بعد يومين من تنفيذ المزيد من أحكام الإعدام بحق المتظاهرين وإصدار أحكام جديدة، استمر الاحتجاج الدولي على تمسك إيران بمواصلة تنفيذ الإعدام. واستدعت باريس ولندن وبرلين وعواصم أوروبية أخرى، السفراء الإيرانيين لإبلاغ إدانتها الشديدة لعمليات الإعدام، والقمع الحالي في إيران، في وقت يجري فيه العمل في الاتحاد الأوروبي على حزمة عقوبات جديدة.
واستدعى وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، أمس، القائم بالأعمال الإيراني بعد أن أعدمت السلطات الإيرانية المحتجين محمد مهدي كرمي وسيد محمد حسيني.
وقال كليفرلي في بيان: «اليوم استدعيت القائم بالأعمال الإيراني للتنديد بأشد العبارات الممكنة بعمليات الإعدام المروعة التي شهدناها في مطلع الأسبوع»، حسب «رويترز».
وفي خطوة مماثلة، استدعت باريس القائم بالأعمال الإيراني «لإبلاغه بإدانتها الشديدة» للإعدامات والقمع الحالي في إيران. وذكّرت الخارجية الفرنسية، في بيان، بأنها قامت بذلك «عدة مرات عبر قنوات مختلفة مع السلطات الإيرانية»، مضيفة أنها «تابعت بأكبر قدر من الاهتمام الاعتصام الذي نظم يوم أمس أمام السفارة الفرنسية في طهران والذي لم يكن عفوياً».وأعلنت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أنها استدعت السفير الإيراني في برلين «مرة أخرى» للاحتجاج على إعدام محتجين السبت الماضي.
وحذرت بيربوك من أنها تعتزم «الإشارة بوضوح إلى أن القمع الوحشي والقمع وترهيب السكان والإعدامين الأخيرين لن تمر من دون عواقب»، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».
ونقلت «رويترز» عن بيربوك قولها خلال مؤتمر صحافي في برلين: «النظام الذي يقتل شبابه لترويع شعبه ليس له مستقبل».
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن هيبشترايت، الاثنين، في برلين، إن «الحكومة الألمانية تدين بأشد العبارات استمرار النظام الإيراني في استخدام عقوبة الإعدام كوسيلة للقمع».
ودعا المتحدث، الحكومة في طهران «مرة أخرى وعلى وجه السرعة»، إلى عدم تنفيذ أي أحكام أخرى بالإعدام، وإلغاء عقوبة الإعدام على الفور، مضيفاً أنه سيُجرى مواصلة الضغط على إيران بالتعاون مع الحلفاء، وقال: «نطالب إيران بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين ظلماً»، حسبما أفادت «وكالة الأنباء الألمانية».
وجاء استدعاء السفير الإيراني، بعدما أعلنت بلجيكا وهولندا والدنمارك، أنّها ستستدعي سفراء طهران رداً على إعدام المحتجين.
وكتبت وزيرة الخارجيّة البلجيكيّة، حجّة لحبيب، على «تويتر» (الأحد): «على غرار دول أوروبّية أخرى، سنستدعي سفير إيران»، قائلةً إنّها «شعرت بالذهول» بسبب عمليّات الإعدام. وأضافت: «يجري النظر في عقوبات جديدة من جانب الاتّحاد الأوروبي»، دون مزيد من التفاصيل.
بدورها، استدعت الدنمارك (الاثنين) السفير الإيراني لديها للتعبير عن «غضبها» بعد إعدامات (السبت)، على ما أعلن (الأحد) وزير الخارجيّة الدنماركي لارس لوكي راسموسن.
وقال راسموسن في تصريحات صحافية: «نستدعي السفير الإيراني إلى اجتماع في وزارة الخارجية لإرسال أقوى إشارة ممكنة بأن الانتهاكات التي ارتُكبت ضد شعبه تثير سخطنا».
وتابع راسموسن: «إن الوضع خطير جداً في إيران. إنه يثير مشاعر مختلفة، بما في ذلك الاحترام الكبير لبعض الأشخاص الذين يظهرون بطولة رائعة في معارضة نظام وحشي».
وكتب وزير الخارجية الهولندي، ووبكي هوكسترا، على «تويتر» (الأحد): «سأستدعي السفير الإيراني للتشديد على قلقنا البالغ، وأدعو الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى فعل الشيء نفسه».
وأضاف أن «حزمة رابعة من العقوبات ضد إيران قيد الإعداد قبل انعقاد مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي»، المقرر في 23 يناير (كانون الثاني)، مشدداً على «الحاجة إلى رد أقوى من الاتحاد الأوروبي».
وبموازاة الردود الأوروبية الغاضبة، أدان البابا فرنسيس (الاثنين) استخدام السلطات الإيرانية، عقوبة الإعدام ضد متظاهرين يطالبون باحترام أكبر للمرأة.
ونقلت «رويترز» قوله في هذا الصدد: «الحق في الحياة مهدد أيضاً في تلك الأماكن التي يستمر فيها فرض عقوبة الإعدام، كما هو الحال بإيران في هذه الأيام، عقب المظاهرات الأخيرة التي تطالب باحترام أكبر لكرامة المرأة».
وكانت تصريحات البابا، التي أدلى بها في خطابه السنوي للدبلوماسيين الذين يقدمون أوراق اعتمادهم لدى الفاتيكان، هي أقوى تصريحات له منذ بدء الاحتجاجات في أنحاء إيران بعد وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني (22 عاماً) في سبتمبر (أيلول) الماضي في حجز للشرطة.
وأضاف البابا فرنسيس: «لا يمكن تطبيق عقوبة الإعدام من أجل تحقيق عدالة مزعومة لدولة؛ لأنها لا تشكل رادعاً ولا توفر العدالة للضحايا، لكنها تغذي فقط التعطش للانتقام»، ثم كرر نداء من أجل وقف عقوبة الإعدام في جميع أنحاء العالم، قائلاً إنها «مرفوضة دائماً؛ لأنها تنتهك حرمة الشخص وكرامته».
وأعدمت السلطات في إيران 4 متظاهرين في أعقاب الاحتجاجات التي شهدتها وتعصف بالبلاد منذ أكثر من 4 أشهر.
دول أوروبية تستدعي سفراء طهران تنديداً بأحدث الإعدامات
البابا فرنسيس أدان استخدام العقوبة القصوى ضد المتظاهرين
دول أوروبية تستدعي سفراء طهران تنديداً بأحدث الإعدامات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة