المعارضة التونسية تدين تدخل القضاء العسكري في محاكمة مدنيين

أحمد نجيب الشابي رئيس «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة (إ.ب.أ)
أحمد نجيب الشابي رئيس «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة (إ.ب.أ)
TT

المعارضة التونسية تدين تدخل القضاء العسكري في محاكمة مدنيين

أحمد نجيب الشابي رئيس «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة (إ.ب.أ)
أحمد نجيب الشابي رئيس «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة (إ.ب.أ)

أودع المحامي سيف الدين مخلوف، رئيس حزب «ائتلاف الكرامة» المعارض لتوجهات الرئيس التونسي قيس سعيد، والنائب السابق في البرلمان المنحل، أمس السجن تنفيذا لأمر بحبسه صدر في حقه في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، والحكم عليه لمدة 14 شهرا مع التنفيذ العاجل. لكن هذه الأحكام القضائية العسكرية خلفت ردود أفعال غاضبة، وانتقادات حقوقية حادة لطريقة تسيير العدالة، وتوظيف القضاء العسكري لـ«تصفية حسابات سياسية مع المدنيين، ومحاكمة المتهمين مرتين على نفس المخالفة»، بحسب تعبيرهم.
كما قضت محكمة الاستئناف العسكرية أيضا بسجن المحامي مهدي زقروبة لمدة 11 شهرا مع النفاذ العاجل، إضافة إلى حرمانه من ممارسة مهنة المحاماة لمدة خمس سنوات، كما أصدرت حكمها على نضال سعودي بسبعة أشهر سجنا، وماهر زيد بخمسة أشهر مع النفاذ العاجل، ومحمد العفاس بخمسة أشهر سجنا أيضا، وهم من قيادات «ائتلاف الكرامة»، فيما قضت المحكمة ذاتها ببراءة عبد اللطيف العلوي، النائب في البرلمان المنحل.
وكانت المحكمة الابتدائية العسكرية الدائمة بتونس قد قضت في 17 من مايو (أيار) 2022 بسجن كل من سيف الدين مخلوف، ونضال السعودي، ومحمد العفاس، وماهر زيد، إضافة إلى المحامي مهدي زقروبة لمدة تراوحت بين 3 و6 أشهر.
وردا على أحكام القضاء العسكري، عبّرت «الجمعية التونسية للمحامين الشبان» عن تنديدها ورفضها «المبدئي والقاطع» لمحاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري، مؤكدة مساندتها المطلقة للمحامي مهدي زقروبة، كما أعلنت تعهد لجنة الدفاع بإعداد «الوسائل القانونية والنضالية الكفيلة برفع هذه المظلمة»، داعية كافة المحامين إلى الانخراط في هذه اللجنة. كما دعت الجمعية في اجتماع عاجل إلى «ضرورة استبعاد كافة التوظيفات السياسية من هذا الملف الحقوقي بامتياز».
من ناحيته، قرر الفرع الجهوي للمحامين بتونس، أمس، تأجيل ندوة بمدينة الحمامات (شمال شرقي) لعقد اجتماع طارئ حول صدور الحكم ضد المحاميين مهدي زقروبة وسيف الدين مخلوف، وإيقاف المحامي مخلوف في ساعة متأخرة من الليل، وندّدت بـ«محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري».
في السياق ذاته، حمّلت مجموعة «محامون لحماية الحقوق والحريات» هياكل مهنة المحاماة، وعلى رأسها العميد، مسؤولية الدفاع عن المحامين المحاكمين، ودعت إلى «تحرّك قويّ يتناسب مع فظاعة التجاوزات والانتهاكات»، التي طالت زقروبة ومخلوف. كما عبر راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، عن تضامنه مع أعضاء حزب «ائتلاف الكرامة»، ومع المحامي زقروبة، الذين صدرت ضدهم أحكام القضاء العسكري.
على صعيد متصل، عقدت أمس «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة، التي يرأسها أحمد نجيب الشابي وتدعمها حركة النهضة، مؤتمرا صحافيا عبرت فيه عن استغرابها من أحكام القضاء العسكري الصادرة ضد «متهمين مدنيين». معتبرة أن «ما حصل مع سيف الدين مخلوف ورفاقه محاولة لاغتيال الحرية وهدم للديمقراطية»، بحسب تعبير رئيسها نجيب الشابي، الذي أكد أن الحكم «يمثل دليلا على روح انتقامية ضد المعارضين».
وقال الشابي في مؤتمر صحافي أمس: «ما يحصل هو نسف لأسس العدل في هذا البلد. سيف الدين مخلوف ورفاقه حوكموا مرتين عن نفس الفعل»، في إشارة إلى أحكام سابقة صدرت عن محكمة مدنية في نفس القضية.
وأضاف الشابي موضحا أن «المحكمة غير مختصة بحكم الدستور والقانون التونسي. هي مختصة في الجرائم العسكرية، أو الجرائم التي تقع داخل المؤسسة العسكرية، أو التي هي طرف فيها. ولا يمكن أن تحاكم المدنيين تحت أي ظرف كان». مؤكدا أن «هناك روحا وعقلية انتقاميتين لا غير». فيما قال عضو هيئة الدفاع والقيادي بالجبهة، سمير ديلو إنه «لا يوجد أي نص قانوني يسمح لمحكمة الاستئناف العسكري بإكساء أحكامها بالنفاذ العاجل».
وكانت هيئة الدفاع عن المتهمين في قضية «أحداث المطار» قد قدمت اعتراضا على الحكم القاضي بسجنهم، باعتبار أن الحكم كان غيابيا. وتعود أحداث هذه القضية إلى 15 من مارس (آذار)2021، حين منع رجال الأمن بمطار تونس قرطاج مسافرة من مغادرة البلاد، بحجة أنها ممنوعة من السفر إلا بعد استشارة الأجهزة الأمنية. ونتيجة لهذا القرار الأمني، توجه عدد من نواب «ائتلاف الكرامة» في البرلمان المنحل إلى المطار لاستجلاء الأمر، ليتحول بهو المطار بعد ساعات إلى حلبة صراع بين نواب ائتلاف الكرامة، المقرب من حركة النهضة، ورجال الأمن بالمطار.


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

مقتل 3 مواطنين في اشتباكات بالزاوية الليبية

اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)
اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)
TT

مقتل 3 مواطنين في اشتباكات بالزاوية الليبية

اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)
اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)

عاد الهدوء النسبي إلى مدينة الزاوية الليبية، الواقعة غرب العاصمة طرابلس، اليوم (الثلاثاء)، بعد اشتباكات مفاجئة اندلعت بين ميليشيات تابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص، وإصابة 5 آخرين، وتعرض بعض الممتلكات العامة والخاصة لأضرار، وسط صمت رسمي.

وتوقفت الاشتباكات، التي جرت بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مساء الاثنين، في جزيرة الركينة، بالقرب من مصفاة الزاوية بالمدينة، التي تقع على بعد 45 كيلومتراً غرب طرابلس، بين مجموعة «الكابوات» التابعة لعثمان اللهب، آمر «الكتيبة 103»، المعروفة بـ«كتيبة السلعة»، ومجموعة «الغويلات» التابعة لآمر «قوة الإسناد» الأولى محمد بحرون، الملقب بـ«الفأر»، وأدت بحسب وسائل إعلام محلية إلى خسائر في الممتلكات العامة، وإصابة عدد غير معلوم من الأشخاص، بالإضافة إلى مسجد في منطقة القتال.

ولم تعلق حكومة «الوحدة»، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، أو وزارة داخليتها، على هذه الاشتباكات، التي تعد الأحدث من نوعها مؤخراً في المدينة، التي تشهد من حين لآخر اندلاع قتال مسلح بين ميليشياتها، المتنازعة على مناطق السيطرة والنفوذ.

في شأن مختلف، قال رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، إن محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومة «الوحدة»، ولجنة ترسيم الحدود، قدّما خلال اجتماعهما مساء الاثنين بطرابلس، إحاطة شاملة حول آخر التطورات في ملف الحدود البرية والبحرية بين ليبيا ودول الجوار، مشيراً إلى الجهود المبذولة في توثيق هذه الحدود، والحفاظ على السيادة الوطنية.

ونقل المنفي عن اللجنة تأكيدها أن الحدود البرية بين ليبيا ودول الجوار تم تحديدها، وفقاً لاتفاقيات تاريخية رسمية، من بينها اتفاقية 1910 بين الاستعمار الفرنسي والعثماني، التي تعدّ الإطار القانوني الأساسي لتحديد الحدود بين الدول، كما تم إعادة بناء النصب الحدودية بين ليبيا وتونس في عام 2020 لضمان وضوح الحدود، وتوثيقها باستخدام أحدث التقنيات الجغرافية.

ووفقاً للمنفي، فقد أشارت اللجنة إلى أنها تعمل بشكل مستمر بالتنسيق مع لجان حدودية مشتركة مع دول الجوار لضمان الحفاظ على استقرار الحدود، مع التركيز على تعزيز التنسيق الأمني والاقتصادي لمكافحة التهريب والهجرة غير المشروعة، بالإضافة إلى مواجهة أي تهديدات قد تؤثر على السيادة الوطنية. كما أكدت أن الحدود البرية والبحرية بين ليبيا ودول الجوار هي حدود ثابتة وفقاً للقانون الدولي، وأنها تعمل بشكل مستمر على ضمان استقرارها وحمايتها من أي تحديات قد تطرأ.

فرحات بن قدارة رئيس مؤسسة النفط الليبية (المؤسسة)

في غضون ذلك، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، في بيان، الثلاثاء، ارتفاع إنتاج النفط والغاز، حيث سجل إجمالي الإنتاج 1572679 برميلاً يومياً، بزيادة 4775 برميلاً، بينما ارتفع إنتاج الغاز إلى 199776 برميلاً يومياً.

وأكدت المؤسسة أن الحقول النفطية تشهد عملاً مكثفاً منذ شهرين لزيادة الإنتاج، وفق استراتيجية تستهدف الوصول إلى مليوني برميل يومياً بحلول 2027، بشرط توفر الميزانية اللازمة.

وكانت المؤسسة قد أوضحت مساء الاثنين أنها حوّلت إيرادات النفط، البالغة أكثر من 14 مليار دولار منذ بداية العام، إلى المصرف المركزي دون تأخير، نافية مسئوليتها عن أي عوائق في صرف مرتبات القطاع العام. وأشارت إلى أن انخفاض الإيرادات مؤخراً نجم عن أزمة المصرف، وإغلاق بعض الحقول.