مصر لرصد إنفلونزا الطيور عبر «مالك الحزين» المهاجر

الباحثون طالبوا بتشديد الرقابة على مساراته

طائر مالك الحزين الأرجواني (shutterstock)
طائر مالك الحزين الأرجواني (shutterstock)
TT

مصر لرصد إنفلونزا الطيور عبر «مالك الحزين» المهاجر

طائر مالك الحزين الأرجواني (shutterstock)
طائر مالك الحزين الأرجواني (shutterstock)

عثر فريق من قسم الفيروسات في المركز القومي للبحوث بمصر، على فيروس إنفلونزا الطيور شديد الإمراض (H5N5)، في عينات من طائر مالك الحزين الأرجواني.
و«مالك الحزين» من أشهر الطيور المهاجرة التي تستقبلها الأراضي المصرية سنوياً، وهو يبدأ موسم هجرته من أوروبا إلى أفريقيا، مع نهاية أغسطس (آب)، ويستمر حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، ثم يعود من أفريقيا إلى أوروبا في مارس (آذار) وأبريل (نيسان). وفي كلتا الرحلتين اللتين يقطع خلالهما آلاف الكيلومترات، تُعَدُّ الأراضي المصرية من محطات الاستراحة الرئيسية له، ويمضي فيها يوماً أو اثنين لتناول الطعام والماء، حتى يستطيع استئناف الرحلة.
ومنذ عام 2006، مع تسبب إحدى سلالات الفيروس الذي دخل مصر عبر الطيور المهاجرة، في نفوق ملايين الطيور، ينفذ المركز القومي للبحوث رصداً مستمراً للسلالات المختلفة من الفيروس في الطيور المهاجرة؛ للتنبيه لاحتمالات انتقال الفيروس إلى داخل الأراضي المصرية عبر هذه الطيور.
وخلال فحص أُجري أخيراً للطيور المهاجرة، وتم إعلان نتيجته في عدد شهر يناير (كانون الثاني) الحالي من مجلة «مايكروبيال باثوجينسيس»، أعلن الفريق البحثي العثور على سلالة «H5N5» الخطيرة في طائر «مالك الحزين».
ووفق الدراسة، فإن فيروس «H5N5» المعزول من الطائر، الذي لم تظهر عليه أعراض المرض، يتشابه من الناحية الوراثية مع النوع الفرعي نفسه الذي تم اكتشافه في أقصى شرق روسيا ودول أوروبية عدة.
وأظهرت الدراسة أن الفيروس يرتبط بشكل تفضيلي بمستقبِلات شبيهة بالطيور، بدلاً من المستقبِلات الشبيهة بالبشر. وأظهرت التجارب المعملية أنه تسبب في وفاة الدجاج والفئران بنسبة 100 في المائة و60 في المائة على التوالي.
ويأتي هذا الاكتشاف، بالتزامن مع إعلان السلطات الصحية الأوروبية الشهر الماضي، أن القارة تشهد منذ أكثر من عام موجة «إنفلونزا طيور هي الأكثر تدميراً» في تاريخها، أدت إلى إعدام نحو 50 مليوناً من الطيور الداجنة في المزارع التي طالها الفيروس.
ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، فإن 37 دولة أوروبية تأثرت بالفيروس بين أكتوبر (تشرين الأول) 2021 وسبتمبر (أيلول) 2022، وتم اكتشاف ما يقرب من 2500 بؤرة تفشٍ في مزارع القارة، وفق تقرير صادر عن الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية، والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، والمختبر المرجعي للاتحاد الأوروبي.
ويقول رابح الشيشيني، أستاذ مساعد الفيروسات بالمركز القومي للبحوث، الباحث المشارك بالدراسة المصرية لـ«الشرق الأوسط»: «من أجل منع انتشار بؤر للفيروس في مصر تنشرها الطيور المهاجرة، يجب الاهتمام بمراقبة مسارات هجرة الطيور، والحصول على عينات منتظمة من تلك الطيور، لأن في انتشار الوباء تهديداً لصناعة الدواجن من ناحية، وتهديداً لصحة البشر من ناحية أخرى». ويضيف: «لم يرتبط الفيروس الذي عزلناه بمستقبِلات بشرية، لكن إمكانية تحوّره بما يؤدي لحدوث هذا الخطر، تظل احتمالاً قائماً».


مقالات ذات صلة

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

يوميات الشرق ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لقاح فيروس الورم الحليمي البشري يخفض وفيات سرطان عنق الرحم (جامعة ساوث كارولاينا)

لقاح يخفض وفيات سرطان عنق الرحم

أفادت دراسة أميركية بأن وفيات سرطان عنق الرحم بين الشابات تحت سن 25 في الولايات المتحدة شهدت انخفاضاً ملحوظاً بعد تلقيهن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق طائر آكيكي يستوطن جزيرة كاواي في هاواي (جامعة يوتا)

لهذه الأسباب اختفى 216 نوعاً من الطيور

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة يوتا الأميركية عن السّمات البيئية والجغرافية التي جعلت بعض الطيور أكثر عرضة للانقراض منذ عام 1500.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الربو مرضٌ مزمنٌ يُصيب الجهاز التنفسي (جمعية القلب الأميركية)

أول علاج للربو يثبت فعاليته منذ نصف قرن

أفادت دراسة بريطانية بأن حقنة من دواء «بينراليزوماب» يمكن أن تُحدث تحولاً في علاج النوبات الحادة من الربو، خصوصاً الناتجة عن مرض الانسداد الرئوي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق صورة تعبيرية لديناصورين في  بداية العصر الجوراسي (أ.ب)

أمعاء الديناصورات تكشف كيفية هيمنتها على عالم الحيوانات

أظهرت دراسة حديثة أن عيَّنات من البراز والقيء وبقايا أطعمة متحجرة في أمعاء الديناصورات توفّر مؤشرات إلى كيفية هيمنة الديناصورات على عالم الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».