موجة انتهاكات حوثية ضد المساجد في 4 محافظات يمنية

شملت المداهمة والإغلاق وقطع المياه وتغيير الخطباء

مسجد في صعدة حوله انقلابيو اليمن إلى مكان لتلقين أفكارهم ذات الصبغة الطائفية (إعلام حوثي)
مسجد في صعدة حوله انقلابيو اليمن إلى مكان لتلقين أفكارهم ذات الصبغة الطائفية (إعلام حوثي)
TT

موجة انتهاكات حوثية ضد المساجد في 4 محافظات يمنية

مسجد في صعدة حوله انقلابيو اليمن إلى مكان لتلقين أفكارهم ذات الصبغة الطائفية (إعلام حوثي)
مسجد في صعدة حوله انقلابيو اليمن إلى مكان لتلقين أفكارهم ذات الصبغة الطائفية (إعلام حوثي)

شنت الميليشيات الحوثية في اليمن موجة جديدة من الانتهاكات الموجهة ضد عشرات المساجد في أربع محافظات، وبحسب مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» شملت التحركات الميليشياوية المداهمة والإغلاق وقطع المياه وفرض خطباء من الموالين للجماعة المدعومة من إيران.
وذكر سكان أن الميليشيات في العاصمة صنعاء قطعت المياه عن عدد من المساجد في أحياء مذبح والسنينة وشملان، مما أدى إلى إغلاقها في وجه المصلين منذ أيام.
وفي حادثة جديدة شهدتها محافظة صنعاء، أفاد مصدر محلي لـ«الشرق الأوسط»، بمداهمة وإغلاق مسلحين حوثيين خمسة مساجد في مديرية سنحان بذريعة عدم التزام الأهالي بالتقيد بأفكار وتعاليم ومعتقدات الجماعة الانقلابية.
وأشار المصدر إلى وضع الجماعة شروطاً عدة مقابل إعادة فتح المساجد منها فرض خطباء وأئمة موالين لها وترديد «الصرخة الخمينية»، عقب كل صلاة. وسبق ذلك، قيام عناصر حوثية مسلحة باقتحام وإغلاق مسجد «السنة» بمدينة رداع في محافظة البيضاء وطرد القائمين عليه مع الطلبة الذين قدموا إليه من مختلف المدن اليمنية.
وذكرت مصادر محلية في البيضاء أن المسلحين الذين قدموا لاقتحام المسجد كانوا برفقة ثلاث عربات حوثية عسكرية، وأنهم قاموا بفرض حراسة مشددة على المسجد الذي يعد ثاني أكبر مسجد يتبع الجماعة السلفية التي يقودها الشيخ محمد الإمام بعد مسجد معبر بمحافظة ذمار.
وعلى صعيد استمرار المساعي الانقلابية في تمزيق ما تبقى من النسيج الاجتماعي اليمني، أقدم مسلحو الجماعة على الاعتداء على إمام مسجد بمركز محافظة إب، بعد اعتراضه على تحويل المسجد إلى مكان لإحياء مختلف الفعاليات الحوثية الطائفية، بحسب مصادر محلية.
وعلى مدى سنوات الانقلاب الماضية، كشفت تقارير محلية وأخرى دولية عن آلاف الانتهاكات الحوثية بحق المساجد ودور العبادة في عديد من المناطق تحت سيطرة الجماعة، حيث تنوعت بين اقتحام مساجد ونهبها ومصادرة كل محتوياتها، وبين جرائم قتل وإصابة وخطف بحق القائمين عليها ومرتاديها بعد منعهم من أداء بعض شعائرهم.
وكان تقرير حقوقي حديث كشف عن ارتكاب الميليشيات الحوثية 3 آلاف انتهاك طالت دور العبادة والمساجد بمختلف المحافظات منذ ثماني سنوات.
وأفاد التقرير الصادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، بتوثيق 3370 واقعة انتهاكات طالت المساجد ودور العبادة في 14 محافظة يمنية ارتكبتها الجماعة خلال الفترة من 1 يناير (كانون الثاني) 2015 وحتى 30 أبريل (نيسان) 2022.
ووثقت الشبكة بتقريرها 109 حالات قتل لخطباء وأئمة المساجد، ومصلين، منها 62 حالة قتل نتيجة الإطلاق المباشر، و17 حالة نتيجة القصف العشوائي و19 حالة نتيجة استخدام القوة المفرطة والضرب، و11 نتيجة الطعن، و132 حالة إصابة جسدية.
ولفت التقرير إلى توثيق 376 حالة اختطاف من أئمة وخطباء المساجد والمصلين قامت بها جماعة الحوثي، و52 حالة تعذيب جسدي ونفسي للأئمة والخطباء وبعض العاملين في المساجد، منها 6 حالات تعذيب حتى الموت في معتقلات الجماعة، تصدرت محافظة صنعاء، وأمانة العاصمة القائمة من حيث الانتهاكات.
وكان باحثون وناشطون اتهموا الجماعة بارتكاب ما يزيد عن 738 انتهاكاً ضد دور العبادة والمصلين بمدن سيطرتها، ومن ذلك تدمير 73 مسجداً بشكل كلي وجزئي.
وتحدث المشاركون خلال ندوة نضمها ائتلاف حقوقي يمني أواخر أبريل (نيسان) الماضي عن امتهان الجماعة الحوثية لكل ما هو مقدس في اليمن، وتحويلها المساجد إلى ثكنات عسكرية لتخزين السلاح، مؤكدين أن قضية انتهاك المساجد تعد قضية يهتز لها كل المسلمين، وأن الشعب اليمني متسامح ومتعايش مع كل الأديان إلى أن جاءت الميليشيات ودمرت هذا التعايش والتسامح.
وأشاروا إلى الجماعة الحوثية جعلت الدين وسيلة للنهب، ولتكفير الناس وقتلهم وجعلت من المنابر وسيلة للتحشيد المذهبي وبث الكراهية.


مقالات ذات صلة

التزام بريطاني بدعم إصلاحات الحكومة اليمنية لمواجهة التحديات

المشرق العربي رئيس الوزراء اليمني ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (سبأ)

التزام بريطاني بدعم إصلاحات الحكومة اليمنية لمواجهة التحديات

أكدت المملكة المتحدة التزامها بدعم الحكومة اليمنية وجهودها الخاصة بعملية الإصلاح، بما في ذلك مواجهة التحديات المتعلقة بتقديم الخدمات وبما يحقق السلام والازدهار.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي وزير الدفاع اليمني الفريق ركن محسن الداعري (الشرق الأوسط)

وزير الدفاع اليمني: الحوثيون لن يتوقفوا حتى لو انتهت الحرب

استبعد وزير الدفاع اليمني، الفريق ركن محسن الداعري، أن تتوقف العمليات الحوثية ضد سفن الملاحة في البحرين الأحمر والعربي بمجرد توقف حرب غزة، متهماً الجماعة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص وزير الدفاع اليمني الفريق ركن محسن الداعري (الشرق الأوسط) play-circle 00:41

خاص وزير الدفاع اليمني: الهجمات الحوثية لن تتوقف حتى لو انتهت حرب غزة

حذَّر وزير الدفاع اليمني الفريق ركن محسن الداعري من خطورة الأوضاع في المنطقة واحتمال نشوب حرب إقليمية غير مسبوقة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي شركة «كمران» من كبريات الشركات الوطنية اليمنية بمساهمة مختلطة للقطاعين العام والخاص (إكس)

الحوثيون يستولون على كبرى شركات التبغ اليمنية

تسعى الجماعة الحوثية إلى السيطرة على كبرى شركات التبغ اليمنية، التي تعدّ من أهم مصادر إيرادات الدولة، وتحذر الحكومة اليمنية من تبعات إجراءات الجماعة على الشركة.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي اجتماع حوثي في صنعاء لما تسمى «اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات» (إعلام حوثي)

انقلابيو اليمن يضيفون «7 أكتوبر» إلى قائمة مناسباتهم الاحتفالية

أضافت الجماعة الحوثية ذكرى يوم السابع من أكتوبر 2023 إلى قائمة مناسباتها الاحتفالية التي تنفق عليها مليارات الريالات اليمنية سنوياً.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

«متحالفون» تدعو الأطراف السودانية لمعالجة مسألة حماية المدنيين

صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة سابقة من المفاوضات حول السودان في جنيف
صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة سابقة من المفاوضات حول السودان في جنيف
TT

«متحالفون» تدعو الأطراف السودانية لمعالجة مسألة حماية المدنيين

صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة سابقة من المفاوضات حول السودان في جنيف
صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة سابقة من المفاوضات حول السودان في جنيف

حثّت مجموعة «متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام بالسودان»، الثلاثاء، الأطراف السودانية على تحسين وتعزيز الوصول الإنساني إلى جميع أنحاء البلاد، ومعالجة مسألة حماية المدنيين، معبرةً عن تفاؤلها بزيارة الاتحاد الأفريقي إلى بورتسودان، وترقبها لمتابعة الالتزامات التي تم التعهد بها.

وعقدت المجموعة، التي تضم السعودية وأميركا وسويسرا والإمارات ومصر والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، يوم الجمعة الماضي، اجتماعاً افتراضياً لمناقشة تصعيد الصراع، وتدهور الوضع الإنساني بالسودان.

ودعا بيان صادر عنها، الثلاثاء، مجلس السيادة الانتقالي لتمديد اتفاق فتح معبر أدري الحدودي لتسليم المساعدات الإنسانية لأجل غير مسمى، مشيراً إلى مرور آلاف الأطنان من المساعدات عبره.

وشدّدت المجموعة على وجوب اتخاذ القوات المسلحة وقوات «الدعم السريع» خطوات لضمان سلامة وحماية العاملين بالمنظمات الصحية والإنسانية في الخطوط الأمامية، مع مطالبتهم بخفض الصراع والتصعيد، وتسهيل وقف الأعمال العدائية، بما يمكّن حرية الحركة.

وأشاد الأعضاء بالعمل الشجاع للمتطوعين المحليين وشبكات الاستجابة، منوّهين بترشيح غرفة الاستجابة السودانية الطارئة بالخطوط الأمامية لجائزة نوبل للسلام، التي تعد إشارة مهمة في ضوء عملهم الحاسم.

كما حثّوا الأطراف المتحاربة على تسهيل استخدام مطار كادوقلي للرحلات الإنسانية، التي تقوم بها الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والجهات الانسانية الفاعلة الأخرى، من جنوب السودان كبداية، فيما يتم حلّ المشكلات الفنية المتعلقة بالطيران من داخل البلاد.

ودعت المجموعة إلى إنشاء آلية لتجنب الصراع والتنبيه؛ بهدف ضمان سلامة وأمن الطائرات، والأفراد المشاركين في إدارة العمليات الجوية.