دعوات أممية وأميركية وعربية للتعجيل بالاستحقاق الليبي

مقتل شخص في اشتباكات بالعجيلات غرب طرابلس

الدبيبة يتابع مشروعات في مطار طرابلس (حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة)
الدبيبة يتابع مشروعات في مطار طرابلس (حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة)
TT

دعوات أممية وأميركية وعربية للتعجيل بالاستحقاق الليبي

الدبيبة يتابع مشروعات في مطار طرابلس (حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة)
الدبيبة يتابع مشروعات في مطار طرابلس (حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة)

على الرغم من صدور دعوات أممية وأميركية وعربية، تطالب رئيسَي مجلسَي «النواب» و«الدولة» في ليبيا عقيلة صالح وخالد المشري، بتعجيل الاتفاق حول الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة، انتقد مصدر مسؤول بالمجلس الرئاسي الذي يترأسه محمد المنفي البيان المشترك لرئيسَي المجلسين عقب محادثتهما في القاهرة.
وبينما التزم المجلس الرئاسي الصمت حيال إعلان صالح والمشري في القاهرة اتفاقهما على حلحلة المسار الدستوري، قال المصدر المسؤول لـ«الشرق الأوسط» إن لقاء صالح والمشري «جاء بسرعة، لكنه لم يأتِ بجديد».
ولفت المصدر، الذي طلب عدم تعريفه، إلى أن المستشارة السابقة للأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني ويليامز، «أعلنت في آخر مدة عملها في ليبيا العام الماضي، أن لجنة المسار الدستوري توصلت إلى الاتفاق على أكثر من 90 في المائة من البنود والنقاط، وأن التوصل لقاعدة دستورية بات وشيكاً، لكن لم يحدث ذلك».
وتابع: «مجلس الدولة قبل أشهر صوَّت على البنود الحاكمة، وعلى مواد من القاعدة الدستورية، وأحالها إلى لجنة الصياغة، واليوم يفتح الأمر للطرح من جديد دون توضيحات للشارع كيف تم التعاطي مع المواد التي سبق وتم التصويت عليها، وما النقاط التي يعدّانها محسومة للوصول إلى قوانين انتخابية وقاعدة دستورية توافقية للانتخابات».
ورأى المصدر أن هذا بمثابة مؤشر على «استمرار وجود نية للمماطلة أو للتركيز على مسارات بديلة، أو إجراء إحدى الانتخابات وتأجيل الأخرى» (بين البرلمانية والرئاسية)، مشيراً إلى أن ما وصفه بالبيان «الفضفاض الصادر عنهما لم يخرج بأي أجل زمني، أو تاريخ محدد لبدء تنفيذ ما ذكر».
وقال المصدر إن المبادرة الأخيرة التي طرحها المجلس الرئاسي للجمع بين صالح والمشري في غدامس جنوب البلاد: «على ما يبدو أو ربما أسباب أخرى، وضعت المجلسين تحت حرج وضغط دفعهما لهذا التقارب والبيان السريع».
ولفت إلى أن «المشري اتجه للقاء عقيلة خارج ليبيا دون عرض ذلك على مجلسه للتصويت، بينما كانت هناك مبادرة ليبية مطروحة من (الرئاسي) وبمشاركة الأمم المتحدة في غدامس».
يأتي ذلك فيما حثّت بعثة الأمم المتحدة، رئيسَي مجلسَي «النواب» و«الدولة» على الإسراع في التوصل إلى اتفاق «كامل ونهائي»، حول القضايا الخلافية، بغية استكمال الخطوات الضرورية لإجراء انتخابات وطنية شاملة ضمن إطار زمني محدد.
وأكدت البعثة مجدداً في بيان لها مساء أمس (الخميس)، أنه من واجب القادة السياسيين إبداء التزام حقيقي ومتواصل إزاء تحقيق سلام دائم، من خلال البناء على الاتفاقات السابقة لمجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، بهدف حل الأزمة السياسية عبر إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن.
كما أعادت تأكيد موقفها الصريح أن هناك حاجة ماسة إلى تسوية وطنية لإطلاق مسار واضح يُفضي لتنظيم الانتخابات في عام 2023 والإعلان عن عهد جديد لليبيا ولجيرانها وللمنطقة.
وبعدما رأت أنه «من المهم بالنسبة إلى الشعب الليبي ومن حقه اختيار قياداته، واستعادة الشرعية لمؤسسات الدولة دون مزيد من التأخير»، قالت البعثة إنها واتساقاً مع ولايتها، تظل على استعداد تام لدعم المبادرات المخلصة الهادفة إلى تحقيق توافق وطني يمهّد الطريق لحل ليبي - ليبي للأزمة السياسية التي طال أمدها.
بدورها، أعلنت السفارة الأميركية لدى ليبيا، في بيان مقتضب أمس (الخميس)، عبر «تويتر» تأييد الولايات المتحدة بشدة دعوات رئيس البعثة الأممية عبد الله باتيلي إلى توافق وطني في ليبيا حول وضع جدول زمني واضح للانتخابات، ورأت أنه «لا توجد أي وسيلة أخرى لضمان الاستقرار والسلام طويل الأمد».
وكان ريتشارد نورلاند، السفير والمبعوث الخاص الأميركي، قد رأى أن «اختتام النقاش بين رئيسَي مجلسَي (النواب) و(الدولة) في القاهرة، لا يترك أي سبب لتأجيل وضع تاريخ مبكر لانتخابات برلمانية ورئاسية».
وأضاف في بيان: «نحن نشارك كل الليبيين رغبتهم في رؤية القادة الليبيين يتبنون الإجراءات اللازمة بأسرع وقت ممكن للسماح للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات بالشروع في تفعيل العملية الانتخابية»، معرباً عن التقدير للحكومة المصرية على تيسيرها لهذا الإنجاز.
من جانبه، رحب أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية، بالبيان المشترك لصالح والمشري بشأن «الوثيقة الدستورية»، برعاية مصرية، عقب مباحثاتهما في القاهرة.
وأعرب (الجمعة) في بيان للمتحدث الرسمي باسمه، عن الأمل بأن يستتبع هذا التطور السياسي خطوات عملية وجادة تُفضي إلى الإعلان عن خريطة طريق وطنية واضحة ومحددة لاستكمال كل الإجراءات اللازمة لإتمام العملية الانتخابية بوصفها المطلب الأهم لدى الشعب الليبي، كما ناشد جميع الفاعلين الليبيين دعم حالة التوافق الحالية بما يؤمّن إجراء انتخابات وطنية شاملة في أقرب وقت ممكن.
وجدد البيان تأكيد دعم الجامعة العربية المتواصل لكل مسعى جاد ونزيه يهدف إلى بعث الحيوية والفاعلية في العملية السياسية بليبيا، ويُنهي المراحل الانتقالية التي طال أمدها في البلاد، ويؤسس لحالة الاستقرار الدائمة، والشروع بعملية البناء والإعمار والتنمية، وأشاد بجهود مصر لرعايتها اجتماعات اللجان المعنية بالمسار الدستوري الليبي في مصر على مدار عام ونصف العام وبالشكل الذي مكّن من إعداد هذه الوثيقة وإحالتها للمجلسين لإقرارها طبقاً لنظام كل منهما.
في شأن آخر، التزمت حكومة «الوحدة» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الصمت حيال تأكيد مصادر محلية وإعلامية، مقتل شخص في اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة في منطقة المطمر بمدينة العجيلات، على بُعد 80 كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
TT

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)

تشهد العاصمة بكين جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين، على مستوى وزيري خارجية البلدين، وذلك لتعميق التعاون، وتبادل الرؤى بشأن المستجدات الإقليمية والدولية.

ووصل وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى بكين، مساء الأربعاء، وأشارت وزارة الخارجية المصرية في إفادة لها، إلى «عقد الجولة الرابعة من آلية الحوار الاستراتيجي بين مصر والصين».

والتقى عبد العاطي، الخميس، رموز الجالية المصرية في الصين، وأبرز اعتزاز بلاده بأبناء الجاليات المصرية في الخارج؛ «نظراً لدورهم المهم في تعزيز روابط الصداقة مع مختلف الدول، بما يسهم في توطيد تلك العلاقات حكومة وشعباً، خصوصاً مع شريك اقتصادي مهم مثل الصين».

وحثّ الوزير عبد العاطي، رموز الجالية المصرية في بكين، للمشاركة في النسخة المقبلة من «مؤتمر المصريين بالخارج» في أغسطس (آب) 2025، والذي من المقرر أن يشارك فيه عدد من الوزراء، بما يجعله بمثابة «منصة للحوار المستمر بين الجاليات المصرية في الخارج والوزارات الخدمية»، وفق «الخارجية المصرية».

وتُقدر عدد الشركات الصينية العاملة في مصر بنحو 2066 شركة في قطاعات متنوعة، ويصل حجم استثماراتها إلى نحو 8 مليارات دولار، وفق تصريح لنائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار المصرية، ياسر عباس، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 50.8 جنيه في البنوك المصرية).

الرئيس الصيني خلال استقبال نظيره المصري في بكين مايو الماضي (الرئاسة المصرية)

ووفق نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، نائب رئيس «جمعية الصداقة المصرية - الصينية»، السفير على الحفني، فإنه «لدى مصر والصين حرص دائم على تعميق العلاقات، واستمرار التشاور فيما يتعلق بعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، تعكس الإرادة المستمرة لتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف بين البلدين».

وأعلن الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والصيني شي جينبينغ، في بكين، مايو (أيار) الماضي، عن تدشين عام «الشراكة المصرية - الصينية» بمناسبة مرور 10 سنوات على إطلاق «الشراكة الاستراتيجية الشاملة».

وأكد الحفني أن «(الحوار الاستراتيجي المصري - الصيني) يأتي في ظل مناخ إقليمي ودولي مضطرب»، عادّاً أن «الحوار ضروري بين القاهرة وبكين، من منطلق وضع الصين قوةً دولية، وعضواً دائماً بمجلس الأمن الدولي، وبهدف تنسيق المواقف بشأن التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والمستجدات في غزة ولبنان وسوريا والسودان ومنطقة البحر الأحمر».

وتدعم الصين «حل الدولتين» بوصفه مساراً لحل القضية الفلسطينية، ودعت خلال استضافتها الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لـ«منتدى التعاون الصيني - العربي» في مايو الماضي، إلى «عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب في غزة».

ويرى خبير الشؤون الآسيوية في المجلس المصري للشؤون الخارجية، ضياء حلمي، أن «الملفات الإقليمية، وتطورات الأوضاع في المنطقة، تتصدر أولويات زيارة وزير الخارجية المصري لبكين»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن اتساع رقعة الصراع بالشرق الأوسط، والتوترات التي تشهدها دول المنطقة، تفرض التنسيق المصري - الصيني في هذه المرحلة، وإطلاع الجانب الصيني على ما تقوم بها مصر على الصعيد السياسي، للتهدئة في المنطقة».

وأشار حلمي إلى أن هناك تقارباً في المواقف المصرية - الصينية تجاه صراعات المنطقة، وضرورة التهدئة، لافتاً إلى أن «الملفات الاقتصادية تحظى باهتمام من جانب الدولة المصرية لزيادة حجم الاستثمارات الصينية، ورفع معدلات التبادل التجاري بين الجانبين».

وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 13.9 مليار دولار خلال 2023، مقابل 16.6 مليار دولار خلال عام 2022، وفق إفادة جهاز التعبئة والإحصاء المصري، في مايو الماضي.