أبلغت تركيا السويد احتجاجها على قيام مجموعة من أنصار حزب العمال الكردستاني بتعليق دمية تصور الرئيس رجب طيب إردوغان من قدميها على عامود يقع بالقرب من المبنى التاريخي لبلدية العاصمة ستوكهولم، كما أعلنت أنقرة أن التقدم في عملية انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) «أصبح غير ممكن».
وقالت الخارجية التركية، في بيان الخميس، إنه تم استدعاء السفير السويدي في أنقرة ستافان هيرستروم، وإبلاغه احتجاج تركيا على «الدعاية التي قام بها أنصار التنظيم الإرهابي (حزب العمال الكردستاني) التي تستهدف الرئيس». وذكر البيان أنه «تم إبلاغ السفير السويدي رفض تركيا لهذه الأعمال الإرهابية ومطالبته إبلاغ حكومته بعدم السماح بمثل هذه الأعمال الإرهابية التي تشكل انتهاكاً للقانون، والتي يتعرض فيها بلدنا للتهديد العلني». وأضاف البيان أنه تم إبلاغ السفير السويدي أن أنقرة تتوقع من السلطات السويدية اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه مرتكبي هذا العمل.
وتجمع عدد من أنصار العمال الكردستاني، في وقت سابق الخميس، أمام مبنى البلدية التاريخي في العاصمة السويدية ستوكهولم، وعلقوا دمية تصور إردوغان على عامود قرب المبنى. ونشرت حسابات مرتبطة بالعمال الكردستاني، المصنف في تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة «تنظيماً إرهابياً»، مقطعاً مصوراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر لحظات تعليق الدمية من قدميها.
المنشور، الذي أشار إلى تنظيم مظاهرة مناهضة لحلف الناتو في 21 يناير (كانون الثاني) الحالي في ستوكهولم، تضمن تعليقات مهينة وعبارات تهديد باللغة التركية تستهدف تركيا ورئيسها، بحسب ما أفادت وكالة «الأناضول» الرسمية.
وجاءت الواقعة بعد قيام مجموعة من أنصار العمال الكردستاني في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعرض صور على مبنى السفارة التركية في ستوكهولم تتضمن دعاية للحزب، ومحتوى مسيئاً لإردوغان، لتستدعي وزارة الخارجية التركية السفير السويدي لدى أنقرة، ستافان هيرستروم، احتجاجاً على العمل وتنديداً به. وتعليقاً على الواقعة الجديدة، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، في بيان الخميس، إن «التقدم في عملية عضوية السويد في حلف الناتو ليس ممكناً... ندين العمل الشنيع ضد رئيسنا في العاصمة السويدية ستوكهولم بأقوى العبارات الممكنة... نقلنا رد فعلنا وتوقعاتنا إلى السلطات السويدية... اتخاذ خطوات ملموسة هو مطلب من متطلبات القانون واتفاقنا (في إشارة إلى مذكرة التفاهم الثلاثية الموقعة بين تركيا والسويد وفنلندا بشأن طلب عضويتهما بالناتو)... مرة أخرى، نقول صراحة: ما لم تتوقف أنشطة المنظمات الإرهابية، فلا يمكن التقدم في عملية العضوية بالناتو».
واعترضت تركيا، وكذلك المجر، على طلب تقدمت به السويد وفنلندا في مايو (أيار) الماضي للانضمام إلى الناتو، على خلفية مخاوف بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا... ويجب أن توافق الدول الأعضاء الـ28 على الطلب بالإجماع.
وتتهم تركيا السويد وفنلندا بتوفير ملاذ آمن لعناصر من حزب العمال الكردستاني، المدرج على لوائح الإرهاب في تركيا والاتحاد الأوروبي، وكذلك أعضاء حركة الخدمة التابعة لفتح الله غولن، التي صنفتها أنقرة منظمة إرهابية بعد أن اتهمتها بالوقوف وراء محاولة انقلاب فاشلة في 15 يوليو (تموز) 2016، وتطالبهما بتسليم 33 مطلوباً.
وعقدت تركيا اجتماعات مع السويد وفنلندا ضمن آلية ثلاثية تم استحداثها بموجب مذكرة تفاهم ثلاثية وقعت في 28 يونيو (حزيران) الماضي، على هامش قمة الناتو في مدريد لبحث مطالبها لإزالة مخاوفها الأمنية ورفع حظر الأسلحة المفروض من جانب الدولتين ضمن 10 دول غربية أخرى على تركيا بسبب عمليتها العسكرية «نبع السلام» ضد القوات الكردية في شمال سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019.
وقال رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، إن بلاده غير قادرة على تلبية جميع الشروط التي وضعتها تركيا للموافقة على انضمامها للحلف. وأضاف، خلال مؤتمر صحافي بحضور الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ عقب اجتماع أمني للحلف الأحد الماضي، أن «تركيا تؤكد أننا نفذنا ما تعهدنا القيام به، لكنها تقول أيضاً إنها تريد أموراً لا نستطيع ولا نريد تلبيتها... نحن على قناعة بأن تركيا ستتخذ قراراً لكن لا نعرف متى تحديداً... القرار في معسكر تركيا».
وفي نوفمبر الماضي زار كريسترسون تركيا وأجرى مباحثات مع الرئيس رجب طيب إردوغان، وبدا متفائلاً بأن تركيا ستتحرك باتجاه إلغاء الفيتو على عضوية بلاده في الناتو، كما زار وزير الخارجية توبياس بيلستروم تركيا في أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأعلن أن بلاده سلمت 3 مطلوبين لتركيا، وعرض الخطوات التي اتخذتها بلاده ومنها تعديل قانون مكافحة الإرهاب، لكن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قال إن السويد اتخذت تدابير إيجابية، لكن بلاده تنتظر خطوات كبيرة أخرى لإقناعها بسحب اعتراضها على انضمام السويد إلى حلف الناتو.
تركيا تحتج لدى السويد على إهانة «العمال الكردستاني» لإردوغان
رأت أن التقدم في عملية انضمامها للناتو «لم يعد ممكناً»
تركيا تحتج لدى السويد على إهانة «العمال الكردستاني» لإردوغان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة