تركيا تحتج لدى السويد على إهانة «العمال الكردستاني» لإردوغان

رأت أن التقدم في عملية انضمامها للناتو «لم يعد ممكناً»

وزيرا خارجية تركيا والسويد في أنقرة في 22 ديسمبر (كانون الأول) 2022 (إ.ب.أ)
وزيرا خارجية تركيا والسويد في أنقرة في 22 ديسمبر (كانون الأول) 2022 (إ.ب.أ)
TT

تركيا تحتج لدى السويد على إهانة «العمال الكردستاني» لإردوغان

وزيرا خارجية تركيا والسويد في أنقرة في 22 ديسمبر (كانون الأول) 2022 (إ.ب.أ)
وزيرا خارجية تركيا والسويد في أنقرة في 22 ديسمبر (كانون الأول) 2022 (إ.ب.أ)

أبلغت تركيا السويد احتجاجها على قيام مجموعة من أنصار حزب العمال الكردستاني بتعليق دمية تصور الرئيس رجب طيب إردوغان من قدميها على عامود يقع بالقرب من المبنى التاريخي لبلدية العاصمة ستوكهولم، كما أعلنت أنقرة أن التقدم في عملية انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) «أصبح غير ممكن».
وقالت الخارجية التركية، في بيان الخميس، إنه تم استدعاء السفير السويدي في أنقرة ستافان هيرستروم، وإبلاغه احتجاج تركيا على «الدعاية التي قام بها أنصار التنظيم الإرهابي (حزب العمال الكردستاني) التي تستهدف الرئيس». وذكر البيان أنه «تم إبلاغ السفير السويدي رفض تركيا لهذه الأعمال الإرهابية ومطالبته إبلاغ حكومته بعدم السماح بمثل هذه الأعمال الإرهابية التي تشكل انتهاكاً للقانون، والتي يتعرض فيها بلدنا للتهديد العلني». وأضاف البيان أنه تم إبلاغ السفير السويدي أن أنقرة تتوقع من السلطات السويدية اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه مرتكبي هذا العمل.
وتجمع عدد من أنصار العمال الكردستاني، في وقت سابق الخميس، أمام مبنى البلدية التاريخي في العاصمة السويدية ستوكهولم، وعلقوا دمية تصور إردوغان على عامود قرب المبنى. ونشرت حسابات مرتبطة بالعمال الكردستاني، المصنف في تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة «تنظيماً إرهابياً»، مقطعاً مصوراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر لحظات تعليق الدمية من قدميها.
المنشور، الذي أشار إلى تنظيم مظاهرة مناهضة لحلف الناتو في 21 يناير (كانون الثاني) الحالي في ستوكهولم، تضمن تعليقات مهينة وعبارات تهديد باللغة التركية تستهدف تركيا ورئيسها، بحسب ما أفادت وكالة «الأناضول» الرسمية.
وجاءت الواقعة بعد قيام مجموعة من أنصار العمال الكردستاني في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعرض صور على مبنى السفارة التركية في ستوكهولم تتضمن دعاية للحزب، ومحتوى مسيئاً لإردوغان، لتستدعي وزارة الخارجية التركية السفير السويدي لدى أنقرة، ستافان هيرستروم، احتجاجاً على العمل وتنديداً به. وتعليقاً على الواقعة الجديدة، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، في بيان الخميس، إن «التقدم في عملية عضوية السويد في حلف الناتو ليس ممكناً... ندين العمل الشنيع ضد رئيسنا في العاصمة السويدية ستوكهولم بأقوى العبارات الممكنة... نقلنا رد فعلنا وتوقعاتنا إلى السلطات السويدية... اتخاذ خطوات ملموسة هو مطلب من متطلبات القانون واتفاقنا (في إشارة إلى مذكرة التفاهم الثلاثية الموقعة بين تركيا والسويد وفنلندا بشأن طلب عضويتهما بالناتو)... مرة أخرى، نقول صراحة: ما لم تتوقف أنشطة المنظمات الإرهابية، فلا يمكن التقدم في عملية العضوية بالناتو».
واعترضت تركيا، وكذلك المجر، على طلب تقدمت به السويد وفنلندا في مايو (أيار) الماضي للانضمام إلى الناتو، على خلفية مخاوف بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا... ويجب أن توافق الدول الأعضاء الـ28 على الطلب بالإجماع.
وتتهم تركيا السويد وفنلندا بتوفير ملاذ آمن لعناصر من حزب العمال الكردستاني، المدرج على لوائح الإرهاب في تركيا والاتحاد الأوروبي، وكذلك أعضاء حركة الخدمة التابعة لفتح الله غولن، التي صنفتها أنقرة منظمة إرهابية بعد أن اتهمتها بالوقوف وراء محاولة انقلاب فاشلة في 15 يوليو (تموز) 2016، وتطالبهما بتسليم 33 مطلوباً.
وعقدت تركيا اجتماعات مع السويد وفنلندا ضمن آلية ثلاثية تم استحداثها بموجب مذكرة تفاهم ثلاثية وقعت في 28 يونيو (حزيران) الماضي، على هامش قمة الناتو في مدريد لبحث مطالبها لإزالة مخاوفها الأمنية ورفع حظر الأسلحة المفروض من جانب الدولتين ضمن 10 دول غربية أخرى على تركيا بسبب عمليتها العسكرية «نبع السلام» ضد القوات الكردية في شمال سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019.
وقال رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، إن بلاده غير قادرة على تلبية جميع الشروط التي وضعتها تركيا للموافقة على انضمامها للحلف. وأضاف، خلال مؤتمر صحافي بحضور الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ عقب اجتماع أمني للحلف الأحد الماضي، أن «تركيا تؤكد أننا نفذنا ما تعهدنا القيام به، لكنها تقول أيضاً إنها تريد أموراً لا نستطيع ولا نريد تلبيتها... نحن على قناعة بأن تركيا ستتخذ قراراً لكن لا نعرف متى تحديداً... القرار في معسكر تركيا».
وفي نوفمبر الماضي زار كريسترسون تركيا وأجرى مباحثات مع الرئيس رجب طيب إردوغان، وبدا متفائلاً بأن تركيا ستتحرك باتجاه إلغاء الفيتو على عضوية بلاده في الناتو، كما زار وزير الخارجية توبياس بيلستروم تركيا في أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأعلن أن بلاده سلمت 3 مطلوبين لتركيا، وعرض الخطوات التي اتخذتها بلاده ومنها تعديل قانون مكافحة الإرهاب، لكن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قال إن السويد اتخذت تدابير إيجابية، لكن بلاده تنتظر خطوات كبيرة أخرى لإقناعها بسحب اعتراضها على انضمام السويد إلى حلف الناتو.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


إسرائيل ترفض اتهامات إيران حول مسؤوليتها عن سقوط الأسد

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
TT

إسرائيل ترفض اتهامات إيران حول مسؤوليتها عن سقوط الأسد

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم (الأربعاء)، رفض الدولة العبرية الاتهامات الإيرانية بوجود «مؤامرة أميركية - إسرائيلية مشتركة» للإطاحة بنظام الأسد في سوريا، متهماً إيران بمحاولة إقامة «جبهة شرقية» على الحدود مع الأردن، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال كاتس خلال جولة مع قادة عسكريين على الحدود الأردنية، إن المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، «اتهم اليوم إسرائيل بسقوط الأسد... على خامنئي أن يلوم نفسه» بدلاً من ذلك، ويكف عن تمويل المجموعات المسلحة «في سوريا ولبنان وغزة لبناء الأذرع التي يوجهها في محاولة لهزيمة دولة إسرائيل».

وأضاف وزير الدفاع: «جئت اليوم إلى هنا لأضمن أن إيران لن تنجح في بناء ذراع الأخطبوط التي تخطط لها، وتعمل على إنشائها هنا من أجل إقامة جبهة شرقية ضد دولة إسرائيل».

وأشار كاتس إلى أن إيران تقف وراء «محاولات تهريب الأسلحة وتمويل وتعزيز الإرهاب (في الضفة الغربية المحتلة) عبر الأردن».

وقال إنه أصدر تعليمات للجيش «بزيادة العمليات الهجومية ضد أي نشاط إرهابي» في الضفة الغربية و«تسريع بناء السياج على الحدود الإسرائيلية - الأردنية».

في خطابه الأول منذ سقوط نظام الأسد، الأحد، اتهم خامنئي الولايات المتحدة و«الكيان الصهيوني» بالتخطيط للإطاحة بالأسد.

وأوضح: «لا يجب أن يشكك أحد في أن ما حدث في سوريا هو نتاج مخطط أميركي صهيوني مشترك».

وكان للأسد دور استراتيجي في «محور المقاومة» الإيراني المناهض لإسرائيل.