الفلسطينيون يطلبون من مبعوث إدارة بايدن «خلق أفق سياسي»

في ظل معارضة أميركية أوسع لسياسات حكومة نتنياهو

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية مستقبلاً المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الفلسطينية هادي عمرو  (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية مستقبلاً المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الفلسطينية هادي عمرو (د.ب.أ)
TT

الفلسطينيون يطلبون من مبعوث إدارة بايدن «خلق أفق سياسي»

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية مستقبلاً المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الفلسطينية هادي عمرو  (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية مستقبلاً المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الفلسطينية هادي عمرو (د.ب.أ)

أطلع رئيس الوزراء محمد أشتية المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الفلسطينية هادي عمرو، على الانتهاكات والإجراءات أحادية الجانب التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية المتطرفة الجديدة بحق الشعب الفلسطيني فور تسلمها الحكم. فيما طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، الإدارة الأميركية بالدفع لأفق سياسي في المنطقة حتى لا تدمر الحكومة الإسرائيلية الحالية «حل الدولتين» إلى الأبد.
وقال رئيس الوزراء، لدى استقباله المبعوث الأميركي، اليوم (الخميس) في رام الله، بحضور رئيس وحدة الشؤون الفلسطينية جورج نول: «مطلوب من الإدارة الأميركية التحرك بشكل عاجل لوضع حد للإجراءات الأحادية والتهديدات الإسرائيلية التي تقوض السلطة الوطنية، وتُنهي بشكل ممنهج إمكانية إقامة دولة فلسطينية».
وشدد أشتية على ضرورة أن تحمل زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان المرتقبة للمنطقة رسالة أمل للشعب الفلسطيني، وبيان واضح للحكومة الإسرائيلية بضرورة وقف الانتهاكات والإجراءات الأحادية، وإلزامها باحترام القانون الدولي والاتفاقيات الموقَّعة.
من جهته، أبلغ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، الممثل الأميركي الخاص للشؤون الفلسطينية هادي عمرو، في اجتماع اليوم، أن خلق أفق سياسي وفق الشرعية الدولية، يمكن أن يحافظ على حل الدولتين التي تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى تدميره.
وبحث الشيخ مع عمرو، الواقع المعقَّد سياسياً واقتصادياً على الأرض، في ظل سياسة الحكومة الإسرائيلية التي تستهدف السلطة.
وقال إن على إسرائيل وقف كل إجراءاتها الأحادية واعتداءاتها اليومية، لأنها بذلك تخلق أجواء صعبة ومعقدة تؤثر على الأمن والاستقرار.
لقاء أشتية والشيخ مع عمرو، جاء في ظل غضب فلسطيني كبير من بدء إسرائيل سلسلة عقوبات على السلطة الفلسطينية، شملت مصادرة 139 مليون شيكل (40 مليون دولار) لصالح عائلات قتلى إسرائيليين من أموال الضرائب والجمارك التي تجبيها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية، وتجميد خطط بناء للفلسطينيين في المنطقة ج، وسحب حرية التحرك لشخصيات مهمة.
وناقش المسؤولان مع عمرو وقع هذه العقوبات على السلطة، التي كانت قد أرسلت للإسرائيليين والأميركيين رسائل تؤكد أن استمرار الحكومة في هذه السياسية سيعني في نهاية المطاف انهيار السلطة وخلق واقع جديد معقد للغاية.
وكانت الولايات المتحدة قد رفضت العقوبات الإسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية، قائلة إن هذه الإجراءات من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم التوترات.
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس العقوبات الإسرائيلية، بأنها «رد أحادي الجانب» من شأنه أن «يؤدي إلى تفاقم التوترات»، لا تقل إشكالية في نظر واشنطن عن سعي السلطة الفلسطينية لإصدار محكمة العدل الدولية في الأمم المتحدة رأياً استشارياً حول ماهية الاحتلال الإسرائيلي.
وقال برايس، رداً على سؤال حول الموضوع خلال المؤتمر الصحافي اليومي: «هذا جزء من سبب معارضتنا للخطوة الفلسطينية المتعلقة بمحكمة العدل الدولية، مع العلم أنها من المحتمل أن تؤدي فقط إلى تفاقم التوترات. نعتقد أن الجهد الفلسطيني في الأمم المتحدة كانت له نتائج عكسية، وفقط أبعد الأطراف عن هدف حل الدولتين المتفاوض عليه».
وأكد برايس أن مسؤولي إدارة بايدن يناقشون القضية مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين على انفراد. لكن لم تُبدِ إسرائيل أي مؤشرات حول التراجع عن سياستها، بل أبلغت الأميركيين بأنها «ماضية في ذلك بما يشمل توسيع الاستيطان» الذي تعارضه الإدارة الأميركية.
وقال عضو الكنيست من حزب «الليكود»، يولي إدلشتاين، للسفير الأميركي توم نايدس (الأربعاء)، إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تخطط لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، على الرغم من اعتراضات إدارة الرئيس جو بايدن.
وأضاف إدلشتاين في بيان عقب لقائه نايدس، مشيراً إلى الضفة الغربية باسمها التوراتي: «لقد عبّرتُ للسفير عن موقفي الواضح بشأن الحاجة إلى البناء في مناطق الاستيطان في يهودا والسامرة».
وتابع المسؤول الذي يرأس أيضاً لجنة الشؤون الخارجية والدفاع الرفيعة المستوى في الكنيست: «عشت في كتلة عتصيون (جنوب الضفة) 28 عاماً... العائلات هناك تنمو ولا يمكن إيقاف حياتها. يجب أن يستمر البناء».
ويؤكد موقف إدلشتاين المبادئ التوجيهية لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الجديدة التي تقوم على أن للشعب اليهودي «حقاً حصرياً وغير قابل للتصرف في جميع أنحاء أرض إسرائيل»، بما في ذلك الضفة الغربية، حسب معتقداتهم.
وكان الليكود قد وقّع اتفاقيات ائتلافية تتعهد بتوسيع المستوطنات الإسرائيلية وضم أجزاء كبيرة من الضفة. لكن البند الأخير يعتمد على موافقة نتنياهو الذي لا يريد مواجهة مفتوحة مع إدارة بايدن.
وكان نايدس قد صرح يوم الثلاثاء لقناة «كان» العامة، بأن نتنياهو يتفهم موقف الولايات المتحدة الذي يدعم «الحفاظ على رؤية حل الدولتين على قيد الحياة»، بالإضافة إلى معارضتها لـ«إضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية والتوسع الاستيطاني الهائل».
وأكد نايدس أيضاً معارضة الولايات المتحدة لأي خطط ضم في الضفة، وانتقد قيام وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، بزيارة المسجد الأقصى، في مؤشر على معارضة أوسع من الولايات المتحدة لسياسات حكومة نتنياهو.


مقالات ذات صلة

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي استمرار القتل في المجتمع العربي... وأم الفحم تتهم الأمن الإسرائيلي بالتقصير

استمرار القتل في المجتمع العربي... وأم الفحم تتهم الأمن الإسرائيلي بالتقصير

اتهمت بلدية أم الفحم في إسرائيل الأجهزة المكلفة تطبيق القانون، التي يقف على رأسها وزير الأمن إيتمار بن غفير، بالتقصير في محاربة جرائم القتل، وموجة العنف التي تعصف بالمجتمع العربي، واعتبرت أن هذا التقصير هو السبب الرئيسي في استمرار وتفاقم الجريمة. وجاء بيان البلدية بعد مقتل الشاب مهدي حريري البالغ من العمر 19 عاما من سكان أم الفحم، بإطلاق النار عليه على طريق بالقرب من (الطبية)، وهو الحادث الذي أصيب فيه كذلك شاب عشريني من سكان برطعة بجروح بين طفيفة ومتوسطة، وفي ضوء تحريض علني من صحيفة «الصوت اليهودي» التابعة لحزب «القوة اليهودية» الذي يتزعمه بن غفير، على أبناء أم الفحم في قضية الجريمة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي محمد بن سلمان ومحمود عباس يستعرضان مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية

محمد بن سلمان ومحمود عباس يستعرضان مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية

اجتمع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في جدة اليوم، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وجرى خلال الاجتماع استعراض مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والتأكيد على مواصلة الجهود المبذولة بما يكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
المشرق العربي أبو مرزوق ينأى بـ«حماس» عن تصريحات السنوار

أبو مرزوق ينأى بـ«حماس» عن تصريحات السنوار

قال موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، إن حركته ليست جزءاً من أي محور سياسي أو عسكري في المنطقة، بغض النظر عن الاسم والعنوان، في تصريح يناقض فيه تصريحات رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار التي قال فيها إن حركته جزء مهم من المحور الذي تقوده إيران في سوريا ولبنان واليمن. وجاء في تغريدة لأبو مرزوق على حسابه على «تويتر»: «نحن حركة مقاومة إسلامية، ونسعى لعلاقات مع كل القوى الحية في المنطقة والعالم، وليس لنا عداء مع أي مكون، سوى العدو الصهيوني». وأضاف مسؤول مكتب العلاقات الدولية في المكتب السياسي لحركة «حماس»: «نشكر كل من يقف معنا مساعداً ومعيناً، وليس هناك من علاقة مع أي طرف على حساب طرف

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي عباس: الأمم المتحدة ستحيي ذكرى النكبة «لأول مرة» في مايو المقبل

عباس: الأمم المتحدة ستحيي ذكرى النكبة «لأول مرة» في مايو المقبل

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الأمم المتحدة ستحيي الذكرى 75 لنكبة الشعب الفلسطيني لأول مرة، في 15 مايو (أيار) المقبل. كلام عباس جاء خلال إفطار رمضاني أقامه في مقر الرئاسة بمدينة رام الله (وسط)، مساء السبت، بحسب وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية «وفا». وشارك في الإفطار قادة ومسؤولون فلسطينيون، ورجال دين مسلمون ومسيحيون، وعدد من السفراء والقناصل، وعائلات شهداء وأسرى وجرحى. وبحسب «وفا»، طالب عباس «الفلسطينيين في كل مكان بإحياء الذكرى 75 للنكبة، لأنه لأول مرة، لا يتنكرون (الأمم المتحدة) فيها لنكبتنا».

«الشرق الأوسط» (رام الله)

طائرات مسيّرة غامضة تثير قلق السكان والسياسيين في نيويورك

TT

طائرات مسيّرة غامضة تثير قلق السكان والسياسيين في نيويورك

صورة لإحدى المسيرات الغامضة في سماء نيويورك (نيويورك بوست)
صورة لإحدى المسيرات الغامضة في سماء نيويورك (نيويورك بوست)

أثار رصد مجموعة من الطائرات المسيرة الغامضة في منطقة مدينة نيويورك الأميركية، التي تشمل بعض أجزاء ولاية نيو جيرسي المجاورة، قلق السكان والسياسيين المحليين والوطنيين ودفع السلطات إلى إجراء تحقيقات.

وكتبت حاكمة نيويورك كاث هوتشيل على موقع «إكس» يوم الجمعة: «نعرف أن سكان نيويورك رصدوا مسيرات في الجو هذا الأسبوع ونحن نقوم بالتحقيق... في هذا الوقت، لا يوجد دليل على أن هذه المسيرات تشكل تهديداً للسلامة العامة أو الأمن القومي».

وقالت هوتشيل إن مكتبها يقوم بالتنسيق مع مكتب التحقيقات الاتحادي ومكتب وزارة الأمن الداخلي، «لحماية سكان نيويورك».

وفي رسالة تم إرسالها يوم الخميس إلى هذين المكتبين الاتحاديين، بالإضافة إلى إدارة الطيران الاتحادية، التي تشرف على الحركة الجوية في الولايات المتحدة، طالب عضوا مجلس الشيوخ عن نيويورك تشاك شومر، زعيم الأغلبية، وكيرستن جيليبراند، وعضوا مجلس الشيوخ عن ولاية نيوجيرسي كوري بوكر وأندرو كيم، بإحاطة حول نشاط المسيرات.

وجاء في الرسالة: «منذ أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، أبلغ سكان في منطقة مدينة نيويورك وشمال نيوجيرسي عن عدة حوادث لظهور طائرات مسيرة في الليل، مما أثار قلق السكان وسلطات إنفاذ القانون المحلية».

وقال عضو الكونغرس الأميركي ريتشارد بلومنتال، إن المسيرات الغامضة يجب أن «يتم إسقاطها إذا لزم الأمر»، رغم أنه لا يزال غير واضح من يملكها.

وقال بلومنتال من ولاية كونيتيكت يوم الخميس، إن «علينا القيام بتحليل استخباراتي عاجل وإخراجها من السماء، خصوصاً إذا كانت تحلق فوق المطارات أو القواعد العسكرية».

وأضاف أن هناك مخاوف من أن المسيرات قد تشارك الأجواء مع الطائرات التجارية، وطالب بمزيد من الشفافية من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. وقال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي يوم الخميس، إن مراجعة التقارير عن رصد مسيرات أظهرت أن كثيراً منها في الواقع طائرات مأهولة تحلق بشكل قانوني. وأكد أنه لم يتم رصد أي مسيرات في أي منطقة جوية محظورة، وأن خفر السواحل الأميركي لم يعثر على أي دليل على تورط أجنبي من السفن الساحلية.