عبّر مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم من أن يكون «ابتعاد» إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن متابعة المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، مؤقتاً، وبأن «الصفقة» لا تزال محوراً أساسياً في سياسات إدارته.
ونقلت محطة «فوكس نيوز» الأميركية، تصريحات أدلى بها مسؤول إسرائيلي لصحيفة «هآرتس»، شارك في المناقشات المغلقة حول إيران، في الاجتماع الدوري الاستراتيجي مع المسؤولين الأميركيين الأسبوع الماضي، قال فيها، إن الحكومة الإسرائيلية «فهمت أنه على الرغم من تعليقات بايدن الأخيرة، وتصريحات المسؤولين الأميركيين، بقي الانطباع بأن تحولاً كبيراً في الاتفاق النووي قادم في غضون بضعة أشهر».
وكان الرئيس بايدن قد ظهر في مقطع فيديو على الإنترنت الأسبوع الماضي، قال فيه، إن الصفقة «ماتت، لكننا لن نعلنها». وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لشبكة «فوكس نيوز»: «قتل الإيرانيون فرصة العودة السريعة إلى الاتفاق النووي، في سبتمبر (أيلول)، عندما أداروا ظهورهم لاتفاق كان مطروحاً على الطاولة، وافق عليه الجميع». وأضاف، أن «الاتفاق لم يكن على جدول الأعمال منذ أشهر، لم يكن محور تركيزنا».
وبحسب تقرير الشبكة، فقد ظل الاتفاق النووي الإيراني، نقطة رئيسية في خطة السياسة الخارجية لإدارة بايدن لأشهر عدة. وأثبتت جهود إحياء الصفقة أنها مثيرة للانقسام في الولايات المتحدة، لكن عدداً من الدول في الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل، أوضحت أنها تعارض بشدة أي صفقة من هذا النوع. ونقلت وكالة «رويترز» عن رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته يائير لبيد، قوله، إن الصفقة ستوفر لطهران 100 مليار دولار سنوياً، ستستخدمها إيران «لتقويض الاستقرار في الشرق الأوسط ونشر الرعب في جميع أنحاء العالم».
وفي 22 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، إن إيران «تشارك في أنشطة مزعزعة للاستقرار، وأنشطة خطيرة»، بما في ذلك دعم الجماعات الإرهابية، والأعمال المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء المنطقة. لكنه أضاف «عندما تم تطبيق الاتفاق النووي... فقد فعل بالضبط ما صُمم من أجله». «لقد وضع البرنامج النووي الإيراني في صندوق، وتم التحقق من امتثال إيران، ليس فقط من قبل المفتشين الدوليين، بل ومن قبل شعبنا أيضاً، بما في ذلك من قبل الإدارة السابقة». وزاد «في رأينا، كان من الخطأ الفادح الانسحاب من تلك الاتفاقية وإخراج برنامج إيران النووي من الصندوق، لكن هذه هي الحقيقة التي ورثناها والتي كان علينا التعامل معها»، مشدداً على أن «الهدف الواضح للإدارة هو ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي».
في المقابل، يرى البعض، أن هذا «التغيير الجزئي» في موقف إدارة بايدن، يتعلق بالموقف من الاحتجاجات التي عمّت إيران، منذ وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني، أثناء اعتقالها لدى شرطة الأخلاق.
وتسببت موجات المتظاهرين المعارضين للنظام الإيراني في الشوارع، إلى جانب قيام إيران بتزويد روسيا بطائرات من دون طيار، في حربها ضد أوكرانيا، بإيقاع البيت الأبيض «الحريص على إبرام الصفقة مع طهران» بمأزق. لكن وزارة الخارجية الأميركية ومجلس الأمن القومي، أكدا أنه «منذ سبتمبر، كان تركيزنا على الدفاع عن الحريات الأساسية للشعب الإيراني ومواجهة شراكة إيران العسكرية العميقة مع روسيا ودعمها للحرب الروسية في أوكرانيا».
وأكد متحدث باسم الخارجية، أن «أجندتنا لأشهر، وما هو حي إلى حد كبير، هو التزام الرئيس بايدن المطلق بعدم السماح لإيران أبداً بامتلاك سلاح نووي. إننا لم نحذف أي خيار من على الطاولة، وإن الخيار العسكري يبقى الحل الأخير». وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي «لا نتوقع التوصل إلى اتفاق في أي وقت قريب». «إيران تقتل شبابها وتبيع طائرات من دون طيار لروسيا لقتل الأوكرانيين. ينصبّ تركيزنا على الطرق العملية لمواجهتهم في هذه المناطق».
مخاوف إسرائيلية من إبقاء بايدن على فرص إحياء «النووي» الإيراني
مخاوف إسرائيلية من إبقاء بايدن على فرص إحياء «النووي» الإيراني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة