الحكومة الإسرائيلية تأمر بإزالة علم فلسطين من البلدات العربية

طرح مشروع قانون لسحب الجنسية من الأسرى

استقبال الأسير كريم يونس بالأعلام الفلسطينية استفز الوزير بن غفير (وفا)
استقبال الأسير كريم يونس بالأعلام الفلسطينية استفز الوزير بن غفير (وفا)
TT

الحكومة الإسرائيلية تأمر بإزالة علم فلسطين من البلدات العربية

استقبال الأسير كريم يونس بالأعلام الفلسطينية استفز الوزير بن غفير (وفا)
استقبال الأسير كريم يونس بالأعلام الفلسطينية استفز الوزير بن غفير (وفا)

أوعز وزير الأمن القومي في الحكومة الإسرائيلية إيتمار بن غفير، إلى مفوض الشرطة العام كوبي شبتاي، بإصدار أوامر للشرطة بإزالة أي علم فلسطيني عن الأماكن العامة في البلدات العربية (حيث يقطن فلسطينيو 48). وفي الوقت نفسه، باشرت الحكومة العمل على سن قانون سريع يتيح لها سحب المواطنة من عميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس، الذي أُطلق سراحه في نهاية الأسبوع الماضي بعد 40 سنة من الأسر.
وقد بادر إلى القانون رئيس الائتلاف ورئيس لجنة الكنيست، أوفير كاتس، من حزب الليكود، ويقضي بسحب المواطنة أو الإقامة من الأسرى الفلسطينيين «الذين تتم إدانتهم بالقيام بنشاط إرهابي، وذلك بعد أن يُمضوا مدة محكوميتهم ويتضح أن السلطة الفلسطينية تدفع لهم رواتب». وتقرر أن يتم هذا التشريع بمسار سريع خاطف في غضون أسبوعين.
وحسب مشروع القانون، فإن «مواطناً أو مقيماً يثبت أنه تلقى مالاً من السلطة الفلسطينية من أجل تنفيذ عمل إرهابي، سيعد كمن تنازل عن مواطنته أو إقامته، وسيلغي وزير الداخلية مكانته هذه». وأضاف مشروع القانون أن إلغاء مكانة مواطن في إسرائيل يعني أنه عند الإفراج عنه من السجن سيتم إبعاده إلى مناطق السلطة الفلسطينية.
وقد طُرح مشروع القانون في لجنة الكنيست التي تنظم عمل البرلمان، وتحولت الجلسة إلى ساحة وغى تصادم فيها نواب اليمين الحاكم مع النائب أحمد الطيبي، رئيس كتلة الجبهة العربية للتغيير، الذي قال إن «الهلع دفع إلى سن قانون كهذا تم تفصيله خصيصاً على مقاس كريم يونس بشكل معيب ومثير للسخرية».
وأضاف: «إذا كنتم ترون في عمل يونس إرهاباً ولم يكفكم معاقبته بالسجن 40 عاماً لم يُسمح له خلالها حتى بوداع والديه عندما توفيا، فلماذا لا تقررون سحب المواطنة من قاتل إسحق رابين؟ وإذا كنتم حريصين على التخلص من القتلة، كما تدّعون، فلماذا لا تسحبون المواطنة من مجرم أُدين بتهمة اغتصاب امرأة يهودية وقتلها وتقطيع جسدها بالبلطة؟ أنا أقول لكم السبب، لأنكم تميّزون لصالح اليهودي. فحتى الإرهابي اليهودي تمنحونه التفوق. حتى القاتل السفاح اليهودي تمنحونه التفوق العرقي».
وقال كاتس، رداً على ذلك: «أجل. أنا أفضّل المجرم اليهودي». واعترف بأن القانون فُصِّل لإبعاد كريم يونس وابن عمه ماهر يونس الذي سيُطلَق سراحه خلال أيام، بعد 40 سنة من السجن. وقال إن الدافع لهذا القانون هو الطريقة التي تم بها استقبال الأسير كريم يونس، بعد إطلاق سراحه. لافتاً: «لقد استقبلتموه كما لو أنه بطل، وهو الإرهابي الذي قتل جندياً إسرائيلياً».
وأضاف كاتس أن «احتفالات التحرير التي شاهدناها داخل الأراضي الإسرائيلية تثير غضباً شديداً. ولا يُعقَل أن يستمر هذا الوضع المتناقض الذي فيه ينفّذ مخربون عمليات إرهابية، ويحصلون على راتب من السلطة الفلسطينية ويعودون بعد ذلك للعيش بيننا». وقال: «يوجد إجماع واسع بين معظم الكتل بشأن الدفع يهذا القانون بسرعة، وأعتزم إنهاء هذا التشريع المهم بعد أسبوعين».
أما الوزير بن غفير فقد اختار الانتقام من استقبال كريم يونس بمهرجانات رُفعت فيها أعلام فلسطين، بأنْ أصدر الأوامر للشرطة بمنع هذه الأعلام. وحسب تعليماته، يوجه أمر بالسماح لكل شرطي مهما كانت رتبته، في أثناء عمله، بإزالة أعلام السلطة الفلسطينية. وسلم بن غفير الأمر إلى المفوض بناءً على رؤيته أن «رفع علم منظمة التحرير الفلسطينية هو دعم لمنظمة إرهابية».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

«حكومة الجولاني» تتسلم سوريا بـ«جيش بلا مخالب»


صورة جوية تُظهر سفناً سورية حربية دُمّرت خلال هجوم إسرائيلي على مدينة اللاذقية الساحلية أمس (أ.ف.ب)
صورة جوية تُظهر سفناً سورية حربية دُمّرت خلال هجوم إسرائيلي على مدينة اللاذقية الساحلية أمس (أ.ف.ب)
TT

«حكومة الجولاني» تتسلم سوريا بـ«جيش بلا مخالب»


صورة جوية تُظهر سفناً سورية حربية دُمّرت خلال هجوم إسرائيلي على مدينة اللاذقية الساحلية أمس (أ.ف.ب)
صورة جوية تُظهر سفناً سورية حربية دُمّرت خلال هجوم إسرائيلي على مدينة اللاذقية الساحلية أمس (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الوزراء الجديد في «حكومة الجولاني»، محمد البشير، توليه مهامه رسمياً، أمس الثلاثاء، وذلك غداة غارات إسرائيلية ليلية، قدر عددها بنحو 300، واستهدفت مواقع عسكرية استراتيجية سورية، مما جعل السلطة الجديدة بـ«جيش من دون مخالب». وأفاد البشير، في بيان بثه التلفزيون، بأنه تم تكليفه رسمياً برئاسة حكومة انتقالية في سوريا حتى الأول من مارس (آذار) 2025.

وعُقد في دمشق أمس الاجتماع الأول للحكومة الجديدة برئاسة القائد العام لإدارة العمليات أحمد الشرع (محمد الجولاني)، وضم الاجتماع رئيس الحكومة السابق محمد غازي الجلالي، ورئيس الحكومة المؤقتة، ووزراء من الحكومة السابقة، مع نظرائهم من السلطة الجديدة.

وبينما انشغل السوريون بالصور والمعلومات الصادمة القادمة من معتقلات ومشارح النظام السابق، أعلن الشرع، قرب نشر «قائمة أولى بأسماء كبار المتورّطين بتعذيب الشعب السوري» لملاحقتهم ومحاسبتهم.

وأوضح في بيان، أنّ الحكومة المقبلة ستقدّم «مكافآت لمن يدلي بمعلومات عن كبار ضباط الجيش والأمن المتورطين في جرائم حرب».

وتابع الجولاني: «لقد أكّدنا التزامنا بالتسامح مع من لم تتلطّخ أيديهم بدماء الشعب السوري، ومنحنا العفو لمن كان ضمن الخدمة الإلزامية»، مؤكّداً أنّ «دماء وحقوق» القتلى والمعتقلين الأبرياء «لن تُهدر أو تنسى».

في غضون ذلك، عقد عدد من كبار الدبلوماسيين الأميركيين، اجتماعات في كل من تركيا والأردن ولبنان والعراق وإسرائيل، في سياق جهود تهدف للحفاظ على الاستقرار في سوريا ومحاولة دعم عملية الانتقال السياسي بمساعدة من الأمم المتحدة.

وفي الأثناء، أمرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بعمليات عسكرية واسعة النطاق ضد تنظيم «داعش»، في سوريا، سعياً لمنعه من استغلال الفوضى التي تلت إطاحة حكم الأسد، إلا أنها غضت الطرف عن تقدم القوات الإسرائيلية إلى المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان والغارات على كل الأراضي السورية.

وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القادة الجدد لسوريا من السير على خطى بشار الأسد، ومن السماح لإيران «بإعادة ترسيخ» وجودها في البلاد.