بن غفير سيمنع بالقوة مظاهر الاحتفال بالأسرى

مستبقاً إطلاق سراح أسير قضى 40 عاماً في السجن

كريم يونس يحتفل بالإفراج عنه في بلدته عارة بإسرائيل (د.ب.أ)
كريم يونس يحتفل بالإفراج عنه في بلدته عارة بإسرائيل (د.ب.أ)
TT

بن غفير سيمنع بالقوة مظاهر الاحتفال بالأسرى

كريم يونس يحتفل بالإفراج عنه في بلدته عارة بإسرائيل (د.ب.أ)
كريم يونس يحتفل بالإفراج عنه في بلدته عارة بإسرائيل (د.ب.أ)

أمر وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، الشرطة الإسرائيلية باتخاذ إجراءات أخرى مشددة ضد العرب في إسرائيل، في الحالات المتعلقة بمظاهرات أو احتفالات بخروج أسرى من السجن. فيما حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يائير لبيد، من فرض بن غفير وسموتريتش سياساتهما في إسرائيل، التي قد تضر بالعلاقة مع الإدارة الأميركية حتى على المستوى الأمني.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن بن غفير منع أي مظاهر احتفالات بالأسرى حتى لو أدى ذلك إلى استخدام القوة ضد عائلاتهم وضد المحتفلين. وأمر بن غفير مفوض الشرطة كوبي شبتاي، في أثناء مناقشة الاستعدادات للإفراج عن الأسير ماهر يونس الذي قضى 40 عاماً في السجون الإسرائيلية إلى جانب ابن عمه كريم (أُفرج عنه الأسبوع الماضي)، باستخدام القوة وبذل الجهود للوصول إلى الاحتفالات وإزالة لافتات «الانتصار» أو لافتات «الدعم»، وإزالة الخيام التي ستستضيف الاحتفالات.
وفي الجلسة، تمت مناقشة التعقيدات القضائية بشأن إزالة الخيام إن كانت منصوبة داخل أرض خاصة أو عامة، بعد امتناع الشرطة الإسرائيلية عن اقتحام منطقة خاصة بعائلة الأسير كريم يونس في أثناء الاحتفال بتحريره الأسبوع الماضي، إثر تحذيرات النيابة الإسرائيلية بأن الأمر لن يكون قانونياً.
وكان بن غفير قد طلب الأحد الماضي، من شبتاي، فتح تحقيق في الاحتفالات العامة التي أُقيمت بعد إطلاق سراح يونس وهو أقدم أسير أمني في السجون الإسرائيلية.
وأصدر مكتب بن غفير بياناً جاء فيه أن تعليماته بمنع نصب خيام احتفالات لاستقبال يونس «تم الوفاء بها جزئياً فقط»، فقد أقامت عائلة يونس وأصدقاؤه خيمة وقام مسؤولون من السلطة الفلسطينية بزيارته تكريماً له.
وكان بن غفير، الذي يترأس حزب «القوة اليهودية» اليميني المتطرف، قد أمر بإطلاق سراح يونس، في ساعات الفجر الخميس الماضي، في محاولة لمنع الاحتفالات كما أوعز للشرطة بمنع الاحتفالات العامة في بلدته عارة. وبرر أوامره برأي قانوني يعد مثل هذه الاحتفالات دعماً للإرهاب.
لكنّ يونس استُقبل بحرارة كبيرة في عارة وأعطى مقابلات لوسائل إعلام. وعلى أثر ذلك، أمر بن غفير بإنزال الأعلام الفلسطينية كلما عُلِّقت أو رُفعت في أيٍّ من الأمكنة العامة في إسرائيل، ووقف كل حدث «تحريضي ضد دولة إسرائيل».
يُذكر أن الأسيرين ماهر وكريم يونس، من بلدة عارة، قد قتلا الجندي الإسرائيلي أفراهام برومبرغ في عام 1980 قبل أن يتم اعتقالهما لاحقاً. وفيما أُطلق سراح كريم الأسبوع الماضي يُفترض أن يُطلق سراح ماهر في الـ17 من الشهر الجاري.
وتثير تصرفات بن غفير ضد العرب في الداخل وضد الفلسطينيين بشكل عام، مخاوف إسرائيلية من توتر كبير. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يائير لبيد إنه قلق من أن بن غفير «يقرّبنا من انتفاضة ثالثة». ورأى في تصريحات بثّتها وسائل إعلام إسرائيلية، أن تصرفات بن غفير مثل اقتحام المسجد الأقصى، وإصراره على تغيير تعليمات فتح إطلاق النار وتمرير بعض مشاريع القوانين المتعلقة بالفلسطينيين، قد تدفع لمثل هذا الاتجاه.
وحسب لبيد، فإن هناك قلقاً لدى المؤسسة الأمنية من مثل هذه التصرفات. وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، من فرض بن غفير وسموتريتش سياساتهما في إسرائيل، وهي حسب وجهة نظره قد تضر بالعلاقة مع الإدارة الأميركية حتى على المستوى الأمني.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

إسرائيل تغتال 3 فلسطينيين وتوسع عملياتها في الضفة

قوة إسرائيلية خلال مداهمة مخيم طولكرم للاجئين بالضفة الغربية الثلاثاء (د.ب.أ)
قوة إسرائيلية خلال مداهمة مخيم طولكرم للاجئين بالضفة الغربية الثلاثاء (د.ب.أ)
TT

إسرائيل تغتال 3 فلسطينيين وتوسع عملياتها في الضفة

قوة إسرائيلية خلال مداهمة مخيم طولكرم للاجئين بالضفة الغربية الثلاثاء (د.ب.أ)
قوة إسرائيلية خلال مداهمة مخيم طولكرم للاجئين بالضفة الغربية الثلاثاء (د.ب.أ)

قتل الجيش الإسرائيلي 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الثلاثاء، فيما كان يواصل حملة مطاردة واسعة لاعتقال منفذي الهجوم قرب قلقيلية شمال الضفة الغربية، الذي وقع صباح الاثنين، وأدى إلى مقتل 3 إسرائيليين بينهم ضابط شرطة.

واغتالت قوة إسرائيلية خاصة الأسير المحرر جعفر أحمد دبابسة، بإطلاق النار عليه بشكل مباشر أمام منزله في نابلس، شمال الضفة الغربية، قبل أن تقتل طائرات إسرائيلية سليمان قطيشات وشاباً آخر في قصف استهدفهم في بلدة طوباس القريبة. ونعت «حماس» دبابسة بصفته أحد مقاتلي «كتائب القسام» التابعة لها.

وجاء التصعيد في الضفة بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه صادق على زيادة العمليات الدفاعية والهجومية في الضفة الغربية؛ رداً على عملية قلقيلية.

وكان مسلحون فلسطينيون قتلوا 3 إسرائيليين في هجوم قرب قلقيلية الاثنين، قبل أن تطلق إسرائيل عملية مطاردة واسعة لهم. واقتحم الجيش قلقيلية ونابلس وجنين وطوباس ومخيمات وقرى قريبة في شمال الضفة المغلقة؛ بحثاً عن منفذي الهجوم، واشتبك مع فلسطينيين في مخيم الفارعة جنوب طوباس، وفي بلدة طلوزة قرب نابلس.

قوة إسرائيلية خلال غارة على مخيم الفرا للاجئين قرب مدينة طوباس بالضفة الغربية الثلاثاء (د.ب.أ)

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه قتل فلسطينياً قرب نابلس، واغتال خلية مسلحة في طوباس، فيما أصيب أحد عناصره، بجراح خطيرة، في اشتباكات اندلعت في طلوزة. وقال الجيش أيضاً إنه أطلق عملية في الأغوار بالضفة الغربية. وذكر الجيش الإسرائيلي، أنه «خلال تبادل إطلاق النار في طلوزة، أصيب جندي في الكتيبة 7037، بجروح خطيرة».

والعمليات في الضفة جزء من إعلان نتنياهو، الذي أكد عليه وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي زار مكان تنفيذ العملية قرب قلقيلية، واصفاً العملية بأنها «عمل حربيّ بكل المقاصد، وسيتم الرد عليه وفقاً لذلك».

وأعلن كاتس زيادة عدد القوات في الضفة، وبدء إجراءات مضادة واسعة النطاق ضد المناطق التي خرج وسيخرج منها المسلحون. وقال: «سنتحرك بقوة ضد المنفذين ومرسليهم، ومن يرعاهم ويدعمهم».

وحوّلت إسرائيل شمال الضفة إلى منطقة معزولة ومغلقة، وهو ما ساعد المستوطنين في شن هجمات انتقامية.

واقتحم مستوطنون عدة قرى في شمال الضفة انتقاماً لعملية قلقيلية، وفق ما أكدته منظمة «يش دين» الحقوقية الإسرائيلية. وشملت البلدات الفلسطينية المستهدفة قرية الفندق التي نفذ قربها الهجوم يوم الاثنين، وبلدة حجة، وترمسعيا، وإماتين. وأظهرت لقطات من كثير من تلك البلدات سيارات أضرم المستوطنون النيران فيها. وقالت «يش دين»: «مرة أخرى، لا يفعل الجيش أي شيء لمنع عنف المستوطنين. وهذه المرة أيضاً، كانت الكتابة على الحائط، وتم توزيع إعلانات تدعو إلى أعمال شغب في القرى بين المستوطنين».

مشيعون يحملون جثمان جعفر دبابسة (40 عاماً) خلال جنازته في قرية طلوزة بالقرب من مدينة نابلس الثلاثاء (إ.ب.أ)

وكانت مجموعات إسرائيلية يمينية متطرفة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات من أجل الانضمام إلى أعمال شغب بهدف «محو الفندق».

وأشعل المستوطنون النار في مركبات هناك، واعتدوا على منازل مواطنين، وأتلفوا مزروعات كما حدث في القرى الأخرى.

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين «صب النار على الزيت» في الضفة الغربية. ورفضت الوزارة التصريحات التحريضية التي صدرت عن أكثر من مسؤول إسرائيلي بفرض مزيد من العقوبات الجماعية والتنكيل بالمواطنين الفلسطينيين، وتدمير مناطق سكنية في الضفة، كما يحدث في قطاع غزة، كما أدانت اعتداءات المستعمرين، بقوة السلاح، بما في ذلك إحراق سيارات المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، وانفلاتهم المستمر من أي قانون بحماية من جيش الاحتلال ووزراء متطرفين. وعدّت الوزارة تلك التصريحات والهجمات كمن يصب الزيت على النار، وتمثل تصعيداً متعمداً للصراع والعنف، وأكدت أن الحلول السياسية هي الطريق الوحيد لاستعادة الهدوء وتحقيق السلام. وطالبت الوزارة بتدخل دولي حقيقي لوقف حرب الإبادة والتهجير، واتخاذ خطوات عملية باتجاه تطبيق حل الدولتين وحماية شعبنا، والتحرك الجدي والحاسم لوقف مخططات الاحتلال في الاستيلاء على آلاف الدونمات من الأراضي وضم الضفة الغربية.

ويتشجع المستوطنون أكثر على شن هجمات في الضفة اليوم، مدعومين من اليمين المتطرف في الحكومة، ويأملون في النهاية بضم الضفة الغربية.

وأكد تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» أن المستوطنين الإسرائيليين يعولون على الإدارة المقبلة للرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتحقيق «أحلامهم بضم الضفة الغربية».

وقال التقرير إن قادة المستوطنين واثقون من أن الدولة الفلسطينية لم تعد مطروحة، ويتطلعون إلى تعزيز سيطرة إسرائيل على الأراضي من خلال الضم. ويعيش في الضفة الغربية حوالي نصف مليون مستوطن وسط 3 ملايين فلسطيني.

ويدعو المستوطنون اليوم إلى حرب في الضفة. وقال رئيس المجلس الاستيطاني «ماتي بنيامين» يسرائيل غانتس: «ما يجري في الضفة الغربية ليس إرهاباً، بل هو حرب بكل ما تحويه الكلمة من معنى... يجب إعلان الضفة الغربية ساحة مركزية وليست ثانوية للحرب، والتعامل معها تماماً كما يتم التعامل مع غزة ولبنان». وأضاف: «أخشى إن لم تجعلها إسرائيل الساحة المركزية، أن يجعلها المسلحون وإيران كذلك، وهذا سيأتي بالويلات على العمق الإسرائيلي، وليس على مستوطنات الضفة الغربية... ما زلنا مشغولين بمطاردة مسلح وحيد، بدلاً من الذهاب إلى جنين وطولكرم وتحويلهما إلى جباليا ورفح».