يشارك الرئيس الأميركي جو بايدن، على مدى يومين، في اجتماعات مغلقة تُعقد في مكسيكو مع رئيس المكسيك أندريس مانويل لوييز أوبرادور، ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو، فيما عُرف بشكل غير رسمي بقمة «الأصدقاء الثلاثة»، في ظل تزايد حدة الخلافات حول الممارسات التجارية بين الدول الثلاث، وارتفاع معدل الجريمة والهجرة.
وتركز قمة قادة أميركا الشمالية بشكل مكثف على قضايا الهجرة وأنظمة اللجوء والرقابة على الحدود، وكيفية تقليل معدلات الجريمة وتهريب المخدرات والأسلحة، إضافة إلى المعاملات التجارية والرسوم الجمركية، وكيفية تعزيز سلاسل التوريد، وقضايا المناخ وتعزيز الطاقة النظيفة، والإصلاح الديمقراطي. وغرد بايدن عبر «تويتر» قائلاً: «سيعمق هذا التجمع تنسيقنا ويدفع أولويتنا المشتركة لأميركا الشمالية».
وتضغط إدارة بايدن على الرئيس المكسيكي لوييز أوبرادور، لاتخاذ إجراءات صارمة ضد عصابات المخدرات التي أغرقت الولايات المتحدة بأطنان المخدرات، وتريد تشديد الرقابة على الحدود، وإعادة إرسال 30 ألف مهاجر غير شرعي إلى المكسيك كل شهر، والالتزام بالمسار الديمقراطي. كما يرغب بايدن في دفع المكسيك إلى الالتزام بقضية الطاقة النظيفة، بعد أن تراجع الرئيس المكسيكي عن أهداف الطاقة الخضراء، وتحول إلى استخدام الفحم والنفط الأحفوري. في المقابل، يريد الرئيس المكسيكي أن تتخذ الولايات المتحدة إجراءات لمنع المهربين من إرسال أسلحة نارية غير مشروعة إلى المكسيك، ويريد رفع الحظر الأميركي على استيراد الذرة المكسيكية. وخلال العام الماضي بدا التباعد واضحاً بين الطرفين، إذ غاب الرئيس المكسيكي عن قمة الأميركتين، وأصدر تصريحات تساند روسيا في حربها بأوكرانيا.
خطوات حسن النية
كطريقة لإبداء حسن النية، قام الرئيس المكسيكي بتسليم نجل زعيم عصابة المخدرات «آل تشابو» إلى الولايات المتحدة التي رصدت مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار مقابل القبض عليه. وقام بايدن أيضاً بخطوة دبلوماسية تجاه رئيس المكسيك، إذ سافر إلى مطار جديد يرعاه الرئيس لوييز أوبرادور لرفع شعبيته قبل الانتخابات الرئاسية، وهو مطار يبعد 30 ميلاً عن وسط العاصمة، بدل الطيران مباشرة إلى مطار في نيو مكسيكو.
ويقول محللون إن القمة تتطلب براعة دبلوماسية خاصة نتيجة للاحتياجات المتشابكة للدول الثلاث والضغوط السياسية الداخلية التي يواجهها كل زعيم. فالرئيس بايدن الذي يواجه انتخابات رئاسية عام 2024 حمل شعاراً يحض على شراء منتجات أميركية، ما يرقى إلى شكل من أشكال الحمائية التي تضر بالشركاء التجاريين بدل تحقيق تكامل اقتصادي للدول الثلاث بما يوفر حصناً ضد القوة الاقتصادية الصينية المتصاعدة. وعلى الرغم من أن هذه السياسة الحمائية تستهدف بالأساس الصين، لكنها تسببت في أضرار للاقتصادين المكسيكي والكندي.
ويواجه الرئيس المكسيكي انتخابات خلال العام المقبل. وقد أقرت المكسيك الشهر الماضي قانون إصلاح انتخابي في محاولة لإرضاء إدارة بايدن حول القيم الديمقراطية.
الحدود الأميركية - المكسيكية
تأتي القمة الثلاثية بعد رحلة قام بها بايدن للحدود الأميركية - المكسيكية يوم الأحد، بعد عامين من توليه منصبه. وخلال الزيارة التي استمرت أربع ساعات، زار بايدن السياج الحدودي المعدني الذي يفصل المدينة الأميركية إل باسو عن مدينة سيوداد خواريز المكسيكية. وألقت زيارة الحدود بظلالها على السياسات المشحونة حول الهجرة، حيث يوجه الجمهوريون انتقادات لاذعة لإدارة بايدن الديمقراطية حول الأعداد المتزايدة من المهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون الحدود إلى الولايات المتحدة ويحملون معهم المخدرات والأموال المهربة وممنوعات أخرى.
وقد ارتفع عدد المهاجرين الذين يعبرون الحدود من المكسيك إلى الولايات المتحدة خلال أول عامين من ولاية بايدن من 1.7 مليون شخص خلال العام الأول من ولايته إلى ما يقرب من 2.3 مليون شخص في العام الثاني. وهذه هي المرة الأولى التي يتجاوز فيه العدد مليوني مهاجر. وكافحت إدارة بايدن لتضييق الخناق عند معابر المهاجرين، لكنها واجهت انتقادات بأنها تتخذ سياسات تشابه السياسات المتشددة للرئيس السابق دونالد ترمب.
قمة «الأصدقاء الثلاثة» تواجه تحديات الهجرة والنزاعات التجارية
قمة «الأصدقاء الثلاثة» تواجه تحديات الهجرة والنزاعات التجارية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة