في حدث ثقافي عالمي، فتحت سفينة الكتب العالمية «لوغوس هوب» المقام على متنها أكبر معرض عائم للكتاب، اليوم (الخميس)، أبوابها أمام الزائرين من جمهور محافظة بورسعيد في مصر (شمال شرقي القاهرة)، لمدة عشرين يومياً لتستكمل رحلتها المعرفية إلى ميناء العقبة
بالأردن في محطتها التالية.
وتُعَدُّ سفينة «لوغوس هوب» المكتبة العائمة الأكبر في العالم، بما تحمله من مخزون ثقافي كبير، وتنتقل بين بلدان العالم المختلفة بهدف نشر الثقافة والمعلومات. وتستقر في ميناء بورسعيد في ثاني محطة لها بعد رسوّها في ميناء بيروت في لبنان في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد توقف دام 12 عاماً.
واستقبل أهالي محافظة بورسعيد الساحلية وصول سفينة الكتب «لوغوس هوب» العائمة، التي يتزامن مع وصولها، انطلاق برنامج ثقافي وفني حتى مغادرتها ميناء بورسعيد في 24 يناير (كانون الثاني) الجاري.
وصرّح محافظ بورسعيد عادل الغضبان، في بيان صحافي، أنه سيكون هناك تنسيق متواصل بين كلّ الجهات المعنية ببورسعيد، للتيسير على الزائرين خلال تنقلاتهم من السفينة وإليها، وأضاف «سيتم تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية خلال الدخول للمركب، فضلاً عن تنظيم حركة الدخول والخروج من المركب وإليه. وسيواكب رسوّ سفينة الكتب بميناء بورسعيد، تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية التي تتماشى مع الحدث».
ونشرت صفحة محافظة بورسعيد الرسمية على (فيسبوك)، فيديوهات تظهر الاستقبال الاحتفالي للسفينة، لا سيما الرقصات الفولكلورية للأطفال، وما تبع ذلك من إقبال الجمهور على التجوّل بين الكتب المعروضة في المكتبة العائمة. وتفتح المكتبة أبوابها نظير رسم رمزي لزيارة السفينة والمشاركة في فعالياتها. أما الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عاماً، فيدخلون السفينة بشكل مجاني، بما يتيح لمختلف الأعمار تجربة قرائية مغايرة.
احتفاء في ميناء بورسعيد بوصول سفينة الكتب (صفحة محافظة بورسعيد الرسمية على فيسبوك)
وكان المكتب الإعلامي للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، قد أعلن مطلع الشهر الجاري، استعدادات ميناء بورسعيد السياحي لاستقبال هذا الحدث الثقافي، عبر رفع درجة الاستعداد القصوى بالميناء والأماكن المحيطة به.
ويبلغ طول السفينة «لوغوس هوب» 132 متراً، وتُصنَّف باعتبارها أكبر مكتبة عائمة في العالم. وتضم نحو 50 ألف كتاب في فروع معرفية مختلفة. ويصل فريقها إلى أكثر من 400 متطوع، من أكثر من 60 جنسية مختلفة.
وتستهدف السفينة العائمة نشر ثقافة القراءة في جميع أنحاء العالم، وقد زارت السفينة أكثر من 480 ميناء في أكثر من 150 دولة.
وبحسب المصور الصحافي المقيم في بورسعيد محمد كمال، فإن حالة من الإقبال الجماهيري الكبير رافقت رسو السفينة في ميناء بورسعيد.
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «كثيراً من الأُسَر في بورسعيد، يستدعون ذكريات زيارتهم للمكتبة قبل 12 عاماً. فالسفينة التي تديرها مؤسسة غير قابلة للربح وتتيح آلاف الكتب، تستهدف مختلف الأذواق من أدب وتاريخ وفنون طهو وغيرها، علاوة على أنها تقدم فقرات فنية داخل السفينة، تهدف لتعريف الزوار ببرامج ثقافية عالمية».
وأكّد كمال أن «زيارة السفينة في حد ذاتها تمثل تجربة جديدة، كما أن تذكرتها رمزية بخمسة جنيهات (أقل من ربع دولار)، فيما يقوم الزوار بدفع تذاكر إضافية لحضور برامج أو فعاليات فنية أخرى داخل السفينة».
السفينة لوغوس هوب أكبر مكتبة عائمة في العالم (صفحة محافظة بورسعيد الرسمية على فيسبوك)