غالبية المواقع الصحية الإلكترونية تقدم تشخيصات طبية غير دقيقة

في دراسة شملت 23 موقعًا منها «مايو كلينيك»

غالبية المواقع الصحية الإلكترونية تقدم تشخيصات طبية غير دقيقة
TT

غالبية المواقع الصحية الإلكترونية تقدم تشخيصات طبية غير دقيقة

غالبية المواقع الصحية الإلكترونية تقدم تشخيصات طبية غير دقيقة

هل طرح أحدكم أسئلة على مواقع في الإنترنت حول أعراض مرضية ظهرت عليه وحصل على تشخيص ربما بدا سيئا أو لا أساس له من الصحة بتاتا؟ طبعا.. عليك أن لا تعتقد أبدا أن هذا جزء من خيالك.. إنه حقيقة!
وفي تدقيق متمعن قام باحثون في كلية الطب بجامعة هارفارد الأميركية بدراسة 23 موقعا إلكترونيا تقدم خدماتها على الإنترنت لـ«تقييم الأعراض» وتشرف عليها مؤسسات طبية وجهات صحية معروفة منها «مايو كلينيك» و«الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال» و«ويب مد»، وأخرى أقل شهرة مثل «سيمبومايت». ووجدوا أنها، ورغم اختلاف المواقع في ما بينها من حيث دقة التشخيص وتقديم النصح والمشورة، تشترك جميعها في عدم دقتها بشكل كبير!
ووفقا للدراسة، فإن مواقع «تقييم الأعراض» لا تقدم التشخيص الدقيق للأعراض منذ الوهلة الأولى إلا في 34 في المائة من الطلبات. وتصل نسبة دقتها إلى 51 في المائة فقط في التشخيصات الثلاثة الأولى.
ومواقع «تقييم الأعراض» برامج تفاعلية تسمح لمستخدميها بإدخال بيانات عن الآلام والإزعاجات التي يتعرضون لها، وتقوم البرامج بمحاولة تشخيصها. وتعرض أكثر هذه المواقع قائمة بالتشخيصات بدلا من إجابة واحدة، رغم توظيفها برامج كومبيوترية مطورة.
وقالت هنا سيميغران وأتيف ميهورتا، الباحثتان في قسم سياسات الرعاية الصحية والطب بالجامعة، إن «نتائجنا تعني أن مواقع تقييم الأعراض لكثير من الاستفسارات المطروحة عليها، تقدم للسائل تشخيصات ممكنة نوعا ما، إلا أنها تقدم معها أيضا محاذير معينة، لأن الأدوات المستخدمة للتشخيص غالبا ما تكون خاطئة، كما تتسم المشورة المقدمة بالحذر».
ونشر الباحثون تقييمهم لهذه المواقع في عدد يونيو (حزيران) الماضي من «المجلة الطبية البريطانية» بعد أن عرضوا 45 سيناريو من الحالات المرضية على كل موقع لتقييم الأعراض أملا في الحصول على التشخيص الصحيح لها. وقد تطلب 15 من الحالات اتخاذ إجراءات سريعة طارئة، بينما لم تكن الحالات الـ15 الأخرى فيها ضرورة لزيارة الطبيب. ووصفت 26 حالة من الحالات الـ45 بأنها تشخيصات شائعة، فيما وصفت بقية الحالات الـ19 بأنها حالات غير شائعة.
وخصص الباحثون أعلى النقاط للمواقع الإلكترونية التي قدمت تشخيصا صحيحا، إلا أن مثل هذا التشخيص كان نادرا! كما خصصت نقاطا عالية أخرى للموقع الذي قدم التشخيص الصحيح ضمن أول ثلاثة تشخيصات. وقدم موقعان قائمة كبيرة من التشخيصات وصل عددها إلى 99 تشخيصا.، الأمر الذي عدّه الباحثون عديم الفائدة.
ويعد البحث مهما مع ازدياد أعداد الأميركيين الذين يستخدمون الإنترنت للبحث عن معلومات صحية، والذين وصلت نسبتهم إلى ثلثي مستخدمي الإنترنت في الولايات المتحدة.

* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ«الشرق الأوسط»



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.