«إزهاق الأرواح ليس لعبة»... عسكريون سابقون ينتقدون اعتراف هاري بقتل 25 من «طالبان»

التصريحات قد تعرّض أمن الأمير لخطر أكبر

الأمير هاري يتحدث في مذكراته عن الوقت الذي قضاه في أثناء جولته الثانية في أفغانستان عام 2012 (رويترز)
الأمير هاري يتحدث في مذكراته عن الوقت الذي قضاه في أثناء جولته الثانية في أفغانستان عام 2012 (رويترز)
TT

«إزهاق الأرواح ليس لعبة»... عسكريون سابقون ينتقدون اعتراف هاري بقتل 25 من «طالبان»

الأمير هاري يتحدث في مذكراته عن الوقت الذي قضاه في أثناء جولته الثانية في أفغانستان عام 2012 (رويترز)
الأمير هاري يتحدث في مذكراته عن الوقت الذي قضاه في أثناء جولته الثانية في أفغانستان عام 2012 (رويترز)

انتقد قدامى المحاربين البريطانيين البارزين، ادعاء الأمير البريطاني هاري بأنه قتل 25 جندياً من «طالبان» في أثناء خدمته مع الجيش البريطاني في أفغانستان، وحذروا من أن الاعتراف البارز قد يزيد من المخاطر على أمنه الشخصي، وفقاً لصحيفة «الغارديان».
وقال الكولونيل تيم كولينز، المحارب المتقاعد، الذي اشتهر بإلقاء خطاب مثير قبل بدء حرب العراق في عام 2003، إن حديث الأمير عن عدد القتلى كان فظاً، وإنهم لا يقومون بعد جثث الأعداء بهذه الطريقة.
وقال آخرون إن هاري قام بتجريد المقاتلين من إنسانيتهم من خلال وصفهم بأنهم «قطع شطرنج أزيلت من اللوح»، في حين اتهمت «طالبان» الأمير بارتكاب جرائم حرب في جولته قبل عقد من الزمان.
وقال أنس حقاني، العضو المؤثر في الحكومة الأفغانية: «من قتلتهم ليسوا قطع شطرنج، إنهم بشر. كان لديهم عائلات تنتظر عودتهم. من بين قتلة الأفغان، لا يتمتع الكثيرون بالقدرة على الاعتراف بجرائم الحرب التي ارتكبوها».
وتظهر إفصاحات الأمير حول عدد القتلى في السيرة الذاتية لهاري بعنوان «سبير».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1611509482403528707?s=20&t=VvZOC4VAZnV_sjR0-gwWyg
ويروي الأمير في مذكراته الوقت الذي قضاه في طائرة هليكوبتر هجومية من طراز «أباتشي» في أثناء جولته الثانية في أفغانستان عام 2012. وقال إنه كان من الممكن تحديد عدد القتلى؛ لأنه كان قادراً على مشاهدة لقطات مصورة لكل مهمة قام بها.
ومن المقرر أن تُطرح مذكرات الأمير هاري للبيع رسمياً في 10 يناير (كانون الثاني).
وكتب هاري أنه «في عصر (الأباتشي) وأجهزة الكمبيوتر المحمولة» كان من الممكن تحديد «بدقة عدد المقاتلين الأعداء الذين قتلتهم. وبدا لي أنه من الضروري ألا أخاف من هذا الرقم... لذا فإن رقمي هو (25). إنه ليس الرقم الذي يرضيني، لكنه لا يحرجني».
في وقت لاحق، أقر الأمير بأنه نزع إنسانية أولئك الذين أطلق عليهم النار في المعركة: «عندما وجدت نفسي غارقاً في حرارة وارتباك القتال، لم أفكر في هؤلاء الخمسة والعشرين كأشخاص. كانوا قطع شطرنج أزيلت من اللوح. يتم القضاء على الأشرار قبل أن يتمكنوا من قتل الناس الطيبين».
كولينز، في مقابلة مع «فورسيس نيوز»، اعترض على تعليقات هاري، وقال: «من بين تأكيداته ادعاء أنه قتل 25 شخصاً في أفغانستان. هذا ليس سلوكنا في الجيش. إنها ليست الطريقة التي نفكر بها. لقد خذلنا من هذا الجانب. نحن لا نقوم بعد القتلى... لم نفعل ذلك أبداً».
واتهم الجندي السابق هاري بالانخراط في «عملية احتيال مأساوية لكسب المال لتمويل أسلوب الحياة الذي لا يستطيع تحمله».
من جهتهم، تساءل قدامى المحاربين الأفغان عن مدى تأكد هاري من عدد الأشخاص الذين قتلهم. وقال أحد الجنود السابقين: «لم أسمع قَطّ أي شخص يتحدث عن أعداد القتلى، إنه أمر فظ بصراحة... إزهاق الأرواح هو أخطر شيء يمكنك القيام به في العمليات، فالأشخاص الجادون لا يتحدثون عنه كلعبة في بعض الكتب».

الأمير هاري يكشف أنه قتل 25 عنصراً من «طالبان» في أفغانستان

وفي حين أنه ليس من غير المألوف بالنسبة للجنود أن يشاهدوا لقطات الكاميرا لتحليل كيفية تطور المهمة، فإن المحارب الأفغاني المخضرم أضاف أنه «لا يمكنك دائماً معرفة مَن الذي قُتل أو جُرح».
وقال العقيد المتقاعد ريتشارد كيمب، قائد الجيش البريطاني السابق في أفغانستان، إن التصريحات قد تُعرّض أمن الأمير لخطر أكبر. وأوضح لشبكة «سكاي نيوز»، أن المقاتلين الذين يدعمون «طالبان» قد يكون لديهم الآن «دافع لقتل هاري» بسبب الذكريات التي «أُحييت» بتعليقاته.
كما قال متحدث باسم وزارة الدفاع، إن الجيش لن يناقش قضية هاري هذه، مضيفاً: «نحن لا نعلق على تفاصيل العمليات لأسباب أمنية».
وانخرطت القوات البريطانية في عمليات قتالية في أفغانستان بين عامي 2001 و2014، وجهود تدريبية بعد ذلك، قبل أن ينسحب الغرب من البلاد في ظروف فوضوية في صيف 2021. واستولت «طالبان» في أغسطس (آب) من ذلك العام على أفغانستان، قبل اكتمال الانسحاب النهائي.


مقالات ذات صلة

غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

العالم غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، أن الوضع في أفغانستان هو أكبر كارثة إنسانية في العالم اليوم، مؤكداً أن المنظمة الدولية ستبقى في أفغانستان لتقديم المساعدة لملايين الأفغان الذين في أمّس الحاجة إليها رغم القيود التي تفرضها «طالبان» على عمل النساء في المنظمة الدولية، محذراً في الوقت نفسه من أن التمويل ينضب. وكان غوتيريش بدأ أمس يوماً ثانياً من المحادثات مع مبعوثين دوليين حول كيفية التعامل مع سلطات «طالبان» التي حذّرت من استبعادها عن اجتماع قد يأتي بـ«نتائج عكسيّة». ودعا غوتيريش إلى المحادثات التي تستمرّ يومين، في وقت تجري الأمم المتحدة عملية مراجعة لأدائها في أفغانستان م

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
العالم «طالبان» ترفض الادعاء الروسي بأن أفغانستان تشكل تهديداً أمنياً

«طالبان» ترفض الادعاء الروسي بأن أفغانستان تشكل تهديداً أمنياً

رفضت حركة «طالبان»، الأحد، تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الذي زعم أن جماعات مسلحة في أفغانستان تهدد الأمن الإقليمي. وقال شويغو خلال اجتماع وزراء دفاع منظمة شنغهاي للتعاون يوم الجمعة في نيودلهي: «تشكل الجماعات المسلحة من أفغانستان تهديداً كبيراً لأمن دول آسيا الوسطى». وذكر ذبيح الله مجاهد كبير المتحدثين باسم «طالبان» في بيان أن بعض الهجمات الأخيرة في أفغانستان نفذها مواطنون من دول أخرى في المنطقة». وجاء في البيان: «من المهم أن تفي الحكومات المعنية بمسؤولياتها». ومنذ عودة «طالبان» إلى السلطة، نفذت هجمات صاروخية عدة من الأراضي الأفغانية استهدفت طاجيكستان وأوزبكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
العالم جهود في الكونغرس لتمديد إقامة أفغانيات حاربن مع الجيش الأميركي

جهود في الكونغرس لتمديد إقامة أفغانيات حاربن مع الجيش الأميركي

قبل أن تتغير بلادها وحياتها بصورة مفاجئة في عام 2021، كانت مهناز أكبري قائدة بارزة في «الوحدة التكتيكية النسائية» بالجيش الوطني الأفغاني، وهي فرقة نسائية رافقت قوات العمليات الخاصة النخبوية الأميركية في أثناء تنفيذها مهام جبلية جريئة، ومطاردة مقاتلي «داعش»، وتحرير الأسرى من سجون «طالبان». نفذت أكبري (37 عاماً) وجنودها تلك المهام رغم مخاطر شخصية هائلة؛ فقد أصيبت امرأة برصاصة في عنقها، وعانت من كسر في الجمجمة. فيما قُتلت أخرى قبل وقت قصير من سقوط كابل.

العالم أفغانيات يتظاهرن ضد اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

أفغانيات يتظاهرن ضد اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

تظاهرت أكثر من عشرين امرأة لفترة وجيزة في كابل، أمس، احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بحكومة «طالبان»، وذلك قبل يومين من اجتماع للأمم المتحدة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وسارت نحو 25 امرأة أفغانية في أحد شوارع كابل لمدة عشر دقائق، وردّدن «الاعتراف بـ(طالبان) انتهاك لحقوق المرأة!»، و«الأمم المتحدة تنتهك الحقوق الدولية!».

«الشرق الأوسط» (كابل)
العالم مظاهرة لأفغانيات احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

مظاهرة لأفغانيات احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

تظاهرت أكثر من 20 امرأة لفترة وجيزة في كابل، السبت، احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بحكومة «طالبان»، وذلك قبل يومين من اجتماع للأمم المتحدة. وسارت حوالي 25 امرأة أفغانية في أحد شوارع كابل لمدة عشر دقائق، ورددن «الاعتراف بطالبان انتهاك لحقوق المرأة!» و«الأمم المتحدة تنتهك الحقوق الدولية!». وتنظم الأمم المتحدة اجتماعاً دولياً حول أفغانستان يومَي 1 و2 مايو (أيار) في الدوحة من أجل «توضيح التوقّعات» في عدد من الملفات. وأشارت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، خلال اجتماع في جامعة برينستون 17 أبريل (نيسان)، إلى احتمال إجراء مناقشات واتخاذ «خطوات صغيرة» نحو «اعتراف مبدئي» محتمل بـ«طالبان» عب

«الشرق الأوسط» (كابل)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».