دلالة عودة عروض السينما إلى شمال سيناء

ضمن مبادرات نشر الثقافة في أنحاء مصر

قصر ثقافة العريش (متداولة)
قصر ثقافة العريش (متداولة)
TT

دلالة عودة عروض السينما إلى شمال سيناء

قصر ثقافة العريش (متداولة)
قصر ثقافة العريش (متداولة)

أعلنت وزارة الثقافة المصرية إطلاق مشروع «سينما الشعب» بمدينة العريش في محافظة شمال سيناء، وذلك ضمن مشروع تستهدف به نشر الثقافة السينمائية في مناطق أوسع، حسب بيان الوزارة. وتقوم الهيئة العامة لقصور الثقافة بتنظيم المشروع، وأعلنت افتتاح سينما قصر ثقافة العريش، بعد توقف استمر 12 عاماً، على أن يتم تشغيلها في فترات صباحية ومسائية بأسعار رمزية.
وقال الناقد الفني والثقافي محمود عبد الشكور، لـ«الشرق الأوسط»، إن «عودة عروض السينما إلى شمال سيناء، خبر مبهج يشير إلى عودة الحياة إلى شمال سيناء بعد سنوات في الحرب ضد (الإرهاب)»، مضيفاً: «دائماً أقول إن الثقافة والفن أدوات مهمة في مقاومة التعصب».
وحسب الكاتب والباحث الثقافي المصري محمود التميمي، فإن «تلك الخطوة تحمل دلالة (لافتة)، وهي خطوة من خطوات محاربة (الإرهاب)عبر رفع الوعي بالثقافة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مواجهة (التطرف) بشكل رئيسي تكون بزرع حب الفنون والثقافة».
وأعلنت مديرية الثقافة بمحافظة شمال سيناء، افتتاح قصر الثقافة بعرض الفيلم الكوميدي «شلبي» الذي بدأ عرضه في دور العرض في القاهرة وعدد كبير من المحافظات الأسبوع الماضي، ويعد أحد أفلام موسم إجازة منتصف العام في مصر. والفيلم من بطولة كريم عبد العزيز، وروبي، وبيومي فؤاد، وسليمان عيد، ومن تأليف مصطفى حمدي، وإخراج بيتر ميمي. وتدور أحداثه في مفارقات كوميدية اجتماعية لشاب بسيط يعمل في أحد بيوت الرعب في مدينة الملاهي الترفيهية. ويتيح مشروع «سينما الشعب» أسعاراً منخفضة نسبياً لجمهور شمال سيناء؛ حيث تصل أسعار تذاكر الحفلات الصباحية إلى 20 جنيهاً، وأسعار الحفلات المسائية وفي الإجازات الرسمية إلى 40 جنيهاً (الدولار تجاوز الـ27 جنيهاً مصرياً).
وكان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، قد صرّح الأسبوع الماضي، أن اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأعضاء الحكومة المصرية تناول «متابعة الاستراتيجية القومية لتعمير سيناء». وأضاف أن الرئيس المصري أكد أن جهود الدولة لتنفيذ استراتيجية تنمية سيناء تهدف إلى صياغة مسار تنموي متطور ومتكامل الأركان يشمل مدنها وقراها، يتسق مع أهمية وخصوصية المكانة الفريدة لسيناء بتكاتف جميع وزارات الدولة وهيئاتها.
وعانت محافظة شمال سيناء المصرية، خلال السنوات الماضية، من تنظيمات «متشددة». وتشن قوات الجيش والشرطة المصرية عملية أمنية كبيرة في شمال سيناء ووسطها منذ فبراير (شباط) عام 2018 لتطهير المنطقة من عناصر «تكفيرية» موالية لتنظيم داعش الإرهابي، وتُعرف العملية باسم «المجابهة الشاملة - سيناء 2018». ووجه السيسي، خلال اجتماع عسكري رفيع بحضور كبار قادة الجيش، في مايو (أيار) الماضي، بـ«قيام عناصر إنفاذ القانون باستكمال تطهير بعض المناطق في شمال سيناء من العناصر الإرهابية والتكفيرية، وكذلك الاستمرار في تنفيذ جميع الإجراءات الأمنية التي تسهم في القضاء على الإرهاب بجميع أشكاله».
وقال محافظ شمال سيناء محمد عبد الفضيل شوشة، في أبريل (نيسان) الماضي، إن «الحكومة المصرية تعمل على إحداث نقلة نوعية تنموية شاملة بكل القطاعات الخدمية في شمال سيناء، مستغلة حالة الاستقرار التي تتمتع بها شبه الجزيرة المصرية حالياً».


مقالات ذات صلة

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

يوميات الشرق بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

في خطوة عدّها الاتحاد الأوروبي «علامة فارقة في الشراكة الثقافية مع ليبيا»، يواصل مهرجان للأفلام الأوروبية عرض الأعمال المشاركة في العاصمة طرابلس حتى الخميس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

تقع أهمية النسخة الـ10 من المهرجان بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

بدأت المرحلة الثانية لـ «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر قبل إعلان الفائزين في فبراير.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

من النادر أن يتعاطف الجمهور مع أدوار المرأة الشريرة والمتسلطة، بيد أن الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز استطاعت كسب هذه الجولة

إيمان الخطاف (الدمام)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
TT

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

بعيداً عن التكلس السياسي الذي تعانيه ليبيا، انطلق في العاصمة طرابلس مهرجان للفيلم الأوروبي تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي إلى البلاد، بالتعاون مع الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، في خطوة تستهدف توسيع الشراكة الثقافية وكسر حاجز الانقسام، من خلال تجميع الليبيين بالثقافة والفن.

وتشارك في النسخة الأولى من المهرجان، التي انطلق الأحد، 5 سفارات أوروبية عاملة في ليبيا، بأعمال يتم عرضها للجمهور مجاناً لمدة 5 أيام، تنتهي الخميس المقبل. وعبّر سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، عن سعادته لافتتاح أول مهرجان سينمائي ليبي - أوروبي في طرابلس، إلى جانب الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، وسفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا. وعدّ هذا الحدث «علامة فارقة في الشراكة الثقافية بين ليبيا والاتحاد».

ويعرض مساء اليوم (الاثنين) فيلم «راعي البقر من الحجر الجيري» المقدم من سفارة مالطا، بقاعة الهيئة العامة للسينما والمسرح في شارع الزاوية بطرابلس، التي دعت الجمهور للاستمتاع بمشاهدته.

البوستر الترويجي لفيلم «فتاة عادت» الإيطالي (إدارة المرجان)

وبجانب الفيلم المالطي، فإن العروض المفتوحة للجمهور تتضمن، وفق ما أعلنت إدارة المهرجان، ورئيس بعثة الاتحاد، «طفلة عادت» من إيطاليا، و«قصر الحمراء على المحك»، إسباني، ويعرض الثلاثاء، ثم «كليو» (ألمانيا) الذي يعرض للجمهور الأربعاء، على أن يختتم المهرجان بفيلم «عاصفة» الفرنسي.

ولوحظ أن الدول المشاركة في المهرجان حرصت على تروّج الأعمال المشاركة، من هذا المنطلق دعا المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في ليبيا الجمهور الليبي لحضور الفيلم الفرنسي الذي أخرجه كريستيان دوغواي، وقالا في رسالة للجمهور الليبي: «نحن في انتظاركم لتشاركونا هذه اللحظة السينمائية الاستثنائية».

جانب من افتتاح مهرجان الفيلم الأوروبي في طرابلس (البعثة الأوروبية إلى ليبيا)

وكان رئيس هيئة السينما والمسرح والفنون، عبد الباسط بوقندة، عدّ مبادرة الاتحاد لإقامة المهرجان «خطوة إيجابية في مسار الشراكة بين ليبيا، متمثلة في هيئة السينما والمسرح والفنون، والاتحاد الأوروبي والدول الخمس المشاركة».

وأضاف بوقندة، في كلمة الافتتاح، الذي بدأ الأحد بعرض الأفلام، أن المناسبة «تفتح آفاقاً واسعة في مجالات السينما كواحدة من أهم أنواع التواصل بين الشعوب ومرآة عاكسة لكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية التي تسهم بفاعلية في توعية الناس، وتدفع بهم تجاه الارتقاء والإحساس بالمسؤولية».

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي (السفارة الفرنسية لدى ليبيا)

وخلال مراسم الافتتاح، عُرض فيلم «شظية» الليبي الذي أنتج في الثمانينات، من تأليف الأديب الليبي المعروف إبراهيم الكوني، ويحكي قصة معاناة الليبيين مع الألغام التي زرعت في صحراء ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية، وراح ضحيتها كثير من المواطنين في مدن ومناطق مختلفة من البلاد.

وبجانب العروض السينمائية في ليبيا، تُجمّع الفنون في ليبيا عادةً من فرقت بينهم السياسة، ويحشد المسرح على خشبته ممثلين من أنحاء البلاد، كانت قد باعدت بينهم الآيديولوجيات في زمن ما، يحكون جميعاً أوجاعهم عبر نصوص ولوحات إبداعية، ويفتحون نوافذ جديدة للتلاقي والحوار بعيداً عن النزاع والانقسام السياسي.

وسبق أن تعطلت الحركة الفنية المسرحية في ليبيا، مُتأثرة بالفوضى الأمنية التي شهدتها ليبيا عقب اندلاع ثورة «17 فبراير» التي أسقطت نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. لكن مع الاستقرار النسبي الذي تشهده ليبيا يظل الرهان على الفن في اختبار الانقسام السياسي، الذي ضرب البلاد، لتوحيد الليبيين.