محكمة ليبية تقضي بوقف اتفاقية الدبيبة مع تركيا بشأن النفط

الفريق السياسي لسيف القذافي يحذِّر من إقصائه عن الانتخابات الرئاسية

الدبيبة في اجتماع مع عدد من المسؤولين في حكومته (حكومة الوحدة)
الدبيبة في اجتماع مع عدد من المسؤولين في حكومته (حكومة الوحدة)
TT

محكمة ليبية تقضي بوقف اتفاقية الدبيبة مع تركيا بشأن النفط

الدبيبة في اجتماع مع عدد من المسؤولين في حكومته (حكومة الوحدة)
الدبيبة في اجتماع مع عدد من المسؤولين في حكومته (حكومة الوحدة)

قضت محكمة ليبية بوقف تنفيذ مذكرة التفاهم بين «حكومة الوحدة» الليبية المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وتركيا، حول التنقيب عن النفط والغاز.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن المحامية ثريا الطويبي -وهي عضو بفريق المحامين الذي أقام الدعوى- أن محكمة استئناف طرابلس «حكمت في الشق المستعجل بإيقاف تنفيذ اتفاقية الدبيبة وتركيا النفطية، لحين الفصل في موضوع الدعوى»، بينما لم يصدر على الفور أي تعليق رسمي من حكومة الدبيبة.
وطعن 5 محامين ضد الاتفاقية التي وقَّعتها حكومة الدبيبة مع تركيا العام الماضي بشأن التنقيب عن الطاقة في البحر المتوسط، كون الاتفاق السياسي الليبي «يمنعها من إبرام أي اتفاقيات دولية»، واعتبروا أن «مذكرة التفاهم بمثابة اتفاق نفطي كامل وواسع النطاق، مخالف لقانونَي النفط وديوان المحاسبة».
وكان وفد تركي، برئاسة وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، قد أعلن خلال زيارته الأخيرة للعاصمة طرابلس في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عن توقيع مذكرة تفاهم بين بلاده وحكومة الدبيبة في مجال الموارد الهيدروكربونية (النفط والغاز الطبيعي)، وسط اعتراضات محلية وإقليمية.
من جهة أخرى، اعتبر الفريق السياسي لسيف الإسلام، النجل الثاني للعقيد الراحل معمر القذافي، أن إعلان خالد المشري، رئيس «مجلس الدولة»، استبعاد نجل حاكم ليبيا السابق من الانتخابات «لم يكن مستغرباً ولا مفاجئاً» له، معرباً في المقابل عن استغرابه من الاتفاق على «تمرير الفقرة التي تقصي سيف الإسلام في القاعدة الدستورية، وتمرير شرط ترشح العسكريين، والاختلاف على فقرة عدم ترشح مزدوجي الجنسية، بسبب وجود مرشح معين لديه جنسية أخرى غير الليبية»، معلناً عزمه «طرح هذه الفقرة فقط من القاعدة للاستفتاء الشعبي». وقال في بيان، إنه «أمام هذا الوضع نؤكد لكم أن سيف الإسلام القذافي لن يمانع هذه الإجراءات؛ وعلى المعنيين تحمل نتيجة قراراتهم وعبثهم».
بدورها، نقلت «وكالة الأنباء الليبية» الرسمية، عن مصدر مسؤول بـ«المجلس الرئاسي»، أن الاجتماع الذي عقده رئيسه محمد المنفي بالعاصمة المصرية، القاهرة، مع المشير خليفه حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، وجرى الترتيب له منذ فترة، تناول «سبل تسريع توحيد المؤسسة العسكرية»؛ لكن لم يصدر عن المنفي أو حفتر أي إيضاحات في هذا الشأن.
وفي رد غير مباشر على تقارير أفادت بـ«اجتماع صدام، نجل المشير حفتر، مع ممثلين لحكومة (الوحدة) المؤقتة في الأردن»، أعلنت «إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني» أن وفداً يقوده نجل حفتر «زار أحد مستشفيات مدينة سرت، تنفيذاً لتعليمات حفتر بدعم كافة المرافق الطبية، ورفع المعاناة عن أبناء الوطن في كل المدن الليبية التي تؤمِّنها قوات الجيش».
من جهتها، رحبت بلدية الزنتان باستضافة لقاء بين عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، وخالد المشري رئيس مجلس الدولة؛ لكنها أكدت في المقابل عدم تلقيها أي مراسلة رسمية بهذا الشأن حتى الآن، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام محلية عن مسؤول بالبلدية.
ولم يحدد صالح والمشري بعد مكان انعقاد اجتماعهما المرتقب الذي سيحضره عبد الله باتيلي، رئيس بعثة الأمم المتحدة، بعد لقائهما الأخير في القاهرة لتدشين «خريطة طريق جديدة تتضمن القاعدة الدستورية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة».
في المقابل، اعتبرت بعثة الأمم المتحدة مجدداً أن «هناك حاجة ملحة لاستكمال أساس دستوري توافقي، لقيادة البلاد إلى الانتخابات»، وقالت إن «الشعب الليبي له الحق في تقرير مستقبله، عن طريق انتخابات وطنية شفافة وشاملة».
ودعت البعثة في ملخص أعدته حول ليبيا عن عام 2022، ونشره «مجلس الأمن الدولي» طبقاً لوسائل إعلام محلية، الجهات الليبية الفاعلة، إلى «تكثيف جهودها لضمان استخدام عائدات النفط، وغيرها من العائدات بطريقة شفافة وعادلة، وخاضعة للمساءلة لتحسين الظروف المعيشية لليبيين»؛ مشيرة إلى أن «حل الأزمة في ليبيا يجب أن يكون حلاً يقوده الليبيون ويملكون زمامه».
وبعدما لفتت إلى ما وصفته بـ«توتر الوضع في ضواحي غرب العاصمة طرابلس»، قالت إنها «لم تشاهد أي خطوات لتحقيق الدبيبة إعلانه بوضع خطة شاملة لإزالة المعسكرات ومستودعات الذخيرة من المناطق السكنية في طرابلس»، وحذرت من أن «الانقسام حول السلطة التنفيذية والاشتباكات في طرابلس، وأماكن أخرى في البلد، يشكل مصدر قلق بالغ»؛ مشددة على أنه يجب على الجهات الفاعلة «رفض استخدام العنف، بما في ذلك استخدامه لأغراض سياسية، لحماية أرواح الليبيين».


مقالات ذات صلة

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

شمال افريقيا «ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

حلت نجلاء المنقوش، وزيرة الشؤون الخارجية الليبية، أمس بتونس في إطار زيارة عمل تقوم بها على رأس وفد كبير، يضم وزير المواصلات محمد سالم الشهوبي، وذلك بدعوة من نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج. وشدد الرئيس التونسي أمس على موقف بلاده الداعي إلى حل الأزمة في ليبيا، وفق مقاربة قائمة على وحدتها ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية. وأكد في بيان نشرته رئاسة الجمهورية بعد استقباله نجلاء المنقوش ومحمد الشهوبي، وزير المواصلات في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، على ضرورة «التنسيق بين البلدين في كل المجالات، لا سيما قطاعات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والأمن».

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

أكدت السعودية أمس، دعمها لحل ليبي - ليبي برعاية الأمم المتحدة، وشددت على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، حسبما جاء خلال لقاء جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ورئيس البعثة الأممية فيها. وتناول الأمير فيصل في مقر الخارجية السعودية بالرياض مع باتيلي سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، والجهود الأممية المبذولة لحل الأزمة. إلى ذلك، أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، فيما شهدت طرابلس توتراً أمنياً مفاجئاً.

شمال افريقيا ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

فتحت الانشقاقات العسكرية والأمنية التي عايشتها ليبيا، منذ رحيل نظام العقيد معمر القذافي، «بوابة الموت»، وجعلت من مواطنيها خلال الـ12 عاماً الماضية «صيداً» لمخلَّفات الحروب المتنوعة من الألغام و«القنابل الموقوتة» المزروعة بالطرقات والمنازل، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى. وباستثناء الجهود الأممية وبعض المساعدات الدولية التي خُصصت على مدار السنوات الماضية لمساعدة ليبيا في هذا الملف، لا تزال «قنابل الموت» تؤرق الليبيين، وهو ما يتطلب -حسب الدبلوماسي الليبي مروان أبو سريويل- من المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في هذا المجال، مساعدة ليبيا، لخطورته. ورصدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في تقر

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

أكدت السعودية دعمها للحل الليبي - الليبي تحت رعاية الأمم المتحدة، وضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، وجاءت هذه التأكيدات خلال اللقاء الذي جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. واستقبل الأمير فيصل بن فرحان في مقر وزارة الخارجية السعودية بالرياض أمس عبد الله باتيلي وجرى خلال اللقاء بحث سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، إضافة إلى استعراض الجهود الأممية المبذولة لحل هذه الأزمة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا «الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

«الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي، عن دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية (غرب البلاد) في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، وذلك في ظل توتر أمني مفاجئ بالعاصمة الليبية. وشهدت طرابلس حالة من الاستنفار الأمني مساء السبت في مناطق عدّة، بعد اعتقال «جهاز الردع» بقيادة عبد الرؤوف كارة، أحد المقربين من عبد الغني الككلي رئيس «جهاز دعم الاستقرار»، بالقرب من قصور الضيافة وسط طرابلس. ورصد شهود عيان مداهمة رتل من 40 آلية، تابع لـ«جهاز الردع»، المنطقة، ما أدى إلى «حالة طوارئ» في بعض مناطق طرابلس. ولم تعلق حكومة عبد الحميد الدبيبة على هذه التطورات التي يخشى مراقبون من اندلاع مواجهات جديدة بسببها،

خالد محمود (القاهرة)

انفراجة في أزمة المدارس السودانية الموقوفة بمصر

امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)
امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)
TT

انفراجة في أزمة المدارس السودانية الموقوفة بمصر

امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)
امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)

في انفراجة لأزمة المدارس السودانية الموقوفة بمصر، أعلنت السفارة السودانية بالقاهرة، إعادة فتح مدرسة «الصداقة»، التابعة لها، فيما ستقوم لجنة من وزارة التعليم المصرية، بزيارة لبعض المدارس الأخرى المغلقة، للتأكد من «توافر اشتراطات ممارسة النشاط التعليمي».

وفي يونيو (حزيران) الماضي، أغلقت السلطات المصرية المدارس السودانية العاملة في البلاد، لحين توفر اشتراطات قانونية لممارسة النشاط التعليمي، تشمل موافقات من وزارات التعليم والخارجية السودانية، والخارجية المصرية، وتوفير مقر يفي بجميع الجوانب التعليمية، وإرفاق بيانات خاصة بمالك المدرسة، وملفاً كاملاً عن المراحل التعليمية وعدد الطلاب المنتظر تسجيلهم.

وحسب تقديرات رسمية، تستضيف مصر نحو مليون و200 ألف سوداني، فروا من الحرب السودانية، إلى جانب ملايين آخرين يعيشون في المدن المصرية منذ عقود.

وقالت السفارة السودانية، في إفادة لها مساء الاثنين، إن السلطات المصرية وافقت على استئناف الدراسة في مدرسة «الصداقة» بالقاهرة، وإن «إدارة المدرسة، ستباشر أعمال التسجيل للعام الدراسي، الجديد ابتداء من الأحد الأول من ديسمبر (كانون الأول) المقبل».

وتتبع مدرسة «الصداقة» السفارة السودانية، وافتتحت عام 2016، لتدريس المناهج السودانية لأبناء الجالية المقيمين في مصر، بثلاث مراحل تعليمية (ابتدائي وإعدادي وثانوي).

وبموازاة ذلك، أعلنت السفارة السودانية، الثلاثاء، قيام لجنة من وزارة التعليم المصرية، بزيارة بعض المدارس السودانية المغلقة، لـ«مراجعة البيئة المدرسية، والتأكد من توافر اشتراطات ممارسة النشاط التعليمي»، وشددت في إفادة لها، على أصحاب المدارس «الالتزام بتقديم جميع المستندات الخاصة بممارسة النشاط التعليمي، وفق الضوابط المصرية».

وفي وقت رأى رئيس «جمعية الصحافيين السودانيين بمصر»، عادل الصول، أن إعادة فتح «الصداقة» «خطوة إيجابية»، غير أنه عدّها «غير كافية»، وقال إن «المدرسة التي تمثل حكومة السودان في مصر، تعداد من يدرس فيها يقارب 700 طالب، ومن ثمّ لن تستوعب الآلاف الآخرين من أبناء الجالية»، عادّاً أن «استئناف النشاط التعليمي بباقي المدارس ضروري، لاستيعاب جميع الطلاب».

وأوضح الصول، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «غالبية السودانيين الذين فروا من الحرب، اختاروا مصر، رغبة في استكمال تعليم أبنائهم»، مشيراً إلى أن «توقف الدراسة بتلك المدارس منذ أكثر من ثلاثة أشهر، سبب ارتباكاً لغالبية الجالية»، وأشار إلى أن «المدارس التي تقوم وزارة التعليم المصرية بمراجعة اشتراطات التدريس بها، لا يتجاوز عددها 40 مدرسة، وفي حالة الموافقة على إعادة فتحها، لن تكفي أيضاً كل أعداد الطلاب الموجودين في مصر».

وسبق أن أشار السفير السوداني بالقاهرة، عماد الدين عدوي، إلى أن «عدد الطلاب السودانيين الذين يدرسون في مصر، أكثر من 23 ألف طالب»، وقال نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «المستشار الثقافي بالسفارة، قام بزيارات ميدانية للعديد من المدارس السودانية المغلقة، للتأكد من التزامها بمعايير وزارة التعليم المصرية، لممارسة النشاط التعليمي»، منوهاً إلى «اعتماد 37 مدرسة، قامت بتقنين أوضاعها القانونية، تمهيداً لرفع ملفاتها إلى السلطات المصرية، واستئناف الدراسة بها».

وبمنظور رئيس لجنة العلاقات الخارجية بـ«جمعية الصداقة السودانية – المصرية»، محمد جبارة، فإن «عودة الدراسة لمدرسة الصداقة السودانية، انفراجة لأزمة المدارس السودانية»، وقال: «هناك ترحيب واسع من أبناء الجالية، بتلك الخطوة، على أمل لحاق أبنائهم بالعام الدراسي الحالي».

وأوضح جبارة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأمر يستوجب إعادة النظر في باقي المدارس المغلقة، لضمان لحاق جميع الطلاب بالعام الدراسي»، وشدد على «ضرورة التزام باقي المدارس السودانية، باشتراطات السلطات المصرية لممارسة النشاط التعليمي مرة أخرى».

وكان السفير السوداني بالقاهرة، قد ذكر في مؤتمر صحافي، السبت الماضي، أن «وزير التعليم السوداني، سيلتقي نظيره المصري، الأسبوع المقبل لمناقشة وضع المدارس السودانية».