تايوان تمدد الخدمة العسكرية الإلزامية لعام بدلاً من 4 أشهر

لمواجهة التهديدات المتزايدة من الصين

رئيسة تايوان تساي إنغ وين خلال مؤتمر صحافي في المكتب الرئاسي في تايبيه (أ.ف.ب)
رئيسة تايوان تساي إنغ وين خلال مؤتمر صحافي في المكتب الرئاسي في تايبيه (أ.ف.ب)
TT

تايوان تمدد الخدمة العسكرية الإلزامية لعام بدلاً من 4 أشهر

رئيسة تايوان تساي إنغ وين خلال مؤتمر صحافي في المكتب الرئاسي في تايبيه (أ.ف.ب)
رئيسة تايوان تساي إنغ وين خلال مؤتمر صحافي في المكتب الرئاسي في تايبيه (أ.ف.ب)

أعلنت رئيسة تايوان تساي إنغ وين اليوم (الثلاثاء) أنه تم تمديد مدة الخدمة العسكرية الإلزامية من 4 أشهر إلى سنة واحدة من 2024، بسبب التهديد المتزايد الذي تواجهه الجزيرة ذات الحكم الذاتي.
تأتي هذه الخطوة بينما تكثف الصين التي تعد تايوان جزءاً من أراضيها، الضغط العسكري والدبلوماسي والاقتصادي على الجزيرة بشكل شبه يومي، أبرزها أنشطة لسلاح الجو الصيني بالقرب من الجزيرة خلال الثلاث سنوات الماضية، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.
وقال مسؤولون أمنيون كبار، إن تايوان تريد السلام؛ لكنها بحاجة إليه لتكون قادرة على الدفاع عن نفسها.
وقالت رئيسة تايوان في مؤتمر صحافي: «ما دامت تايوان قوية بما فيه الكفاية، فستكون موطناً لـلديمقراطية والحرية في جميع أنحاء العالم، ولن تصبح ساحة معركة»، ووصفت قرار العمل العسكري الإجباري بأنه «صعب للغاية».
وأضافت رئيسة تايوان: «يعتبر النظام العسكري الحالي، بما في ذلك تدريب جنود الاحتياط، غير فعال وغير كافٍ لمواجهة صعود الصين، في ظل وجود تهديد عسكري؛ خصوصاً إذا شُن هجوم سريع على الجزيرة». وتابعت: «تايوان تريد أن تقول للعالم إن بين الديمقراطية والديكتاتورية، نحن نؤمن إيماناً راسخاً بالديمقراطية. بين الحرب والسلام، نُصر على السلام. دعونا نظهر الشجاعة والعزم على حماية وطننا والدفاع عن الديمقراطية».
وسيخضع المجندون لتدريبات مكثفة، بما في ذلك تمارين الرماية، وتعليمات القتال التي تستخدمها القوات الأميركية، وتشغيل أسلحة أكثر قوة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للطائرات، والصواريخ المضادة للدبابات.
وكان فريق الأمن الخاص برئيسة تايوان، بما في ذلك كبار المسؤولين من وزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي، يراجعون النظام العسكري التايواني منذ عام 2020، حسبما ذكر مسؤول لوكالة «رويترز» للأنباء.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت حكومة تايوان أمس (الاثنين) أن 71 طائرة تابعة للقوات الجوية الصينية، من بينها طائرات مقاتلة ومُسيَّرة، دخلت منطقة الدفاع الجوي التايوانية خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة، وذلك في أكبر توغل صيني يُعلن عنه حتى الآن.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان، إن 43 من تلك الطائرات عبرت خط المنتصف بمضيق تايوان، وهي منطقة فاصلة غير رسمية بين الجانبين تقع داخل منطقة الدفاع، في الوقت الذي تواصل فيه بكين أنشطتها العسكرية بالقرب من الجزيرة التي تعدها الصين جزءاً من أراضيها.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الرسمية في تايوان، إن هذا هو أكبر توغل لسلاح الجو الصيني في منطقة الدفاع التايوانية حتى الآن، على الرغم من عدم وجود شعور بالخطر على الجزيرة التي تتعرض لضغوط متزايدة من الصين في السنوات القليلة الماضية.
وقالت الصين إنها أجرت «تدريبات هجومية» في البحر والمجال الجوي حول تايوان، الأحد، رداً على ما وصفته باستفزاز تايبيه والولايات المتحدة.
وقالت تايوان التي ترفض بشدة مزاعم الصين بالسيادة عليها، إن التدريبات تظهر خرق بكين للسلم الإقليمي، ومحاولتها ترهيب الشعب التايواني.
وقال مسؤول تايواني كبير مطلع على الوضع الأمني في المنطقة، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن تقديرات الحكومة التايوانية تشير إلى أن «الاستفزازات» العسكرية الصينية جاءت للتعبير عن غضب بكين من قانون التفويض الدفاعي الأميركي الجديد الذي يعزز المساعدة العسكرية لتايوان. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن القوات الجوية الصينية أرسلت خلال التدريبات طائرات حربية من عدة مواقع في جميع أنحاء البلاد، في محاكاة لهجمات على السفن الحربية التايوانية والأميركية.


مقالات ذات صلة

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم لندن تحذّر من عواقب مدمّرة لحرب في مضيق تايوان

لندن تحذّر من عواقب مدمّرة لحرب في مضيق تايوان

دافع وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي عن الوضع القائم في تايوان، محذرا من عواقب اقتصادية مدمرة لحرب، في خطاب تبنى فيه أيضًا نبرة أكثر تصالحا حيال بكين. وقال كليفرلي في خطاب ألقاه مساء الثلاثاء «لن تكون حرب عبر المضيق مأساة إنسانية فحسب بل ستدمر 2,6 تريليون دولار في التجارة العالمية حسب مؤشر نيكاي آسيا». وأضاف «لن تنجو أي دولة من التداعيات»، مشيرا إلى أن موقعها البعيد لا يؤمن أي حماية مما سيشكل ضربة «كارثية» للاقتصاد العالمي والصين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم الصين تحقق مع ناشر تايواني في جرائم متعلقة بالأمن القومي

الصين تحقق مع ناشر تايواني في جرائم متعلقة بالأمن القومي

أعلنت السلطات الصينية، الأربعاء، أن ناشراً تايوانياً، أُبلغ عن اختفائه، خلال زيارة قام بها إلى شنغهاي، يخضع لتحقيق في جرائم متعلقة بالأمن القومي. وقالت تشو فنغ ليان، المتحدثة باسم «المكتب الصيني للشؤون التايوانية»، إن لي يانهي، الذي يدير دار النشر «غوسا»، «يخضع للتحقيق من قِبل وكالات الأمن القومي، لشبهات الانخراط بأنشطة تعرِّض الأمن القومي للخطر». وأضافت: «الأطراف المعنية ستقوم بحماية حقوقه المشروعة ومصالحه، وفقاً للقانون». وكان ناشطون وصحافيون في تايوان قد أبلغوا عن اختفاء لي، الذي ذهب لزيارة عائلته في شنغهاي، الشهر الماضي. وكتب الشاعر الصيني المعارض باي لينغ، الأسبوع الماضي، عبر صفحته على «ف

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم رئيس غواتيمالا يبدأ زيارة لتايوان

رئيس غواتيمالا يبدأ زيارة لتايوان

وصل رئيس غواتيمالا أليخاندرو جاماتي الاثنين إلى تايوان في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع هذه الجزيرة التي تعتبر بلاده من الدول القليلة التي تعترف بها دبلوماسياً. وسيلقي جاماتي كلمة أمام البرلمان التايواني خلال الزيارة التي تستمر أربعة أيام.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
العالم بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

أعلنت الصين أمس (الأحد)، أنها قدمت شكوى لدى سيول على خلفية تصريحات «خاطئة» للرئيس يون سوك يول، حول تايوان، في وقت يشتدّ فيه الخلاف الدبلوماسي بين الجارين الآسيويين. وتبادلت بكين وسيول انتقادات في أعقاب مقابلة أجرتها وكالة «رويترز» مع يون في وقت سابق الشهر الحالي، اعتبر فيها التوتر بين الصين وتايوان «مسألة دولية» على غرار كوريا الشمالية، ملقياً مسؤولية التوتر المتصاعد على «محاولات تغيير الوضع القائم بالقوة».

«الشرق الأوسط» (بكين)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.