وفاة جندي سوفياتي سابق بقي في أفغانستان بعد انتهاء الغزو

بحر الدين حكيموف في «متحف المجاهدين» في 12 فبراير 2015 (أ.ف.ب)
بحر الدين حكيموف في «متحف المجاهدين» في 12 فبراير 2015 (أ.ف.ب)
TT

وفاة جندي سوفياتي سابق بقي في أفغانستان بعد انتهاء الغزو

بحر الدين حكيموف في «متحف المجاهدين» في 12 فبراير 2015 (أ.ف.ب)
بحر الدين حكيموف في «متحف المجاهدين» في 12 فبراير 2015 (أ.ف.ب)

توفي جندي سوفياتي سابق اختار البقاء في أفغانستان بعد انسحاب الجيش الأحمر، عقب احتلال كارثي دام عقداً من الزمن وانتهى في عام 1989، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال مسؤولون إنّ بحر الدين حكيموف، الذي كان يُعتقد أنه في الستينات من عمره، وكان يُعرف بالشيخ عبد الله بعد اعتناقه الإسلام، توفّي بسبب تسمم بأول أوكسيد الكربون تسرّب من موقد في مدينة هرات الغربية.
وأوضح أحمد شاه مشفيق، رئيس دائرة الطب الشرعي في هرات لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه «توفي جراء استنشاق الغاز الذي خرج من المدفأة»، مضيفاً أنه لم تكن هناك أي ظروف مريبة.
وقدّم المتحدث باسم الحكومة ذبيح الله مجاهد تعازيه لأسرة عبد الله. وقال مجاهد في تغريدة عبر «تويتر»: «جاء إلى أفغانستان مع القوات السوفياتية السابقة وتمّ أسره». وأضاف: «أسلَم فيما بعد، وتزوّج هنا، وعاش في هرات».
وكان عبد الله ضابطاً في جناح الاستخبارات العسكرية للجيش السوفياتي الذي احتلّ أفغانستان عشر سنوات بعد غزوها في عام 1979. وقال، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في عام 2015، إنه جُرح في معركة عام 1985 تقريباً، وأُصيب بجروح خطيرة في رأسه. وأضاف أنه يدين بحياته لأعدائه الأفغان، الذين عثروا عليه وعالجوه. وتابع: «أشعر بالخجل الشديد لأنّني دمّرت هذا البلد، وتسببت في خسائر للناس». وأضاف: «مكثت في أفغانستان لأنّ الأفغان شعب طيب للغاية ومضياف».
في السنوات الأخيرة، عمل عبد الله، المُلتحي والذي يرتدي عادة الملابس الأفغانية التقليدية، في متحف في هرات وأيضاً كمُعالج. وقال صديقه سعيد غلام حسن: «كان رجلاً طيباً، ومسلماً صالحاً».
بدأ الغزو السوفياتي لأفغانستان ليلة عيد الميلاد في عام 1979، وانسحب الجيش الأحمر منها بعد عقد من الزمن، بعدما فقد نحو 15 ألف جندي في قتاله مع قوات المجاهدين المدعومة من الغرب.



تقنية جديدة لتقليل مدة التئام العظام

يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
TT

تقنية جديدة لتقليل مدة التئام العظام

يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)

طوّر فريق بحثي من جامعة هونغ كونغ في كوريا الجنوبية، طلاءً مبتكراً يستجيب للضوء لتسريع اندماج العظام مع الزّرعات الجديدة بعد إجراء جراحات العظام. وقد ثَبُت أن الطلاء المطور يقلّل من وقت الالتئام إلى أسبوعين فقط، ممّا يسرّع معدل التعافي بعد الجراحة إلى الضعف، فضلاً عن تقليل خطر رفض الجسم للغرسات.

ويستكشف حالياً، الفريق صاحب الابتكار، بقيادة البروفيسور كيلفن يونغ واي كوك، من قسم جراحة العظام والصّدمات، كلية الطب السريري في جامعة هونغ كونغ (HKUMed)، تطبيق هذه التكنولوجيا في جراحات استبدال المفاصل الاصطناعية، بما في ذلك جِراحات استبدال الركبة التي تُجرى بشكلٍ شائع في هونغ كونغ.

وفي بيان صحافي صدر الجمعة، قال يونغ واي كوك: «أثبتت التّجارب على الحيوانات أن هذه الطريقة تعمل على تسريع عملية دمج العظام مع الغرسة بشكلٍ كبيرٍ، مما يؤدي إلى زيادة مضاعفة في معدل الاندماج».

ووفق النتائج المنشورة في دورية «أدفانسد فانكشينال ماتيرالز»، فإن عملية دمج العظام مع الغرسة تسارعت من 28 يوماً إلى 14 يوماً فقط، مما أدى إلى مضاعفة السرعة بشكل فعّال.

وتُمثّل هذه الدراسة أول دراسة تَستخدم تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية بشكل غير جراحي. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تقدّمٍ كبيرٍ في تطوير مواد حيوية جديدة قادرة على التّحكم عن بُعد في البيئة المناعية للعظام.

ويمكن أن يؤدي الاضطراب في البيئة المناعية العظمية أثناء مرحلة ما بعد الزّرع إلى ارتخاءِ الزرعة الجديدة، وإطالة وقت التعافي وزيادة المضاعفات بعد الجراحة، مما يؤدي في النهاية إلى فشل الزرعة. ولمعالجة هذه التحديات، طور فريق جامعة هونغ كونغ الطبية طلاءً مبتكراً يستجيب للضوء القريب من الأشعة تحت الحمراء (NIR)، يؤثر بشكل إيجابي على استجابة الخلايا المناعية، ممّا يُقلل بشكلٍ فعّالٍ من الالتهاب الحاد خلال المرحلة الحاسمة بعد الزرع.

وتتضمن هذه العملية توليد تيار ضوئي يُحفِّز تدفُّق الكالسيوم المتزايد في نوعٍ من الخلايا المناعية يُعرف بالخلايا البلعمية، مما يخلق بيئة مناعية عظمية أكثر ملاءمة. وهذا يُعزّز بدوره تكوين العظام، وبالتالي تسريع عملية دمج العظام بالزرع.

وتلعب الخلايا البلعمية دوراً محورياً في عملية تجديد العظام، وهي من بين الخلايا المناعية الأولى التي تستجيب، فتبدأ تفاعلاً متسلسلاً ضرورياً لتكامل العظام مع الغرسة.

وعند إدخال الغرسات، تُصبح هذه الخلايا المناعية نشِطة وتحفّز استجابة التهابية حادة، وتُطلِق السيتوكينات المؤيّدة للالتهابات، لتسهيل تجنيد الخلايا الجذعية المتوسطة (MSCs) وبدءِ عملية تجديد العظام. لذلك، من الأهمية في مكان استعادة بيئة متوازنة بين العظام والغرسة، خصوصاً بعد مرحلة الالتهاب الأولية، لمنع الالتهاب طويل الأمد وضمانِ نجاح تكامل الغرسة.

وعادةً ما يجري طلاء الغرسات العظمية بثاني أكسيد التيتانيوم (TiO2)، وهو غير سامٍ لخلايا العظام والبكتيريا، ولكن لديه حدود في استجابته للأشعة القريبة من الأشعة تحت الحمراء.

في هذه الدراسة، استخدم فريق البحث هيدروكسيباتيت (HA)، المكوِّن الأساسي للعظام والأسنان، لتطوير سطحٍ قابلٍ للإثارة يستجيب للتيار الضوئي.

ويُولِّد الطلاء الجديد إشارات ضوئية كهربائية عند تعرّضه للأشعة القريبة من الأشعة تحت الحمراء، ممّا يقلّل بسرعة من الالتهاب الحاد ويخلق بيئة مناعية مفيدة مصمّمة لحالة المريض، ويؤدي في النهاية إلى تسريع تكامل العظام مع الغرسة ويجعل الغرسات أكثر أماناً.

وأضاف البروفيسور يونغ واي كوك قائلاً: «نجح فريقنا في تطوير آلية جديدة تعمل على تعديل تمايز الخلايا المناعية بشكل غير جراحي وفقاً لدورة المناعة لدى المريض واحتياجاته»، وتابع: «هذا الاكتشاف له تأثيرٌ عميق على معدل نجاح جراحة العظام ويوفر اتجاهاً جديداً لمعالجة التّحديات السريرية، مثل رفض الزرع».