تفاؤل بالانتعاش الصيني رغم التباطؤ الفصلي المتوقع

أسهم شنغهاي تغري المستثمرين الأجانب مجدداً

أبراج سكنية وإدارية تحت الإنشاء في الحي التجاري بالعاصمة الصينية بكين (رويترز)
أبراج سكنية وإدارية تحت الإنشاء في الحي التجاري بالعاصمة الصينية بكين (رويترز)
TT

تفاؤل بالانتعاش الصيني رغم التباطؤ الفصلي المتوقع

أبراج سكنية وإدارية تحت الإنشاء في الحي التجاري بالعاصمة الصينية بكين (رويترز)
أبراج سكنية وإدارية تحت الإنشاء في الحي التجاري بالعاصمة الصينية بكين (رويترز)

رجّح خبراء اقتصاد أن تُظهر بيانات اقتصادية رئيسية للصين، هذا الأسبوع، ضعفاً ملحوظاً في النمو بنهاية العام الماضي، بعد إنهاء سياسة «صفر كوفيد» بشكل مفاجئ، على الرغم من تحول الاهتمام سريعاً إلى تحقيق انتعاش قوي في عام 2023.
وألقت قفزة في الإصابات ظلالها على الاقتصاد، إذ من المرجح أن تُظهر بيانات رسمية، الثلاثاء، تباطؤاً في النشاط إلى مستويات تشبه تلك المستويات المسجلة عند إغلاق شنغهاي في ربيع العام الماضي.
ووفقاً لمتوسط توقعات خبراء اقتصاد استطلعت وكالة «بلومبيرغ للأنباء» آراءهم، فإن ذلك يعني أنه من المحتمل أن يتباطأ الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأخير من العام الماضي إلى 1.6 %، وهو معدل أقل من نصف وتيرة النمو المسجلة في الربع الثالث.
ووفقاً للمسح، من المرجح أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي للعام الماضي بأكمله بمعدل 2.7 %، وهو أقل بكثير من هدف الحكومة الطموح للنمو بأن يبلغ حوالي 5.5 %، وأعلى بشكل طفيف عن معدل 2.2 % المسجل في عام 2020، عندما ضربت الجائحة في البداية البلاد.
لكن من جهة أخرى وفي سياق إيجابي، عاد المستثمرون الأجانب لشراء أسهم الشركات الكبرى الصينية المطروحة في البورصة، في ظل التفاؤل بإعادة فتح الاقتصاد الصيني ورفع القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا المستجد في الصين.
وذكرت وكالة «بلومبيرغ للأنباء» أن المستثمرين الأجانب اشتروا أسهماً بقيمة نحو 12 مليار يوان (1.8 مليار دولار) من شركة المشروبات «ووليانغي يبين» خلال الأسابيع العشرة الماضية، كما اشترى المساهمون أسهماً من شركة «بينغ آن إنشورانس غروب» للتأمين بأكثر من 10 مليارات يوان، في ظل التفاؤل بتعافي القطاع العقاري في الصين.
ودفعت هذه المشتريات مؤشر «سي.إس.آي 300» الرئيسي لبورصة شنغهاي للأوراق المالية ليرتفع إلى أعلى مستوياته منذ حوالي 5 أشهر. ويعزز الارتفاع الأخير للأسهم الصينية الآمال في تعافي الاقتصاد الصيني، في حين تتجه أغلب الاقتصادات المتقدمة نحو الركود، كما تعكس عودة صناديق الاستثمار إلى سوق الأسهم الصينية ثقة هذه الصناديق في الاقتصاد الصيني بعد رفع قيود كورونا.
وفي سياق مستقل أبقى البنك المركزي الصيني على سعر الفائدة على آلية التمويل متوسطة المدى عند مستواه الحالي دون تغيير، مع ضخ المزيد من السيولة النقدية في النظام المالي الصيني.
وضخّ بنك الشعب «المركزي» الصيني، يوم الاثنين، 779 مليار يوان في النظام المالي عبر آلية التمويل متوسطة الأجل التي تصل مدتها إلى عام، كما أبقى على سعر الفائدة على هذه الآلية عند مستوى 2.75 %.
وفي الوقت نفسه نفّذ البنك المركزي عمليات إعادة شراء عكسي مع البنوك مدتها 7 أيام بقيمة 82 مليار وون، بفائدة قدرها 2 %، وعمليات إعادة شراء عكسي مدتها 14 يوماً بقيمة 74 مليار وون وفائدة قدرها 2.15 %.
من جهة أخرى سجلت أسعار المساكن بالصين في 70 مدينة كبيرة ومتوسطة الحجم انخفاضاً مستمراً في شهر ديسمبر (كانون الأول) من عام 2022، وفقاً لما ذكرته الهيئة الوطنية للإحصاء، يوم الاثنين.
وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» بأن المزيد من المدن شهدت انخفاضاً في أسعار المساكن، حيث شهدت 55 مدينة صينية، من أصل 70، في ديسمبر الماضي، انخفاضاً على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، بالمقارنة مع 51 مدينة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وسجل إجمالي 63 مدينة انخفاضاً في أسعار المساكن المستعملة، بالمقارنة مع 62 مدينة في الشهر السابق.


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع السعودي والسفير الفرنسي يناقشان الموضوعات المشتركة

الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال لقائه في مكتبه بالرياض السفير الفرنسي لودوفيك بوي (وزارة الدفاع السعودية)

وزير الدفاع السعودي والسفير الفرنسي يناقشان الموضوعات المشتركة

ناقش الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي مع لودوفيك بوي سفير فرنسا لدى المملكة، الاثنين، عدداً من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (الخارجية السعودية)

«الإليزيه»: 4 ملفات رئيسية في اتصال الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي

4 ملفات رئيسية في الاتصال الهاتفي بين الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي: الوضع في غزة والحل السياسي والتصعيد الإقليمي (ولبنان) والعلاقة الاستراتيجية.

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج من اللقاء بين الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان والوزيرة الفرنسية (واس)

تعزيز التعاون الثقافي السعودي - الفرنسي

بحث الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع نظيرته الفرنسية رشيدة داتي، الثلاثاء، في سُبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات الثقافية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج وزير الخارجية السعودي خلال لقائه المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي في ميونيخ بألمانيا (واس)

أوضاع غزة تتصدر محادثات وزير الخارجية السعودي في ميونيخ

تصدرت تطورات الأوضاع في قطاع غزة محادثات الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع مسؤولين من فرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
الخليج خطة مشتركة لمبادرات ومشروعات تعاون بين وزارتي داخلية البلدين (واس)

مباحثات سعودية - فرنسية لتعزيز مسارات التعاون الأمني

بحث وزير الداخلية السعودي مع نظيره الفرنسي سبل تعزيز مسارات التعاون الأمني بين البلدين، وناقشا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مصر تتطلع إلى موافقة صندوق النقد على صرف شريحة جديدة من القرض

وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال لقائه كريستالينا غورغييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي (الشرق الأوسط)
وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال لقائه كريستالينا غورغييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي (الشرق الأوسط)
TT

مصر تتطلع إلى موافقة صندوق النقد على صرف شريحة جديدة من القرض

وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال لقائه كريستالينا غورغييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي (الشرق الأوسط)
وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال لقائه كريستالينا غورغييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي (الشرق الأوسط)

قال وزير المالية المصري أحمد كجوك، إن بلاده تتطلع إلى موافقة مجلس إدارة صندوق النقد الدولي على المراجعة الثالثة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري يوم 29 يوليو (تموز) الحالي، «ونستهدف استمرار المراجعات القادمة بنجاح، والعمل على مسار الحصول على تمويل من صندوق المرونة والاستدامة».

وأكد الوزير، في بيان صحافي، السبت: «إننا نتعامل في مصر بتوازن شديد مع تداعيات جيوسياسية مركبة، في إطار برنامج شامل لتحسين الأداء الاقتصادي».

وأجرت بعثة من صندوق النقد الدولي، زيارة إلى القاهرة في مايو (أيار) الماضي، لإجراء المراجعة الثالثة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي. لكنه أجّل مناقشة صرف الشريحة الثالثة من القرض الممنوح لمصر بقيمة 820 مليون دولار، إلى 29 يوليو الحالي، بعدما كانت على جدول اجتماعاته المقررة 10 يوليو.

واعتمد مجلس الصندوق في نهاية مارس (آذار) الماضي، المراجعتين الأولى والثانية، في إطار تسهيل الصندوق الممدد لمصر، ووافق على زيادة قيمة البرنامج الأصلي بنحو 5 مليارات دولار، ليصل إجماليها إلى 8 مليارات دولار، ما سمح لمصر بسحب سيولة من الصندوق بنحو 820 مليون دولار على الفور.

وخلال لقائه كريستالينا غورغييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي، على هامش اجتماعات «مجموعة العشرين» في البرازيل، قال الوزير: «إننا ملتزمون بتحقيق الانضباط المالي من أجل وضع مسار دين أجهزة الموازنة للناتج المحلي في مسار نزولي، ونستهدف خلق مساحة مالية كافية تتيح زيادة الإنفاق على التعليم والصحة والحماية الاجتماعية، ونعمل أيضاً على خفض معدلات التضخم لضمان استقرار الأسعار لتحسين الأحوال المعيشية للمواطنين، ومساندة تنافسية الشركات».

وأشار الوزير إلى أن أولوية الحكومة خلال الفترة المقبلة زيادة حجم استثمارات القطاع الخاص ودفع الأنشطة الإنتاجية والتصديرية، وكذلك تطوير بيئة الأعمال لتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد المصري وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، لافتاً إلى «أننا نعمل على تبسيط الإجراءات الخاصة بمنظومتي الضرائب والجمارك لإعادة بناء الثقة بين مجتمع الأعمال والإدارة الضريبية وتحسين الخدمات للممولين».

وأوضح كجوك، أن بلاده حريصة على دفع الإصلاحات الهيكلية ودفع الاستثمارات الخاصة في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا وتحلية المياه والبنية التحتية، مشيراً إلى العمل أيضاً على «اتساق السياسات الاقتصادية من خلال وضع سقف لإجمالي الاستثمارات العامة والضمانات الحكومية ونسبة دين الحكومة العامة للناتج المحلي».

على صعيد موازٍ، عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي المصرية، لقاءاتٍ مكثفة مع وزراء الاقتصاد والتنمية والتعاون الدولي، إلى جانب مسؤولي مؤسسات التمويل الدولية، المُشاركين في الاجتماع الوزاري لـ«مجموعة العشرين» بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، وذلك لبحث أولويات التعاون المشترك وتعزيز الشراكات المستقبلية في ضوء أولويات وبرنامج الحكومة.

والتقت المشاط بكل من: أحمد حسين وزير التنمية الدولية الكندي، وإيفا جرانادوس وزيرة الدولة للتعاون الدولي الإسبانية، وريم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، وسيفينا شولز الوزيرة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، وأنيليز جين دودز وزيرة الدولة لشؤون المرأة والمساواة في المملكة المتحدة، وخوسيه دي ليما وزير الدولة للاقتصاد الأنغولي، وكريسولا زاكاروبولو وزيرة الدولة للتعاون الإنمائي بفرنسا.

كما عقدت الوزيرة لقاءً مع جوتا أوربيلينين المفوضة الأوروبية للشراكات الدولية، وسيندي ماكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، وريبيكا جرينسبان الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، كما التقت أنيل كيشورا نائب الرئيس والمدير التنفيذي لبنك التنمية الجديد (NDB)، وألفارو لاريو رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد).

وخلال اللقاءات ناقشت المشاط، فُرص التعاون المستقبلي مع الاتحاد الأوروبي استمراراً للشراكة الاستراتيجية بين الجانبين وجهود تعزيز الاستثمارات من خلال آلية ضمان الاستثمار التي يجري تنفيذها، وكذلك تعزيز جهود الإصلاحات الهيكلية.