البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

أكد لـ «الشرق الأوسط» احتمالية دعم ترجمة أعمال عربية إلى لغات أخرى مستقبلاً

د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)
د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)
TT
20

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)
د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

أعلنت «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» انتهاء المرحلة الأولى من عملية التحكيم للقائمة الطويلة التي شارك فيها 1967 مشاركاً من 49 دولة حول العالم، وبدء المرحلة الثانية للجائزة لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر (كانون الأول) قبل إعلان الفائزين في فبراير (شباط) المقبل.

وأكد الدكتور سعد البازعي، رئيس الجائزة خلال مؤتمر صحافي عقده الاثنين في الرياض، أن أرقام المشاركات التي تلقتها اللجنة مبشّرة وتعطي سمة عالمية من حيث عدد الدول التي جاءت منها المشاركات، مبيناً أن «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» تربط بين الرواية والسينما، وهو أمر لم نعتد على رؤيته من قبل، على حد تعبيره.

د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

وكانت هيئة الترفيه السعودية أطلقت في سبتمبر (أيلول) الماضي «جائزة القلم الذهبي» للأدب الأكثر تأثيراً»، التي تركز على الأعمال الروائية الأكثر قابلية للتّحويل أعمالاً سينمائية، بمجموع جوائز يصل لـ740 ألف دولار، وإنتاجات سينمائية لعدد من الأعمال الفائزة.

وعدّ المستشار تركي آل الشيخ، حينها، الجائزة فرصة لظهور جيل جديد من الكتاب باللغة العربية، والمساهمة في الوصول إلى بنك متكامل من الروايات والمحتوى العربي، الذي يتواكب مع الإنتاجات السعودية والعربية الضّخمة.

وأوضح البازعي في رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» بأن الجائزة قد تدعم مستقبلاً ترجمة أعمال عربية إلى لغات أخرى، دعماً للأدب العربي، وقال: «إذا كان هناك حضور للأدب العربي عالمياً لا يمكن أن يكون إلا من خلال الترجمة، وتحويله عملاً سينمائياً وترجمته، الأعمال السينمائية والروائية التي حققت قدراً من العالمية كانت مترجمة، نحن في حاجة إلى دعم الأدب العربي بالتأكيد، وأعتقد أن الترجمة مهمة ويُحمَد للجائزة أنها تدعم الترجمة، وربما في المستقبل ندعم ترجمة الأعمال العربية إلى لغات أخرى، هذا قد يكون من التطورات المطلوبة التي أتمنى أن تحصل».

المستشار تركي آل الشيخ يتحدث خلال المؤتمر الصحافي للجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)

انتهاء المرحلة الأولى

استهل الدكتور سعد حديثه بإعطاء لمحة عن مراحل الجائزة الأساسية التي بدأت في 15 سبتمبر (أيلول) الماضي، وأضاف: «الجائزة أنهت المرحلة الأولى من التحكيم التي انتهت من القائمة الطويلة كما هو معلن، وبدأت المرحلة الثانية والعمل على القائمة الطويلة للخروج بالقائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر، ومن ثم إعلان الفائزين في فبراير المقبل».

انتهت المرحلة الأولى للتحكيم على أن تبدأ مرحلة اختيار القائمة القصيرة قبل إعلان الفائزين فبراير المقبل (جائزة القلم الذهبي)

جائزة متفردة

ذكر رئيس جائزة القلم الذهبي مزايا عدة للجائزة تجعل منها متفردة وتصل للعالمية، من أبرزها التأكيد على الشفافية، وتوخي الحياد في التحكيم، إلى جانب السماح للأفراد بالمشاركة، ودعم العلاقة بين الرواية والسينما.

وفنَّد ذلك بقوله: «الأعمال تُرسَل رقمياً لكل المحكمين ولا يعرفون مَن هو مؤلف العمل، كذلك من المسائل التي اختلفت بها الجائزة عن غيرها أنها تسمح للأفراد بتقديم أعمالهم، والأكثر تفرداً للجائزة أنها تدعم العلاقة بين الرواية والسينما، حيث تكافئ الأعمال الكبرى بأربع جوائز تحولها أفلاماً سينمائية، اثنتان رواية واثنتان سيناريو».

د. سعد البازعي رئيس الجائزة يستعرض تفاصيلها خلال إطلاق الجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)

وعدّ البازعي قيمة الجائزة الكبيرة المقدرة بـ740 ألف دولار بأنه ليس الرقم النهائي، حيث يتطلب تحويل الأعمال الفائزة أفلاماً سينمائية إلى ملايين، وقال: «الهيئة العامة للترفية التزمت بتحويل هذه الأعمال أفلاماً سينمائية، بما في ذلك من تكلفة إضافية ستجعل من الجائزة الأعلى من نوعها بالمطلق». وتابع: «نحن أمام تكريم نوعين بينهما علاقة وثيقة لم نعتد رؤية جائزة تربط بينهما الرواية والسينما، وهذا فيه خدمة كبيرة لصناعة السينما السعودية، التي ظل صناعها يشتكون من قلة النصوص لسنوات طويلة، الآن نتمنى أن تتوفر لأن من شروط قبول الرواية أن تكون صالحة لتحويلها فيلماً».

1969 مشاركة من 49 دولة

الأرقام التي وصلت للجائزة - بحسب الدكتور سعد البازعي - بلغت 1967 مشاركة من 49 دولة، يضيف بقوله: «هذه سمة عالمية للجائزة، نحن أمام جائزة عالمية بمعنى الكلمة، هناك مشاركات من أميركا، أستراليا، الأردن، السعودية وغيرها». تصنيفات الجائزة تشير إلى أن عدد المشاركين الذكور بلغ 69.7 في المائة، في حين حظيت مشاركة الإناث بنحو 30 في المائة، وشاركت 1347 رواية أصلية، 508 روايات مترجمة، إلى جانب 93 عمل سيناريو. وأشار البازعي كذلك إلى أن هنالك جوائز أخرى لم تفز بالجوائز الكبرى، لكنها تفوز بالتصنيف، مثل الكوميديا، الرعب، التشويق، الروايات التاريخية، الرومانسية، الغموض والجريمة، التشويق والإثارة، الفنتازيا، والواقعية.

القائمة الطويلة

أوضح رئيس لجنة القلم الذهبي أن اللجان فرزت نحو 2000 عمل للقائمة الطويلة، حيث تم اختيار 30 رواية، 7 روايات مترجمة، 10 أعمال سيناريو، بالإجمالي 47 عملاً. وأضاف: «معظم النصوص التي أُرسِلت لا علاقة لها بالسرد أو الرواية، وكان على اللجنة الاحتفاظ بالأعمال الجديرة، وأن يكون لها ترقيم دولي، وحقوق نشر، وإذا كانت مترجمة فحقوق ترجمة، كذلك كان على اللجنة مواجهة احتمالات التلاعب، سواء إدخال عمل لا يستحق أو الرقم الدولي غير صحيح، وعملية التأكد هذه أخذت وقتاً وجهداً».

القائمة الطويلة شملت 47 عملاً بين رواية ورواية مترجمة وسيناريو (جائزة القلم الذهبي)

القائمة القصيرة

سيتعين على لجنة التحكيم خلال الفترة المقبلة العمل على تحديد القائمة القصيرة من الأعمال التي تم اختيارها وعدد 47 عملاً، وفقاً للدكتور البازعي، الذي أوضح أن العدد لم يحدد بعد، ويعتمد ذلك على متغيرات كثيرة، منها عدد الأعمال الجيدة التي سيتم اختيارها، على حد تعبيره. وقال: «لو كان عدد الأعمال الجيدة 20 عملاً مثلاً، سنرفع عدد القائمة وتصبح قائمة طويلة، هناك مرونة». وتضم لجنة تحكيم «جائزة القلم الذهبي» روائيين ونقاداً ومخرجين وكتاب سينما، إلى جانب منتجين؛ وهو ما يجعلها قادرة على التعامل مع مختلف الأعمال المشاركة بشكل احترافي وشفاف، وفقاً للدكتور سعد البازعي. وفي رده على سؤال بشأن أبرز التحديات التي واجهت اللجان، أشار البازعي إلى أن ورود أعمال لا علاقة لها بالجائزة، وحدوث ازدواجية بين دور النشر والكتاب عبر إرسال العمل مرتين كانت من أبرز الصعوبات.

جائزة رقمية

وأكد الدكتور سعد البازعي أن «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» تعدّ رقمية وغير ورقية، وهي الفكرة التي ابتكرها المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، وقال: «الأعمال تصل بنسخة (PDF)، وتصنف بأرقام دون ذكر اسم المؤلف ويقرأها أكثر من شخص، وفي النهاية يظهر من حصل على أكبر عدد من الترشيحات».

لأول مرة تتيح «جائزة القلم الذهبي» مشاركة الأفراد بأعمال أدبية (جائزة القلم الذهبي)

دعم صناعة السينما السعودية

ومن المتوقع أن يكون لـ«جائزة القلم الذهبي» تأثير إيجابي على المشهد الثقافي السعودي، لا سيما صناعة السينما، وفقاً للبازعي الذي أردف بقوله: «هذه الجائزة سيكون لها تأثير نوعي؛ لأنها تدعم الأدب الروائي، والأدب السينمائي، تدعم صناعة السينما، تأثيرها سيكون كبيراً، إذا أنتجت محلياً 4 أفلام رئيسة من روايات عربية معروفة هذا إنجاز كبير، الجوائز بصفة عامة تشجع الإنتاج وتحفّز الآخرين عليه».

وفي الختام، كشف الدكتور سعد، عن أن هنالك جائزةً ستكون مخصصة للجمهور ضمن القائمة الطويلة، حيث سيُفتح المجال للجمهور للتصويت، مشيراً إلى أن ذلك «فرصة للجمهور لكي يقول رأيه وجائزة مرصودة لعمل يفوز نتيجة التصويت الجمهور».

اقرأ أيضاً


مقالات ذات صلة

ماذا سنأكل في عام 2025... وما هي المكونات التي سنتطلع إليها؟

مذاقات مأكولات جاهزة وصحية (الشرق الاوسط)

ماذا سنأكل في عام 2025... وما هي المكونات التي سنتطلع إليها؟

إذا كنت تريد أن تفهم ما الذي سيكون رائجاً في عالم الطعام العام المقبل، فتجاهل «fridgescaping» (ترتيب الثلاجة بشكل أنيق) وكوكتيلات الإسبرسو الساخنة بالعسل.

كيم سيفرسون (نيويورك)
يوميات الشرق كلّما أُلقي عليه ضوء صوَّب غسان أبو ستة النظر نحو فلسطين (حساب كارول منصور في «فيسبوك»)

غسان أبو ستة... لن تسكُت الحقيقة

كلّما أُلقي عليه ضوء، صوَّب غسان أبو ستة النظر نحو فلسطين. مع ذلك، ظلَّ بطل الحكاية ومُحرّكها؛ والفيلم تحية له.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق لقطة من الفيلم - (الشركة المنتجة)

«لأول مرة»... فيلم مصري يناقش «فتور» العلاقات الزوجية

في ليلة واحدة تدور أحداث الفيلم السينمائي المصري الجديد «لأول مرة» الذي استقبلته الصالات السينمائية (الخميس).

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما من «سيلينا ولوس دينوس» (صندانس)

«صندانس»: دورة جديدة لمهرجان مختلف

قبل 46 سنة أُسّس «مهرجان صندانس» أول مرّة. بدأ، سنة 1978 تحت اسم آخر هو «مهرجان يوتا السينمائي»

محمد رُضا (صندانس - ولاية يوتا)
سينما «نافذة خلفية» (باراماونت)

شاشة الناقد: ثلاثة أفلام لسيِّد التشويق الوحيد من نوعه وفنِّه

«إذا سألك أحد عمّن يكون ألفرد هيتشكوك لأنه لم يرَ بعد أي فيلم عنه، دلَّه على (نافذة خلفية) لأنه الفيلم الذي يعرض كل لمسات هيتشكوك».

محمد رُضا (صندانس - ولاية يوتا)

لا تقلها... عبارات تظهرك «غير ناضج عاطفياً»

عندما لا يتحدث الناس بطرق ناضجة فإنهم مع مرور الوقت يصبحون عدائيين (رويترز)
عندما لا يتحدث الناس بطرق ناضجة فإنهم مع مرور الوقت يصبحون عدائيين (رويترز)
TT
20

لا تقلها... عبارات تظهرك «غير ناضج عاطفياً»

عندما لا يتحدث الناس بطرق ناضجة فإنهم مع مرور الوقت يصبحون عدائيين (رويترز)
عندما لا يتحدث الناس بطرق ناضجة فإنهم مع مرور الوقت يصبحون عدائيين (رويترز)

قابلنا جميعاً أشخاصاً غير ناضجين عاطفياً، يتحولون لموقف الدفاع عند أدنى انتقاد، ويلقون باللوم على الآخرين، ثم يحاولون إشعارك بالذنب تجاههم.

يمثل عدم النضج العاطفي مشكلة متزايدة، والتعامل مع هؤلاء الأشخاص في الحياة الشخصية أو المهنية يصبح صعباً.

ويقول كايسي وروس بيترس، لموقع «سي إن بي سي»: «بصفتنا خبراء في علم نفس التواصل، نعلم أن البعض يمكن أن يظهر غير ناضج عاطفياً للآخرين؛ لأن الكثيرين يستخدمون عبارات تعبر عن عدم النضج العاطفي».

إليك قائمة بأكثر العبارات شيوعاً التي يجب تجنبها، لموقع «سي إن بي سي»:

«ليس خطئي»

غير الناضجين عاطفياً غالباً لا يتحملون مسؤولية أفعالهم عندما لا تسير الأمور بشكل صحيح، ويخرجون أنفسهم من الموقف بقول إنه ليس خطأهم.

«لولا أنك فعلت ذلك، لما حدث هذا»

الشخص غير الناضج عاطفياً سيفعل كل ما في وسعه لعدم تحمل المسؤولية عن أفعاله، ومن الأساليب الشائعة جعل الأمر يبدو وكأن أي شخص آخر هو المخطئ وليس هو.

«لن أبرر أفعالي»

يمكن بسهولة تخيُّل طفل ينطق هذه العبارة؛ لأنها وسيلة لتجنب أي مسؤولية حقيقية أو تواصل صادق مع الشخص الذي يتعامل معه.

«أنت تبالغ في رد فعلك»

هذه عبارة تجمع بين التلاعب النفسي وتحويل اللوم للآخرين. الرسالة التي يرسلها من يستخدم هذه العبارة «أنت المشكلة، وليس أنا» أو «أنت حساس جداً».

«لم أقل ذلك أبداً»

الأشخاص الذين يعانون من عدم النضج العاطفي يحورون الواقع، سواء لأنفسهم أو للآخرين. عندما يقول شخص ما عبارة مثل هذه، فإنه عادة ما يحاول التهرب من المسؤولية.

«مشكلتك وليست مشكلتي»

في هذه الحالة، يهرب غير الناضجين عاطفياً من أي قضية معقدة بإلقائها على شخص آخر ورفض أي مسؤولية.

«أنت تضخم الأمور»

نسمع هذه العبارة كثيراً في العلاقات الشخصية والمهنية على حد سواء. من خلال هذه العبارة يتجاهل غير الناضج عاطفياً مخاوف وآراء الشخص الآخر، ويقلل من أهمية رد فعلهم.

«كنت أمزح»

هذا مثال على كيفية تجنب الأشخاص غير الناضجين عاطفياً لتحمل المسؤولية عما يقولونه، قد يبدو أنهم يحاولون تهدئة الأمور، لكن في الواقع، هي أكثر طريقة لانتقاد شخص ما.

«أنت دائماً تفعل... وفي حياتك لم تفعل...»

غالباً ما يستخدم الأشخاص غير الناضجين عاطفياً تعميمات واسعة. بدلاً من الانخراط في محادثة صادقة وبناءة أو استخدام أمثلة محددة، سيعممون الاتهامات لتجنب أي نقاش.

«لكن الجميع يفعل ذلك»

إذا كان هناك عبارة واحدة تبدو وكأنها صادرة عن طفل، فستكون هذه العبارة، ويستخدمها البالغون غير الناضجين عاطفياً؛ للجوء إلى الحجة التقليدية بأن «الجميع يفعل ذلك» تبريراً لشيء يريدون القيام به أو قاموا به بالفعل، وتأكيد أنه ليس شيئاً خاطئاً؛ لأنهم كانوا فقط يفعلون مثل الآخرين.