إسرائيل تطلق قمر تجسس جديداً إلى الفضاء

80 % من معلوماتها الاستخبارية من أقمارها الصناعية

TT

إسرائيل تطلق قمر تجسس جديداً إلى الفضاء

للمرة الستين خلال عام 2022، أطلقت شركة «سبيس إكس» (SpaceX)، التابعة لرجل الأعمال الأميركي، إيلون ماسك، قمراً صناعياً للتجسس، أمس (الجمعة)، إلى الفضاء، وكان هذه المرة إسرائيلي الصنع، يحمل اسم «إيروس C – 3».
ويهدف القمر، الذي تم الإعلان عن نجاح إطلاقه، إلى القيام بمهام التصوير لشركة «إيماجست إنترناشيونال» الإسرائيلية، التي تقدم الصور وخدمات الأقمار الصناعية التجارية والعسكرية. وقد عرضته إسرائيل بشكل تظاهري لغرض بيعه أو بيع منتوجه إلى «الدول الصديقة».
وحسب مصادر أجنبية، تنشر هذه الشركة صوراً لمنشآت نووية إيرانية، أو آثار دمار لمواقع في سوريا، تنسبها تقارير غربية لضربات إسرائيلية، أو تتابع تحركات طائرات تقوم بمهام سرية. وأوضحت الشركة أن «القمر أنتجته صناعة الطيران الإسرائيلية، وأنه متطور جداً ويُستخدم للمراقبة، بإمكانات تصوير مذهلة، ويوفر صوراً عالية الدقة».
وتؤكد هذه المصادر أن إسرائيل تعتمد بنسبة 80 في المائة من معلوماتها الاستخبارية على الأقمار الصناعية، وفقط 20 في المائة على الاستخبارات التقليدية.
ويعتبر «إيروس C – 3»، جزءاً من مجموعة أقمار تجسس تروج إسرائيل لبيعها بشكل خاص، بعدما أدى القتال في أوكرانيا والتوترات الجيوسياسية في جنوب شرقي آسيا والشرق الأوسط، إلى زيادة الطلب على خدمات الأقمار الصناعية، وذلك بوصفها أداة مهمة لجمع المعلومات الاستخبارية. وقبل نقله إلى الولايات المتحدة، كان القمر الصناعي يخضع لاختبارات نهائية في صناعة الطيران الإسرائيلية.
وأُطلق القمر الصناعي، بواسطة قاذفة «فالكون 9» التابعة لشركة «SpaceX»، ليكون بذلك آخر إطلاق، ورقمه ستون، الذي تطلقه الشركة، خلال عام 2022.
وحسب مصادر أمنية في تل أبيب، تحتل إسرائيل المرتبة التاسعة في نادي الدول الفضائية بعدما دخلت مجال الفضاء رسمياً عام 1988 بإطلاقها القمر الصناعي الإسرائيلي الأول «أوفك 1» من منصة إطلاق متحركة إسرائيلية.
وتُحيط إسرائيل أنشطتها الفضائية بهالةٍ من الغموض والسرية، وتُخضع الحديث عنها إلى قيودٍ أمنية صارمة، غير أن هناك من يرجع دخول إسرائيل إلى برامج الفضاء والأقمار الصناعية إلى قبل ذلك بكثير، إلى أواخر الخمسينات وأوائل الستينات بالتوازي مع بداية برنامجها النووي.
والمعروف أن إسرائيل بدأت فكرة إطلاق قمر صناعي عندما أطلق الاتحاد السوفياتي أول قمر إلى الفضاء في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1954. ففي حينه صرح رئيس الوزراء الأول، ديفيد بن غوريون، بأن هناك «أهمية بالغة للتفوق الإسرائيلي في مجال الفضاء»، فقام في عام 1960 بإنشاء اللجنة القومية لأبحاث الفضاء، وفي 5 يوليو (تموز) من عام 1961، أطلقت إسرائيل صاروخاً بدائياً يحمل بعض المعدات للأرصاد الجوية، ووصل إلى ارتفاع 80 كيلومتراً. وفي عام 1964 طلبت إسرائيل من الولايات المتحدة وفرنسا مساعدتها في إقامة محطة لرصد الأقمار الصناعية. وفي عام 1966 أنشأت معهد أبحاث الفضاء الذي أُتبع في عام 1983 بوكالة الفضاء الإسرائيلية، وحددت لها عدة مهام، مثل دعم الأبحاث النظرية، وتحقيق تعاون وثيق مع الهيئات الفضائية الأجنبية، فوقّعت اتفاقية مع الولايات المتحدة الأميركية للاشتراك في مبادرة الدفاع الاستراتيجي.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

تركيا تؤكد أن هدفها الاستراتيجي في سوريا هو القضاء على «الميليشيا الكردية»

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
TT

تركيا تؤكد أن هدفها الاستراتيجي في سوريا هو القضاء على «الميليشيا الكردية»

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، يوم أمس (الجمعة)، إن القضاء على الميليشيا الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة هو «الهدف الاستراتيجي» لبلاده، ودعا أعضاء الميليشيا إلى مغادرة سوريا أو إلقاء السلاح.

وفي مقابلة مع قناة «إن تي في» التركية، دعا فيدان أيضاً حكام سوريا الجدد -المعارضة المسلحة التي اجتاحت دمشق والمدعومة من أنقرة- إلى عدم الاعتراف بالميليشيا، المعروفة باسم «وحدات حماية الشعب».

يذكر أن المجموعة متحالفة مع الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) لكن تركيا تعتبرها «منظمة إرهابية» وتهديداً أمنياً.

وقال فيدان «يجب على أعضاء وحدات حماية الشعب غير السوريين مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن... يجب على مستوى القيادة بوحدات حماية الشعب بأكمله مغادرة البلاد أيضاً... بعد ذلك، يجب على من يبقوا أن يلقوا أسلحتهم ويواصلوا حياتهم».

وأكد وزير الخارجية التركي أن بلاده أقنعت روسيا وإيران بعدم التدخل عسكرياً في سوريا خلال هجوم الفصائل المعارضة الذي أدى إلى إسقاط بشار الأسد.

وقال فيدان، إن «الأمر الأكثر أهمية قضى بالتحدث إلى الروس والإيرانيين والتأكد من أنهم لن يتدخلوا عسكرياً في المعادلة. تحدثنا إلى الروس والإيرانيين وقد تفهموا».

وأضاف: «بهدف الإقلال قدر الإمكان من الخسائر في الأرواح، جهدنا لتحقيق الهدف من دون سفك دماء عبر مواصلة مفاوضات محددة الهدف مع لاعبَين اثنين مهمين قادرين على استخدام القوة».

واعتبر الوزير التركي أنه لو تلقّى الأسد دعم روسيا وايران، لكان «انتصار المعارضة استغرق وقتاً طويلاً، وكان هذا الأمر سيكون دموياً».

وأضاف: «لكنّ الروس والإيرانيين رأوا أنّ هذا الأمر لم يعد له أيّ معنى. الرجل الذي استثمروا فيه لم يعد يستحق الاستثمار. فضلاً عن ذلك، فإن الظروف في المنطقة وكذلك الظروف في العالم لم تعد هي نفسها».

وإثر هجوم استمر أحد عشر يوما، تمكنت الفصائل السورية المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام الأحد من إسقاط الأسد الذي فر إلى روسيا مع عائلته.