شبح «الاغتيالات العشوائية» يطارد الليبيين

مواطنون يقضون بالطعن والرصاص

إحميد المرابط الزيداني رئيس اللجنة القانونية لمنظمة «ضحايا» لحقوق الإنسان (الشرق الأوسط)
إحميد المرابط الزيداني رئيس اللجنة القانونية لمنظمة «ضحايا» لحقوق الإنسان (الشرق الأوسط)
TT

شبح «الاغتيالات العشوائية» يطارد الليبيين

إحميد المرابط الزيداني رئيس اللجنة القانونية لمنظمة «ضحايا» لحقوق الإنسان (الشرق الأوسط)
إحميد المرابط الزيداني رئيس اللجنة القانونية لمنظمة «ضحايا» لحقوق الإنسان (الشرق الأوسط)

أعادت واقعة العثور على مواطن ليبي، مقتولاً في مدينة جنزور (غرب العاصمة طرابلس)، شبح «الاغتيالات الغامضة والعشوائية» إلى البلاد، التي لم تغادرها منذ الانفلات الأمني عقب اندلاع «ثورة 17 فبراير» عام 2011 وحتى الآن.
وعثرت السلطات الأمنية في غرب ليبيا على جثة المواطن، أيمن علي المعرش، الذي كان يعمل موظفاً بالشؤون العلمية بالإدارة العامة لجامعة المقرب بمدينة الخمس (شرقي مدينة طرابلس)، وبها طعنات عدة، دون التوصل إلى الجناة، في ظاهرة يرى حقوقيون أنها «متكررة في ليبيا».
وخلال الأشهر الماضية، أعلن عن اغتيال مواطنين، ومحاولة استهداف مسؤولين محليين، مثل عميد بلدية زليتن عمر الصغير، على أيدي مسلحين، في ظل انتشار السلاح بشكل واسع بين المواطنين في أنحاء البلاد.
وعثر على جثة المواطن الليبي، كمال بديري، والذي كان يعمل في هيئة الرقابة الإدارية، مقتولاً رمياً بالرصاص في سيارته، قرب قاعة الشعب بالعاصمة طرابلس، منتصف الأسبوع الماضي، لكن وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، قالت مساء أمس (الأربعاء) إنها توصلت إلى الجاني.
وأوضحت الوزارة، في بيانها، أن أعضاء التحري والتحقيقات بجهاز الأمن العام والتمركزات الأمنية التابعة له، تمكنوا من التعرف والقبض على المتورط في واقعة قتل المواطن بديري، «التي سبق وسجلت ضد مجهول»، مشيرة إلى أنه ألقي القبض عليه في منطقة بئر غنم (جنوب غربي طرابلس) وبحوزته السلاح المستخدم في الجريمة وهو عبارة عن مسدس نوع «إمبريته».
وقال إحميد المرابط الزيداني، رئيس اللجنة القانونية لمنظمة «ضحايا» لحقوق الإنسان، إن عمليات القتل العشوائي التي تطارد الليبيين، «هي امتداد للحالة الأمنية الهشة التي تعاني منها الدولة الليبية»، مشيراً إلى أن «الانقسام السياسي والعسكري يلقي بظلاله على تصاعد هذه الإشكالية».
وأضاف الزيداني في حديث إلى «الشرق الأوسط» اليوم (الخميس) أن أسباب تصاعد هذه الظاهرة متعددة، من بينها «إفلات الجناة من العقاب؛ حتى بات ملحوظاً ارتفاع هذه النوعية من الجرائم، التي عمقت من المآسي في المجتمع الليبي».
وتحدث الزيداني، عن اختلاف الدوافع وراء هذه الجرائم، لكنه رأى أن «عدم وجود دولة مركزية قوية تبسط سيطرتها على كامل البلاد ساهم بالتبعية في الإفلات من العقوبة، وبالتالي سمح للجناة بالتنقل بين مناطقها».
وقال إن «هناك بعض أسباب الجريمة التي يعملون على إيجاد علاج لها»، وتتثمل في «معالجة الاضطرابات النفسية التي لحقت ببعض الشباب نتيجة انخراطهم في الميلشيات والمجموعات المسلحة، واشتراكهم في النزاع المسلح الذي تعيشه ليبيا منذ 12 عاماً»، متابعاً: «اشتراك هذه المجاميع في الحروب التي شهدتها البلاد، يتطلب تأهيلاً ودعماً نفسياً».
وتابع: «ترك هذه المجموعات دون إعادة إدماجهم في المجتمع لا شك سينعكس بالسلب على الجميع، وهذا ما نلاحظه من كثرة الجرائم»، كما لفت الزيداني، إلى ظاهرة العنف الأسري، في ظل ما وصفه بـ«غياب الدولة والتشريعات العاجزة»، مما أدى إلى تزايد الجرائم، (...) كلما ارتفعت داخل الأسرة زادت داخل المجتمع.
وسبق وأطلق مسلحون النار على سيارة كانت تقل عائلة ليبية في منطقة الحرشة بمدينة الزاوية (غربي البلاد) فقتل سالم صالح عبد المولى، وزوجته سارة خليفة قريميدة، بينما أصيب طفليهما بجروح خطيرة.
ودانت منظمات حقوقية هذه الجريمة في حينها، وطالبت منظمة «رصد الجرائم في ليبيا» وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة الوطنية» باتخاذ الإجراءات وتحمل مسؤولياتها تجاه حالة الانفلات الأمني وتفشي الجريمة المنظمة بمدينة الزاوية. كما طالبت النائب العام الليبي بفتح تحقيق عاجل وفعال يقود لضبط الجناة ومحاسبتهم لضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
وسبق لمنظمة رصد الجرائم، الحديث عن مقتل محمد رجب بوهنية، (21 عاماً) وإصابة حمد عبد العزيز الدرسي، (22 عاماً) برصاصة في الرئة، إثر تعرضهما لإطلاق نار من قبل أفراد أمن بمنطقة الحنية شمال مدينة البيضاء شرقي ليبيا.
وحملت المنظمة المسؤولية للإدارة العامة للبحث الجنائي، ودعت النيابة العامة لفتح تحقيق عاجل وفعال لمحاسبة الجناة وضمان عدم إفلاتهم من العدالة.
واستمراراً لما رآه حقوقيون انفلاتا أمنياً، كثرت في ليبيا عمليات السطو المسلح، والابتزاز المادي الذي ينتهي عادة بقتل الضحية. وقالت وزارة الداخلية، في بيان مساء (الأربعاء)، إن أعضاء «قوة دعم مديريات الأمن بالمناطق» ألقوا القبض على ثلاثة أشخاص حاولوا السطو على شابين وتسببوا في إصابتهما.
وأوضحت الوزارة، أن الجناة اعترضوا الشابين بطريق السواني (جنوب طرابلس) سعياً للاستيلاء على ممتلكاتهما، مما أدى إلى إصابة أحدهما بالضرب بآلة حادة في رأسه فيما أصيب الآخر بطعنة في صدره.
وأرجعت منظمة «رصد الجرائم في ليبيا» التي تصدر تقريراً شهرياً عن حالة حقوق الإنسان في البلاد، هذه الحوادث الجنائية إلى «الانفلات الأمني والفوضى» التي تشهدها البلاد.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

رئيس «الوحدة» الليبية يطالب مجدداً بـ«قوانين عادلة» لإجراء الانتخابات

الدبيبة خلال لقائه عدداً من عمداء البلديات (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال لقائه عدداً من عمداء البلديات (حكومة الوحدة)
TT

رئيس «الوحدة» الليبية يطالب مجدداً بـ«قوانين عادلة» لإجراء الانتخابات

الدبيبة خلال لقائه عدداً من عمداء البلديات (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال لقائه عدداً من عمداء البلديات (حكومة الوحدة)

تمسك عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة، مجدداً بضرورة وجود «قوانين عادلة» لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية المؤجلة، وغازل عمداء البلديات بـ«الخدمات» من خلال إنهاء وتدشين عدة مشروعات في مناطقهم.

واجتمع الدبيبة في مقر الحكومة بطرابلس العاصمة مع 6 عمداء بلديات، هي الأصابعة وككلة والقواليش والمشاشية ويفرن والقلعة، بالإضافة إلى عدد من أعيانها، لمناقشة عدد من الملفات الخدمية والتنموية والاجتماعية.

وتحدث الدبيبة خلال اللقاء عن دعمه لملف التنمية المحلية واللامركزية، وإقرار عدد من اللوائح والقرارات المنظمة لهذا التوجه المهم، مشدداً على ضرورة توحيد الجهود الوطنية للوصول بالبلاد لانتخابات برلمانية ورئاسية، وفق قوانين عادلة ومتفق عليها، وإنهاء المراحل الانتقالية.

الدبيبة مع عدد من عمداء البلديات (حكومة الوحدة)

ووفقاً لمكتب الدبيبة، فقد استعرض رؤساء الأجهزة التنفيذية أهم المشروعات التنموية بالبلديات الحاضرة، ونسب الإنجاز الفنية والمشروعات المعتمدة في الخطة التنموية المقبلة.

ويأتي لقاء الدبيبة بعمداء البلديات الـ6، عقب يوم من لقائه أعضاء المجلس البلدي يفرن وعدداً من أعيان المدينة. وأثار خلال اجتماعه معهم ضرورة «توحيد الجهود الوطنية لإنجاز الدستور والقوانين الانتخابية العادلة، لتكون المرجعية الوطنية التي تتيح إجراء الانتخابات وإنهاء المراحل الانتقالية».

وخلال الاجتماعين حرص الدبيبة على توجيه أجهزة حكومته لإنجاز مشاريع معطلة بالبلديات، وقال في اللقاء الذي انتهى، مساء الخميس، إن «عمليات الإمداد المائي لبلديات الجبل تحديداً كانت من أولويات الخطة التنموية، ضمن مشروعات (عودة الحياة)، وما زالت مستمرة حتى استكمالها، تقديراً لظروف المنطقة واحتياجاتها لمياه الشرب».

كما وجّه الدبيبة «الأجهزة التنفيذية بإعطاء الأولوية في المشروعات التنموية لقطاعات المياه والصرف الصحي، والمرافق التعليمية والصحية، وإعطاء الأولوية للمشاريع الجارية لضمان استكمالها».

من جهة ثانية، تتواصل في ليبيا تداعيات إيقاف الدبيبة للقائم بالأعمال في السفارة الليبية لدى مصر، محمد عبد العالي، دون مزيد من الأسباب، لكنه كلف مندوب ليبيا لدى جامعة الدول العربية، السفير عبد المطلب إدريس، بتسيير مهام السفارة الليبية.

في غضون ذلك، دعا مجلس النواب الليبي أعضاءه إلى جلسة رسمية، الاثنين المقبل، تُعقد في مدينة بنغازي، لمناقشة بنود جدول أعمال المجلس، حسب عبد الله بليحق المتحدث الرسمي باسم المجلس.

الطاهر الباعور مستقبلاً سفير إيطاليا لدى ليبيا (خارجية الوحدة)

من جهته، التقى الطاهر الباعور، المكلف تسيير وزارة الخارجية بحكومة «الوحدة»، الجمعة، في مكتبه بطرابلس، سفير إيطاليا لدى ليبيا، جيانلوكا البريني، حيث أكد الجانبان على عمق العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الصديقين.

ونقلت الخارجية عن السفير «إشادته بمخرجات منتدى الأعمال الليبي - الإيطالي، الذي عُقد بطرابلس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ حيث نقل خلال اللقاء امتنان وتقدير رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجا ميلوني، لنجاح هذا المنتدى.

وأكد الباعور مشاركته وتمثيل الوفد الليبي في «منتدى حوار المتوسط لبلدان البحر المتوسط»، الذي سيُعقد في روما على المستوى الوزاري، نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.