طهران توقف ألمانياً بتهمة تصوير منشأة نفطية

باريس قلقة على مواطن محتجز في إيران... وعبد اللهيان يتلقى اتصالاً من نظيرته البلجيكية

طهران توقف ألمانياً بتهمة تصوير منشأة نفطية
TT

طهران توقف ألمانياً بتهمة تصوير منشأة نفطية

طهران توقف ألمانياً بتهمة تصوير منشأة نفطية

أوقفت السلطات الإيرانية شخصاً يحمل الجنسية الألمانية، أثناء التقاطه صوراً لمنشأة نفطية. وبالتزامن مع ذلك، أجرت وزيرة الخارجية البلجيكية ونظيرها الإيراني مكالمة هاتفية؛ لبحث قضية عامل إغاثة بلجيكي محتجز لدى طهران، بينما أعربت باريس عن «قلقها البالغ» بشأن الوضع الصحي للفرنسي الآيرلندي الذي تحتجزه طهران.
وأوردت «جام جم» المرتبطة بالتلفزيون الرسمي على موقعها الإلكتروني: «تم توقيف مواطن ألماني وهو يلتقط صوراً لمنشآت نفطية في مدينة أميديه (العميدية بالعربية)»، من دون تفاصيل إضافية بشأن هويته أو متى تم توقيفه.
وتقع المدينة في جنوب محافظة الأحواز ذات الأغلبية السكانية العربية، المحاذية للعراق، التي تضم أبرز المنشآت وحقول النفط في البلاد.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية إن سفارتها في طهران «تعمل حالياً للإضاءة على القضية، بعدما أخذت علماً بتقارير صحافية إيرانية» حسبما ذكرت «وكالة الأنباء الألمانية».
وتأتي الأنباء عن توقيف هذا الشخص في وقت تشهد فيه إيران منذ 16سبتمبر (أيلول)، احتجاجات إثر وفاة مهسا أميني بعد توقيفها من قبل «شرطة الأخلاق» بدعوى «سوء الحجاب».
ووفقاً للسلطات القضائية الإيرانية، تم اعتقال ما لا يقل عن 40 أجنبياً خلال موجة الاحتجاجات الأخيرة.
وتثير الاحتجاجات توترات متزايدة بين إيران ودول غربية، منها ألمانيا التي انتقدت «قمع» السلطات الإيرانية التحركات، وفرضت عقوبات على مسؤولين إيرانيين على خلفية هذه المسألة، واستدعت ممثلي إيران الدبلوماسيين لديها للاحتجاج.
وتواجه طهران ضغوطاً غربية متزايدة بعدما أقدمت على تنفيذ أحكام إعدام بحق أربعة محتجين.
في تلك الأثناء، أعلنت الخارجية الإيرانية، أمس، أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان تلقى اتصالاً هاتفياً من وزيرة الشؤون الخارجية البلجيكية حجة لحبيب؛ لمناقشة قضية موظف الإغاثة البلجيكي أوليفيييه فانديكاستيل، الذي حكم عليه القضاء الإيراني بالسجن ما يصل إلى 40 عاماً.
وأدان القضاء الإيراني فانديكاستيل بأربعة اتهامات، شملت التجسس على إيران، والتعاون مع الولايات المتحدة ضد إيران، وتهريب العملات، وغسل الأموال، وقال إن بإمكان موظف الإغاثة، الذي أُلقي القبض عليه أثناء زيارته إيران في فبراير (شباط) الماضي، الطعن على الحكم.
وقال وزير العدل البلجيكي في ديسمبر (كانون الأول) إن فانديكاستيل في السجن «بسبب سلسلة من الجرائم الملفقة» وحُكم عليه انتقاماً؛ بسبب حكم بالسجن لمدة 20 عاماً أصدرته محاكم بلجيكية على دبلوماسي إيراني في عام 2021.
وأُدين أسد الله أسدي بالتخطيط لهجوم إرهابي بعد إحباط مؤامرة لتفجير تجمع سنوي لمنظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة، بالقرب من باريس في يونيو (حزيران) 2018.
وأقر البرلمان في بروكسل المعاهدة في يوليو (تموز)، ورأى معارضوها أنها تمهّد للإفراج عن أسدي. من جهتها، ترى فيها الحكومة فرصة لإطلاق فانديكاستيل.
وعلّقت المحكمة الدستورية في بلجيكا، في ديسمبر، المعاهدة، بانتظار صدور حكم نهائي بشأن مدى شرعيتها في غضون ثلاثة أشهر.
في غضون ذلك، أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن «قلقها البالغ» بشأن الوضع الصحي لبرنار فيلان، وهو فرنسي آيرلندي موقوف في إيران منذ أكتوبر (تشرين الأول)، كما أعلنت الناطقة باسم الوزارة آن-كلير لوجندر، مؤكدة هويته.
وقالت لوجندر إن وضعه الصحي «هش ويتطلب متابعة طبية مناسبة لا تتوافر في مكان احتجازه»، مطالبة «بالإفراج عن السيد فيلان دون تأخير».
وأضافت في بيان: «نؤكد أن السيد برنار فيلان المواطن الفرنسي الآيرلندي، هو واحد من مواطنينا السبعة الذين تحتجزهم بشكل تعسفي السلطات الإيرانية» على ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».
وتنظّم لجان دعم وأقرباء لفرنسيين معتقلين في إيران تجمّعاً؛ دعماً لهم في ساحة تروكاديرو في باريس يوم 28 يناير (كانون الثاني)، في تحرّك يرمي إلى لفت انتباه السلطات إلى «ظروف الاعتقال غير الإنسانية التي يواجهونها».
وتعتقل السلطات الإيرانية عشرات الرعايا الأجانب، وسط تأكيد داعمين لهم أنهم أبرياء يستخدمهم «الحرس الثوري» الإيراني ورقة مساومة، في حين تسعى إيران مع القوى الكبرى لإحياء الاتفاق الدولي المبرم في عام 2015 لضمان سلمية برنامج طهران النووي.
وتُتّهم إيران، التي تراكم مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة من أبريل (نيسان) 2021، بالسعي إلى حيازة سلاح نووي.
وتشدد طهران على أن كل الأجانب الموقوفين لديها محتجزون بناء على القانون المحلي، لكنّها تبدي انفتاحاً على الانخراط في عملية تبادل سجناء.
وباتت بلدان عدة، من بينها فرنسا، تتّهم إيران بشكل مباشر باستخدام المعتقلين الأجانب «رهائن دولة».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

تباين إيراني حول تقديرات تأثير غياب الأسد

قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)
قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)
TT

تباين إيراني حول تقديرات تأثير غياب الأسد

قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)
قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)

تباين مسؤولون وقادة عسكريون إيرانيون حول تقديرات تأثير سقوط نظام بشار الأسد على الجماعات المتحالفة مع طهران في المنطقة.

وقال رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، إنَّ سقوط الأسد «سيتسبب في اختلال في العمق الاستراتيجي للقوى المرتبطة بالجمهورية الإسلامية»، لكنَّه أشار إلى أنَّ «(حزب الله) في لبنان سيتمكّن سريعاً من التكيف مع الظروف الجديدة».

في المقابل، قلَّل قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، مرة أخرى، من تأثير سقوط الأسد على نفوذ إيران الإقليمي خصوصاً صلاتها بجماعات «محور المقاومة». وقال سلامي لمجموعة من قادة قواته: «البعض يّروج لفكرة أنَّ النظام الإيراني قد فقد أذرعه الإقليمية، لكن هذا غير صحيح، النظام لم يفقد أذرعه». وأضاف: «الآن أيضاً، الطرق لدعم (جبهة المقاومة) مفتوحة. الدعم لا يقتصر على سوريا وحدها، وقد تأخذ الأوضاع هناك شكلاً جديداً تدريجياً».