تركيا: الادعاء العام يقدم مرافعته في قضية إغلاق حزب مؤيد للأكراد

TT

تركيا: الادعاء العام يقدم مرافعته في قضية إغلاق حزب مؤيد للأكراد

كرر المدعي العام الجمهوري بكير شاهين، اتهاماته لحزب «الشعوب الديمقراطي»، المؤيد للأكراد، بأنه تحول إلى بؤرة للأنشطة الإرهابية الهادفة إلى تمزيق وحدة الدولة مع شعبها، ووصفه بأنه «مكتب تجنيد» يعمل لصالح حزب «العمال الكردستاني» المدرج على قوائم الإرهاب.
وفي تصريحات، عقب تقديم مرافعته الشفهية أمام المحكمة الدستورية العليا، أمس الثلاثاء، في قضية إغلاق حزب «الشعوب الديمقراطي» التي رفعها في عام 2021، قال شاهين: «لقد أظهرنا بكل الأدلة أن الطرف المدعى عليه (حزب الشعوب الديمقراطي) أصبح بؤرة لأعمال تتعارض مع وحدة الدولة مع شعبها، غير القابلة للتجزئة، وأن ارتباطه بالمنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني) حقيقة معروفة للمجتمع بأسره... لم يسمع أحد بأن أعضاء الحزب المدعى عليه أدانوا منظمة (حزب العمال الكردستاني) الإرهابية، مع أن المسؤولين عن الحزب اعترفوا بأنه (العمال الكردستاني) منظمة إرهابية».
واتهم شاهين الحزب بأنه يعد «مكتب التجنيد التابع للمنظمة الإرهابية، والدليل الأهم على ذلك يتجلى في اعتصام أمهات الأطفال والشباب، الذين تم أخذهم إلى المنظمة بالقوة أو بالخداع لأكثر من 3 سنوات في مبنى بلدية ديار بكر (جنوب شرق تركيا) وبعض الولايات الأخرى.
ورداً على سؤال عما إذا كان نظر دعوى إغلاق الحزب سيستمر حتى اكتمال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في يونيو (حزيران)، قال شاهين: «الأمر يرجع للمحكمة الدستورية... مهمتنا انتهت اعتباراً من اليوم... أظهرنا كل أدلتنا وقدمنا الملف، والآن أصبح الأمر في يد المحكمة».
وستتيح المحكمة للحزب تقديم مرافعته الشفهية للرد على مرافعة الادعاء، وفي المرحلة الأخيرة من القضية يقوم مقرر المحكمة بتقييم الدعوى من حيث قبولها أو رفضها، حيث يتم تحديد موعد للبت بالتقرير، وإصدار الحكم في القضية بوقت لاحق. ولا يحمل تقرير المقرر صفة الإلزام لهيئة المحكمة المؤلفة من 15 عضواً. ويتطلب قرار إغلاق الحزب موافقة 10 من أعضاء هيئة المحكمة.
وبحسب المادة 69 من الدستور التركي، يمكن أن تصدر المحكمة قراراً بإغلاق الحزب، أو حرمانه من المساعدة المالية من خزينة الدولية، كلياً أو جزئياً، اعتماداً على خطورة الأفعال المدان بها.
وسبق أن قررت المحكمة في دعاوى مماثلة إغلاق أحزاب مؤيدة للأكراد، كما قررت قطع نصف الدعم المالي عن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، في الدعوى التي أقيمت في عام 2008 لإغلاقه بدعوى انتهاكه مبادئ العلمانية.
وفي الدعوى التي قبلتها المحكمة الدستورية ضد حزب «الشعوب الديمقراطي» في يونيو 2021، طالب المدعي العام بإغلاق الحزب، وحظر النشاط السياسي لـ451 من قياداته وأعضائه لمدة 5 سنوات.
والأسبوع الماضي، جمدت المحكمة الدستورية العليا في تركيا، مؤقتاً، الحسابات البنكية التي يتلقى فيها حزب «الشعوب الديمقراطي» الدعم المقدم من خزينة الدولة. بناء على طلب المدعي العام، لحين إصدار المحكمة قرارها في الدعوى المقدمة منه لإغلاق الحزب، وذلك بدعوى استخدام الحزب تلك الأموال في تمويل حزب «العمال الكردستاني».
في الوقت ذاته، أعلنت الرئيسة المشاركة للحزب، بيروين بولدان، أن الحزب سيخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة بمرشحه الخاص، ما يشير إلى أن الحزب لن ينسحب من سباق الرئاسة من أجل منح الفرصة للمرشح المحتمل لـ«طاولة الستة» لأحزاب المعارضة، التي تضم أحزاب: الشعب الجمهوري، الجيد، الديمقراطية والتقدم، المستقبل، السعادة، والديمقراطي.
ويرجع موقف الحزب إلى غضبه من عدم دعوته للانضمام إلى «طاولة الستة»، وموقف ميرال أكشينار رئيسة حزب الجيد (ينتمي للتيار القومي) منه، بعد أن أعلن نائب حزب الشعب الجمهوري عن إسطنبول، جورسيل تكين، في وقت سابق، أنه يمكن إسناد وزارة لحزب «الشعوب الديمقراطي»، في حال تم الفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكن أكشينار قالت: «لن نكون على الطاولة حيث يوجد حزب الشعوب الديمقراطي».
إلى ذلك، رفض حزب «الشعوب الديمقراطي» استقبال وفد من حزب «العدالة والتنمية»؛ لمناقشة التعديل الدستوري المتعلق بحماية حق الحجاب وحماية العائلة، قبل بدء مناقشته بالبرلمان، حيث يسعى الحزب الحاكم لحشد الأغلبية لتمرير التعديلات الدستورية من البرلمان بشكل مباشر، بموافقة 400 عضو من أصل 600 (أغلبية الثلثين).
وقال المتحدث باسم الحزب صاروهان أولوتش، في مؤتمر صحافي بالبرلمان، أمس: «أفكار حزبنا معروفة بعدم التمييز والتفرقة، ولم تكن لديه مشكلة في مسألة الحجاب.. حزب العدالة والتنمية طلب موعداً للقاء، واتخذنا قراراً بعدم تلبيته.. بالطبع لا نرى جهود حزب العدالة والتنمية في المسألة سلبية، لكن بسبب سياسات الحكومة ضد حزبنا لا توجد أرضية من أجل اللقاء معه، مع مواصلة دعوى إغلاق الحزب وقرار التجميد المؤقت أخيراً للحسابات المصرفية، ولهذا اتخذنا قراراً برفض اللقاء مع حزب العدالة والتنمية».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


انتحار مواطن سويسري في أحد سجون إيران

عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
TT

انتحار مواطن سويسري في أحد سجون إيران

عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

ذكرت وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية في إيران، اليوم الخميس، نقلاً عن رئيس المحكمة العليا في إقليم سمنان الإيراني، أن مواطناً سويسرياً اعتُقل في إيران بتهمة التجسس، انتحر في السجن، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقال محمد صادق أكبري: «انتحر مواطن سويسري، صباح اليوم، في سجن سيمنان. واعتقلت الأجهزة الأمنية هذا المواطن السويسري بتهمة التجسس... وكان يجري التحقيق في قضيته».

ولم تقدم وكالة «ميزان» مزيداً من التفاصيل حول هوية المواطن السويسري، وأضافت أن جهود إنعاش السجين باءت بالفشل.

وبحسب «ميزان أون لاين»، فإن المواطن السويسري طلب من سجين معه في الزنزانة إحضار بعض الطعام من مقصف السجن، و«استغلّ الوقت الذي كان فيه وحيداً للانتحار». وأضاف المصدر، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن سلطات السجن «تدخّلت على الفور (لمحاولة) إنقاذ حياته، لكن جهودها لم تثمر».

ولم يكشف الموقع عن أيّ تفاصيل فيما يتعلّق بتاريخ اعتقال السويسري أو كيفية انتحاره.

وفي السنوات القليلة الماضية، اعتقل «الحرس الثوري» الإيراني العشرات من المواطنين مزدوجي الجنسية والأجانب، معظمهم بتهم تتعلق بالتجسس والأمن.

وتلعب سويسرا دور الوسيط المهم بين واشنطن وطهران؛ إذ تمثل المصالح الأميركية في إيران، وتشارك الرسائل بين البلدين.

وتقبع في سجن «إيوين» في طهران الفرنسية سيسيل كولر مع شريك حياتها جاك باري اللذان أُوقفا خلال رحلة سياحية، ووجّهت إليهما السلطات الإيرانية تهمة «التجسّس»، ما «يرفضه بشدة» أقرباؤهما.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، تم الإفراج عن سويديين كانا معتقلين في إيران، في إطار عملية تبادل سجناء شملت خصوصاً دبلوماسياً في الاتحاد الأوروبي.

وفي عام 2023، رعت سلطنة عُمان مفاوضات للإفراج عن ستة أوروبيين، بينهم الناشط الإنساني البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل المدان بالتجسس، والذي كان احتجز لسنة ونيّف.