(تحليل إخباري) هل توشك باكستان على شن عملية عسكرية ضد المتطرفين بمناطق القبائل؟

(تحليل إخباري) هل توشك باكستان على شن عملية عسكرية ضد المتطرفين بمناطق القبائل؟

المؤسسة العسكرية في انتظار أوامر ملاحقة عناصر «طالبان»
الاثنين - 10 جمادى الآخرة 1444 هـ - 02 يناير 2023 مـ رقم العدد [ 16106]
سيارة شرطة باكستانية خارج فندق ماريوت في العاصمة إسلام آباد بعد إنذار أمني بتهديد إرهابي (إ.ب.أ)

توحي مؤشرات متزايدة بأن الحكومة الباكستانية على وشك إصدار أوامر للجيش بشن عملية عسكرية كاملة ضد المسلحين في مناطق القبائل؟ وجرت مناقشة احتمالية تنفيذ عملية عسكرية في أحدث اجتماع للجنة الأمن الوطني بالشريط القبلي الأسبوع الماضي، عندما تلقى رئيس الوزراء معلومات بخصوص تجدد التهديد الصادر عن جماعة «طالبان الباكستانية».
خلال الاجتماع، أخبر رئيس أركان الجيش الجديد، عاصم منير، رئيس الوزراء شهباز شريف، بأن المؤسسة العسكرية في انتظار أوامره بملاحقة «طالبان الباكستانية». وقال: «نحن على أهبة الاستعداد لشن عملية عسكرية واسعة النطاق».
في سياق متصل، شهدت مدن ومناطق قبلية في باكستان تفاقماً في أعمال العنف خلال الأسابيع الأخيرة، في أعقاب قرار «طالبان الباكستانية» تعليق وقف إطلاق النار في مواجهة القوات الحكومية. وعقب هجوم انتحاري في إسلام آباد، وكذلك هجمات ضد قوات أمن بمناطق قبلية، عقدت عدد من الاجتماعات المدنية والعسكرية رفيعة المستوى في إسلام آباد، جرت خلالها مناقشة التهديدات الإرهابية.
من جهتها، نفذ الجيش الباكستاني عملية مكافحة تمرد داخل مناطق قبلية، حيث شنت وحدات عسكرية عمليات تعتمد على معلومات استخباراتية، ضد «طالبان الباكستانية» وكيانات تابعة لها. من ناحيتهم، عبر خبراء عسكريون عن اعتقادهم بأنه حتى إذا قررت الحكومة الباكستانية شن عملية واسعة النطاق ضد «طالبان الباكستانية»، فإن طبيعة مثل هذا العمل العسكري لن تحدث تغييراً كبيراً. ويرى خبراء أنه ليس ثمة احتمال أن تتمكن «طالبان الباكستانية» من السيطرة على أي منطقة داخل باكستان، مثلما اعتادت خلال الفترة بين عامي 2007 و2014، وقال خبير عسكري، «تخضع المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان لسيطرة قوية من جانب الجيش الباكستاني، في الوقت الذي لا تملك (طالبان الباكستانية) في صورتها الراهنة القدرة على الاستيلاء على هذه المنطقة والسيطرة عليها».
ويعتقد خبراء أن ما يتعين على المؤسسة العسكرية الباكستانية فعله الآن، اقتفاء أثر بقايا «طالبان الباكستانية» على نحو ذكي يعتمد بصورة أساسية على استخدام أصول استخباراتية.
والآن، توجد عملية انتشار عسكري ضخمة بالفعل بالمناطق القبلية، وبالتالي ليس ثمة حاجة لعملية نشر جديدة.
وفي تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط»، قال مسؤول بحكومة شريف، إن الحكومة تبذل قصارى جهدها لتوجيه قدر كافٍ من الموارد المالية لجعل المؤسسة العسكرية قادرة على تنفيذ عمليات عسكرية.
اليوم، تمر باكستان بواحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها، وبالتأكيد ستشكل الأزمة المالية المصاحبة لها عقبة أمام مضي الحكومة قدماً في تنفيذ عملية عسكرية. من ناحيته، ناقش وزير الخارجية بيلاوال بوتو، احتمالية شن عملية واسعة النطاق مع مسؤولين أميركيين بواشنطن، منذ أسبوعين.


Pakistan باكستان

اختيارات المحرر

فيديو