الجزائر تطلب دعم شركائها لزيادة صادراتها الغازية

وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب (وزارة الطاقة الجزائرية)
وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب (وزارة الطاقة الجزائرية)
TT

الجزائر تطلب دعم شركائها لزيادة صادراتها الغازية

وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب (وزارة الطاقة الجزائرية)
وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب (وزارة الطاقة الجزائرية)

في سياق جهودها المتواصلة للانضمام إلى مجموعة «بريكس» قبل نهاية 2023، بالاعتماد على قدراتها في مجال الطاقة، ومشروعات طموحة لزيادة إنتاج الغاز ورفع حجم التصدير إلى أوروبا، طالبت الجزائر شركاءها التجاريين بدعم مالي ومساعدة فنية، و«مرافقة» عن طريق نقل التكنولوجيا الحديثة إلى منشآتها.
وحمل وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، رؤية الجزائر لمستقبل الطاقة والتنمية في العالم، حسب ما نشرته وزارة الطاقة الجزائرية بموقعها، إلى الاجتماع الافتراضي الذي جرى يومي 12 و13 من الشهر الحالي، بطريقة التواصل عن بُعد، والذي بادر به وزير البترول والغاز الهندي، هارديب سينغ بوري، في إطار «قمة صوت الجنوب» التي تنظمها الحكومة الهندية.
وقال عرقاب إن بلاده «تخطط لبرنامج استثماري طموح للغاية في مجال المحروقات يُقدَّر بأكثر من 40 مليار دولار، سواء في الاستكشاف أو الإنتاج والبنية التحتية لنقل الطاقة، الذي سيسمح بالحفاظ على مستوى إنتاج الغاز الطبيعي لأكثر من 110 مليارات متر مكعب في سنة، منها أكثر من 50 في المائة سيتم توجيهها للتصدير»، مبرزاً أن حصة الغاز الطبيعي الجزائري تمثل 5 في المائة من السوق العالمية.
لكن خبراء في الطاقة يشككون في إمكانية البلاد رفع قدرات التصدير، في ظل الطلب المتزايد على الغاز محلياً. وقد سبق أن أكد وزير الطاقة السابق، عبد المجيد عطار، للصحافة، أن قدرات الاستكشاف في مواقع الإنتاج «تظل محدودة».
وبحسب عرقاب، فإن الجزائر تعمل على إنجاز مشروعات لتطوير الطاقة المتجددة، وذلك بإنتاج 15 غيغاواط في أفق 2035، كما يجري العمل على تنفيذ برنامج يعتمد على الاستغناء عن كل إنتاج الكهرباء من المصادر التقليدية (ديزل وتوربينات الغاز)، في مواقع النفط بالجنوب، والاعتماد على كهرباء من مصادر متجددة (كهروضوئية بـ1.3 غيغاواط). كما تم البدء في تهجين جميع محطات الطاقة الصغيرة في الجنوب، بهدف تقليل استهلاك الوقود الأحفوري، خصوصاً الديزل، للمواقع البعيدة عن مصدر الإمداد.
وأضاف عرقاب موضحاً أن لدى الجزائر «إمكانات قوية لتكون مستقبلاً مورداً موثوقاً للكهرباء من مصادر متجددة، وهي تواصل جهودها في مجال الكفاءة الطاقوية، وتطوير قطاع الهيدروجين وجعله ناقلاً استراتيجياً، مع احترامنا للتعهدات في مجال البيئة»، مشيداً بـ«مشروعاتنا في ميدان التحول الطاقوي، وكذا خيار الطاقة النووية لتنويع مزيج الطاقة في الجزائر. وهذا كله مع استغلال مواردنا المنجمية، على غرار تلك المستخدمة في الفنيات الحديثة، كتخزين الكهرباء، مثل الليثيوم والزنك وغيرها».
وتعول الجزائر لتحقق طموحها في هذه المشروعات على «تعاون وشراكة يجب أن يكونا دائمين وشاملين لمختلف الجوانب المتعلقة بالطاقة، ومصحوبين بدعم الدول المتقدمة، لا سيما في مجالات التمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات والمساعدة الفنية الفعالة»، وفق عرقاب.
وباتت الجزائر محط اهتمام عدد من الدول التي تطلب منها الطاقة، خصوصاً الغاز، وذلك منذ قطع إمدادات الغاز الروسي عنها في خضم الحرب في أوكرانيا. ومن أهم هذه الدول إيطاليا وإسبانيا، وبدرجة أقل فرنسا. كما تطلب دول أفريقية الطاقة الكهربائية من الجزائر، التي وظفت بقوة سلاح الغاز ضد مدريد، بهدف ثنيها عن سحب دعهما للمغرب في نزاع الصحراء.
وتضع الحكومة الجزائرية هذا «الطموح الطاقوي الكبير» ضمن مشروع اقتصادي ذي أبعاد سياسية واستراتيجية يتعلق بالانضمام إلى مجموعة «بريكس» (تضم روسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل)، قبل نهاية هذا العام، حسب تصريحات حديثة لرئيس البلاد، عبد المجيد تبون. وفي نظر المسؤولين المحليين، فإن الجزائر تملك شروطاً موضوعية تتيح تقديم إضافة إلى «بريكس»؛ فهي أكبر بلد أفريقي وعربي من حيث المساحة، وأكبر مصدر للغاز الطبيعي في أفريقيا، ورابع أكبر اقتصاد في القارة، وديونها الخارجية شبه معدومة، وهو ما يمنحها هامش استقلالية في صناعة القرار. لكن تحديات موضوعية أخرى تنتظر الجزائر للحاق بـ«بريكس» تتمثل أساساً في مضاعفة الناتج الداخلي الخام، ورفع معدل النمو الاقتصادي.


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

مصر تقترب من إسناد إدارة مطاراتها للقطاع الخاص

جانب من مطار القاهرة الدولي (وزارة الطيران)
جانب من مطار القاهرة الدولي (وزارة الطيران)
TT

مصر تقترب من إسناد إدارة مطاراتها للقطاع الخاص

جانب من مطار القاهرة الدولي (وزارة الطيران)
جانب من مطار القاهرة الدولي (وزارة الطيران)

اقتربت الحكومة المصرية من «إسناد إدارة المطارات للقطاع الخاص». ووفق متحدث مجلس الوزراء المصري، محمد الحمصاني، فإن «الحكومة في المراحل الأخيرة من وضع خطة أو برنامج طرح إدارة المطارات للقطاع الخاص، وسيتم الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة».

وأعرب الحمصاني عن أمله في أن «يكون الطرح خلال 2025 يعقبه إعلان التوقيتات الخاصة بالتطبيق على أرض الواقع»، مؤكداً في تصريحات متلفزة، أخيراً، أن «الرؤية التي يجري الانتهاء منها تتم بالاتفاق مع مؤسسة التمويل الدولية، باعتبارها مستشاراً لبرنامج الطرح».

وكان رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، قد التقى مطلع الشهر الحالي مسؤولي تحالف «مصري - فرنسي» لاستعراض مقترح مقدم للتعاون مع الحكومة في تشغيل وإدارة المطارات، بحضور وزير الطيران وعدد من المسؤولين، وهو التحالف الذي يضم شركة «حسن علام» المصرية، و«مجموعة مطارات باريس» التي أكد نائب رئيسها التنفيذي، خافيير هورستيل، رغبتهم في عقد «شراكات طويلة الأمد مع الحكومات ومشغلي قطاع الطيران حول العالم».

وبحسب بيان الحكومة المصرية، الشهر الحالي، فإن المجموعة الفرنسية المنضوية في التحالف «لديها شراكات مع 26 مطاراً في 18 دولة حول العالم، واستقبلت نحو 336.5 مليون مسافر خلال العام الماضي».

مصطفى مدبولي خلال لقاء «التحالف المصري - الفرنسي» مطلع الشهر الحالي (مجلس الوزراء المصري)

وعدّ وكيل لجنة «السياحة والطيران» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، أحمد الطيبي، أن «التوجه الحكومي لإسناد إدارة المطارات للقطاع الخاص يهدف إلى تحسين جودة الخدمة المقدمة في المطارات المصرية المختلفة»، مؤكداً أن الشركات التي تسند إليها مثل هذه الأعمال «تكون لديها قدرات تشغيلية كبيرة وتجارب سابقة».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الاستعانة بهذه الشركات ستجعل هناك تعاملاً مختلفاً داخل المطارات المصرية من جانب الإدارة والتشغيل، بالإضافة إلى العوائد المالية التي تسدد للحكومة مقابل حقوق الإدارة ونسب الأرباح التي سيجري الاتفاق عليها، فضلاً عما ستكتسبه العمالة الموجودة من تدريبات وخبرات جديدة، بجانب ما قد يتم من زيادات في الرواتب.

رأي يدعمه أستاذ التمويل والاستثمار في مصر، محمد باغة، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «وجود القطاع الخاص سيؤدي إلى تحسين إدارة المطارات، وبالتبعية تحسين الإيرادات، فضلاً عن ضخّ رأس مال جديد بهدف التحسين والتطوير».

وأشار إلى وجود كثير من التجارب لدول حول العالم قامت بتفعيل شراكات مع القطاع الخاص، الأمر الذي أدّى إلى «تحسين في جودة الخدمة المقدمة وسرعتها»، ما ستكون له انعكاسات إيجابية على حركة السياحة والمترددين المتعاملين مع المطارات المختلفة.

مسؤولون مصريون خلال جولة تفقدية في مطار شرم الشيخ (وزارة الطيران)

وتعتزم الحكومة المصرية إتاحة الفرصة للشركات والتحالفات الدولية لتقديم عروض بشأن إدارة المطارات التي ستطرح في المرحلة الأولى، فيما نفت عدة مرات في وقت سابق ما تردد حول التوجه نحو «بيع المطارات»، مؤكدة أن الشراكات التي ستبرم مرتبطة بحقوق «الإدارة والتشغيل»، بما يسمح بتحسين جودة الخدمة المقدمة للمترددين على المطارات المختلفة.

وبحسب وكيل لجنة «السياحة والطيران» بـ«النواب»، فإن وجود القطاع الخاص بالمطارات والحرص على الاهتمام بالتطوير المستمر ومواكبة أحدث النظم العالمية، أمور تدعم الترويج للسياحة المصرية، خاصة أن المطار أول مكان يراه السائح وآخر موقع يتعامل معه، وبالتالي يجب أن يكون الانطباع عنه إيجابياً، مشيراً إلى أن «التغيرات التي حدثت في شكل وطبيعة الإدارة وطريقة تعامل الدولة مع القطاع الخاص، ستجعل هناك إصراراً على التمسك بنجاح التجربة وتحقيق أقصى استفادة منها».