعد بناهي من أبرز المخرجين الإيرانيين، ونال جوائز دولية عدة؛ أهمها جائزة «الدب الذهبي» لأفضل فيلم في مهرجان برلين السينمائي عام 2015 عن «تاكسي طهران»، وتشارك جائزة أفضل سيناريو في مهرجان «كان» السينمائي في عام 2018 عن فيلمه «ثلاثة وجوه». والأسبوع الماضي، دعت نقابة «بيت السينما» الإيرانية السلطات للإفراج عن بناهي، مبدية قلقها على صحته. وأوضح المحامي نيكبخت أن بناهي «كان يعاني من مشكلات صحية قبل توقيفه، وأصيب في الحبس بمرض جلدي خطر»، مشدداً على أن الأطباء أكدوا وجوب خضوعه للعلاج «خارج السجن».
وكان الإعلام المحلي قد أفاد بأن بناهي أوقف في يوليو لدى حضوره إلى النيابة العامة في طهران لمتابعة ملف مخرج آخر هو محمد رسول آف، الذي أوقف قبله بأيام لمساندته تحركات احتجاجية شهدتها مناطق إيرانية بعد انهيار مبنى بجنوب غربي إيران في مايو (أيار).
فضيحة اعتداء جنسي على قاصرين تقلق طهران
المخرج السينمائي بناهي يترقب قرار القضاء في حقه
فضيحة اعتداء جنسي على قاصرين تقلق طهران
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة