عرض موقع «إيباي – eBay» للتسوق الإلكتروني قاعدة بيانات عسكرية أميركية للبيع مقابل 68 دولاراً، الأمر الذي أثار دهشة وانتقادات الباحثين الأمنيين.
ووفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فإن قاعدة البيانات هذه موجودة داخل جهاز قياس حيوي (بيومتري)، احتوى على أسماء وجنسيات وصور وبصمات الأصابع ومسح قزحية العين لـ2632 شخصاً.
واشترى الباحث الأمني الألماني ماتياس ماركس، الجهاز من موقع «إيباي» مقابل 68 دولاراً، وعندما وصل إلى منزله في هامبورغ في أغسطس (آب) الماضي، وجد أن معظم الأشخاص المسجلين في قاعدة البيانات ينتمون إلى أفغانستان والعراق. وكان الكثير منهم إرهابيين معروفين وأفراداً مطلوبين. لكن، بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض البيانات الأخرى كانت تخص أشخاصاً عملوا مع الحكومة الأميركية أو تم ببساطة توقيفهم عند نقاط تفتيش.
وكشفت البيانات الوصفية الموجودة على الجهاز، أنه تم استخدامه آخر مرة في صيف عام 2012 بالقرب من قندهار في أفغانستان.
والجهاز هو جزء من بقايا نظام جمْع المقاييس الحيوية الضخم الذي بناه البنتاغون في السنوات التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، حسب «نيويورك تايمز».
ومن غير الواضح بالضبط كيف انتهى الأمر بالجهاز للانتقال من ساحات القتال في آسيا إلى موقع تسوق على الإنترنت. لكن البيانات، التي تقدم أوصافاً تفصيلية للأفراد قد تكون كافية لاستهداف الأشخاص الذين لم يُعرف سابقاً أنهم عملوا مع القوات العسكرية الأميركية في حالة وقوع المعلومات في الأيدي الخطأ.
ولهذا السبب، لم يضع السيد ماركس المعلومات على الإنترنت أو يشاركها على أي وسيلة إلكترونية، لكنه سمح لمراسل «نيويورك تايمز» في ألمانيا بالاطلاع عليها في أثناء وجوده معه.
وتعليقاً على بيع هذه البيانات، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، باتريك رايدر في بيان: «نظراً لأننا لم نراجع المعلومات الواردة على هذا الجهاز، فإننا غير قادرين على تأكيد صحة البيانات المزعومة أو التعليق عليها».
وأضاف: «نطالب بإعادة أي أجهزة يُعتقد أنها تحتوي على معلومات بيومترية لمزيد من التحليل».
وعلى مدار العام الماضي، اشترى ماركس وعدد من زملائه من الباحثين الألمان ستة أجهزة لالتقاط المقاييس الحيوية من موقع «إيباي»، معظمها كان سعره أقل من 200 دولار، وهم يخططون لتحليلها للعثور على أي ثغرات أمنية أو عيوب.
وكان الدافع وراء ذلك هي المخاوف التي أُثيرت العام الماضي من أن «طالبان» استولت على مثل هذه الأجهزة بعد إجلاء الولايات المتحدة من أفغانستان.
وأرادت مجموعة الباحثين فهم ما إذا كان بإمكان «طالبان» الحصول على بيانات بيومترية حول الأشخاص الذين ساعدوا الولايات المتحدة من هذه الأجهزة، الأمر الذي قد يُعرّضهم للخطر.
وقال ماركس إنهم صُدموا بعد العثور على الكثير من المعلومات غير المشفرة والتي يمكن الوصول إليها بسهولة، مشيراً إلى أنه منزعج جداً لأن الجيش الأميركي لم يحاول حماية البيانات وتجاهل المخاطر التي قد تنتج عن ذلك.
عرض قاعدة بيانات عسكرية أميركية للبيع على موقع «إيباي»
عرض قاعدة بيانات عسكرية أميركية للبيع على موقع «إيباي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة