قتيلان من جماعة مسلحة هاجمت قوات النظام جنوب إدلب

خندق يتحصن فيه مقاتلون من فصيل مسلح معارض للنظام في ريف محافظة اللاذقية أول من أمس (د.ب.أ)
خندق يتحصن فيه مقاتلون من فصيل مسلح معارض للنظام في ريف محافظة اللاذقية أول من أمس (د.ب.أ)
TT

قتيلان من جماعة مسلحة هاجمت قوات النظام جنوب إدلب

خندق يتحصن فيه مقاتلون من فصيل مسلح معارض للنظام في ريف محافظة اللاذقية أول من أمس (د.ب.أ)
خندق يتحصن فيه مقاتلون من فصيل مسلح معارض للنظام في ريف محافظة اللاذقية أول من أمس (د.ب.أ)

شهد شمال غربي سوريا أمس مزيداً من التصعيد في هجمات الفصائل المسلحة المتشددة على مواقع قوات النظام السوري، وهو أمر تكرر في الأيام الماضية على وقع إعلان تركيا عقد محادثات مع مسؤولين سوريين بهدف تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق. وعلى الرغم من أن الأتراك أكدوا أن التقارب مع النظام لن يأتي على حساب دعمهم المعارضة السورية، فإن بعض الفصائل، مثل «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، رأت أن اللقاءات التركية - السورية التي استضافتها موسكو الشهر الماضي تمثل «انحرافة خطيرة عن أهداف الثورة السورية».
وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية أن وحدات من الجيش قضت على «عدد من الإرهابيين» خلال تصديها لهجوم على نقاط عسكرية بريف إدلب الجنوبي. وقالت وزارة الدفاع في بيان نشرته على صفحتها بموقع «فيسبوك» إن القوات النظامية «تصدت صباح اليوم (أمس) بكل بطولة لهجوم كثيف شنته المجموعات الإرهابية في ريف إدلب الجنوبي من اتجاه البارة - كنصفرة باتجاه معرة موحص - البريج، مستغلة حالة الطقس الضبابية، بعد رمايات مكثفة بالأسلحة الثقيلة على نقاط قواتنا في تلك المنطقة». وأشارت الوزارة إلى أن الهجوم استمر لساعات، وأسفر عن مقتل أو جرح 12 من المهاجمين، عارضة صور جثتين على الأقل من جثث القتلى.
من جهته، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى مقتل 2 من فصيل «أنصار التوحيد» المتشدد خلال «عملية انغماسية» نفذها على مواقع قوات النظام على جبهة معرة موخص جنوب إدلب. كما وثّق نشطاء «المرصد» مقتل مدني جراء قصف صاروخي من قوات النظام على بلدة البارة بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، موضحاً أن بلدات وقرى جبل الزاوية تعرضت لأكثر من 100 قذيفة صاروخية ومدفعية منذ صباح أمس.
وجاء هجوم «أنصار التوحيد» في وقت تواصل «هيئة تحرير الشام» والفصائل العاملة ضمن ما يُعرف بـ«منطقة بوتين – إردوغان» (منطقة التهدئة في شمال غربي سوريا) تصعيدها ضد قوات النظام في ريف اللاذقية الشمالي وريف حلب الغربي وريف إدلب. ولفت «المرصد» إلى أن هذه الفصائل بدأت تصعيدها «بالتزامن مع الحديث عن التقارب بين النظامين التركي والسوري»، مضيفاً أن «هيئة تحرير الشام» تهدف من التصعيد إلى «محاولة استغلال الرأي العام في الشمال السوري الرافض للتقارب التركي مع النظام، في محاولة منها لاستعطاف الشارع وكسب الحاضنة الشعبية والتأييد لها».
وقال «المرصد» إنه وثّق مقتل 17 عنصراً من قوات النظام بينهم ضابط، إضافة إلى مقتل 5 من «هيئة تحرير الشام» و«جهادي فرنسي»، خلال 8 عمليات في الفترة الأخيرة «تنوعت ما بين هجمات وعمليات قنص واشتباكات واستهدافات».
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الداخلية السورية أمس مقتل ضابط وإصابة عنصرين آخرين وثلاثة مدنيين جراء انفجار عبوة ناسفة في مدينة درعا بجنوب البلاد. وقالت الوزارة إن الضابط القتيل برتبة رائد «من مرتبات وحدة المهام الخاصة في دمشق».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.