الأسد يطالب بإنهاء «الاحتلال التركي» بعد لقائه مبعوث بوتين

وسط الحديث عن لقاء وزيري خارجية البلدين... وأنقرة تقصف ريف عفرين وتوقع قتلى للنظام السوري

موقع عسكري تركي على الحدود السورية (رويترز)
موقع عسكري تركي على الحدود السورية (رويترز)
TT

الأسد يطالب بإنهاء «الاحتلال التركي» بعد لقائه مبعوث بوتين

موقع عسكري تركي على الحدود السورية (رويترز)
موقع عسكري تركي على الحدود السورية (رويترز)

وسط كلام عن لقاء قريب بين وزيري خارجية البلدين يمهد للقاء الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والسوري بشار الأسد، قصفت القوات التركية مواقع للنظام السوري في ريف عفرين موقعة 3 قتلى بين الضباط أحدهم برتبة لواء، فيما أعلن الأسد، بعد لقائه مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في دمشق، أن شرط نجاح اللقاءات هو «إنهاء الاحتلال ورعاية الإرهاب».
جاء ذلك في وقت أوحت التصريحات المتتابعة لكبار المسؤولين الأتراك، وعلى رأسهم إردوغان، بشأن الإسراع بخطوات التقارب والتطبيع مع نظام بشار الأسد في سوريا، بأن أنقرة تركز على إنجاز خطوة في هذا الملف تدعم إردوغان وحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في يونيو (حزيران) المقبل. ولذلك كان ملف عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم هو الأكثر تكراراً في تلك التصريحات.
وعلى الرغم من تصريح المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، عمر تشيليك، بأن تركيا ليست في عجلة بشأن الاجتماعات واللقاءات مع الجانب السوري، فإنه استدرك سريعاً بالقول: «لكن في المقابل لا نريد تأخيرها أكثر من اللازم».
وفي رد على سؤال حول موعد لقاء إردوغان والأسد، قال تشيليك في تصريحات ليل الأربعاء - الخميس: «نريد أن تكون هذه الاجتماعات والمحادثات مفيدة جداً لحل كل المشكلات التي تطرح خلالها، بدءاً من مكافحة الإرهاب إلى عودة اللاجئين... يتم بحث الكثير من الملفات خلال المحادثات... قريباً سيُعقد اجتماع وزراء الخارجية التركي والسوري والروسي، وفي وقت لاحق بعد هذا الاجتماع، سيعقد اجتماع القادة، رؤساء تركيا وسوريا وروسيا».
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس (الخميس)، أن موسكو تعمل لتنظيم لقاء يجمع وزراء خارجية روسيا وسوريا وتركيا، موضحةً أنه «من الناحية العملية، لم تتم بعد الموافقة على موعد محدد، ويجري العمل على عقد مثل هذا الاجتماع».
ونفى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو صحة المعلومات بأن الاجتماع سيُعقد الأسبوع المقبل، وقال إنها غير صحيحة. وأضاف، في تصريحات من رواندا (الخميس): «ربما يكون (الاجتماع) في بداية فبراير (شباط)... كما قدمنا بعض الاقتراحات بشأن المواعيد لروسيا. البعض تحدث عن مواعيد وقال إن اللقاء سيُعقد الأسبوع المقبل... هذا ليس صحيحاً، لكننا سنعقد الاجتماع الثلاثي في الفترة المقبلة... هذه حقيقة».
رئيس النظام السوري بشار الأسد رأى أن اللقاءات السورية - التركية برعاية روسيا يجب أن تكون مبنية على إنهاء «الاحتلال»، أي الوجود العسكري التركي، «حتى تكون مثمرة».
وقال الأسد، وفق بيان صادر عن الرئاسة، أمس، إثر لقائه المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، إنّ «هذه اللقاءات حتى تكون مثمرة فإنّها يجب أن تُبنى على تنسيق وتخطيط مسبق بين سوريا وروسيا من أجل الوصول إلى الأهداف والنتائج الملموسة التي تريدها سوريا من هذه اللقاءات، انطلاقاً من الثوابت والمبادئ الوطنية للدولة والشعب المبنية على إنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب».
- استعجال تركي
ورصد مراقبون حالة استعجال من جانب تركيا لتسريع خطوات التقارب والتطبيع مع نظام الأسد بسبب الانتخابات المقبلة، في مقابل عدم اكتراث النظام بهذا الأمر والتركيز على مطالبه من تركيا وفي مقدمتها الانسحاب العسكري من شمال البلاد ووقف دعم فصائل المعارضة الموالية لها.
وفي هذا الإطار، لفتت الكاتبة في صحيفة «أفرنسال» التركية، هدية ليفنت، إلى أن دمشق تريد انسحاب تركيا من شمال سوريا ووقف دعمها لفصائل المعارضة المسلحة المنضوية ضمن ما يُعرف بـ«الجيش الوطني السوري»، موضحةً أن نظام الأسد لا يريد اتخاذ أي خطوات قبل إعلان أنقرة، على الأقل، جدولاً زمنياً بشأن هذه الشروط.
وأشارت إلى أنه بالنسبة لنظام الأسد الانتخابات في تركيا ليست مسألة حياة أو موت، وظروف دمشق لم تعد كما كانت قبل بضع سنوات. بمعنى آخر، لم تعد دمشق في عجلة من أمرها لتطبيع العلاقات مع أنقرة، ويجب ألا ننسى أن مطلب التطبيع لم يأتِ من دمشق، بل جاء من أنقرة، التي بعثت برسائل إلى دمشق عبر أطراف تلتقي نظام الأسد مثل روسيا والإمارات وإيران، وتريد من هذه الدول أن تضغط على دمشق لبدء عملية التطبيع في أسرع وقت ممكن.
- ملف اللاجئين
وبدا أن ملف اللاجئين، الذي يعد واحداً من مرتكزات مسار التقارب الجاري بين أنقرة ودمشق، التي حددتها تركيا في التعاون في مكافحة الإرهاب (في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية «قسد» التي تريد إبعادها عن حدودها لمسافة 30 كيلومتراً سواء عبر التدخل العسكري أو من خلال التفاهم مع روسيا والنظام) وضمان عودة آمنة للاجئين ووصول المساعدات الإنسانية، والتقدم في الحل السياسي من أجل تحقيق الاستقرار في سوريا، يشكل أولوية في ظل توظيفه من جانب المعارضة التركية للضغط على إردوغان وحزبه قبل الانتخابات في ظل الوضع الاقتصادي الراهن الذي يشكل عامل ضغط آخر.
وفي هذا الإطار، قال إردوغان إن عدد اللاجئين العائدين إلى سوريا سيزداد كلما أثمرت الاتصالات التي تجريها تركيا منذ فترة مع روسيا وسوريا، لافتاً إلى أن العودة الطوعية والآمنة للاجئين تتسارع كلما تحسنت الأجواء الأمنية في شمال سوريا.
ولفت إردوغان خلال مؤتمر حول حقوق الإنسان عُقد في أنقرة (الأربعاء)، إلى عودة نحو 500 ألف لاجئ سوري إلى الأماكن التي حوّلتها تركيا إلى مناطق آمنة نتيجة عملياتها العسكرية في شمال سوريا، مضيفاً أن عدد اللاجئين العائدين لبلادهم سيزداد كلما آتت الاتصالات الدبلوماسية التي تجريها تركيا منذ فترة مع روسيا وسوريا ثمارها.
- النظام والأكراد
ونبهت ليفنت إلى أن تهديد تركيا بشن عملية ضد «قسد» هو في مصلحة دمشق، لأن أحد أهم الأسباب التي جعلت الأكراد أقرب إلى دمشق ودفعت إلى استئناف المفاوضات معها هو تهديد تركيا بعملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، مشيرة إلى أن التهديد بالعملية والقيام بها فعلياً ليسا نفس الشيء بالنسبة لدمشق. بمعنى آخر، تعارض دمشق العملية على الرغم من أنها سعيدة لأن تهديدات تركيا تدفع الأكراد للتقارب معها. ومن المفيد التذكير بأن دمشق تفصل بين حزب «العمال الكردستاني» والأكراد في سوريا، بينما تركيا ترى أن كل الهياكل هي امتدادات سورية لحزب «العمال الكردستاني»، كما أن دمشق لا ترغب في تكرار أخطاء وقعت فيها في السابق في التعامل مع الأكراد.
في الأثناء، كشفت وسائل إعلام تركية، نقلاً عن مصادر كردية، أن مبعوث الخارجية الأميركية لشمال وشرق سوريا، نيكولاس غرانجر، التقى ممثلين عن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والمجلس الوطني الكردي السوري ومجلس العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، حيث جرت مناقشة آخر المستجدات في سوريا، بشكل عام، وفي شمال وشرق سوريا، بشكل خاص. كما تم التطرق إلى مسار التقارب بين أنقرة ودمشق والاجتماعات التي تمت في هذا الصدد، إضافة إلى العمليات التركية وخطورتها على المنطقة.
وشدد غرانجر على ضرورة التوصل إلى حل دائم في المنطقة، مؤكداً أنهم سيبذلون قصارى جهدهم لهزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي بشكل دائم والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وأن واشنطن تتمسك بالحل السياسي بموافقة جميع السوريين، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
- هجوم تركي في عفرين
وفي تطور لافت تزامن مع مسار التقارب بين تركيا والنظام السوري، أُعلن عن مقتل 3 ضباط سوريين، أحدهم برتبة لواء متأثرين بإصاباتهم عقب استهداف القوات التركية بالقصف المدفعي مواقعهم في قرية مياسة، ضمن مناطق انتشار قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وقوات الجيش السوري في ريف عفرين، شمال غربي حلب، أمس.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات التركية استهدفت، بالقذائف، مواقع لقوات النظام في قرية مياسة الخاضعة لنفوذ «قسد» والنظام والقوات الكردية وقوات النظام في ريف عفرين شمال غربي حلب، ما أدى إلى إصابة 4 من قوات النظام، بينهم 3 ضباط برتب مختلفة.
ولاحقاً، أعلن المرصد أن 3 ضباط، أحدهم برتبة لواء، تُوفوا متأثرين بجراحهم التي أُصيبوا بها جراء القصف التركي.
وأشار «المرصد السوري» إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين قوات النظام من جهة، والفصائل الموالية لتركيا من جهة أخرى، على محاور تل جيجان وعبلة، بريف حلب الشرقي، في 8 يناير (كانون الثاني) الحالي، إثر هجوم للفصائل على مواقع لقوات النظام هناك، في إطار التصعيد المتواصل من الفصائل، تسبب بسقوط ما لا يقل عن 6 قتلى وجرحى من قوات النظام، تأكد مقتل 4 منهم.
ويقول مراقبون إن تركيا ترغب في أن تُظهر للنظام عزمها على تأمين حدودها الجنوبية في الوقت الذي تواصل فيه الاجتماعات الرامية إلى تطبيع العلاقات معه حتى يصبح ذلك بمثابة ورقة ضغط لتحقيق أهدافها.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

البرلمان التونسي يستعد لمساءلة وزراء من حكومة نجلاء بودن

اجتماع مكتب البرلمان (موقع البرلمان التونسي)
اجتماع مكتب البرلمان (موقع البرلمان التونسي)
TT

البرلمان التونسي يستعد لمساءلة وزراء من حكومة نجلاء بودن

اجتماع مكتب البرلمان (موقع البرلمان التونسي)
اجتماع مكتب البرلمان (موقع البرلمان التونسي)

كشف عضو البرلمان التونسي، ظافر الصغيري، عن الاستعداد لبدء توجيه أسئلة للوزراء التونسيين ومساءلتهم حول أدائهم بعد أكثر من سنة ونصف السنة من تسلم حقائبهم الوزارية. ورجح أن تكون بداية الأسئلة موجهة إلى كلثوم بن رجب وزيرة التجارة التونسية في انتظار الإجابة عن كثير من الملفات المعقدة في علاقة بصعوبات تزود التونسيين بالمواد الأساسية في إشارة إلى أزمة التزود بالخبز والزيت النباتي والقهوة والسكر وارتفاع أسعار عدة مواد غذائية.

وأشار الصغيري إلى أن مجلس النواب (البرلمان) ينتظر إحالة عدة مشاريع قوانين من السلطة التنفيذية ممثلة في رئاستي الجمهورية والحكومة، على غرار قانون الاستثمار وقانون الصرف في ظل تشكيك بإمكانية لعب البرلمان للدور الرقابي على عمل الحكومة؛ نظراً إلى أن مجمل النواب مساندون للمسار السياسي للرئيس سعيد، كما أن أعضاء البرلمان بإمكانهم اقتراح عدة مشاريع قوانين لها صبغة اقتصادية واجتماعية في المقام الأول من شأنها دفع نسبة النمو الاقتصادي.

على صعيد متصل، كان المجلس النيابي قد نظر يوم الاثنين في أربعة مشاريع قوانين من رئاسة الجمهوريّة، وهي تهمّ مجالات الصّحة والثقافة والاقتصاد. ومن بين هذه المشاريع مشروع قانون يتعلّق بإحداث وكالة تونسية للدّواء ومواد الصحّة، ومشروع قانون حول المؤسسات الحكومية للعمل الثقافي، علاوة على قانون يتعلق بقطاع المالية، كما نظر مكتب البرلمان التونسي في مشروع قانون يتعلّق بالموافقة على عقد قرض مالي بين تونس والبنك الأفريقي للتوريد والتصدير لتمويل ميزانية الدولة.

تطوير الإطار التشريعي

كما يهدف مشروع قانون إحداث مؤسسات عمومية للعمل الثقافي إلى تطوير الإطار التشريعي لهذا القطاع ومزيد حوكمته، وبالنسبة لمشروع القانون المتعلّق بالموافقة على عقد قرض مالي بين تونس والبنك الأفريقي للتوريد والتصدير، أوضح رياض جعيدان عضو مكتب البرلمان، أنّ البلاد تتفاوض بشأن هذا القرض منذ 2022، وهو قرض بشروط ميسّرة حسب ما أكدته وزيرة المالية سهام نمسية، وينتظر موافقة مجلس نواب الشعب على هذا القرض لتعبئة موارد الاقتراض الخارجي لتمويل حاجيات ميزانيّة الدّولة، على حد تعبيره.

من ناحية أخرى، جدد حزب «حركة الشعب» الذي يتزعمه زهير المغزاوي الموقف المبدئي القاضي بانخراط الحزب في مسار 25 يوليو (تموز) 2021، والتمسك برهاناته مع التذكير بالتحفظات التي أعلنتها الحركة ولا تزال حول آليات إدارة المسار المعلن منذ ذلك التاريخ. وقال المغزاوي لـ«الشرق الأوسط» إثر عقد الندوة السنوية للحزب، إن التقييم والنتائج كانت إيجابية وتم التنبيه إلى خطورة التعاطي السلبي والنمطي مع الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي يزداد تدهوراً واحتقاناً في ظل ظروف مالية ومناخية ضاغطة، وما يحتاجه من ضرورة بلورة مشروع إنقاذ جذري يضع ضمن أولوياته المحافظة على الدور الاجتماعي للدولة والتوجه بشكل جدي وفعال نحو تخفيف العبء عن الشرائح المتضررة من الخيارات اللاشعبية واللاوطنية التي دأبت حكومات العشرية السابقة على فرضها خدمة لمصالحها الضيقة ومصالح حلفائها من لوبيات الفساد واقتصاد الريع المرتبطة عضوياً بدوائر الاستغلال والنهب الدولية، على حد تعبيره.

مصرع فرنسيين

الطائرة المحطمة (الدفاع المدني)

إلى ذلك، أعلنت السلطات التونسية عن مواصلة التحقيق في مصرع فرنسيين وإصابة فرنسيين آخرين بجروح إثر اصطدام بين طائرتين خفيفتين تستعملان في سباق سياحي للطائرات الخفيفة جنوب تونس. وقال نزار إسكندر المتحدث باسم محكمة توزر إن تونس فتحت تحقيقا «لتحديد الأسباب الأساسية التي أدت إلى الحادث».

وكان الحدث قد وقع يوم السبت الماضي ولم يتم الإعلان عن أي أسباب أو دوافع وراء وقوع مثل هذا الحادث، وقال معز تريعة المتحدث باسم الدفاع المدني في تونس في تصريح إعلامي: «عثرنا على الطائرة الخفيفة الأولى بعد أن اشتعلت فيها النيران بالكامل وداخلها جثتان متفحمتان، وعلى بعد نحو 3 كيلومترات عثرنا على الطائرة الثانية وقد أصيب الشخصان اللذان كانا داخلها بجروح خفيفة». وتبلغ أعمار الضحيتين الفرنسيين 78 و55 عاما.

وأكد المصدر ذاته أن وحدة تابعة لجيش الطيران التونسي سخّرت طائرة مروحية سهّلت عمليّة العثور على الطائرتين وتحديد مكانهما، ومد فرق الإنقاذ بالدفاع المدني بالإحداثيات الجغرافية، مما مكن من الوصول إلى مكان الحادث بسرعة، وأسهم في نجاعة التدخل ونقل الجثّتين المتفحّمتين والجريحين من منطقة شط الجريد إلى المستشفى الجهوي بتوزر.

وبشأن أسباب الحادث وكيفية حصول التصادم بين الطائرتين الخفيفتين، لم يقدم أي طرف رسمي تونسي أي فرضية حول هذا التصادم، ولم تقع الإشارة ولو من بعيد إلى فرضية العمل الإجرامي أو ربما الإرهابي، خصوصاً وأن الأشخاص الموجودين في الطائرة كلهم يحملون الجنسية الفرنسية، ولم يتم التطرق إلى إمكانية حجب لرؤية أو لقلة حرفية سائقي الطائرتين على سبيل المثال، وهو ما ترك الأبواب مفتوحة على جل الاحتمالات في انتظار استكمال الأبحاث الأمنية والقضائية وتحديد المسؤوليات.


البرهان: الجيش مستعد لـ«القتال حتى النصر» ولم يستخدم كامل قوته

البرهان متفقداً جنوده، الثلاثاء (موقع القوات المسلحة على «فيسبوك»)
البرهان متفقداً جنوده، الثلاثاء (موقع القوات المسلحة على «فيسبوك»)
TT

البرهان: الجيش مستعد لـ«القتال حتى النصر» ولم يستخدم كامل قوته

البرهان متفقداً جنوده، الثلاثاء (موقع القوات المسلحة على «فيسبوك»)
البرهان متفقداً جنوده، الثلاثاء (موقع القوات المسلحة على «فيسبوك»)

تفقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، بعض مواقع قواته، مشيداً بوقفة الشعب السوداني بكامله خلف جيشه بالرغم من المعاناة التي يعيشها منذ ما يقارب الشهرين.

وخاطب البرهان حشداً من قواته، مؤكداً أن القوات المسلحة «لم تستخدم بعد كامل قوتها المميتة حتى لا تدمر البلاد، لكن إذا لم ينصع العدو أو يستجب فسنضطر لاستخدام أقصى قوى لدينا».

وقال إن القوات المسلحة وافقت على هدنة وقف إطلاق النار لتسهيل انسياب الخدمات للمواطنين الذين أنهكتهم تعديات المتمردين، الذين نهبوا ممتلكاتهم وانتهكوا حرماتهم وعذبوهم وقتلوهم دون وازع أو ضمير.

البرهان متفقداً جنوده، الثلاثاء (موقع القوات المسلحة على «فيسبوك»)

ودعا البرهان إلى عدم الالتفات إلى ما يبثه إعلام قوات «الدعم السريع»، التي وصفها بأنها «ميليشيا متمردة»، مضيفاً: «يقولون إن الحرب ضد الكيزان (اسم يطلق على الإسلاميين)... أين الكيزان؟».

وشدد البرهان على أن القوات المسلحة ستظل «مستعدة للقتال حتى النصر»، وأنها تسيطر على جميع المواقع العسكرية في السودان بشكل كامل، وأن المتمردين «لن يستطيعوا أن ينالوا من هذه البلاد»، مؤكداً أن «النصر قريب لا محالة».

وتجدد القتال بين طرفي الصراع في السودان، الجيش وقوات «الدعم السريع»، عقب توقيعهما ليلة أمس على تجديد اتفاق وقف لإطلاق النار قصير المدى، لمدة 5 أيام إضافية، واندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين المتحاربين في مناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم.

الدخان يتصاعد في الخرطوم، الأربعاء، رغم أن وقف إطلاق النار لا يزال قائماً (أ.ف.ب)

ووقّع ممثلو الجيش و«الدعم السريع» تجديد الهدنة والترتيبات الإنسانية في مدينة «جدة» السعودية، بوساطة سعودية أميركية، وفقاً للاتفاق السابق.

وأعلنت الوساطة أن الطرفين اتفقا على مناقشة وقف إطلاق نار طويل الأمد، وإخلاء المناطق السكنية من القوات العسكرية.

وأفاد شهود عيان بأن القتال لم يهدأ طوال الأيام الماضية، وأن الاشتباكات مستمرة على الرغم من التوقيع على هدنة جديدة أمس.

وقال عثمان جعفر، من منطقة «الحاج يوسف»، شرق الخرطوم، لـ«الشرق الأوسط»: «نسمع أصوات تبادل الرصاص بكثافة بالقرب من منطقتنا»، مضيفاً: «لا يوجد أي شيء يدل على أن هناك هدنة».

ويقول جعفر: «أحوالنا متوقفة منذ أكثر من 40 يوماً. نحن شبه عالقين في منازلنا، لا نستطيع الخروج لكسب لقمة العيش خوفاً من وقوع قتال بين الجيش و(الدعم السريع) في أي وقت».

وقالت فاطمة أحمد، من المنطقة ذاتها: «صحونا باكراً، اليوم (الثلاثاء)، على أزيز الرصاص في المنطقة التي تقع بجوارنا مباشرة»، مضيفة: «لا يبدو أن هناك التزاماً من الطرفين بوقف القتال».

قوى التغيير تحض على الالتزام بالهدنة

ودعا الائتلاف الحاكم السابق (قوى الحرية والتغير) قادة الجيش و«الدعم السريع» إلى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار المجدد، لمعالجة الوضع الإنساني المتدهور.

وقال الائتلاف، في بيان، إن الهدنة السابقة شهدت تحسناً طفيفاً في انخفاض حدة المواجهات، إلا أنها شهدت تجاوزات باستخدام الطيران، وحدوث اشتباكات مسلحة، والتأخر في وصول المساعدات الإنسانية، داعياً الطرفين إلى الالتزام بالتعاون لإعادة الخدمات الضرورية.

وأدان الائتلاف بشدة استمرار الوجود المسلح في المناطق السكنية، والمرافق الخدمية والتعدي على المدنيين، وحضّ على وقفها فوراً ومحاسبة مقترفيها، وإعادة الممتلكات المنهوبة.

وأعلن ائتلاف «قوى التغيير» رفضه دعوات تسليح المدنيين والزج بهم في الصراع المسلح، لأن ذلك سيجرّ البلاد إلى حرب أهلية شاملة.

وأكد دعمه قرار «مجلس السلم والأمن الأفريقي» رقم 1156، الذي صدر السبت الماضي، ودعا إلى توحيد الجهود الدولية لتمديد وقف إطلاق النار، ومعالجة الأوضاع الإنسانية، وتسريع وتيرة الوصول إلى حل مستدام للأزمة في السودان.

سكان العاصمة الخرطوم يستغلون فرص الهدن لقضاء حاجاتهم على عجل (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: 1.4 مليون شخص فروا من مناطق القتال

من جهتها، قالت الأمم المتحدة إن القتال مستمر بين القوات المسلحة السودانية وقوات «الدعم السريع» في العاصمة الخرطوم، ومدينة «وزالنجي» في وسط دارفور، و«الفاشر» شمال دارفور، و«الأبيض» في شمال كردفان، على الرغم من وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 22 مايو (أيار) الماضي.

وأفادت الأمم المتحدة أن القتال الدائر في البلاد منذ 15 أبريل (نيسان) الماضي أجبر ما يقارب 1.4 مليون شخص على الفرار من منازلهم إلى داخل وخارج البلاد.

وبحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عبر حوالي 345 ألف سوداني إلى البلدان المجاورة (مصر، جنوب السودان، تشاد، إفريقيا الوسطى، إثيوبيا).

وذكر التقرير الأممي أن منظمة الصحة العالمية تحققت من 38 هجوماً على المرافق الصحية والعاملين الصحيين ومستودعات الإمداد والنقل، منذ التوقيع على اتفاق إعلان المبادئ بين طرفي القتال في مدينة جدة السعودية في 11 من الشهر الماضي.

ووفقاً لآخر تحديث لمنظمة الأغذية والزراعة، ارتفعت أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية والوقود، بما في ذلك المياه المعبأة، بنسبة 40 إلى 60 في المائة، في المناطق المتضررة من النزاع، متوقعة تصاعد ارتفاع الأسعار بنسبة 25 في المائة إضافية في الأشهر الستة المقبلة إذا استمر الصراع.

وتوقع برنامج الأغذية العالمي أن 18 مليون شخص لن يكونوا قادرين على تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية.


اتجاه لإجراء الانتخابات البرلمانية الليبية نهاية العام

اجتماع سابق للجنة «6 + 6» بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)
اجتماع سابق للجنة «6 + 6» بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)
TT

اتجاه لإجراء الانتخابات البرلمانية الليبية نهاية العام

اجتماع سابق للجنة «6 + 6» بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)
اجتماع سابق للجنة «6 + 6» بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)

بينما ظهرت بوادر توافق بين أعضاء لجنة «6 + 6» المشكّلة من مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» لإعداد التشريعات اللازمة للاستحقاق المقبل، على إجراء الانتخابات البرلمانية مع نهاية العام الحالي، والرئاسية العام المقبل، يسارع المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، بإجراء لقاءات مع مختلف الأطراف في البلاد بقصد تطويق حالة التوتر التي سببتها الضربات الجوية على مناطق بغرب ليبيا.

ونقل تلفزيون «المسار» الليبي، يوم الثلاثاء عن مصادر، أن اللجنة المجتمعة في المملكة المغربية، توافقت على إجراء الانتخابات البرلمانية في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، والرئاسية في يناير (كانون الثاني) 2024. ولم يعلق أي من أعضاء مجلس النواب، أو المتحدث باسمه على هذه الأنباء، لكن مسؤولاً سياسياً سابقاً قال، إنه «على الرغم من هذه التوافقات فإن ما تشهده المنطقة الغربية من أحداث توتر وتغوّل من التشكيلات المسلحة قد يعطّل هذا المسار».

وأضاف المسؤول السياسي السابق في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «بعض التشكيلات المسلحة تدافع بقوة عن نفوذها ومكتسباتها، وهذا قد يطيل أمد الدوامة التي تعيشها ليبيا أمام استقواء هذه التشكيلات، مع وجود بعض المدافعين عنها».

ورأى المسؤول السياسي، أن المبعوث الأممي «يسعى لإخراج البلاد من دوامة المسلحين، من خلال خطة لدمجهم في المؤسسات الأمنية والمدنية، تمهيداً لإجراء انتخابات في البلاد»، لكن «هناك مَن يعطّل هذا المسار».

المبعوث الأممي مجتمعاً مع المجلس الأعلى للقضاء في ليبيا (حسابه على «تويتر»)

حكومة مصغرة

يأتي ذلك بينما قالت المصادر، التي لم يسمها تلفزيون «المسار»، إن لجنة «6 + 6» توافقت أيضاً على تشكيل حكومة مصغرة بمهام محددة لمدة 6 أشهر غير قابلة للتمديد لتنظيم الانتخابات. كما توافقت اللجنة الليبية على السماح بترشح العسكريين للانتخابات، وعدم السماح لمَن عليه حكم قضائي أو مطلوب للعدالة بالترشح. وتشكلت لجنة «6 + 6» بموجب التعديل الدستوري لوضع قوانين الانتخابات، التي تعذر إجراؤها في ديسمبر 2021، وتتألف من نواب في البرلمان وأعضاء في المجلس الأعلى للدولة في ليبيا.

ويرى سياسيون ليبيون أن الضربات العسكرية التي تشنها حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، على مناطق بغرب ليبيا، وضعت المسار الانتخابي في البلاد على المحك مجدداً، إذ بدا أن أفرقاء السياسة يتجهون إلى فصل جديد من الخلافات، لكن المبعوث الأممي، سارع لتطويق هذه الخلافات، بعقد لقاءات مع أطراف مختلفة بغرب ليبيا. وتشهد غالبية مدن الغرب الليبي حالة من التوتر على خلفية العملية العسكرية التي يشنها منذ مطلع الأسبوع الحالي طيران تابع لوزارة الدفاع بحكومة الدبيبة، على مدينة الزاوية ومحيطها بقصد محاربة «مهربي البشر والوقود».

وفي زيارة مفاجئة، وصل باتيلي، بعد ظهر يوم الثلاثاء إلى مدينة الزنتان، والتقى عميد البلدية عمران العمياني، بالإضافة إلى اجتماعه مع مشايخ وأعيان الزنتان، وذلك قبل توجهه للقاء اللواء أسامة جويلي آمر المنطقة العسكرية الغربية، الموالي لحكومة «الاستقرار» المدعومة من مجلس النواب. واستبق باتيلي اللقاءات التي عقدها في مدينة الزنتان بالجبل الغربي، بزيارة رئيس المجلس الأعلى للقضاء، حيث تناقش مع أعضائه، ورئيسه مفتاح القوي، حول «الدور المهم» للسلطة القضائية في العملية الانتخابية.

تعزيز الاستقرار

ورحب رئيس المجلس الأعلى للقضاء بالمبعوث الأممي، مثمناً جهود بعثته في «تعزيز ودعم الاستقرار في ليبيا»، كما قدم القوي إحاطة موجزة حول عمل ومهام مجلسه، والدور المناط بالهيئات القضائية في ترسيخ نصوص القوانين واللوائح والتشريعات في عديد المسائل، لا سيما مجريات العملية الانتخابية في ليبيا، بالإضافة إلى دور لجان المجلس في ملفات حقوق الإنسان، ومؤسسات الإصلاح والتأهيل، والخطوات التي يتخذها المجلس في إطار الاختصاصات المخولة له. كما نوه نائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء، النائب العام المستشار الصديق الصور، بمهام السلطة القضائية، والمساعدة في تهيئة الظروف الملائمة للوصول لدولة مدينة ديمقراطية.

بدوره، أكد باتيلي، الجهود التي تقوم بها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا ضمن المشاورات واللقاءات مع مختلف الجهات المحلية والدولية، وأهمية المسارات المعززة للاستقرار لبناء دولة ليبيا الحديثة.


خطوات مهّدت لعودة العلاقات المصرية - التركية

مصافحة الرئيس المصري ونظيره التركي بحضور أمير قطر على هامش افتتاح كأس العالم (الرئاسة المصرية)
مصافحة الرئيس المصري ونظيره التركي بحضور أمير قطر على هامش افتتاح كأس العالم (الرئاسة المصرية)
TT

خطوات مهّدت لعودة العلاقات المصرية - التركية

مصافحة الرئيس المصري ونظيره التركي بحضور أمير قطر على هامش افتتاح كأس العالم (الرئاسة المصرية)
مصافحة الرئيس المصري ونظيره التركي بحضور أمير قطر على هامش افتتاح كأس العالم (الرئاسة المصرية)

لم يتوقع كثيرون أن تكون الانعطافة في العلاقات المصرية - التركية بتلك السرعة، وبهذا التصاعد، ففي غضون نصف عام، تجاوزت القاهرة وأنقرة «جفاءً وتوتراً» في علاقتهما دام لعقد كامل، وانتقل البلدان سريعاً من مساعي «تطبيع» العلاقات، إلى الاتفاق على «ترفيع» التمثيل الدبلوماسي، وربما تشهد الآونة المقبلة لقاء قمة بات متوقعاً بين رئيسي البلدين.

طريق استعادة العلاقات المصرية - التركية مر بمحطات عدة، مهدت السبيل أمام البلدين اللذين جمعتهما علاقات تاريخية، وفرقتهما دروب السياسة بعد عام 2013، عندما أطاحت مظاهرات «حاشدة» للمصريين ساندتها القوات المسلحة المصرية، بحكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، لكن ما أفسدته «الآيديولوجيا» أعادت «البراغماتية» ترميمه، ولو بعد عقد كامل، بحسب ما يرى مراقبون.

ولم يكن اتفاق الرئيسين؛ المصري عبد الفتاح السيسي، والتركي رجب طيب إردوغان، خلال اتصال هاتفي (مساء الاثنين)، للتهنئة بفوز الأخير بالانتخابات الرئاسية، وإعادة انتخابه رئيساً لتركيا لفترة رئاسية جديدة، على «البدء الفوري» في ترفيع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وتبادل السفراء، سوى محطة جديدة في طريق ممتد، بدت بعض خطواته بعيدة عن الأضواء، حيث جرت أبرز مراحله الأخرى في محفل بعيد تماماً عن أجواء السياسة التقليدية».

ففي منتصف عام 2021، بدأ البلدان جولتين من المحادثات الاستكشافية لـ«تطبيع العلاقات»، وقدمت أنقرة بعض الإشارات التي تؤكد جديتها في طي صفحة التوتر مع القاهرة، وكان من أبرز تلك الإشارات إصدار تعليمات صارمة لقيادات تنظيم «الإخوان» ومنابرهم الإعلامية التي تنطلق من الأراضي التركية، بوقف تحريضها ضد القاهرة، وبالفعل أغلقت عدة قنوات تابعة للتنظيم، ورحل عدد منها إلى عواصم أخرى، بينما خضع من لم يلتزم من إعلاميي «الإخوان» للتوقيف من جانب السلطات التركية.

وجاءت الخطوة العلنية الأبرز على هامش حضور رئيسي البلدين حفل افتتاح كأس العالم لكرة القدم، الذي استضافته العاصمة القطرية الدوحة، نهاية العام الماضي، جرت أول مصافحة بين السيسي وإردوغان، وتحدث الأخير عن عقده «لقاءً مثمراً» امتد لأكثر من أربعين دقيقة مع الرئيس المصري، لتنطلق بعدها خطوات متسارعة نحو التقارب.

وفي غضون بضع أسابيع، التقى وزيرا خارجية البلدين، اللذين لم يلتقيا لأكثر من 10 سنوات، ثلاث مرات؛ إذ زار وزير الخارجية المصري سامح شكري تركيا مرتين في أقل من ستة أسابيع، بينما زار نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، القاهرة في مارس (آذار) الماضي.

وجاءت أزمة زلزال 6 فبراير (شباط) من العام الحالي، لتعطي العلاقات بين البلدين «نفساً إنسانياً»، تجسد في اتصالات هاتفية بين رئيسي البلدين، وتقديم مصر مساعدات إغاثية عاجلة، ثم تبادل وزيرا الخارجية الزيارات، لتنطلق بعدها عجلة تسريع وتيرة التقارب، سواء عبر تصريحات إيجابية من الطرفين، أو ترتيبات متأنية اتخذت طابعاً ثنائياً وإقليمياً.

«الإرادة السياسية» كلمة مفتاحية، يراها الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة «مهمة لفهم أسباب تسارع وتيرة التقارب المصري التركي، مشيراً إلى أن البلدين سعيا إلى بناء الصفحة الجديدة في علاقتهما على قاعدة المصالح المشتركة، والفوائد المتبادلة».

ويضيف فهمي لـ«الشرق الأوسط» أن التقارب بين القاهرة وأنقرة، لم يقتصر على البعد الثنائي فقط، بل دعت إليه كذلك «معادلات كبرى في الإقليم»، لافتاً إلى أن المنطقة تشهد خلال الآونة الأخيرة تحولات يصفها بـ«الاستراتيجية»، من إقليم شرق المتوسط إلى ليبيا، وصولاً إلى تطبيع العلاقات السعودية - الإيرانية، والتركية - السورية.

ويعتقد أستاذ العلوم السياسية أن القاهرة وأنقرة «نجحتا في القفز على الخلافات الصغيرة في ملفات إقليمية، وانتقلتا إلى رؤية أكثر اتساعاً لشؤون الإقليم، تراعي حجم ودور البلدين، والمتغيرات المحيطة بالمنطقة، والتي تفرض تنسيقاً عالي المستوى بين العاصمتين».

وأوضح أن الطرفين المصري والتركي يدركان تماماً قيمة ما يمكن أن يقدمه كل طرف للآخر؛ فمصر تستطيع لعب دور مهم يدعم مسار تطبيع العلاقات التركية - السورية، واستيعاب تركيا في منظومة منتدى غاز شرق المتوسط، وفي المقابل تستطيع تركيا دفع المسار الليبي خطوات إلى الأمام، كما أن معادلة العلاقات بين مصر وتركيا وإسرائيل، يمكن أن يكون لها ثقل مستقبلي في مواجهة العديد من التحديات التي يشهدها الإقليم.

وبالفعل كان الملف الليبي إحدى العقبات البارزة في مسار العلاقات المصرية التركية، و«مقياساً» دائماً لجدية أنقرة في التقارب مع القاهرة، وكثيراً ما اعتبرت مصر أي تدخل خارجي في الشأن الليبي، مساساً بأمنها القومي، ودعت في أكثر من مناسبة إلى إخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية.

لكن مصر التي حدد رئيسها في يونيو (حزيران) 2020 «خطاً أحمر» لوقف التصعيد بين قوات شرق ليبيا ونظيرتها في الغرب المدعومة من تركيا، حافظت طيلة سنوات التوتر مع أنقرة على أن تبقى العلاقات الاقتصادية بمنأى عن الاحتقان السياسي، وبالفعل سارت تلك العلاقات في اتجاه مغاير لما اتخذه المسار السياسي، فزاد مُعدل النمو في التبادل التجاري بين البلدين بمقدار 32.6 في المائة في 2021، بحسب إحصاءات رسمية مصرية.

البعد الاقتصادي يراه حسن الشاغل، الباحث بمركز «الأناضول» لدراسات الشرق الأدنى، «عاملاً أساسياً وحاسماً» في استعادة العلاقات المصرية - التركية لطبيعتها. ويلفت إلى أن الأزمات الاقتصادية التي عانتها الدولتان خلال الفترة الماضية دفعت باتجاه تغليب أطر التعاون وتسوية المشكلات، «بحثاً عن حلول تنعش الاقتصاد، لإدراك كل دولة أنها بحاجة إلى الدولة الأخرى».

ويضيف الشاغل لـ«الشرق الأوسط» أن تركيا صارت الآن أكبر مستقبل للغاز المصري، وهو ما يوفر تكلفة الشحن بالنسبة لتركيا لقرب المسافة مع مصر، كما أن هناك العديد من المنتجات المصرية مثل الحاصلات الزراعية والقطن تمثل أهمية بالنسبة لتركيا، كما أن الاستثمارات الصناعية التركية، وزيادة التبادل التجاري يمثلان أهمية للقاهرة.

ويلفت الباحث بمركز «الأناضول» لدراسات الشرق الأدنى، الانتباه كذلك إلى أن استعادة العلاقات المصرية - التركية لطبيعتها يخدم توجهات إقليمية، تدفع باتجاهها المملكة العربية السعودية، وهو إرساء نموذج التنمية الإقليمية عبر تصفير مشكلات المنطقة، وهو ما سيمثل «دفعة قوية للاستقرار الإقليمي برمته».

ويرى الشاغل أيضاً أن تنقية أجواء العلاقات المصرية - التركية يمكن أن تسهم في إغلاق ملف يصفه بـ«الشائك»، وهو ترسيم الحدود البحرية في منطقة شرق المتوسط، مؤكداً أن مصر وتركيا بلدان محوريان في هذا الصدد، ومن شأن التقارب بينهما تقريب الحل النهائي للعديد من المشكلات في تلك المنطقة الحيوية.


الصومال: الجيش يحبط هجوماً لحركة «الشباب»

صورة وزعها مؤخراً الجيش الصومالي لقائده يوسف راجي
صورة وزعها مؤخراً الجيش الصومالي لقائده يوسف راجي
TT

الصومال: الجيش يحبط هجوماً لحركة «الشباب»

صورة وزعها مؤخراً الجيش الصومالي لقائده يوسف راجي
صورة وزعها مؤخراً الجيش الصومالي لقائده يوسف راجي

لقي 30 من عناصر حركة «الشباب» المتطرفة مصرعهم، بعدما أحبط الجيش الصومالي، اليوم (الثلاثاء)، ما وصفه بهجوم إرهابي فاشل، على مدينة مسجواي التابعة لمحافظة غلغدود وسط البلاد، على مسافة نحو 300 كيلومتر إلى الشمال من العاصمة مقديشو.

وقال بيان لوزارة الإعلام الصومالية، اليوم، إن الجيش أحبط بالتعاون مع السكان المحليين هجوماً إرهابياً، حاولت عناصر الحركة شنه على المدينة، مشيراً إلى تكبد العناصر الإرهابية خسائر فادحة في الأرواح، وتدمير ثلاث مركبات، مقابل إصابة 3 فقط من الجنود، أوضح أن حالتهم مستقرة حالياً.

وقالت «وكالة الأنباء الصومالية الرسمية» إن قوات الجيش تلقت معلومات مسبقة حول محاولة الميليشيات اليائسة شن هذا الهجوم المباغت، مشيرة إلى أن ما وصفته بعملية تمشيط واسعة تجري لتعقب العناصر الإرهابية التي فرت من الموقع.

وأبلغ حسين نور، وهو من سكان ماساجاوا، وكالة «رويترز» أنه رأى 17 قتيلاً من المهاجمين وممن تعرضوا للهجوم، لافتاً إلى أن القتال انتقل إلى الغابة، والبلدة هادئة الآن وتخضع لسيطرة الحكومة».

ونقلت الوكالة عن الكابتن عبد الله محمد، وهو ضابط في الجيش في ماساجاوا، وقوع الهجوم وقال إن 12 من مسلحي «الشباب» قُتلوا، لكنه لا يعرف عدد الجنود الذين فقدوا أرواحهم، وأضاف: «استمر القتال العنيف ساعات على أطراف البلدة». حتى الآن أعلم أننا فقدنا جنوداً لكن ليس لدي عدد محدد. قمنا بالتصدي لحركة (الشباب)، والآن نطاردهم في الغابة».

ولم يحدد الجيش الصومالي في بيان مقتضب عبر «تويتر» عدد القتلى في صفوف حركة (الشباب)، لكنه أكد تصديه للهجوم وقتل مسلحين».

وبدورها، ادعت الحركة في بيان أن الغارة التي نفذتها على قاعدة الجيش بمنطقة ماساجاوا بمحافظة غلغدود، أسفرت عن مقتل أكثر من 73 جندياً، وزعمت أنها استولت على جميع المعدات العسكرية والآليات العسكرية في المعسكر.

وتعد هذه هي العملية العسكرية الأحدث من نوعها في وسط الصومال، بعد الهجوم الذي شنته حركة «الشباب» على قاعدة للقوات الأوغندية العاملة ضمن البعثة الأفريقية الانتقالية في الصومال، في بلدة بولا مارير، جنوب الصومال، زعمت خلالها مقتل أكثر من 130 جندياً أوغندياً يوم الجمعة الماضي.

وأدانت الأمم المتحدة، هذا الهجوم، وقال ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم أمينها العام أنطونيو غوتيريش، في بيان، إنه يشيد بجميع قوات البعثة، ويعرب عن تقديره خدمتهم في دعم السلام والاستقرار في الصومال، وكرر دعوته لتقديم دعم دولي للبعثة وقوات الأمن الصومالية في حربها ضد التطرف العنيف.

 

 

 

 

 


دعم أممي طارئ للمتضررين من الأزمات في 3 محافظات يمنية

طفل نازح في أحد المخيمات في الحديدة (الأمم المتحدة)
طفل نازح في أحد المخيمات في الحديدة (الأمم المتحدة)
TT

دعم أممي طارئ للمتضررين من الأزمات في 3 محافظات يمنية

طفل نازح في أحد المخيمات في الحديدة (الأمم المتحدة)
طفل نازح في أحد المخيمات في الحديدة (الأمم المتحدة)

بينما لا تزال المنظمات الإغاثية غير قادرة على تقييم الوضع الإنساني في مناطق سيطرة الحوثيين؛ بسبب القيود المفروضة على أنشطتها، وبالتزامن مع تحذير منظمات أممية من انتشار سوء التغذية الحاد، أعلن الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ، التابع للأمم المتحدة، تخصيص 18 مليون دولار أميركي لتلبية الاحتياجات العاجلة للأشخاص المتضررين من الأزمات الإنسانية في 3 محافظات سجلت مستويات مرتفعة من سوء التغذية.

مخيمات تفتقر للخدمات الأساسية (إعلام حكومي)

وكان وكيل الأمين العام ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، قد وافق في مارس (آذار) على تخصيص هذا المبلغ لمنع المجاعة، ومعالجة المستويات المتزايدة من انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الصراع، والصدمات الاقتصادية، وتغير المناخ، طبقاً لما جاء في بيان وزعه مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن الذي أبان أن هذا المبلغ سيوفر «حزمة شاملة ومتكاملة من الخدمات والتدخلات متعددة القطاعات»، باستخدام آلية الحد من مخاطر المجاعة المتكاملة لكل من المساعدة النقدية العينية ومتعددة الأغراض، وبغرض «الحد من المستويات المتزايدة لسوء التغذية الحاد»، ومعالجة انعدام الأمن الغذائي في البلاد.

منسق الشؤون الإنسانية خلال زيارته أحد المخيمات في تعز (إعلام حكومي)

ووفق تقديرات الأمم المتحدة، ستؤثر الأزمة الإنسانية خلال العام الحالي على 17.3 مليون شخص؛ حيث تشير الأدلة المستمدة من تحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الذي تم إجراؤه في المديريات الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية. كما أظهر المسح الأخير أن أكثر من ثلثي الرضع والأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين، لا يتلقون تغذية ورعاية مناسبتَين؛ مما يعزز الأرضية لزيادة سوء التغذية الحاد والمزمن بين الأطفال دون سن الخامسة.

الحوثيون شردوا 4 ملايين يمني (إعلام حكومي)

وذكر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، أنه بدءاً من نهاية شهر مايو (أيار) الحالي، تم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن بنسبة 23.5 في المائة فقط.

ولذلك، فإن هذا التخصيص «سيدعم الأشخاص الأكثر احتياجاً في 3 محافظات، هي: حجة والحديدة وتعز»، وهي من بين الأكثر ضعفاً وتضرراً من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية الحاد، مع التركيز على الحد من سوء التغذية الحاد، بينما أكد منسق الشؤون الإنسانية ديفيد غريسلي، من جانبه، أن الاستجابة الإنسانية في اليمن لا تزال تعاني نقصاً حاداً في التمويل، مما يحرم آلاف الأشخاص من المساعدات الإنسانية الحيوية.

وحسب بيانات المكتب، سيتم تنفيذ المشروعات الممولة من قبل الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ عبر منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، والمنظمة الدولية للهجرة، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية. وينتظر أن يؤدي هذا التمويل إلى تحسين الوصول في الوقت المناسب إلى السكان المعرّضين للخطر، ولضمان استدامة المساعدة الإنسانية، على أن تعمل هذه الوكالات، بتعاون وثيق، مع المنظمات غير الحكومية التي لديها قدرة على الوجود في المناطق التي يصعب الوصول إليها.

وترى الأمم المتحدة أن نهج الاستجابة المخطط هذا يعتمد على التقارب الجغرافي، والموضوعي، والتشغيلي، والسكاني، مع نقاط الدخول المشتركة لتقديم الخدمات؛ لأن هذا النهج الشامل سيحقق نتائج ملموسة، على أن يتم قياس تلك النتائج من خلال المراقبة المشتركة، والتنفيذ الناجح المستخدم لزيادة التمويل الإضافي من المانحين الآخرين، بما في ذلك التكامل مع التخصيص القياسي القادم للصندوق.

هذه الخطوة تأتي بينما لا يزال الحوثيون يغلقون أهم شركة وسيطة كانت تعمل على مراقبة توزيع المساعدات، والتأكد من بيانات المستحقين في مناطق سيطرتهم منذ 5 أشهر، ويرفضون حتى الآن قرارات النيابة لديهم بإحالة ملف مدير الشركة إلى القضاء، والسماح لها بالعودة للعمل، في حين يخشى العاملون في الشركة من محاولة حوثية للاستيلاء عليها، كما حصل مع ممتلكات آخرين، عبر ما يسمى «الحارس القضائي».

خطاب النيابة العامة (متداول)

وحسب مصادر عاملة في شركة «برودجي سيستمز»، تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، فإنه على الرغم من مرور 5 أشهر على إغلاق الشركة، واعتقال المدير عدنان الحرازي، فإن مخابرات الحوثيين ترفض التعاطي مع توجيهات النيابة، وما يسمى «مجلس النواب» لإطلاق سراح الرجل. ويقولون إنهم سمعوا عن مخطط للاستيلاء على الشركة ومصادرتها، وإن الحوثيين يريدون إرغام الموظفين الذين يزيد عددهم على 1000 على العمل مع المدير المعين، وإبقاء مالكها في السجن أطول فترة ممكنة؛ من أجل تدميرها؛ عقاباً له على التقارير التي كشفت حجم التلاعب في المساعدات.


صرخة «أممية» لتوفير 3 مليارات دولار لمساعدة الفارّين من الحرب السودانية

خالد خليفة مستشار المفوض السامي وممثل المفوضية لدى دول مجلس التعاون الخليجي (الشرق الأوسط)
خالد خليفة مستشار المفوض السامي وممثل المفوضية لدى دول مجلس التعاون الخليجي (الشرق الأوسط)
TT

صرخة «أممية» لتوفير 3 مليارات دولار لمساعدة الفارّين من الحرب السودانية

خالد خليفة مستشار المفوض السامي وممثل المفوضية لدى دول مجلس التعاون الخليجي (الشرق الأوسط)
خالد خليفة مستشار المفوض السامي وممثل المفوضية لدى دول مجلس التعاون الخليجي (الشرق الأوسط)

بينما أطلقت المفوضية السامية للاجئين، صرخة أممية لتوفير 3 مليارات دولار لمساعدة ملايين الأشخاص الذين اضطروا للفرار من ديارهم سواء داخل حدود السودان أو عبروا الحدود الدولية إلى البلدان المجاورة، مقرّة في الوقت نفسه تعرضهم إلى مخاطر مرتبطة بالحماية.

وقال خالد خليفة، مستشار المفوض السامي وممثل المفوضية لدى دول مجلس التعاون الخليجي، لـ«الشرق الأوسط» يعاني اللاجئون السودانيون الفارون من الحرب، من ظروف إنسانية صعبة وهم بحاجة إلى المساعدات العاجلة التي تشمل المأوى والمياه النظيفة ومرافق النظافة والغذاء والرعاية الصحية والمساعدات النقدية ومواد الإغاثة الأساسية.

طلبات لجوء متنامية

وأضاف خليفة «تسعى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى مساعدة النازحين قسرا وتقديم المساعدات الأساسية والطارئة والتنسيق مع جميع الوكالات والجهات والمنظمات المختصة لدعم المجتمعات المضيفة وتقديم خدمات تنموية مستدامة لرفع العبء وضمان العيش الكريم للنازحين قسرا، لحين عودتهم إلى بلادهم الأصلية بأمان وكرامة».

وفي سياق الأزمة في السودان وفق خليفة، فإن المفوضية تقدر وصول أكثر من 260 ألف شخص من اللاجئين وطالبي اللجوء والعائدين الذين فروا من النزاع في السودان وعبروا الحدود إلى البلدان المجاورة، منهم نحو 72 ألف لاجئ من جنوب السودان عادوا إلى بلادهم، فضلا عن تخطي أعداد النازحين داخل السودان حاجز المليون شخص.

ظروف إنسانية صعبة

وأقر خالد، أن المفوضية تواجه تحديات كبيرة في توفير المساعدات لهؤلاء اللاجئين، بما في ذلك المأوى والغذاء والرعاية الصحية وغيرها من المساعدات الضرورية، مشيرا إلى أن المفوضية تعمل بالتعاون مع حكومات الدول المجاورة والشركاء الدوليين على الاستجابة لهذه الأزمة الإنسانية.

وقال مستشار مفوضية اللاجئين «كانت الأمم المتحدة وشركاؤها أطلقوا في 17 مايو (أيار) نداء يدعو إلى توفير 3 مليارات دولار أميركي لمساعدة ملايين الأشخاص الذين اضطروا للفرار من ديارهم سواء داخل حدود السودان أو عبروا الحدود الدولية إلى البلدان المجاورة».

ووفق خليفة، فإن معظم البلدان التي تستقبل الأشخاص الفارين من الأحداث الأليمة التي يشهدها السودان، سواء في الدول المجاورة أو الذين نزحوا داخليا، تعتبر من الدول التي كانت تعاني في الأصل من نقص في التمويل، الأمر الذي من شأنه أن يقود قدرة المفوضية إلى الاستجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة.

وحول أكثر التحديات التي تواجه اللاجئين من السودان، قال خليفة «يعاني اللاجئون من ظروف إنسانية صعبة وهم بحاجة إلى المساعدات العاجلة التي تشمل المأوى والمياه النظيفة ومرافق النظافة والغذاء والرعاية الصحية والمساعدات النقدية ومواد الإغاثة الأساسية، فضلا عن تعرضهم لمخاطر مرتبطة بالحماية».

خطة الاستجابة للاجئين

وكشف خليفة، عن أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تعمل على وضع وتنفيذ خطة الاستجابة للاجئين في البلدان المضيفة، وتكمن الأولوية في دعم السلطات المحلية من حيث التسجيل وتحديد الأشخاص المعرضين لمخاطر متزايدة للحصول على مساعدات محددة. ويشكل النساء والأطفال معظم الوافدين الجدد، وهناك عدد منهم غير مصحوبين بذويهم أو منفصلون عنهم.

وشدد مستشار المفوض السامي لمفوضية اللاجئين، على أن الجهود المبذولة للتخفيف من العنف القائم على نوع الجنس والتصدي له ستكون ذات أهمية قصوى جنباً إلى جنب مع معالجة مخاطر الاستغلال والاعتداء الجنسيين، مشيرا إلى أنه سيتم توفير الدعم للتعليم وسبل كسب الرزق، إضافة إلى المساعدات النقدية، حيثما كان ذلك ممكنا.

أكثر من 103 ملايين نازح قسرا

وحول وضع اللاجئين على مستوى العالم قال خليفة «بحلول منتصف عام 2022، شهد العالم مستويات قياسية للنزوح القسري مع وجود أكثر من 103 ملايين شخص ممن نزحوا قسرا بسبب الاضطهاد والصراعات والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان والآثار الناجمة عن تغير المناخ، منهم 26.7 مليون لاجئ تحت ولاية المفوضية، و53.1 مليون نازح داخليا، و4.9 مليون طالب لجوء».

ووفق مستشار المفوض السامي لمفوضية اللاجئين، فإن سوريا وفنزويلا وأوكرانيا وأفغانستان وجنوب السودان تأتي في مقدمة الدول، التي تفرز أعداداً كبيرة من اللاجئين. وترتبط هذه الأعداد الكبيرة بالحروب والنزاعات التي تشهدها تلك البلدان والتي تمتد منذ أعوام عدة.

من جهة أخرى، والحديث لخليفة، فإن بعض الدول تستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين، وغالبا ما تكون دولا مجاورة، بينما تأتي الدول التالية في المراتب الخمس الأولى من حيث أعداد اللاجئين المستضافين فيها، على هذا النحو: تركيا «3.7 مليون لاجئ»، وكولومبيا «2.5 مليون لاجئ»، وألمانيا «2.2 مليون لاجئ»، وباكستان «1.5 مليون لاجئ»، وأوغندا «1.5 مليون لاجئ».

ولفت إلى أن استقبال اللاجئين أو استضافتهم ليس مسؤولية دول معينة فحسب، بل هو أمر يتطلب تعاونا دوليا لمشاركة المسؤولية في تقديم المساعدة والحماية للنازحين قسرا والعمل على إيجاد حلول مستدامة بهدف التوصل إلى السلام، والأمن، وتحقيق الاستقرار في بلدانهم الأصلية.

المهددات الأمنية والسياسية ونقص التمويل أبرز التحديات

وحول التحديات التي تواجه المفوضية لدعم مشروعاتها وتحقيق أهدافها، وخطة عملها لمواجهة المستجدات، قال خليفة «تقود المفوضية العمل الدولي الهادف لحماية الأشخاص المجبرين على الفرار من منازلهم بسبب الصراع والاضطهاد، وتعمل أيضاً لضمان منح الجنسية للأشخاص عديمي الجنسية».

وأوضح أن المفوضية، تعتمد بشكلٍ شبه كامل على المساهمات الطوعية المقدمة من الحكومات والأمم المتحدة وآليات التمويل الجماعي والمؤسسات الحكومية الدولية والقطاع الخاص، «نحن نعمل على مدار العام لجمع الأموال لبرامجنا والاستجابة لحالات الطوارئ الجديدة عند حدوثها».

وقال مستشار المفوض السامي لمفوضية اللاجئين «نقدم المساعدات المنقذة للحياة بما في ذلك المأوى والغذاء والمياه والرعاية الطبية للأشخاص المجبرين على الفرار جراء الصراعات والاضطهاد ونساعدهم في العثور على مكان يستقرون فيه حتى يتمكنوا من إعادة بناء حياتهم»، مشددا على أن المفوضية تواجه تحديات سياسية وأمنية في الوصول إلى المناطق المتضررة من الصراع وعدم الاستقرار الأمني والمناطق النائية.

وأقر خليفة أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تواجه تحديات عدة تشمل نقص التمويل، والتحديات السياسية والأمنية، والتحديات اللوجيستية. لتجاوزها، تعتمد المفوضية على حشد مصادر التمويل وتعزيز الشراكات والتنسيق مع المنظمات العاملة في المجال الإنساني ومنظمات الأمم المتحدة والقطاع الخاص والأفراد.


طرفا النزاع في السودان يتفقان على تمديد الهدنة لـ5 أيام

الدخان يتصاعد فوق سماء العاصمة السودانية الخرطوم خلال اشتباكات بين الجيش و«الدعم السريع» في 29 مايو 2023 (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد فوق سماء العاصمة السودانية الخرطوم خلال اشتباكات بين الجيش و«الدعم السريع» في 29 مايو 2023 (أ.ف.ب)
TT

طرفا النزاع في السودان يتفقان على تمديد الهدنة لـ5 أيام

الدخان يتصاعد فوق سماء العاصمة السودانية الخرطوم خلال اشتباكات بين الجيش و«الدعم السريع» في 29 مايو 2023 (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد فوق سماء العاصمة السودانية الخرطوم خلال اشتباكات بين الجيش و«الدعم السريع» في 29 مايو 2023 (أ.ف.ب)

أعلنت السعودية والولايات المتحدة، الاثنين، في بيان مشترك، التمديد 5 أيام لهدنة في السودان، بدأت نظرياً قبل أسبوع، ولكن لم يتم الالتزام بها على الأرض، وذلك «للسماح ببذل جهود إنسانية إضافية».

ومنذ 15 أبريل (نيسان)، أسفر النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو، عن مقتل المئات ونزوح 1.4 مليون شخص داخلياً، ولجوء نحو 350 ألفاً آخرين إلى دول الجوار.

ووفق بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (إيه سي إل إي دي)، بلغت حصيلة القتلى منذ اندلاع المعارك 1800 شخص، سقط معظمهم في العاصمة وفي مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.

وأكدت الأمم المتحدة، الاثنين، أن سكان السودان من بين الأكثر حاجة في العالم في الوقت الحالي إلى اهتمام «عاجل» لتفادي انعدام الأمن الغذائي. وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي، في تقرير مشترك، إنه «جرى رفع مستوى القلق في السودان وهايتي ومنطقة الساحل (بوركينا فاسو ومالي) إلى أعلى درجة» من حيث توافر الأغذية للسكان. كما حذر التقرير من أن النزاع على السلطة بين قائد الجيش وخصمه في السودان ستكون له على الأرجح «تداعيات كبيرة على الدول المجاورة».

ويتبادل طرفا النزاع الاتهام بخرق الهدنة التي كان من المفترض أن تفسح المجال لإيصال المساعدات الإنسانية وفتح ممرات آمنة للمدنيين.

وحتى اليوم الأخير من الهدنة، وصلت الإمدادات إلى عدد محدود من المستشفيات في الخرطوم، التي خرج معظمها من الخدمة بسبب القتال، كذلك لا يزال المواطنون يعانون ندرة الموارد الغذائية ومياه الشرب وانقطاعات في الكهرباء والاتصالات.

 

 

 


الرئيس الصومالي يتعهد بالقضاء على «الإرهاب»

الرئيس الصومالي في افتتاح أعمال البرلمان الفيدرالي (وكالة الصومال الرسمية)
الرئيس الصومالي في افتتاح أعمال البرلمان الفيدرالي (وكالة الصومال الرسمية)
TT

الرئيس الصومالي يتعهد بالقضاء على «الإرهاب»

الرئيس الصومالي في افتتاح أعمال البرلمان الفيدرالي (وكالة الصومال الرسمية)
الرئيس الصومالي في افتتاح أعمال البرلمان الفيدرالي (وكالة الصومال الرسمية)

أشاد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، بـ«الحرب التي يشنها الجيش الوطني على الإرهاب»، متعهداً بـ«القضاء على فلول حركة (الشباب) المتطرفة». وقال

لدى افتتاحه، الاثنين، أعمال الدورة الثالثة لمجلسي الشعب والشيوخ، إن «العلماء أفتوا بوجوب محاربة ميليشيات الخوارج في كل المجالات، سواء عسكرياً أو دينياً»، لافتاً إلى «البحث عن الدعم المطلوب للقضاء على هذه الميليشيات».

وبعدما أشاد بالإنجازات التي حققها البرلمان خلال الدورة السابقة والمتمثلة في المصادقة على 11 قانوناً، طالب مجلسي الشعب والشيوخ بسرعة تشكيل اللجان المعنية بمراجعة الدستور، مشيراً إلى أهمية وجود دستور متكامل يعكس احتياجات المواطن الصومالي.

بدوره، اعتبر رئيس الحكومة الصومالية حمزة عبدي بري، أن انتخاب الرئيس ونائبه لا يعني الانتقال من النظام الفيدرالي، داعياً السياسيين إلى التخفيف من القلق والشكوك المتعلقة بهذا الشأن؛ إذ إن الهدف هو إعادة السلطة إلى الشعب.

ولفت خلال مشاركته في مأدبة عشاء أقامتها إدارة محافظة بنادر، الليلة الماضية، على شرف أعضاء المجلس الاستشاري الوطني، إلى اتخاذ المجلس ما وصفه بقرارات مصيرية خلال اجتماعاته الأخيرة بالعاصمة مقديشو، من بينها تحديد الصلاحيات الدولية، والهيكل الأمني، والنظام القضائي والمالي.

ورأى أن العاصمة مقديشو تخطو نحو طريق التنمية وإعادة الإعمار بعد تغلبها على العقبات التي مرت بها من الصراعات والنزوح والدمار، لكن ولاية بونتلاند، رفضت الاتفاق الذي أبرمته الحكومة الفيدرالية وبعض الولايات الإقليمية، واعتبرته بمثابة تعليق للدستور وانقلاب سياسي.

وقال وزير الإعلام في بونتلاند، محمود عيديد، إنهم لن يقبلوا هذا الاتفاق، ورأى أنه يتنافى مع الدستور.

ولم يشارك رئيس ولاية بونتلاند سعيد عبد الله دني، بسبب الخلاف بين إدارته وبين الحكومة الفيدرالية، في اجتماع المجلس الاستشاري في مقديشو، الذي حضره رؤساء الولايات الأخرى.

إلى ذلك، أفادت وكالة «الأنباء الصومالية الرسمية»، باعتقال قياديين بارزين من حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في عملية عسكرية مخططة، نفذتها وحدات من الفرقة الـ26 للجيش الصومالي بإحدى المناطق في محافظة غلغدود.

وأسفرت العملية عن اعتقال القياديين مختار محمد محمود، المعروف بـ«أبو محمود» مسؤول مخابرات الحركة، بالإضافة إلى مسؤولها المالي عسير محمد محمود (آية الله)، ونقلت عن عثمان عبد الله من الوحدة التي نفذت هذه العملية أن 8 من حراس القياديين قُتلوا خلالها.

وبحسب الوكالة، دعا ضباط الجيش، المواطنين للتعاون معه في تقديم المعلومات المتعلقة بعناصر ميليشيات الخوارج للمساهمة في تحرير البلاد منهم.

بدورها، نددت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيجاد)، بالهجوم على معسكر الكتيبة الأوغندية التابعة لقوات بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال، في بلدة بولو مارير بمنطقة شبيلي السفلى. وقال بيان للهيئة: «يجب علينا الوقوف معاً في تضامن مع حكومة الصومال وشعبها في كفاحهما للإرهاب، وفي جهودهما نحو بناء السلام والاستقرار في الصومال».

وأعلن الجيش الأوغندي إرسال فريق من الخبراء للتحقيق في الهجوم الذي تعرضت له الكتيبة يوم الجمعة الماضي.


تحذير أممي من فرار مليون شخص من السودان بحلول أكتوبر

بات السودانيون على موعد مع هجرة قسرية من الخرطوم (الشرق الأوسط)
بات السودانيون على موعد مع هجرة قسرية من الخرطوم (الشرق الأوسط)
TT

تحذير أممي من فرار مليون شخص من السودان بحلول أكتوبر

بات السودانيون على موعد مع هجرة قسرية من الخرطوم (الشرق الأوسط)
بات السودانيون على موعد مع هجرة قسرية من الخرطوم (الشرق الأوسط)

قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، يوم الاثنين إن التقديرات التي تشير إلى احتمال فرار زهاء مليون شخص من السودان بحلول أكتوبر (تشرين الأول) ربما تكون متحفظة، وإن الصراع هناك ينذر بازدياد عمليات تهريب البشر وانتشار الأسلحة في منطقة هشة.

وفر بالفعل أكثر من 350 ألف شخص عبر الحدود السودانية منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في 15 أبريل (نيسان)، وتوجه معظمهم إلى مصر وتشاد وإثيوبيا وجنوب السودان. ونزح أكثر من مليون داخل السودان الذي يقدر عدد سكانه بنحو 49 مليون نسمة، حيث اندلع قتال عنيف في مناطق سكنية بالعاصمة الخرطوم، وامتد العنف أيضاً إلى منطقة دارفور غرب البلاد.

رقم متحفظ

وقال غراندي في مقابلة في القاهرة بعد زيارة للحدود مع السودان، وفق ما ذكرت «رويترز»، إن المفوضية توقعت في وقت سابق مغادرة نحو 800 ألف سوداني و200 ألف شخص من جنسيات أخرى السودان على مدى ستة أشهر. وأضاف: «هذا التوقع، بأننا سنصل إلى هذه الأرقام المرتفعة في الأشهر القليلة المقبلة، ربما يكون متحفظاً... في البداية لم أكن أعتقد أن ذلك سيتحقق، لكنني الآن بدأت أشعر بالقلق».

ومن بين الدول المتاخمة للسودان جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وإثيوبيا وليبيا، وكلها تأثرت بصراعات داخلها في الآونة الأخيرة.

وقال غراندي إن انهيار القانون والنظام في السودان «ومسارعة الكثيرين للرحيل» سيوفران أرضاً خصبة للاتجار بالبشر، بينما من الممكن أن تهدد الأسلحة التي يجري تداولها عبر الحدود بوقوع مزيد من العنف. وأضاف: «شهدنا ذلك في ليبيا مع منطقة الساحل. لا نريد تكرار ذلك لأن ذلك سيضاعف الأزمة والمشكلات الإنسانية».

وناشدت الأمم المتحدة المانحين تقديم 470 مليون دولار من أجل استجابتها المخصصة للاجئين في أزمة السودان على مدى ستة أشهر، وهو مبلغ قال غراندي إن واحداً في المائة فقط منه جرى ضخه، مضيفاً أنه «توجد حاجة ماسة» إلى عقد مؤتمر لتعهد المانحين بتقديم التمويلات، وأن المجتمع الدولي المنشغل بمسألة أوكرانيا لا يولي السودان بالاهتمام الكافي.

وأردف: «يمكنكم بكل وضوح أن تشعروا بوجود اختلاف خطير للغاية؛ فهذه الأزمة قد تزعزع الاستقرار في منطقة بكاملها وخارجها، بقدر ما تفعله أوكرانيا في أوروبا».

وقال غراندي إن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تحاول ترسيخ وجودها في وادي حلفا بشمال السودان حيث ينتظر كثير من الذكور السودانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و50 عاماً لتقديم طلبات الحصول على تأشيرة لدخول مصر، ولا تحتاج النساء أو الأطفال أو كبار السن للحصول على تأشيرات.

وأوضح أيضاً أنه يلزم توصيل مساعدات لمنطقة فاصلة بين المواقع الحدودية المصرية والسودانية؛ حيث ينتظر الفارون فترات طويلة. ومنذ بدء الصراع، عبر 160 ألف شخص تقريباً من السودان إلى مصر التي تستضيف بالفعل جالية سودانية كبيرة.