«تحرير الشام» تتوعد النظام السوري... وتحذّر من التطبيع معه

الجولاني يعتبر تقارب أنقرة مع دمشق «انحرافاً خطيراً يمس أهداف الثورة»

مقاتل من «هيئة تحرير الشام» خلال تدريبات في ريف إدلب يوم 8 نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
مقاتل من «هيئة تحرير الشام» خلال تدريبات في ريف إدلب يوم 8 نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

«تحرير الشام» تتوعد النظام السوري... وتحذّر من التطبيع معه

مقاتل من «هيئة تحرير الشام» خلال تدريبات في ريف إدلب يوم 8 نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
مقاتل من «هيئة تحرير الشام» خلال تدريبات في ريف إدلب يوم 8 نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)

على ضوء الانعطافة السياسية التركية المفاجئة تجاه النظام السوري، وخطوات التقارب والتطبيع معه، بعد قطيعة استمرت 11 عاماً، عقد أبو محمد الجولاني، زعيم «هيئة تحرير الشام»، صاحبة النفوذ العسكري الأكبر في شمال غربي سوريا، اجتماعاً، مساء أول من أمس الاثنين، مع عدد من النشطاء والسياسيين المعارضين، في مدينة إدلب، تحدث فيه عن التقارب التركي مع النظام السوري، معلناً رفضه له واعتبره «انحرافاً خطيراً يمس أهداف الثورة السورية».
وقال الجولاني في الاجتماع: «نرى استحالة تنفيذ المسار السياسي (في إشارة إلى المسار الذي تقوده تركيا وروسيا باتجاه المصالحة بين المعارضة والنظام السوري)، فهو منطقياً سيضر بمن يريد إعادة تعويم نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، وسيكون سبباً لتدفق ملايين الناس باتجاه تركيا وأوروبا هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لو أراد أحد المصالحة مع النظام، فلن ينجح في ذلك، فالأرض لأهلها والكلمة لهم، وقد أعددنا العدة».
وتحدث عن عمل المؤسسات المدنية والإدارية في إدلب، قائلاً: «إن الإدارة المؤسساتية العاملة في المنطقة ليست مجرد مؤسسات تعمل دون أهداف، بل هي وسائل توفر للناس الخدمات وتقوم بالواجبات تجاههم، وإنها تتطور باستمرار، وبالمحصلة ستكون نموذجاً للحكم، وعندما ندخل حلب سيسهل علينا إدارتها. كما أنه يجري إنفاق 75 في المائة من الموارد على الإعداد العسكري والمجال الحربي، فهذا أمر متأصل في عقيدتنا وفي نفوسنا، وما نسيناه ولن ننساه، ولا نتحدث للاستهلاك الإعلامي».
وتابع: «نعد العدة العسكرية ونحصّن الجبهات، ونعد الخطط الهجومية وندرب القوات على أشكال وأنواع الحرب كافة، ولقد قمنا مؤخرا بإجراء مناورات حية في الميدان، واستطاعت القوات العسكرية اختراق صفوف العدو (قوات النظام على خطوط التماس) في مواضع عدة (...) كما قمنا باختبار قوة العدو، فالحرب خيارنا ولن تتوقف عن كونها كذلك في يوم من الأيام».
وخُتم اللقاء بكلمة للجولاني في تسجيل مصور أعلن فيه رفضه التقارب بين تركيا والنظام السوري، واعتبر المحادثات الثلاثية بين روسيا وتركيا وسوريا «انحرافاً خطيراً يمس أهداف الثورة السورية».
ولفت في التسجيل الذي بثته مؤسسة «أمجاد» التابعة لـ«هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً) إلى أن مساعي التطبيع مع دمشق هي مكافأة «للنظام السوري» على انتهاكات كثيرة بحق السوريين، مشدداً على رفضهم الوقوف إلى جانب من وصفهم بـ«القتلة».
وقال إن «الشعب السوري اختار طريقة لعيش حياته بعزة وكرامة».
وأشار إلى أن معركتهم ليست معركة سياسية من أجل المناصب وليست حرباً أهلية، بل هي معركة بين «الحق والباطل». وحذّر من أن «كل من يعادي هذه المعركة سيخسر، ومصيره الهلاك»، متحدثاً عن «إعداد العدة لأيام عظيمة مقبلة». وشدد على مواصلة العمل «حتى الوصول إلى دمشق» وإسقاط «النظام».
ووجه الجولاني كلامه إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد، قائلاً: «لا تفرح بما يجري، فإن ما مضى أكثر بكثير مما بقي، فقد اقتربت ساعتك».

تحرك ضد المصالحة

وفي سياق ردود الفعل، يشهد عديد من المناطق في شمال غربي سوريا، منذ يوم الجمعة الماضي، مظاهرات شعبية ووقفات وفعاليات للتنديد بتغيّر الموقف السياسي التركي تجاه النظام، وسعي الحكومة التركية إلى المصالحة بين المعارضة السورية والنظام في دمشق.
وأقام «مجلس القبائل والعشائر السورية»، الأحد، فعالية على مدرج «حديقة التحرير» في مدينة إدلب بعنوان «حفظاً للتضحيات ورفضاً للمصالحات»، أكد فيها ممثلون لعشائر وقبائل تمسكهم بأهداف وثوابت الثورة، والمطالبة بإسقاط النظام.
وفي ظل دعوات من تركيا لمصالحة النظام السوري، وإيجاد حل سياسي بين المعارضة والنظام، وإعادة اللاجئين السوريين في تركيا إلى ديارهم، حذرت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» المواطنين، من التوجه إلى مناطق سيطرة النظام السوري، بعد توثيقها وفاة أحد المواطنين من مدينة عفرين تحت التعذيب بعد اعتقاله لدى فرع المخابرات الجوية التابع للنظام، بعدما ذهب من عفرين إلى مدينة حلب لتلقي العلاج من داء السكري المزمن، في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2022.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.