بالتزامن مع اهتمام عالمي متصاعد بتوفير الحماية بشكل خاص لكبار السن من «كوفيد - 19»، تولي السلطات الصحية المصرية اهتماماً خاصاً بدفع كبار السن إلى التقدم للحصول على جرعات معزِّزة من لقاحات «كورونا».
في حين أوصت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأميركا (الخميس)، بـ«أهمية الجرعات المعزِّزة لكبار السن»، مؤكدة أنها «أداة مهمة في مواجهة أكثر متغيرات (أوميكرون) قابلية للانتقال، وهو المتغير (XBB.1.5) المعروف باسم (كراكن)». وتشير الإحصائيات الرسمية الأميركية إلى أنه «بينما تلقى 94 في المائة من كبار السن سلسلة التطعيمات الأولية في أميركا، تلقى 39 في المائة فقط جرعة معزِّزة ثنائية التكافؤ محدَّثة، وهو رقم تطالب السلطات الصحية بزيادته».
وبالمثل، يبدو التخوف الكبير من الموجة الحالية في الصين على كبار السن، حيث أظهرت الأرقام الرسمية الصينية في أبريل (نيسان) من العام الماضي، أن 20 في المائة فقط ممن تجاوزوا سن الـ80 عاماً تلقوا جرعتين من اللقاح، بالإضافة إلى جرعة منشطة، في حين أن أقل من 50 في المائة ممن تتراوح أعمارهم بين 70 و79 عاماً ينتمون لنفس الفئة.
وفي مصر، لا توجد أرقام متوفرة عن عدد الحاصلين على اللقاحات من كبار السن، غير أن تصريحات متعاقبة من مسؤولين مصريين، بالتزامن مع الحديث قبل أيام عن بداية موجة سابعة من إصابات الفيروس، يؤكدون «أهمية الجرعة المعزِّزة من (كورونا)».
وأوصى محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس المصري للصحة والوقاية، في تصريحات متلفزة (الخميس)، كل من تجاوز سنه الـ65، ومر على تلقيه لقاح «كورونا» 6 أشهر، بأن يتلقى جرعة جديدة من اللقاح، مؤكداً أن «اللقاح متاح ومتوفر ومؤثر».
كما وجه حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة المصرية، (الخميس) نداءً عبر صفحة الوزارة الرسمية على «فيسبوك»، لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بالحصول على جرعة لقاح «كورونا» التنشيطية، مؤكداً أنها «مجانية وآمنة و(فعّالة) في الوقاية من العدوى وأعراضها الخطيرة، ويمكن أخذها في أقرب وحدة صحية من دون حجز مسبق.
ويؤكد أحمد سالمان، مدرس علم المناعة وتطوير اللقاحات في معهد «إدوارد جينز» بجامعة «أوكسفورد»، لـ«الشرق الأوسط»، أن «أهمية الجرعة المنشطة تحديداً لكبار السن ترتبط بالملف المناعي الخاص بهم، حيث إن الشيخوخة ترتبط بالأمراض غير السارية، التي يعاني منها السكان، بما في ذلك أمراض السكري والقلب والأوعية الدموية، وهذه الأمراض تجعلهم أكثر عرضة للإصابة».
ووفقاً للنسخة العاشرة من تقرير «أطلس مرض السكري»، الذي أصدرته منظمة الاتحاد الدولي للسكري، في فبراير (شباط) الماضي، فقد جاءت مصر بين الدول العربية الأعلى في عدد المصابين بمرض السكري في فئة السكان الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و79 عاماً، لتصل نسبتهم إلى 20.9 في المائة، بإجمالي عدد مصابين وصل إلى 10.9 مليون شخص خلال عام 2021.
وتشير إحصائيات جمعية القلب المصرية في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، إلى ارتفاع كبير في عدد المصابين بأمراض القلب في مصر، حيث تبلغ نسبة الوفاة الناجمة عن أمراض القلب 46 في المائة من إجمالي عدد الوفيات.
وهنا يضيف سالمان أن «هذه النسب المرتفعة من الإصابات بالأمراض غير السارية، تجعل من الأهمية بمكان إيلاء أهمية كبيرة بالجرعة المنشطة لكبار السن في مصر».
وكان التقرير الأسبوعي عن المرض والوفاة بسبب الأوبئة في الولايات المتحدة، الذي نشره مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأميركا، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قد أكد ما أشار إليه سالمان، من خلال دراسة أُجريت على المرضى الذين يبلغون من العمر 65 عاماً أو أكثر، حيث أثبتت الدراسة أن «جرعة التعزيز توفر حماية إضافية بنسبة 73 في المائة ضد المرض الشديد من (كوفيد - 19)، مقارنةً باللقاح الأصلي فقط».
لماذا تُشدد مصر على الجرعات المعزِّزة من «كوفيد - 19»؟
السلطات الصحية نصحت بها كبار السن
لماذا تُشدد مصر على الجرعات المعزِّزة من «كوفيد - 19»؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة