المستهلكون الألمان يدفعون زيادة تقدر بـنحو 25% للحصول على الطاقة

التضخم يسجل 7.9% في 2022

مبان وأبراج مضاءة بالحي المصرفي في نهر الماين بفرانكفورت (أ.ب)
مبان وأبراج مضاءة بالحي المصرفي في نهر الماين بفرانكفورت (أ.ب)
TT

المستهلكون الألمان يدفعون زيادة تقدر بـنحو 25% للحصول على الطاقة

مبان وأبراج مضاءة بالحي المصرفي في نهر الماين بفرانكفورت (أ.ب)
مبان وأبراج مضاءة بالحي المصرفي في نهر الماين بفرانكفورت (أ.ب)

ارتفع التضخم في ألمانيا عام 2022 إلى أعلى مستوى له منذ إعادة توحيد شطري البلاد في عام 1990، حيث بلغ متوسط ارتفاع أسعار المستهلك على مدار العام الماضي 7.9 في المائة مقارنة بعام 2021، حسبما أكد مكتب الإحصاء الاتحادي بفيسبادن أمس الثلاثاء في تقديرات أولية أعلنها قبل نحو أسبوعين.
وبالمقارنة، ارتفعت أسعار المستهلك في ألمانيا عام 2021 بمتوسط 3.1 في المائة. وقالت رئيسة المكتب، روت براند: «معدل التضخم السنوي المرتفع على نحو غير مسبوق كان مدفوعا بشكل أساسي بالزيادات الشديدة في أسعار منتجات الطاقة والأغذية منذ بداية الحرب في أوكرانيا». وفي الوقت نفسه أشار المكتب إلى التضخم بشكل أكبر في الشهر الأخير من عام 2022. موضحا أن التضخم المنسق تراجع إلى 9.6 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر (كانون الأول) من 11.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني)، و11.6 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول).
واضطر المستهلكون في ألمانيا إلى دفع 24.4 في المائة أكثر مقابل الطاقة في ديسمبر على أساس سنوي، كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 20.7 في المائة.
يُذكر أن جمهورية ألمانيا الاتحادية (ألمانيا الغربية) سجلت في عام 1951 معدل تضخم مرتفعا بلغت نسبته 7.6 في المائة. ومع ذلك فقد تغيرت طريقة حساب التضخم بمرور الوقت. وحتى ألمانيا الموحدة لم تسجل معدل تضخم مرتفعا يضاهي ما تم تسجيله عام 2022.
وفي نوفمبر الماضي بلغ معدل التضخم السنوي 10 في المائة، بينما وصل إلى مستوى قياسي في أكتوبر الماضي بتسجيله 10.4 في المائة. وانخفضت أسعار المستهلكين من نوفمبر إلى ديسمبر 2022 بنسبة 0.8 في المائة.
وتحاول ألمانيا تخفيف الأعباء عن الشركات والمستهلكين بمساعدات بمليارات اليوروات. وفي العام الحالي سيُجرى تطبيق إجراءات تهدف إلى كبح أسعار الكهرباء والغاز للحد من عواقب زيادة التكاليف على المنازل والشركات. في الأثناء، أظهرت دراسات حديثة أفادت بأن التجارة الخارجية الألمانية مع الصين تشهد اختلالات متزايدة، وبحسب التحليل الذي أجرته وكالة التجارة والاستثمار الألمانية (GTAI) ونُشر أمس، فإن الصين أصبحت من ناحية أقل أهمية كوجهة للصادرات الألمانية، بينما تزايدت من ناحية أخرى واردات ثاني أكبر اقتصاد في العالم لألمانيا بوتيرة سريعة. وجاء في الدراسة: «هذا يزيد الاعتماد على الصين والعجز التجاري يتجه نحو سجل سلبي».
ووفقا للدراسة، تظل الصين أهم شريك تجاري لألمانيا في عام 2022 للمرة السابعة على التوالي. ومن بين أهم الدول المستقبلة للسلع الألمانية، تراجعت الصين من المركز الثاني إلى المركز الرابع، وفقا للتحليل الذي يستند إلى أرقام من مكتب الإحصاء الاتحادي حتى نوفمبر الماضي.
وبينما ارتفعت صادرات ألمانيا للصين بنسبة 3.7 في المائة فقط، ارتفعت صادرات الصين إلى ألمانيا بنسبة 37 في المائة. وترجح الدراسة أن العجز التجاري قد بلغ ذروته في عام 2022.
وتظل التطلعات الخاصة بالتجارة الخارجية مع الصين مختلطة في العام الجديد، فمن ناحية يعتبر تخلي الصين عن استراتيجية «صفر كوفيد» إشارة جيدة للتصدير، لكن لا يزال مناخ الأعمال بين الشركات الألمانية في الصين ضعيفا من ناحية أخرى.
في المقابل تتطلع شركات التصدير الألمانية لآفاق جديدة، حيث ارتفعت مكانة الولايات المتحدة بوصفها أهم سوق تصدير للبضائع الألمانية بفارق كبير، كما باعت الشركات الألمانية المزيد من البضائع إلى بولندا والنمسا.
تجدر الإشارة إلى أن «GTAI» هي وكالة التجارة الخارجية الاتحادية التي تدعم الشركات الألمانية في الخارج والشركات الأجنبية التي تستقر في ألمانيا.


مقالات ذات صلة

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».