المايسترو إيلي العليا: «تريو نايت» كرّس الأغنية اللبنانية في الوطن العربي

واكب الحدث الفني الأبرز للعام الجديد

يؤكد العليا أن نجوم «تريو نايت» تمرنوا لثلاثة أيام متتالية على الغناء
يؤكد العليا أن نجوم «تريو نايت» تمرنوا لثلاثة أيام متتالية على الغناء
TT

المايسترو إيلي العليا: «تريو نايت» كرّس الأغنية اللبنانية في الوطن العربي

يؤكد العليا أن نجوم «تريو نايت» تمرنوا لثلاثة أيام متتالية على الغناء
يؤكد العليا أن نجوم «تريو نايت» تمرنوا لثلاثة أيام متتالية على الغناء

لا يزال الحفل الفني «تريو نايت» يشغل العالم العربي ووسائل التواصل الاجتماعي، باعتباره كان الأبرز في وداع عام 2022.
جرى الحدث على «مسرح محمد عبده أرينا» ضمن فعاليات موسم الرياض في السعودية. وشاركت في الحفل باقة من نجوم الفن العربي، بينهم أنغام وصابر الرباعي ولطيفة وبهاء سلطان وأصالة وجورج وسوف. كما طغى عليه الحضور اللبناني مع وائل كفوري ووليد توفيق وإليسا ونانسي عجرم ونجوى كرم ونوال الزغبي وعاصي الحلاني.
رافق هؤلاء الفنانين وواكب تمريناتهم المايسترو إيلي العليا، الذي يملك تاريخاً طويلاً وتجارب متراكمة مع غالبية أهل الفن في لبنان وخارجه.
ووصف العليا «تريو نايت» بأنه «زود الساحة الفنية العربية بنكهة خارجة عن المألوف». ورأى أن التنوع في اختيار نجوم الحفل، أسهم في إثراء مشهديته، فانعكس إيجاباً على كل من تابعه في استقبال عام 2023. وعن كيفية اختيار أغاني الحفل يروي العليا لـ«الشرق الأوسط»: «الحفل كان من تنظيم شركة (روتانا)، التي أخذت على عاتقها وضع لائحة الأغاني التي سيؤديها مطربو الحفل. وارتكزت أولاً، على تقديم أغانٍ معروفة، لكل نجم، وهي ما نسميها (HIT) في عالمنا. ومن هذا المنطلق بدأت التمرينات على الغناء التي استغرقت نحو ثلاثة أيام متتالية».
وكما لاحظ متابعو هذا الحفل، فكل فنان شارك فيه اجتهد في حفظ أغاني زميله.
ويقول العليا في هذا السياق: «الانسجام كان سائداً، بين النجوم جميعاً، وهو ما ترجم فرحاً وغناءً جميلاً من قبلهم. حتى إن بعض الفنانين وبفعل الصداقة التي تربط بينهم كانوا لا يتوانون عن تبادل العروض الغنائية. كأن تطلب هذه النجمة من تلك مشاركتها في أغنيتها والعكس صحيح. كما أن الخيارات شهدت تغييرات إثر البروفات. فتم الأخذ بعين الاعتبار الأمور التقنية التي ترافق الغناء عامة. فلعبت طبقات الصوت مثلاً دورها كي تأتي مناسبة لكل واحد بينهم في ثنائية أو ثلاثية يشاركون فيها».
أجواء من السعادة والتعاون سادت نجوم الحفل الذين كانوا يتمرنون يومياً نحو 10 ساعات لتكون إطلالاتهم على المستوى المطلوب. ويعلق العليا: «بالطبع الانسجام كان حاضراً وبقوة بين نجوم الحفل، وإلا لما شاركوا. فلا أحد باستطاعته أن يجبر هذا النجم على الغناء مع آخر، إذا لم يكن يرغب بذلك في قرارة نفسه. ولكن في (تريو نايت) كان الحماس بالغاً، سيما أن التجربة كانت جديدة بحد ذاتها».
وبحسب العليا، فإن مشهد تشارك نجوم لبنانيين وعرب في الغناء سبق وحصل من قبل في أوبريتات غنائية، استحدثت لمناسبات معينة. ولكن أمسية «تريو نايت» تميزت عن غيرها بعدد الفنانين الذين شاركوا فيها، الذين أرادوها أن تحفر في ذاكرة الناس.
الرهبة والقلق حضرا عند بعض النجوم، وهو ما قالته بوضوح الفنانة لطيفة التونسية. أما المطرب وليد توفيق ففسره بالخوف من عدم حفظ كلمات أغانٍ لم يسبق أن غناها من قبل لغيره. ويتابع العليا: «الفنان بشكل عام يملك رهبة المسرح قبل صعوده الخشبة. وهو أمر معروف. ولكن جميعهم رغبوا في تجاوز مخاوفهم من خلال تمرينات مكثفة قاموا بها، وكانوا على تعاون كبير مع رؤساء الفرق الموسيقية المصريين الثلاثة: أمير عبد المجيد وهاني فرحات ومدحت خميس».
ويتحدث المايسترو إيلي العليا عن الانعكاس الإيجابي الذي تركه الحفل على لبنان: «لقد كرّس الأغنية اللبنانية في الوطن العربي. وأسهم في تذكير الناس بأصالة الغناء اللبناني، فأبرز تاريخ نجومنا والدور الكبير الذي لعبوه على الساحة كلها. وكان تجاوب الناس مع هذا الحفل، وبهذا الشكل الملحوظ، أفضل برهان على نجاحه، وإلى مدى عطش الناس للفن الجميل. فهناك اليوم بعض الأعمال اللبنانية التي خرجت عن هذا المستوى ولاقت انتقادات جمة. فجاء الوقت كي لا يصحّ إلا الصحيح، ويعود الفن الأصيل إلى سابق عهده».
وعن اللفتة التكريمية التي شهدها حفل «تريو نايت» بخصوص الراحل وديع الصافي عندما تشارك المطربين جميعاً في أداء أغنيته «عندك بحرية يا ريّس» يرد: «الأغنية المختارة بحد ذاتها تجمع ثلاثة عمالقة في الموسيقى. فهي من ألحان محمد عبد الوهاب وتوزيع إلياس الرحباني وغناء وديع الصافي. فجاءت لتؤكد أن زمن عمالقة الفن لا يموت».
واعتبر العليا أن مفاجأة الحفل، التي تمثلت في استضافة المطرب جورج وسوف، كانت حركة رائدة من قبل منظمي الحفل. ويتابع: «كانت بمثابة لفتة تكريمية لسلطان الطرب، والنجوم جميعاً رغبوا في المشاركة فيها. جورج وسوف أسطورة فنية لن تتكرر، وله تاريخه الطويل والعريق في الغناء الطربي، ومن الطبيعي أن يكرم بهذه الطريقة، وهو حدث بحد ذاته، إذ لا يمكن أن يحصل دائماً».
ويتذكر المايسترو العليا «تريو نايت» بفرح، ويخبرنا عن حادثة طريفة حصلت بين مجموعة من نجمات الحفل: «لقد كانت نوال ونجوى تقومان بالبروفات المطلوبة، وعند الانتهاء توجهتا إلى جناح خاص في الفندق الذي تنزلان فيه من أجل أخذ قسط من الراحة. فجلست الزغبي وكرم مع فريقهما الفني، لتقع المفاجأة لهما بعدها بأن هذا الجناح خاص بالفنانة لطيفة، وفقاً لصورة لها على قالب حلوى كان موجوداً هناك. وعندما دخلت عليهما لطيفة، وكي تنقذا الموقف راحتا تنشدان لها أغنية (سنة حلوة يا جميل) فاختلط عليها الأمر. فهي عندما رأتهما تفاجأت ومازحتهما بأنها ستقدم شكوى ضدهما لدى إدارة الفندق، فجاءت ردة فعل نجوى ونوال عفوية، محتفلتين بلطيفة عن غير قصد، وضحك الجميع من طرافة الموقف».
المايسترو الذي يحضّر لـ«ميني ألبوم» يتضمن معزوفات موسيقية من تأليفه، يؤكد أن الأيام المقبلة ستشهد أحداثاً فنية عديدة. «سأشارك في عدد من المهرجانات التي تقام خارج لبنان، وبينها في مدينتي كنكون وبونتاكانا، ولا أستطيع الإفصاح عن التفاصيل بعد».
ويختم لـ«الشرق الأوسط»: «بصراحة أنا متفائل جداً بلبنان الفن، وبتجدد الأغنية اللبنانية. فاللبناني ومهما قاسى وتعذب لا يركع. شعبنا لا يستأهل إلا الحياة، وبالفن يؤكد نجومنا الذين أضاؤوا سماء المملكة العربية السعودية أنهم يمثلون وجه لبنان الحقيقي، ولا بد للفجر أن يبزغ على وطننا قريباً. فهم أسهموا في أن يسطع بلدنا من جديد ضمن حدث استثنائي وناجح، وإلا لما شغل الناس والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي».


مقالات ذات صلة

مشاركات مسرحية وغنائية مصرية «لافتة» في الرياض وجدة

شمال افريقيا مشاركات مسرحية وغنائية مصرية «لافتة» في الرياض وجدة

مشاركات مسرحية وغنائية مصرية «لافتة» في الرياض وجدة

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، حيث بدأت تلك الفعاليات خلال إجازة عيد الفطر، واستقطبت هذه الفعاليات مشاركات مصرية «لافتة»، ومنها مسرحية «حتى لا يطير الدكان» من بطولة الفنان أكرم حسني، والفنانة درة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»، بالإضافة لعرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت»، الذي أقيم على مسرح «محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، كما شارك الفنان عمرو دياب في حفلات «عيد جدة»، بجانب ذلك تشهد الرياض حفل «روائع الموجي»، الذي يحييه نخبة كبيرة من نجوم الغناء، حيث يشارك من مصر، أنغام، وشيرين عبد الوهاب، ومي فاروق، بجانب نجوم

داليا ماهر (القاهرة)
الرياضة مساهمون يقاضون «أديداس» بعد إنهاء التعاون مع كانييه ويست

مساهمون يقاضون «أديداس» بعد إنهاء التعاون مع كانييه ويست

تُواجه شركة «أديداس»، المتخصصة في المُعدات الرياضية، دعوى قضائية في الولايات المتحدة رفعها مجموعة مساهمين يعتبرون أنهم خُدعوا، بعد الفشل المكلف للشراكة مع كانييه ويست، والتي كان ممكناً - برأيهم - للمجموعة الألمانية أن تحدّ من ضررها، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ورُفعت دعوى جماعية أمام محكمة منطقة أوريغون؛ وهي ولاية تقع في شمال غربي الولايات المتحدة؛ حيث المقر الرئيسي للمجموعة في البلاد، وفقاً لنص الإجراء القضائي، الذي اطلعت عليه «وكالة الصحافة الفرنسية»، والمؤرَّخ في 28 أبريل (نيسان). وكانت «أديداس» قد اضطرت، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى إنهاء تعاونها مع مُغنّي الراب الأميركي كانيي

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق تامر حسني وبسمة بوسيل يعلنان «طلاقاً هادئاً»

تامر حسني وبسمة بوسيل يعلنان «طلاقاً هادئاً»

أعلن كل من الفنان المصري تامر حسني، والفنانة المغربية بسمة بوسيل، طلاقهما اليوم (الخميس)، بشكل هادئ، بعد زواج استمر نحو 12 عاماً، وأثمر إنجاب 3 أطفال تاليا، وأمايا، وآدم. وكشفت بوسيل خبر الطلاق عبر منشور بصفحتها الرسمية بموقع تبادل الصور والفيديوهات «إنستغرام» قالت فيه: «(وجعلنا بينكم مودة ورحمة) ده كلام ربنا في الزواج والطلاق، لقد تم الطلاق بيني وبين تامر، وسيظل بيننا كل ود واحترام، وربنا يكتبلك ويكتبلي كل الخير أمين يا رب». وتفاعل تامر حسني مع منشور بسمة، وأعاد نشره عبر صفحته وعلق عليه قائلاً: «وجعلنا بينكم مودة ورحمة بين الأزواج في كل حالاتهم سواء تزوجوا أو لم يقدر الله الاستمرار فانفصلوا ب

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق آيتن عامر لـ«الشرق الأوسط»: أُحب العمل مع الأطفال

آيتن عامر لـ«الشرق الأوسط»: أُحب العمل مع الأطفال

عدّت الفنانة المصرية آيتن عامر مشاركتها كضيفة شرف في 4 حلقات ضمن الجزء السابع من مسلسل «الكبير أوي» تعويضاً عن عدم مشاركتها في مسلسل رمضاني طويل، مثلما اعتادت منذ نحو 20 عاماً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
الولايات المتحدة​ «فخورة»... شاكيرا ترد على انتقادات جيرارد بيكيه لمعجبيها

«فخورة»... شاكيرا ترد على انتقادات جيرارد بيكيه لمعجبيها

كشفت المغنية الشهيرة شاكيرا أنها «فخورة» بكونها تنحدر من أميركا اللاتينية بعد أن بدا أن شريكها السابق، جيرارد بيكيه، قد استهدفها ومعجبيها في مقابلة أُجريت معه مؤخراً. وبينما تستعد المغنية الكولومبية لمغادرة إسبانيا مع طفليها، تحدث لاعب كرة القدم المحترف السابق عن التأثير المرتبط بالصحة العقلية لتلقي تعليقات سلبية عبر الإنترنت بعد انفصاله عن شاكيرا، وفقاً لصحيفة «إندبندنت». واستخدم بيكيه معجبي شاكيرا في أميركا اللاتينية كمثال على بعض الكراهية التي يتلقاها على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال بيكيه: «شريكتي السابقة من أميركا اللاتينية وليس لديك أي فكرة عما تلقيته عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أشخا

«الشرق الأوسط» (مدريد)

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
TT

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})

طوت المطربة التونسية لطيفة أزمة أغنية «المصري»، التي جرى تغيير كلماتها في حفل مبادرة «تحدي القراءة» بالإمارات، مؤكدة اكتفاءها بردّ الشاعر المصري جمال بخيت، مؤلف كلمات الأغنية الأصلية والجديدة.

وتنشغل لطيفة، في الوقت الراهن، بتجهيز ألبومها الجديد، الذي يجمعها مجدداً مع الموسيقار اللبناني زياد الرحباني بعد 17 عاماً من لقائهما الأول، وسيصدر ألبومهما الجديد في بداية 2025. وقالت لطيفة، خلال حوارها مع «الشرق الأوسط»، إن زياد الرحباني سابق لكل موسيقيّي عصره، وأنها لا تتنازل عن تصوير كل أغنياتها، ولا تقبل تحكُّم أي جهة إنتاج فيما تقدمه، فهي تملك زمام أمرها وتنتج أعمالها بنفسها.

تعود لموسيقى زياد رحباني بعد 17عاماً من تعاونهما الأول ({الشرق الأوسط})

وكان الشاعر جمال بخيت، مؤلف الأغنية التي غنتها لطيفة في فيلم «سكوت هنصور» للمخرج الراحل يوسف شاهين، قد أوضح، عبر حسابه بـ«فيسبوك»، أنه المسؤول الأول والأخير عن التغيير الذي طال النص، قائلاً: «لقد اعتقد البعض أن لطيفة جاءت بشاعر آخر لكتابة كلمات جديدة، وهذا مستحيل قانوناً، وانبرت بعض الأقلام بهجوم مُسيء على الفنانة الكبيرة دون وجه حق»، مؤكداً أنه كتب النص من عقله وروحه، وأن «كتابة كلام مختلف على نفس اللحن أسلوب فني حدث كثيراً مع أعمال غنائية مهمة».

وعن عودتها للتعاون مع زياد الرحباني، بعد كل هذه السنوات التي شهدت تطوراً في الموسيقى، تقول لطيفة: «زياد الرحباني خارج الزمن، ولموسيقاه طاقة أخرى وطريق آخر في الكون، هو سابق عصر الموسيقى في العالم العربي بسنوات ضوئية، وهذا ليس رأيي فقط، بل رأي الراحل عمار الشريعي وغيره من المبدعين، فموسيقاه لكل الأزمنة ويُعدّ مدرسة خاصة في إبداعاته».

تتمنى الفنانة لطيفة تنفيذ وصية المخرج الراحل يوسف شاهين ({الشرق الأوسط})

يحلو لها الحديث عنه فتقول: «كنت أسمعه وأنا بالمدرسة في تونس، وكنت أتبادل وزملائي شرائط الكاسيت لمسرحياته، وأذكر أنه في مؤتمر صحافي في التسعينات نقلته إذاعة الشعب، وكانت تجلس بيروت كلها بجوار الراديو لسماعه، وسألوه عن الفنانين الذين يمكن أن يعمل معهم دون شروط، فقال: لطيفة التونسية، وأخذتني صديقة مشتركة إلى الاستديو في يوم من أحلى أيام عمري، فلم أكن أصدِّق أن ألتقيه، وبدأنا بعدها نعمل على ألبومنا الأول (معلومات أكيدة)».

وعن مدى حرصها على التنوع في الألبوم تجيب بثقة: «هذا التنوع لا يُطلَب من زياد، فهو مختلف ومتنوع في الموسيقى والإيقاعات وكل شيء، وتوليفة لا تتكرر».

وأنهت لطيفة ألبومها قبل الحرب الجارية في لبنان، لكنها تقول: «لو لم ينته الألبوم لبقيت في لبنان، ومستعدة أن أستقل، الآن، أول طائرة لبيروت، فقد تعايشت مع انفجارات سابقة بها، فكنتُ على بُعد أمتار من موقع اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وقد نجوتُ بفضل الله، حيث كنت أعرض مسرحية (حكم الرعيان) لمنصور الرحباني».

تفخر لطيفة بأنها قدمت المسرح الغنائي كما يجب في {حكم الرعيان} ({الشرق الأوسط})

وعن العرض تقول: «كنت، كل يوم، أشكر الله مع فتح الستار؛ لأن هذا هو الفن الهادف المحترم المُبهر الذي أحبه، لكن لم تُعرَض عليَّ أعمال بهذا المستوى، كما أنني لا أقبل بالمسرح الذي ينتهي فجراً، فكنا نقدم العرض في ساعة ونصف الساعة، كما أن الرحابنة هم أكثر من قدموا المسرح الغنائي».

وتكشف لطيفة عن ملامح الألبوم الجديد قائلة: «يضم 7 أغانٍ من ألحان زياد الرحباني؛ من بينها أغنيتان من كلمات الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد، وهو أبي الروحي، وجمعنا 20 سنة من الأغنيات الحلوة، كان عمري 4 سنوات حين غنيت له (فكروني)، ثم اكتشفت أن كل أغنية أحبها تكون من كلماته مثل (أوقاتي بتحلو)، و(مستنياك)».

وتضيف لطيفة: «لقد وضع الله عبد الوهاب في طريقي حين جئت إلى مصر للمرة الأولى، وتبنّاني مع الموسيقار بليغ حمدي، وهما مَن جعلاني أقرر البقاء في مصر، ولولاهما لَما كانت لطيفة، وأقنعاني بأن أبقى في مصر، وقد ترك لي كل أعماله الأخيرة».

وأوصى الشاعر الراحل بأن تذهب أغنيات كثيرة له للطيفة، وفق تعبير الفنانة التونسية التي توضح: «مع كل ألبوم أقدِّم بعضاً من أعماله الجديدة، ففي الألبوم السابق قدمت أغنيتين من كلماته؛ إحداهما ألحان كاظم الساهر، والأخرى ألحان زياد الطويل. وقد تركت كلماته بصمة قوية في مشواري منذ (أكتر من روحي بحبك)، (بحب في غرامك)، (حبك هادي)، (استحالة)».

لا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني

لطيفة

وفي السينما لم تقدم لطيفة سوى «سكوت هنصور» مع المخرج الكبير يوسف شاهين، مبررة ذلك: «لم تتكرر تجربتي في السينما؛ لأن ما عُرض عليَّ لا يستحق التعب، لذا ركزت في أعمالي الموسيقية».

وتكشف أنها تنتظر فيلماً في مرحلة الكتابة تحمست لفكرته، قائلة: «الآن أفكر في العودة للسينما، قد تكون لي تجربة، العام المقبل، فأنا أودّ أن أنفذ وصية يوسف شاهين، فقد قال لي قبل وفاته: (اوعديني بمواصلة التمثيل لأن بداخلك ممثلة لم يأت مثلها منذ سنوات)، وأنا أحب التمثيل وأحب الفن الراقي، وقدمت مسلسل (كلمة سر) قبل سنوات».

أشعار الراحل عبد الوهاب محمد لها بصمة قوية في مشواري

لطيفة

وتولي لطيفة اهتماماً لافتاً بتصوير أغنياتها، فهي لديها رصيد كبير من الأغنيات المصورة، وتبحث دوماً عن الفكرة والشكل المتجدد، وتعقد جلسات عمل مع المخرج اللبناني وليد ناصيف الذي صوَّر لها ألبومها الماضي بتقنية الذكاء الاصطناعي.

وتصف لطيفة نفسها بـ«ملكة التجدد والتحدي والإرادة»، مشددة على أن الفنان يجب أن يتجدد، وترى أن التحضير للتصوير أهم شيء، وتتبادل الأفكار حالياً مع ناصيف، استعداداً لبدء التصوير الشهر المقبل.

وتختتم لطيفة حوارها بنبرة مفعمة بالرضا: «الآن، أحصد كل ما زرعته، فأغنياتي كلها (ديجيتال) عبر قناتي بـ(يوتيوب)، والحقوق كلها مِلكي؛ لأنني أرفض أن يتحكم بي منتج، ولا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني».