تركيا: زيادة العجز التجاري في 2022 بنسبة 138.4 %

«المركزي» سيسعى لتعزيز حصة الودائع بالليرة

عامل يجر عربة يد محملة ببضائع في مدينة ديار بكر التركية (أ.ف.ب)
عامل يجر عربة يد محملة ببضائع في مدينة ديار بكر التركية (أ.ف.ب)
TT

تركيا: زيادة العجز التجاري في 2022 بنسبة 138.4 %

عامل يجر عربة يد محملة ببضائع في مدينة ديار بكر التركية (أ.ف.ب)
عامل يجر عربة يد محملة ببضائع في مدينة ديار بكر التركية (أ.ف.ب)

في حين قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن حكومته تهدف إلى وضع تركيا في مصاف الدول العشر الأولى الأكثر تصديراً في العالم، كشفت بيانات رسمية عن زيادة العجز التجاري للبلاد بنسبة 138.4 في المائة في مجمل 2022 مقارنة مع العام السابق عليه.
وأعلنت وزارة التجارة التركية، في بيان الاثنين، أن العجز التجاري للبلاد زاد في 2022 إلى 110.19 مليار دولار، حيث زادت الصادرات بنسبة 12.9 في المائة إلى 254.2 مليار دولار، بينما قفزت الواردات بنسبة 34.3 في المائة إلى 364.4 مليار دولار.
ووفق البيان؛ سجل العجز التجاري في ديسمبر (كانون الأول) الماضي 52 في المائة، مقارنة بالعام السابق ليرتفع إلى 10.381 مليار دولار، مع زيادة الصادرات 3.1 في المائة إلى 22.92 مليار دولار، وارتفاع الواردات 14.6 في المائة إلى 33.30 مليار دولار.
وقال إردوغان، خلال مشاركته في فعالية نظمها «مجلس المصدرين الأتراك»، في إسطنبول الاثنين، للإعلان عن أرقام التجارة الخارجية، إن الصادرات التركية زادت 7 أضعاف مقارنة مع أرقام عام 2002، وإن الاقتصاد التركي سجل نمواً بلغ 6.2 في المائة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2022. وأضاف أن حكومته تهدف إلى جعل تركيا في مصاف الدول العشر الأولى الأكثر تصديراً في العالم، مشيراً إلى أن صادرات البلاد وصلت، خلال العام الماضي، إلى أسواق 197 دولة ومنطقة حول العالم.
وتابع إردوغان أن الصادرات التركية واصلت نموها خلال العام الماضي، رغم العوائق الناجمة عن جائحة «كورونا» والحرب الروسية الأوكرانية، قائلاً: «استطعنا أن نحول الأزمات إلى فرص لزيادة صادراتنا وتحقيق نمو كبير في اقتصادنا، وللمرة الأولى؛ تجاوزت حصة بلادنا من صادرات العالم واحداً في المائة».
وقال الرئيس التركي إنه «في الوقت الذي يعاني فيه العالم صعوبات سياسية واقتصادية خطيرة، لم يكن من السهل مواصلة الاستثمارات وزيادة فرص العمل إلى 31.5 مليون، وزيادة الصادرات وتحقيق قيمة مضافة». وأشار إلى أن أكثر من 9 آلاف و700 شركة جديدة انضمت إلى شركات التصدير في تركيا خلال الفترة الممتدة من 1 يناير (كانون الثاني) إلى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2022.
وذكر أن الصادرات التركية إلى الاتحاد الأوروبي زادت بنسبة 12 في المائة، وأن فائض التجارة مع دول الاتحاد تجاوز 10 مليارات دولار في 2022، وأن الصادرات التركية إلى دول الشرق الأدنى والشرق الأوسط زادت بنسبة 19.3 في المائة، وإلى دول أميركا الشمالية 17.1 في المائة، وإلى البلدان الأوروبية خارج الاتحاد 16 في المائة، وإلى منطقة شمال أفريقيا 9.8 في المائة.
وأضاف إردوغان أن صادرات قطاع الخدمات حققت خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي عائدات وصلت إلى 76.4 مليار دولار، و«بفضل النجاح الكبير الذي حققناه في تصدير السلع والخدمات، أنشأنا اقتصاداً تصديرياً قوياً وصل إلى 350 مليار دولار». وتابع أن حكومته حددت هدفاً هو وصول صادرات الخدمات الصحية وقطاع تكنولوجيا المعلومات إلى 10 مليارات دولار في 2023.
من ناحية أخرى؛ كشف «البنك المركزي التركي» عن أن الهدف الرئيسي في 2023 سيكون تعزيز حصة الودائع بالليرة في النظام المصرفي عبر سياسات تهدف إلى تنويع المدخرات بعيداً من العملات الأجنبية؛ مثل الدولار.
وقال «المركزي التركي»، في بيان حول سياساته الجديدة لعام 2023، إن «أولويتنا القصوى ستكون توسيع استخدام الليرة التركية من خلال زيادة حصتها في الودائع المصرفية إلى 60 في المائة خلال النصف الأول من العام، بدلاً من نحو 35 في المائة عام 2022». وأشار إلى أن «المعدل الحالي يبلغ 55 في المائة، وأنه قام خلال الشهرين الماضيين بمكافأة البنوك التي تجاوزت مستوى 50 في المائة بالتخلي عن بعض العمولات المفروضة عليها».
وأوضح خبراء أن السياسة النقدية واستراتيجية الليرة لعام 2023 تشير إلى أن المنظمين سيتبعون مزيجاً من السياسات يشجع السكان على الادخار بالليرة والبنوك على الاحتفاظ بالسندات الحكومية طويلة الأجل المقومة بالعملة المحلية. ووفق ما لاحظت وكالة «بلومبرغ»، سمح هذا الإطار لـ«البنك المركزي» بتخفيض تكاليف الاقتراض على الرغم من التضخم المتفشي، في حين حذر المقرضون التجاريون من المخاطر على رؤوس أموالهم من الدين الحكومي منخفض العائد الذي يتعين عليهم الاحتفاظ به.


مقالات ذات صلة

«المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

شؤون إقليمية «المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

«المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

قال محافظ «البنك المركزي التركي»، شهاب قافجي أوغلو، أمس (الخميس)، إن المؤسسة أبقت على توقعاتها للتضخم عند 22.3 في المائة لعام 2023، وهو ما يقل عن نصف النسبة بحسب توقعات السوق، رغم انخفاض التضخم بمعدل أبطأ مما كان البنك يتوقعه. وأثارت التخفيضات غير التقليدية في أسعار الفائدة التي طبقها الرئيس رجب طيب إردوغان أزمة عملة في أواخر عام 2021، ليصل التضخم إلى أعلى مستوى له في 24 عاماً، عند 85.51 في المائة، العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية انخفاض معدل التضخم في تركيا للشهر السادس على التوالي

انخفاض معدل التضخم في تركيا للشهر السادس على التوالي

انخفض معدل التضخّم في تركيا مجدداً في أبريل (نيسان) للشهر السادس على التوالي ليصل الى 43,68% خلال سنة، قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في البلاد.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية الليرة التركية في أدنى مستوياتها مع اقتراب الانتخابات

الليرة التركية في أدنى مستوياتها مع اقتراب الانتخابات

تراجعت الليرة التركيّة إلى أدنى مستوى لها، مقابل الدولار، أمس الثلاثاء، مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن نتائج الانتخابات الرئاسيّة والتشريعيّة، في منتصف مايو (أيار)، والتي قد تؤدّي إلى أوّل تغيير سياسي منذ عشرين عاماً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وتراجعت العملة إلى 19.5996 ليرة للدولار الواحد، وهو أمر غير مسبوق، منذ اعتماد الليرة الجديدة في يناير (كانون الثاني) 2005. منذ الانخفاض المتسارع لقيمة العملة التركيّة في نهاية 2021، اتّخذت الحكومة تدابير لدعمها، على أثر تراجعها جرّاء التضخّم وخروج رؤوس الأموال. وقال مايك هاريس؛ من شركة «كريبستون ستراتيجيك ماكرو» الاستشاريّة، إنّ «ذلك قد فشل»، فع

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
العالم كليتشدار أوغلو أعلن برنامج أول 100 يوم... وإردوغان يتهم الغرب بالوقوف ضده

كليتشدار أوغلو أعلن برنامج أول 100 يوم... وإردوغان يتهم الغرب بالوقوف ضده

بينما أطلق مرشح المعارضة لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو برنامج الـ100 يوم الأولى بعد توليه الحكم عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 14 مايو (أيار) المقبل، أكد الرئيس رجب طيب إردوغان ثقته في الفوز بالرئاسة مجددا من الجولة الأولى، معتبرا أن الانتخابات ستكون رسالة للغرب «المتربص» بتركيا. وتضمن البرنامج، الذي نشره كليتشدار أوغلو في كتيب صدر اليوم (الخميس) بعنوان: «ما سنفعله في أول 100 يوم من الحكم»، أولويات مهامه التي لخصها في تلبية احتياجات منكوبي زلزالي 6 فبراير (شباط)، وتحسين أوضاع الموظفين والمزارعين وأصحاب المتاجر والشباب والنساء والمتقاعدين والأسر، متعهداً بإطلاق حرب ضد الفساد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
TT

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

تعهدت إيران بعدم «عرقلة» مهمة ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لتفتيش مواقعها النووية. وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، السبت، إن إيران لن تعرقل دخول ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى مواقعها وتفتيشها. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن إسلامي قوله: «لم ولن نضع أي عقبات أمام عمليات التفتيش والمراقبة التي تنفذها الوكالة (الدولية للطاقة الذرية)».

وأضاف: «نعمل في إطار الضمانات كما تعمل الوكالة وفقاً لضوابط، لا أكثر ولا أقل».

ووفقاً لتقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس الماضي، قبلت إيران تشديد الرقابة على منشأة فوردو النووية بعدما سرّعت طهران بشكل كبير من تخصيب اليورانيوم ليقترب من مستوى صنع الأسلحة. وقبل أيام ذكرت الوكالة أن إيران ضاعفت وتيرة تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمائة، أي قريباً من نسبة 90 بالمائة اللازمة لإنتاج أسلحة.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لـ«فوردو» الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.