فابيوس يفتح باب السباق الغربي لزيارة طهران.. ولندن تعتزم فتح سفارتها قبل نهاية العام

باريس تريد استعادة مواقعها الاقتصادية والتجارية في إيران وشركاتها تخطط للعودة السريعة إليها

فابيوس يفتح باب السباق الغربي لزيارة طهران.. ولندن تعتزم فتح سفارتها قبل نهاية العام
TT

فابيوس يفتح باب السباق الغربي لزيارة طهران.. ولندن تعتزم فتح سفارتها قبل نهاية العام

فابيوس يفتح باب السباق الغربي لزيارة طهران.. ولندن تعتزم فتح سفارتها قبل نهاية العام

بعد يوم واحد على التوصل إلى اتفاق فيينا حول البرنامج النووي الإيراني بين مجموعة الدول الست وطهران، فتح باب التسابق الغربي للوصول إلى العاصمة الإيرانية وخصوصا إلى أسواقها الواعدة.
وبعكس ما كان يتصوره الكثيرون، فإن قصب السبق حاز عليه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي أعلن أمس في مقابلة صحافية صباحية، أنه سيزور طهران بناء على دعوة «جديدة» تلقاها من نظيره محمد جواد ظريف أول من أمس.
وفيما لم يحدد الوزير الفرنسي تاريخا معينا للقيام بزيارته التي في حال حصولها ستكون الأولى من نوعها لمسؤول غربي من هذا المستوى، فإنه حرص على القول إنه سبق له أن رفض في الماضي دعوة مشابهة وإن التوصل إلى الاتفاق الأخير مع طهران هو ما يبرر مبادرته الجديدة.
في المقابل أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمام البرلمان أمس أنه يأمل في أن يعاد هذه السنة فتح سفارة لندن في طهران المغلقة منذ 2011، وقال هاموند «أتطلع لزيارة طهران للقيام بذلك».
وقال: «هناك مسائل تقنية لا يزال يجب حلها» لكن «هناك رغبة فعلية في القيام بذلك وسأعمل بشكل مباشر مع نظيري الإيراني لإزالة هذه العراقيل في الأشهر المقبلة». وقال هاموند «إن إعادة إشراك إيران في القضايا الإقليمية بشكل عقلاني ومنطقي ستأتي بفوائد كبرى». وتعرضت السفارة البريطانية في طهران للنهب والتخريب في 2011 من قبل متظاهرين كانوا يحتجون على الإعلان عن عقوبات جديدة من لندن ضد إيران، بسبب برنامجها النووي. وردا على ذلك، أغلقت السفارة الإيرانية في لندن. وكانت مساعي إعادة العلاقات بين البلدين بدأت بعد انتخاب الرئيس المعتدل حسن روحاني في يونيو (حزيران) أما مفاجأة فابيوس فإن سببها الأول هو أن باريس كانت الطرف الأكثر تشددا في التعامل مع الملف النووي من خلال فرضها ثلاثة شروط متصلة وهي التحجيم الجدي للبرنامج النووي الإيراني وتمسكها بالشفافية المطلقة من جانب طهران بما في ذلك تمكين الوكالة الدولية للطاقة النووية من تفتيش «كافة المواقع» بما في ذلك العسكرية وأخيرا إقرار مبدأ العودة إلى العقوبات في حال لم تف طهران بالتزاماتها. وبحسب الوزير فابيوس ولكن أيضا وفق ما قاله الرئيس هولاند يوم الثلاثاء، فإن فرنسا «نجحت» في تضمين الاتفاق مطالبها الثلاثة. وأمس، أقر البرلمان الفرنسي الاتفاق من غير صعوبة تذكر وينتظر أن يعمد الاتحاد الأوروبي إلى إقراره بدوره في الأيام القليلة القادمة.
في المقابلة الصحافية المذكورة، أعلن فابيوس أنه قال لظريف إنه سيذهب إلى إيران و«لذا سأذهب إلى إيران».
ليس سرا أن الوزير الفرنسي هو صاحب مبدأ «الدبلوماسية الاقتصادية» التي تعني وضع قدرات الدولة وسياستها ودبلوماسيتها في خدمة مؤسساتها وشركاتها لعقد شراكات اقتصادية والحصول على عقود وزيادة المبادلات التجارية وكل ذلك مسخر لخدمة الاقتصاد الفرنسي الذي بدأ بالتعافي مع توقع نسبة نمو من نحو 1.5 في المائة للعام الجاري.
وعندما يسأل الفرنسيون، مسؤولين وغير مسؤولين عن سبب «الاستعجال» في الانفتاح على إيران فإن جوابهم يأتي قاطعا: نحن تأخرنا والأميركيون سبقونا إلى طهران. فضلا عن ذلك، فإن بعض المعارضة الفرنسية ورجال المال والأعمال كانوا ينتقدون الرئيس هولاند والحكومة الفرنسية لأنها «وضعت كل البيض في سلة واحدة» هي سلة مجلس التعاون الخليجي والمملكة السعودية على وجه الخصوص.
ومأخذهم أن المواقف السياسية من شأنها الإضرار «مستقبلا» بالشركات الفرنسية التي سترغب في الوصول إلى السوق الإيرانية والاستفادة مما تقدمه من فرص واعدة صناعيا وتجاريا واستثماريا ناهيك عن العودة القطاع النفط والغاز الإيرانيين حيث تمثل إيران ثالث احتياطي عالمي في النفط وثاني احتياطي في الغاز.
في الأسابيع والأشهر الأخيرة، كان المسؤولون الفرنسيون يدأبون على انتقاد إيران بسبب سياستها الإقليمية التي تتسبب في الكثير من التوترات في المنطقة ومنها توفير الدعم المطلق للرئيس السوري بشار الأسد ونظامه ووقوفها وراء حزب الله اللبناني وتحريكها الحوثيين في اليمن والمس باستقرار وأمن الخليج. ولذا، فإن مصادر دبلوماسية عربية وأجنبية في العاصمة الفرنسية تحدثت إليها «الشرق الأوسط» تتساءل عما إذا كانت باريس «ستتناسى» هذه الانتقادات وستسعى إلى «طمس» مواقفها «النووية» المتشددة طمعا بالعقود البراقة أم أنها ستوظف «الانفتاح» الجديد على طهران من أجل حملها على التزام مواقف أكثر اعتدالا و«تجنيدها» للعب دور إيجابي من شأنه «تبريد» النزاعات المستفحلة والتهيئة لحلول سياسية مقبولة؟
خلال المقابلة التقليدية التي يجريها كل عام بمناسبة العيد الوطني الفرنسي، كان لافتا أن الرئيس هولاند طلب من طهران بشكل شبه مباشر مساعدتها من أجل إيجاد حل للحرب في سوريا. ويبدو أن الرهان الفرنسي، وفق أحد الدبلوماسيين الغربيين، يقوم على اعتبار أن إعادة إدخال إيران في الدورة الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية الدولية ووضعها مجددا على خريطة الاستثمارات العالمية من شأنه دفعها إلى انتهاج أسلوب «معتدل» وليس الاستمرار في «تأجيج النزاعات أو افتعالها».
وخلال الأشهر الماضية، قام مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو بعدة زيارات إلى طهران للبحث في الملف اللبناني بشكل أساسي وأيضا الملف السوري. لكن جهوده لم تفض إلى أي نتيجة ملموسة رغم «الإشارات» التي أرسلها الطرف الإيراني حول الحاجة إلى «تحصين» لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية. أما بشأن الرئيس الأسد، فإن دبلوماسيين فرنسيين يؤكدون أن أي «إشارة» لم تصدر عن طهران لجهة خفض الدعم للأسد ونظامه وأنهم لا يتوقعون تغييرا بهذا الشأن أقله على المدى القريب.
واضح من استعجال الوزير الفرنسي في التوجه إلى طهران ولكن أيضا من كلمة الرئيس الأميركي أول من أمس أن الغربيين يراهنون على التعاون مع إيران لما بعد الاتفاق وليس على التصادم معها وفق إحدى الفرضيات التي كانت تقول إن الغرب «سيتحرر من أي قيود للتعامل المتشدد مع إيران حال التوقيع على الاتفاق النووي». وفي الكفة المقابلة للفرضية الأخيرة، ردد الغربيون أن التفاوض مع طهران محصور فقط بالملف النووي ولا خلط بينه وبين الملفات الإقليمية الساخنة «حتى لا يفتح الباب أمام طهران للمزايدة أو الابتزاز». أما الآن وقد تم تجاوز الملف النووي، فإن سؤالين يطرحان بقوة: الأول، هل يعني التوصل إلى اتفاق من جهة ورغبة الغرب، من جهة أخرى، بالتعاون مع طهران وليس الاصطدام بها أنه «سيغض الطرف» عن السياسات الإيرانية الإقليمية التي كان ينتقدها على الدوام وبشدة؟ والثاني، هل ستعمد طهران إلى ملاقاة الغرب في منتصف الطريق أم أن «الانتصار» الذي تقول وسائل إعلامها إنها حققته من خلال الاتفاق النووي سيدفعها إلى مزيد من التدخل والتشدد واستخدام الموارد المالية التي سيفرج عنها من أجل زيادة تدخلها؟
لا أجوبة حتى الآن. لكن الثابت أن الشركات الغربية ومنها الفرنسية «مستعجلة» للعودة إلى إيران وعلى رأسها شركات كبرى مثل «توتال» النفطية و«أنجي» (شركة غاز فرنسا سابقا) و«ألستوم» (قطارات، مترو...) و«رينو» و«بيجو» (سيارات) و«دانون» (مأكولات ومشتقات الحليب) وغيرها من الشركات الكبرى تريد ألا يفوتها القطار وتسرع الخطى لاستعادة مواقعها السابقة في هذا البلد المتشكل من نحو ثمانين مليون نسمة وحيث حاجاته الاستثمارية والصناعية والتجارية كبيرة للغاية. ولذا، فإن الوزير فابيوس سيكون على الأرجح من أوائل الواصلين.



من الأحكام العرفية إلى عزل الرئيس... ماذا حدث في كوريا الجنوبية خلال 11 يوماً؟

امرأة تحمل لافتة كُتب عليها «يجب على يون سوك يول التنحي» خلال وقفة احتجاجية ضد رئيس كوريا الجنوبية في سيول (أ.ف.ب)
امرأة تحمل لافتة كُتب عليها «يجب على يون سوك يول التنحي» خلال وقفة احتجاجية ضد رئيس كوريا الجنوبية في سيول (أ.ف.ب)
TT

من الأحكام العرفية إلى عزل الرئيس... ماذا حدث في كوريا الجنوبية خلال 11 يوماً؟

امرأة تحمل لافتة كُتب عليها «يجب على يون سوك يول التنحي» خلال وقفة احتجاجية ضد رئيس كوريا الجنوبية في سيول (أ.ف.ب)
امرأة تحمل لافتة كُتب عليها «يجب على يون سوك يول التنحي» خلال وقفة احتجاجية ضد رئيس كوريا الجنوبية في سيول (أ.ف.ب)

أحدث رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول (63 عاماً) صدمةً في بلاده، عندما أعلن فرض الأحكام العرفية ليل الثالث إلى الرابع من ديسمبر (كانون الأول)، وأرسل الجيش إلى البرلمان لمنع النواب من الاجتماع هناك.

وعَدّ مراقبون أن الرئيس يون ربما يكون قد حسم مصيره السياسي في ذلك اليوم عندما أعلن الأحكام العرفية، الأمر الذي أثار غضب الرأي العام. والسبت، أقرّ البرلمان في كوريا الجنوبية مذكرةً لعزل يول، على خلفية محاولته الفاشلة.

حتى قبل فرض يون الأحكام العرفية لفترة وجيزة، كانت سلسلة من الفضائح والقرارات غير الشعبية منذ توليه منصبه سبباً في انخفاض معدلات التأييد له إلى أدنى مستوياتها في تاريخ كوريا الجنوبية، وأعلن يون عن خطة مثيرة للجدل لنقل وزارة الدفاع حتى يتمكن مكتبه من الانتقال إلى مجمعها، بتكلفة على دافعي الضرائب بلغت نحو 41 مليون دولار، وفق صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.

رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول يلقي خطاباً إلى الأمة في مقر إقامته الرسمي في سيول 14 ديسمبر 2024 (رويترز)

3 ديسمبر

في إعلان مفاجئ في الساعة 10:29 مساء (بالتوقيت المحلي)، قال الرئيس يون في كلمة بثها التلفزيون الوطني إنه يعلن الأحكام العرفية، قائلاً: «إن البرلمان الذي تُسيطر عليه المعارضة أصبح (وكراً للمجرمين)، ما أدى إلى شل شؤون الحكومة».

وتعهّد يون بـ«القضاء» على منافسيه السياسيين، ووصفهم بأنهم متعاطفون مع كوريا الشمالية، و«قوى معادية للدولة» مسؤولة عن «إحداث الفوضى، وهم الجناة الرئيسون في سقوط أمتنا»، وهو لا يدعم ادعاءاته بأدلة مباشرة.

ولم يُقدم يون أي دليل مباشر عندما أثار شبح كوريا الشمالية بوصفها قوة مزعزعة للاستقرار. ولطالما أكد يون أن الخط الصارم ضد الشمال هو الطريق الوحيد لمنع بيونغ يانغ من تنفيذ تهديداتها النووية ضد سيول.

وردّاً على ذلك، دعا حزب المعارضة الرئيس، الحزب الديمقراطي، إلى اجتماع طارئ.

وفي حين بدأ المشرعون التدافع إلى الجمعية الوطنية، أصدرت قيادة الأحكام العرفية العسكرية بياناً يعلن عن سلطات حكومية شاملة، بما في ذلك تعليق أنشطة الأحزاب السياسية والتجمعات السياسية الأخرى التي قد تُسبب «ارتباكاً اجتماعياً»، والسيطرة على وسائل الإعلام والمنشورات. وذكرت أن أي شخص ينتهك المرسوم يمكن اعتقاله دون مذكرة.

وحاصر المئات من القوات المسلحة الجمعية، على ما يبدو، لمنع المشرعين من التجمع للتصويت على إعلان الأحكام العرفية. وبث زعيم الحزب الديمقراطي، لي جاي ميونغ، رحلته مباشرةً من سيارة، وتوسّل للناس التجمع في البرلمان لمساعدة المشرعين على الدخول.

زعيم الحزب الديمقراطي يعود إلى مقعده بعد أن صوّت على مشروع قانون عزل رئيس الشرطة الوطنية ووزير العدل خلال جلسة عامة في الجمعية الوطنية بسيول (أ.ب)

4 ديسمبر

بعد 6 ساعات، تراجع يون عن الأحكام العرفية، وقال في خطاب عبر التلفزيون: «قبل قليل، كان هناك طلب من الجمعية الوطنية برفع حالة الطوارئ، قمنا بسحب الجيش الذي نشر لتطبيق عمليات الأحكام العرفية. سنقبل طلب الجمعية الوطنية ونرفع الأحكام العرفية» رسمياً بعد اجتماع لمجلس الوزراء يُعقد «بمجرد وصول الأعضاء».

وأثارت هذه الإجراءات الجدل تجاه الرئيس، الذي كافح من أجل تمرير أجندته، من خلال برلمان تُهيمن عليه المعارضة، في حين تورّط هو وزوجته في فضائح فساد، وفق تقرير لوكالة «أسوشييتد برس».

وبعد منتصف الليل بقليل، قال رئيس الجمعية الوطنية، وو وون شيك عبر قناته على «يوتيوب»، إن الجمعية سترد على إعلان يون الأحكام العرفية «بإجراء دستوري». كما تسلّق وو السياج، ووصل إلى القاعة الرئيسة للجمعية نحو الساعة 12:35 صباحاً. وحطّم بعض القوات الكورية الجنوبية النوافذ لدخول مبنى البرلمان، لكنهم فشلوا في الوصول إلى القاعة الرئيسة، وافتتح وو اجتماعاً في الساعة 12:47 صباحاً لإجراء تصويت على ما إذا كان سيجري رفع الأحكام العرفية.

5 ديسمبر

حلّ يون محل وزير دفاعه كيم يونغ هيون، وهو أحد المقربين منه، والذي يُعتقد أنه الشخص الذي أوصى الرئيس بإعلان الأحكام العرفية، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

ويقول هان دونغ هون، زعيم حزب يون، إنه سيعمل على سحب اقتراح العزل الذي تقوده المعارضة، على الرغم من انتقاده إعلان يون بوصفه «غير دستوري». ويقول هان إن هناك حاجة إلى «منع الضرر الذي قد يلحق بالمواطنين والمؤيدين نتيجة الفوضى غير المحضرة».

6 ديسمبر

في تراجع مفاجئ، أعرب هان عن دعمه لتعليق الصلاحيات الدستورية ليون، قائلاً إن الرئيس يُشكل «خطراً كبيراً من اتخاذ إجراءات متطرفة، مثل إعادة محاولة فرض الأحكام العرفية، الأمر الذي قد يُعرض جمهورية كوريا ومواطنيها لخطر كبير».

ويقول هان إنه تلقّى معلومات استخباراتية تُفيد بأن يون أمر قائد مكافحة التجسس في البلاد باعتقال واحتجاز سياسيين رئيسين بناءً على اتهامات بـ«أنشطة معادية للدولة» خلال الفترة القصيرة التي كانت الأحكام العرفية سارية فيها.

في مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس»، شكّك رئيس الجمعية الوطنية وو وزعيم المعارضة لي في لياقة يون العقلية للبقاء رئيساً، وتعهّد ببذل كل الجهود لعزل يون في أقرب وقت ممكن.

7 ديسمبر

واعتذر يون، وقال إنه لن يتهرّب من المسؤولية القانونية أو السياسية عن إعلان الأحكام العرفية. وأضاف إنه سيترك الأمر لحزبه لرسم مسار عبر الاضطرابات السياسية في البلاد، «بما في ذلك الأمور المتعلقة بفترة ولايتي».

ونجا يون من تصويت العزل الذي قاطعه معظم أعضاء الحزب الحاكم، ما أدى إلى حرمان الاقتراح من الأغلبية المطلوبة من الثلثين. وتعهّد الحزب الديمقراطي بإعداد طلب عزل جديد.

8 ديسمبر

اعتقل المدعون العامون وزير الدفاع السابق بسبب دوره المزعوم في التخطيط، وتنفيذ أمر يون بفرض الأحكام العرفية.

9 ديسمبر

منعت وزارة العدل في كوريا الجنوبية يون من السفر إلى الخارج، في حين توسع الشرطة والمدعون العامون ووكالة مكافحة الفساد في كوريا الجنوبية تحقيقاتها المتنافسة في مزاعم التمرد واتهامات أخرى فيما يتعلق بمرسوم الأحكام العرفية.

10 ديسمبر

أخبر كواك جونغ كيون، قائد قيادة الحرب الخاصة بالجيش، الذي أرسلت قواته إلى البرلمان بعد أن أعلن يون الأحكام العرفية، البرلمان أنه تلقّى تعليمات مباشرة من وزير الدفاع السابق كيم لمنع المشرعين من دخول الغرفة الرئيسة للجمعية الوطنية.

وقال إن تعليمات كيم كانت لمنع البرلمان المكون من 300 عضو من جمع 150 صوتاً ضرورياً لإلغاء أمر يون بفرض الأحكام العرفية.

حضر نواب من كوريا الجنوبية الجلسة العامة للتصويت على عزل الرئيس يون سوك يول في الجمعية الوطنية في سيول (أ.ب)

يقول كواك إن يون اتصل به لاحقاً بشكل مباشر، وطلب من القوات «تدمير الباب بسرعة، وسحب المشرعين الموجودين بالداخل». يقول كواك إنه لم ينفذ أوامر يون.

11 ديسمبر

تم إلقاء القبض رسمياً على كيم، وزير الدفاع السابق، بتهمة التواطؤ مع يون وآخرين في فرض الأحكام العرفية. وتقول وزارة العدل إن كيم مُنع من محاولة الانتحار قبل ساعات من إصدار محكمة سيول مذكرة اعتقاله.

وأرسلت الشرطة الكورية الجنوبية ضباطاً لتفتيش مكتب يون؛ بحثاً عن أدلة تتعلق بفرض الأحكام العرفية، لكن فريق أمن الرئيس الكوري الجنوبي منعهم من دخول المجمع.

واعتقلت الشرطة رئيس الشرطة الوطنية وكبير الضباط في سيول بسبب دورهما في فرض الأحكام العرفية التي أصدرها يون.

12 ديسمبر

دافع يون عن مرسوم الأحكام العرفية بوصفه عملاً من أعمال الحكم، وينفي اتهامات التمرد، وقال في خطاب بثه التلفزيون إن مرسومه كان ضرورياً «لإنقاذ البلاد» من أحزاب المعارضة «المناهضة للدولة»، وتعهد «بالقتال حتى النهاية» في مواجهة محاولات عزله.

وقدمت أحزاب المعارضة اقتراحاً جديداً لعزله للتصويت عليه في نهاية هذا الأسبوع. كما أقرّ البرلمان اقتراحات لعزل رئيس الشرطة الوطنية تشو جي هو ووزير العدل بارك سونغ جاي، وتعليقهما عن أداء واجباتهما الرسمية، بسبب أدوارهما المزعومة في فرض الأحكام العرفية.

14 ديسمبر

صوتت الجمعية الوطنية في كوريا الجنوبية بأغلبية 204 أصوات، مقابل 85 لصالح عزل يون. وامتنع 3 نواب عن التصويت، وأُبطلت 8 بطاقات تصويت، وفق النتيجة التي أعلنها رئيس البرلمان.

وقال زعيم الحزب الديمقراطي (قوة المعارضة الرئيسة) في البرلمان، بارك تشان داي: «إنّ إجراءات العزل اليوم تُمثّل انتصاراً عظيماً للشعب والديمقراطية».

وتجمّع آلاف المتظاهرين أمام مبنى الجمعية الوطنية بانتظار التصويت؛ حيث انفجروا فرحاً عندما أُعلنت النتيجة، وبذلك، عُلِّق عمل يون في انتظار قرار المحكمة الدستورية المصادقة على فصله في غضون 180 يوماً، ومن المقرّر أن يتولّى رئيس الوزراء هان دوك سو مهام منصبه موقتاً.

وإذا وافقت المحكمة الدستورية على عزله، يُصبح يون سوك يول ثاني رئيس يتمّ عزله في تاريخ كوريا الجنوبية، بعد بارك جون هاي عام 2017، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ولكن هناك أيضاً سابقة عزل الرئيس، روه مو هيون، في عام 2004 التي صوّت عليها البرلمان، ثمّ أبطلتها المحكمة الدستورية بعد شهرين.