تركيا ستنتقل إلى مرحلة جديدة في محاربة «قسد»

تدمير البنى التحتية وسد ثغرات «الحزام الأمني» على حدود سوريا

سوريون أكراد في القامشلي يحتجون على تهديدات تركيا لمنطقتهم نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
سوريون أكراد في القامشلي يحتجون على تهديدات تركيا لمنطقتهم نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

تركيا ستنتقل إلى مرحلة جديدة في محاربة «قسد»

سوريون أكراد في القامشلي يحتجون على تهديدات تركيا لمنطقتهم نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
سوريون أكراد في القامشلي يحتجون على تهديدات تركيا لمنطقتهم نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده تعتزم الانتقال إلى مرحلة جديدة في مكافحة الإرهاب، واتخاذ خطوات جديدة لسد ثغرات الحزام الأمني على حدودها الجنوبية بعمق 30 كيلومتراً في شمال سوريا.
وفيما يعد إقراراً بالتراجع عن تنفيذ عملية برية تستهدف مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها تركيا تنظيماً إرهابياً وتقول إنها تشكل امتداداً لحزب العمال الكردستاني في سوريا، غالبية قوامها، قال إردوغان إن تركيا ستنتقل إلى مرحلة جديدة في «مكافحة الإرهاب»، تتمثل في تدمير البنى التحتية وقطع الموارد التي يعتمد عليها حزب العمال الكردستاني وامتداداته.
وأكد إردوغان، في تصريحات ليل الاثنين-الثلاثاء أعقبت اجتماع الحكومة التركية برئاسته في أنقرة، أن بلاده بصدد اتخاذ خطوات جديدة لسد ثغرات الحزام الأمني بعمق 30 كيلومتراً شمال سوريا؛ للقضاء بالكامل على التهديدات التي تستهدف تركيا من الأراضي السورية.
وتابع: «سننتقل إلى مرحلة مكافحة جديدة لتدمير جميع البنى التحتية والموارد التي يستمد منها العمال الكردستاني والوحدات الكردية الدعم والقوة بجانب القدرات العسكرية».
وجدد إردوغان عزم بلاده على مواصلة استراتيجيتها في القضاء على الإرهاب في معاقله، مؤكداً أنها ستستمر في سياستها هذه، خلال عام 2023، على امتداد حدودها الجنوبية.
وكان إردوغان هدد في مايو (أيار) الماضي، بشن عملية عسكرية في شمال سوريا تستهدف القضاء على وجود «قسد» في منبج وتل رفعت، وتصاعدت التهديدات بعد التفجير الإرهابي الذي وقع في شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم في إسطنبول في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، والذي خلّف 6 قتلى و81 مصاباً، حيث أطلقت تركيا في 19 من الشهر ذاته عملية جوية باسم «المخلب – السيف» في شمالي سوريا والعراق، وأعلنت نيتها إطلاق عملية برية تشمل مواقع «قسد» في منبج وتل رفعت وعين العرب (كوباني)، بعد أن اتهمت العمال الكردستاني والوحدات الكردية بالوقوف وراء تفجير إسطنبول.
وواجهت العملية التي هددت بها تركيا رفضاً من جانب الولايات المتحدة وروسيا، التي عرضت صيغة لانسحاب قوات «قسد» من منبج وعين العرب بعيداً عن الحدود التركية، وتراجع الحديث عنها في الأسابيع الأخيرة.
والأسبوع الماضي، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن بلاده تواصل الحوار مع روسيا حول الأوضاع في شمال سوريا، وإن هذا الحوار يشمل مسألة فتح المجال الجوي السوري خلال العملية العسكرية التي تحدثت عنها تركيا.
وتفقد أكار رفقة قادة الجيش التركي، الأحد الماضي، الوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود مع سوريا في ولاية هطاي جنوب البلاد.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان الثلاثاء، مقتل 12 عنصراً من وحدات حماية الشعب الكردية على يد القوات التركية وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري»، الموالي لأنقرة، جرى في مناطق عمليتي «غصن الزيتون» و«درع الفرات» الواقعة في محافظة حلب شمال سوريا.
وجاء الإعلان التركي غداة مقتل 8 من عناصر الفصائل الموالية لتركيا في اشتباكات عنيفة مع قوات «قسد» والنظام السوري في شمال غربي سوريا، الاثنين، بحسب ما أفادت مصادر في الجيش الوطني والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكانت حصيلة أولية صادرة عن معارضين موالين لتركيا أفادت بمقتل 6 مقاتلين وإصابة 3 آخرين، في هجوم شنته قوات النظام بدعم من «قسد»، ليل الأحد - الاثنين، في منطقة عفرين، القريبة من الحدود التركية والتي تقع ضمن ما يسمى منطقة «غصن الزيتون» الخاضعة لسيطرة القوات التركية والجيش الوطني الموالي لها. لكن فصيل «فيلق الشام» أفاد بأن عدد القتلى ارتفع إلى 8 جميعهم من مقاتلي الفصيل. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات «قسد» والنظام تمكنت من التقدم على محورين إثر الهجوم، وسط قصف مدفعي وصاروخي متبادل من قبل الطرفين.
ويتقاسم نحو 30 فصيلاً، ضمن ما يعرف بالجيش الوطني السوري الموالي لأنقرة، التي تقدم له التجهيزات والسلاح والتمويل، السيطرة على منطقة حدودية في شمال محافظة حلب، تمتد من جرابلس في الريف الشمالي الشرقي، إلى عفرين في ريفها الغربي، مروراً بمدن رئيسية مثل الباب وأعزاز. وتنتشر في تلك المنطقة قوات تركية أيضاً.
وتشهد المنطقة بين الحين والآخر قصفاً متبادلاً تشنه أطراف عدة، كما تتعرض لغارات من جانب قوات النظام وروسيا.
وقالت مصادر متطابقة إن هذه الاشتباكات لا ترتبط بالتهديدات التركية بشن عملية عسكرية ضد «قسد» في شمال سوريا.
وكانت القوات التركية امتنعت مجدداً، الاثنين، عن تسيير دورية مشتركة مع القوات الروسية في ريف عين العرب (كوباني)؛ بحجة سوء الأحوال الجوية. وسيرت القوات الروسية الدورية بمفردها.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.