رئيس الوزراء المصري يتوقع القضاء على السوق السوداء للدولار بعد التعويم

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يتوسط وزراء الكهرباء والتموين والتعليم ومحافظ شمال سيناء خلال مؤتمر صحافي أمس (الشرق الأوسط)
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يتوسط وزراء الكهرباء والتموين والتعليم ومحافظ شمال سيناء خلال مؤتمر صحافي أمس (الشرق الأوسط)
TT

رئيس الوزراء المصري يتوقع القضاء على السوق السوداء للدولار بعد التعويم

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يتوسط وزراء الكهرباء والتموين والتعليم ومحافظ شمال سيناء خلال مؤتمر صحافي أمس (الشرق الأوسط)
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يتوسط وزراء الكهرباء والتموين والتعليم ومحافظ شمال سيناء خلال مؤتمر صحافي أمس (الشرق الأوسط)

قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، أمس (السبت)، إن ما قام به البنك المركزي من تعويم كامل للجنيه، خلال الأيام القليلة الماضية، «يحظى بدعم وتنسيق كامل من جهة الحكومة، لضبط السياسة النقدية، وعودة التوازن لسوق صرف العملة الأجنبية».
وشهد الجنيه المصري تراجعاً حاداً يوم الأربعاء الماضي، ليبلغ أدنى مستوى في تاريخه أمام معظم العملات، في الوقت الذي ينتظر فيه المستثمرون تدبير الدولار من جانب البنوك، ليصل سعره إلى 32.20 جنيه للدولار الواحد.
وانتعشت السوق السوداء في البلاد بصورة كبيرة على مدار شهور نتيجة شح الدولار في السوق المصرية، ما ترتب عليه تراكم المنتجات والسلع في الموانئ المصرية، لترتفع الأسعار لمستويات قياسية نتيجة تراجع المعروض.
وأكد مدبولي، خلال مؤتمر صحافي في ختام زيارته لمحافظة شمال سيناء، أمس، أن هذه الخطوة تُعد مهمة للغاية، قائلاً: «لا يصح أن نتكلم عن استثمار وتنمية وتوجد سوق موازية لسعر الصرف... وبالتالي كان لازماً وقف هذه التصرفات غير الصحيحة، وصولاً للقضاء على هذه الظاهرة خلال الفترة المقبلة».
كما أكد رئيس الوزراء، في الوقت نفسه، حرص الحكومة على خروج أكبر حجم من البضائع والسلع ومستلزمات الإنتاج المتراكمة بمختلف الموانئ على مدار الفترة السابقة، موضحاً أنه منذ بداية شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وحتى 10 يناير (كانون الثاني) الجاري، وصل إجمالي قيمة ما تم الإفراج عنه إلى 8.5 مليار دولار، مشيراً إلى أن يومي الأربعاء والخميس الماضيين، اللذين تزامنا مع ما اتخذه البنك المركزي من إجراءات وخطوات، شهدا خروج بضائع وسلع بقيمة إجمالية تصل إلى 645 مليون دولار.
وفي الوقت نفسه، أشار رئيس الوزراء إلى أن مجلس الوزراء سيناقش في اجتماعه المقبل إقرار حافز إضافي لتوريد القمح، و«سيكون هناك خبر سار للفلاحين بإضافة رقم آخر كحافز؛ حتى يكون هناك سعر محفز للتوريد».
وقال مدبولي، في هذا الصدد، إن «تكلفة رغيف الخبز على الدولة، قبل حدوث الأزمة الراهنة، كانت 65 قرشاً، وعقب اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية ارتفعت تكلفته على الدولة إلى 80 قرشاً، ورغم ذلك لم تحدث أي زيادة على أسعاره للمواطن، ثم زادت التكلفة إلى 90 قرشاً بعد تحرير سعر العملة»، وهو يباع حالياً بـ5 قروش.
تنتج مصر 100 مليار رغيف سنوياً، بمعدل 275 مليون رغيف يومياً تقريباً، والعشرة قروش الأخيرة زيادة في تكلفة إنتاج الرغيف، تعني أن الدولة ستتحمل 10 مليارات جنيه.
وأشار مدبولي إلى أن هناك زيادة في دعم الخبز فقط تتجاوز 55 مليار جنيه، على الدعم الموجود بالفعل الذي يقدر بنحو 38 مليار جنيه.
وعن دعم الوقود، أشار رئيس الوزراء إلى أن «تكلفة لتر السولار الفعلية على الدولة المصرية 11 جنيهاً، لكن سعره في الأسواق يقدر بنحو 7.25 جنيه، أي هناك ما يقرب من 4 جنيهات تتحملها الدولة لكل لتر»، موضحاً أن استهلاك الدولة في السنة الواحدة من السولار يقدر بنحو 15 مليار لتر، أي هناك نحو 60 مليار جنيه تتحمّلها الدولة دعماً على كل لتر واحد، وهو ما يعد رقماً هائلاً».


مقالات ذات صلة

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

الاقتصاد ناقلة غاز طبيعي مسال تمر بجانب قوارب صغيرة (رويترز)

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

تجري مصر محادثات مع شركات أميركية وأجنبية أخرى لشراء كميات من الغاز الطبيعي المسال عبر اتفاقيات طويلة الأجل، في تحول من الاعتماد على السوق الفورية الأكثر تكلفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد سيدة تتسوق في إحدى أسواق القاهرة (رويترز)

«المركزي المصري» يجتمع الخميس والتضخم أمامه وخفض الفائدة الأميركية خلفه

بينما خفض الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي يدخل البنك المركزي المصري اجتماعه قبل الأخير في العام الحالي والأنظار تتجه نحو التضخم

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مسؤولو «مدن» الإماراتية و«حسن علام» المصرية خلال توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مشروع رأس الحكمة (الشرق الأوسط)

«مدن القابضة» الإماراتية توقع مذكرة تفاهم في البنية التحتية والطاقة بمشروع رأس الحكمة

وقعت «مدن القابضة» الإماراتية، اليوم الثلاثاء، مذكرة تفاهم مع مجموعة «حسن علام القابضة» المصرية، لتعزيز أفق التعاون في مشروع رأس الحكمة في مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد الشمس أثناء الغروب خلف أعمدة خطوط الكهرباء ذات الجهد العالي (رويترز)

الربط الكهربائي بين مصر والسعودية يحسّن إمدادات التيار في المنطقة ويقلل الانقطاعات

ترى الشركة المنفذة لأعمال الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، أن الربط الكهربائي بين البلدين سيحسّن إمدادات التيار في المنطقة ويقلل من انقطاعات الكهرباء.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد اللواء الدكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء (الشرق الأوسط)

محافظ جنوب سيناء: نتطلع لجذب الاستثمارات عبر استراتيجية التنمية الشاملة

تتطلع محافظة جنوب سيناء المصرية إلى تعزيز موقعها كمركز جذب سياحي، سواء على مستوى الاستثمارات أو تدفقات السياح من كل أنحاء العالم.

مساعد الزياني (دبي)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».