تُعزز مصر مسار التنمية في شمال سيناء تزامناً مع جهودها لمجابهة «الإرهاب».
وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، إن «الدولة المصرية بكل أجهزتها بذلت جهداً هائلاً لتطهير سيناء من الإرهاب ونزع جذوره، والعمل في الوقت نفسه على إقامة مشروعات تنموية».
وأضاف، خلال مؤتمر صحافي على هامش جولة تفقدية بمحافظة شمال سيناء (السبت)، «نقف الآن في أمان، ونتحرك في الطرق والميادين في سيناء، بعد حجم هائل من التضحيات بذلتها الدولة المصرية».
وذكر مدبولي أن «ما يحدث في شمال سيناء يدعو إلى الفخر»، لافتاً إلى أنه «خلال الزيارة رأى آثار الهجمات الإرهابية التي كانت تحدث سواء على منشآت حكومية، أو على كمائن أمنية، وآثار إطلاق الرصاص، الذي حدث في ذلك الوقت، على واجهات المباني».
مدبولي يتفقد أعمال تطوير ميناء العريش البحري (الحكومة المصرية)
في غضون ذلك، وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ«مواصلة جهود تنفيذ المخطط العام للتنمية الشاملة في شبه جزيرة سيناء، بما في ذلك مشروعات استصلاح الأراضي، الهادفة إلى زيادة رقعة الأراضي الزراعية في وسط وشمال سيناء، وتعظيم المساحة العمرانية والإنتاجية، وذلك في إطار استراتيجية الدولة الشاملة للزراعة واستصلاح الأراضي على مستوى ربوع البلاد».
وبحسب إفادة للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، السبت، فقد وجه السيسي بـ«التنسيق والتكامل بين مختلف أجهزة الدولة المصرية؛ لتدقيق قواعد البيانات الخاصة بالمشروعات التنموية كافة في شبه جزيرة سيناء، بالنظر إلى أنها تمثل عنصراً أساسياً لتعظيم النتائج، وتعزز من نشاط الدولة لمراجعة مستوى الخدمات المقدمة والارتقاء بها، مع إيلاء أهمية متزايدة لموضوع الميكنة».
وزار مدبولي ومعه 7 وزراء، شمال سيناء، بدءاً من رفح ومروراً بالشيخ زويد ونهاية بالعريش؛ لمتابعة تنفيذ المشروعات التنموية والخدمية بها.
ولفت مدبولي إلى أن «الزيارة تأتي في إطار متابعة المشروعات التنموية العديدة التي يتم تنفيذها على أرض الفيروز، ضمن الاستراتيجية القومية لتعمير سيناء، التي يتولاها الرئيس السيسي»، موضحاً: «لدينا توجيهات محددة من الرئيس السيسي لتنمية سيناء، وأن يكون هناك مسار تنموي متطور ومتكامل يشمل مدنها وقراها، ويتسق مع أهمية وخصوصية المكانة الفريدة لهذه الأرض الغالية، ويتناغم كذلك مع جهود الدولة التنموية المماثلة في كل ربوع مصر، وذلك من خلال تكاتف الوزارات والهيئات وأجهزة الدولة المعنية جميعها».
من جهته أكد محافظ شمال سيناء، محمد عبد الفضيل شوشة، أن «الرئيس السيسي أولى اهتماماً كبيراً بتنمية سيناء بالكامل وتطهيرها من الإرهاب، وبالفعل بدأت عملية التنمية الشاملة في إطار خطة وضعتها الدولة المصرية بالتوازي مع الحرب على الإرهاب، حيث تشهد أرض سيناء حالياً تنفيذ عديد من المشروعات التنموية العملاقة، ومنها إعادة البنية التحتية والمرافق الكاملة لمدن سيناء».
وعانت محافظة شمال سيناء المصرية، خلال السنوات الماضية، من تنظيمات «متشددة».
رئيس الوزراء المصري يتفقد محطة محولات كهرباء الشيخ زويد (الحكومة المصرية)
وتشن قوات الجيش والشرطة المصرية عملية أمنية كبيرة في شمال ووسط سيناء منذ فبراير (شباط) عام 2018 لتطهير المنطقة من عناصر «تكفيرية» موالية لتنظيم «داعش» الإرهابي، وتُعرف العملية باسم «المجابهة الشاملة سيناء 2018».
ووجه السيسي خلال اجتماع عسكري رفيع بحضور كبار قادة الجيش، في مايو (أيار) الماضي، بـ«قيام عناصر إنفاذ القانون باستكمال تطهير بعض المناطق في شمال سيناء من العناصر الإرهابية والتكفيرية، وكذلك الاستمرار في تنفيذ الإجراءات الأمنية جميعها التي تسهم في القضاء على الإرهاب بأشكاله كافة».
وتفقد رئيس مجلس الوزراء المصري، السبت، مشروع إنشاء مدينة رفح الجديدة، التي تقام على مساحة تصل إلى أكثر من 535 فداناً على الطريق الدولي العريش - رفح عند منطقة الوفاق، وتفصلها مسافة 45 كيلومتراً عن مدينة العريش.
كما زار مدينة الشيخ زويد، وتفقد محطة محولات كهرباء الشلاق بها، وتفقد أعمال تطوير ميناء العريش البحري، وتابع الموقف التنفيذي لمشروعات الميناء.
وأشار مدبولي إلى «الأهمية الاستراتيجية الكبيرة للميناء، باعتباره أحد أهم الموانئ التي لديها الجاهزية لتقوم بدور حيوي في حركة النقل نظراً لموقعه الاستراتيجي على البحر المتوسط، إضافة إلى كونه جزءاً من المنطقة الاقتصادية لقناة السويس».