نفذ عدد من المستوطنين اليهود اعتداءً فظاً على «المقبرة البروتستانتية» في جبل صهيون، بتحطيمهم الصلبان وشواهد عشرات القبور وتدنيسها والدَوْس عليها... وذلك في استهداف جديد للمقدسات والرموز المسيحية في القدس الشرقية؛ هو الـ74 منذ سنة 1967.
ورجح «مركز معلومات وادي حلوة» في القدس أن يكون الاعتداء؛ الذي اكتشف الأربعاء، جرى مطلع الأسبوع الحالي. وقد وُثّق عبر كاميرات المراقبة في المقبرة.
ورصد مسؤول رفيع في الكنيسة تحطيم شواهد 30 قبراً في المقبرة التابعة لـ«الكنيسة الإنجيلية واللوثرية»، وتكسير عدد من الصلبان، وقال: «الحقد والاعتداء استهدفا بالأساس الشعارات المسيحية؛ حيث تعمد (المعتدون) تحطيم عدة صلبان والدوس عليها».
واستهجن هذا المسؤول «صمت السلطات الإسرائيلية عن هذا الاعتداء»، وتساءل: «ماذا لو كان الاعتداء على مقبرة يهودية؟ وماذا سيكون الرد الإسرائيلي على ذلك؟ وماذا لو أن عربياً نفذ أي اعتداء على مقبرة يهودية؟».
وأعرب عن استهجانه عدم اعتقال أي معتد، وقال: «الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تستطيع الوصول إلى إيران وسوريا، ولا تتمكن من الوصول إلى المعتدين على المقدسات والمقابر المسيحية في القدس وفلسطين؟». وأعرب عن خشيته من أن يسجل هذا الاعتداء، كما في مرات عديدة سابقة، «ضد مجهول»، أو القول إن «المعتدي يعاني من أمراض واضطرابات نفسية» ليخرج طليقاً من دون عقاب ولا حساب.
وأدان قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، محمود الهباش، هذا الاعتداء، وعدّه «إرهابياً وهمجياً». وقال: «اعتداء يمثل العقلية العنصرية والهمجية التي تتحكم بدولة الاحتلال الإسرائيلي، والتي لا تفرق بين مسلم ومسيحي أو بين الأحياء والأموات، فالكل مستهدف في نظر هؤلاء الذين يريدون إخلاء المدينة المقدسة من أهلها الأصليين من المسلمين والمسيحيين على حد سواء».
وطالب العالم المسيحي؛ «وعلى وجه الخصوص الفاتيكان والكنائس المسيحية كافة في العالم، بالوقوف في وجه عقلية الإجرام التي تستهدف المحرمات والمقدسات؛ من المساجد والكنائس إلى المقابر، والخروج من حالة النفاق المخزي والصمت عن جرائم الاحتلال في فلسطين».
وشدد الهباش على أن «الصمت عن الجرائم يشجع الإرهاب الإسرائيلي للاستمرار في عدوانه على شعبنا الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية».
واكتفت الشرطة الإسرائيلية بالقول إن عناصرها وصلوا إلى مكان الحادث «بعد تلقي بلاغ بالتخريب»، وأنها بدأت بالتحقيق... وأظهرت الصور التي وزعتها شواهد قبور مهدمة وأعمال بناء محطمة.
يذكر أن حوادث عدة جرت في السنوات الأخيرة، تمثلت في الاعتداء والتخريب في المواقع المسيحية بجميع أنحاء البلاد؛ بما في ذلك كتابات كراهية وحرق متعمد، يلقي مسؤولو الكنيسة باللوم فيها على المتطرفين اليهود.
ووفق تقرير توثيقي لـ«اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين»؛ فقد جرت 73 عملية اعتداء كبيرة على المقدسات والرموز المسيحية في القدس وحدها، خلال سنوات الاحتلال الإسرائيلي منذ سنة 1967؛ بينها محاولات لإحراق «كنيسة القيامة» وكنائس عدة أخرى، والاعتداء الجسدي على البطريرك الأسبق للروم الأرثوذكس ثيوذوروس، والبطريرك ايرنيوس الذي خلفه.
وفي سنة 1998؛ قتل جنود إسرائيليون الراهب اللاتيني في «كنيسة الشياح» الواقعة في جبل الزيتون بالقدس. وفي سنة 2001؛ قتلوا الأرشمنديت جرمانوس وهو يقود سيارته مقابل مستوطنة «معاليه أدوميم» على طريق القدس - أريحا.
ولم يدخل في التقرير رصد الاعتداءات التي تقع بشكل شبه يومي على رجال دين مسيحيين، وراهبات، بالسباب والشتائم والبصق... وغيرها.
مستوطنون يحطمون شواهد 30 قبراً في القدس
الاستهداف الـ74 للمقدسات المسيحية منذ سنة 1967
مستوطنون يحطمون شواهد 30 قبراً في القدس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة