كشف ليث حسين نجم المنتخب العراقي الكبير، عن أن عودة بطولة الخليج إلى العراق بعد أن غاب عن الاستضافة لقرابة أربعة عقود من الزمن تمثل سعادة كبيرة لأبناء البلاد في ظل الظروف التي مرت بها طوال العقود الماضية والمشاكل التي تسببت في ابتعاده عن استضافة هذا النوع من البطولات.
وبيّن، أن المنتخب العراقي قادر على استعادة الأمجاد من خلال هذه البطولة واستعادة اللقب مجدداً والانفراد بالمركز الثاني خلف الكويت في عدد مرات الفوز بالبطولة الخليجية، حيث ظفر بها 3 مرات بالتساوي مع السعودية وقطر في حين تنفرد الكويت بـ10 مرات عبر تاريخ الكأس التي انطلقت عام 1970 في البحرين، مشيراً إلى أن كل الظروف سانحة بأن يتوج المنتخب باللقب الخليجي مجدداً في ظل غياب بعض المنتخبات القوية في المشاركة بالمنتخب الأول، وتحديداً المنتخب السعودي العائد من مشاركة مميزة في نهائيات كأس العالم، وكذلك المنتخب القطري المشارك في المونديال أيضاً وحامل لقب البطولة القارية.
وشدد على أن الكرة العراقية كانت وستبقى ولادة للنجوم، ومن المتوقع أن يبرز أكثر من لاعب في هذه البطولة ويساعدون المنتخب في تقديم أفضل المستويات والنتائج في الاستحقاقات المقبلة والتي يسعى أسود الرافدين للعودة القوية والمنافسة عليها.
وتحدث ليث، الذي توّج مع منتخب بلاده بكأس النسخة التاسعة التي أقيمت في الرياض، عن العديد من الأمور في ثنايا حواره لـ«الشرق الأوسط»:
> بدايةً... كيف ترى «خليجي 25» التي ستقام بعد أيام معدودة في البصرة؟
- بكل تأكيد كلنا شوق ولهفة وترقب لعودة هذه البطولة إلى العراق واستقبال الأشقاء في دول مجلس التعاون بعد أن كانت الظروف القاسية التي عشناها سبباً في الابتعاد عن استضافة الأشقاء في مثل هذه البطولات لقرابة أربعة عقود من الزمن، حيث مرّ العراق بالعديد من الحروب والمشاكل التي كان لها الأثر الكبير في غيابه عن الساحة واستضافة الأشقاء، وبكل تأكيد استضافة بطولة الخليج المقبلة في البصرة نقلة مهمة وكبيرة في الرياضة العراقية الحديثة، ونرحب بحرارة بالأشقاء من دول مجلس التعاون الخليجي، ونتمنى أن تكون هذه النسخة داعماً للعراق ولكل أبنائه والاستفادة من تكاتف أبناء الخليج في محافظة البصرة العزيزة.
> حينما يتم الحديث عن بطولات الخليج، لا يغيب ما حصل في البطولة العاشرة التي أقيمت في الكويت «1990» التي شهدت عدم استكمال العراق لمباريات البطولة بعد طرد أحد لاعبيه، ماذا حدث؟
- ما حصل في تلك البطولة والتي تواجدت فيها هي انسحاب عراقي نتيجة الاعتراض على قرار تحكيمي بطرد اللاعب عدنان درجال الذي بات حالياً رئيس الاتحاد العراقي من قِبل الحكم الفنلندي، حيث انتهت تلك المباراة بالتعادل بين المنتخبين؛ ونتيجة لهذا القرار لم نكمل المنافسات.
وبعد أن جرت المحاولات للعدول عن هذا القرار كانت هناك شروط بأن يتم إلغاء البطاقة الحمراء على درجال وإعادة المباراة، وهذه الشروط وصلت للشيخ فهد الأحمد، رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم - رحمه الله -، لكنه أكد أن الأمر ليس بيده لاتخاذ هذا النوع من القرارات، وتحدثنا معاً وأكد الحرص الشديد على عدم الانسحاب وكان ودوداً جداً معنا، وقال كلاماً لا ينسى بحقنا وكان يتحدث إلينا بصفة الأخ الأكبر.
وفي الحقيقة، لم تكن تلك النتيجة بمثابة ضياع الأمل في حصد اللقب بكوننا كسبنا مباراة أمام البحرين وتعادلنا مع الكويت ثم الإمارات، وحظوظنا كانت باقية ولكننا لم نكمل المنافسات. وتواصلت تلك البطولة حتى النهاية، ولكن الأكيد أنها تضررت، خصوصاً أن الأخضر السعودي لم يشارك فيها وجاء انسحاب المنتخب العراقي ليضعف المنافسة والاهتمام بالبطولة ويلخبط الأوراق، ولكن البطولة بشكل عام تجاوزت العديد من العوائق والتحديات التي مرت بها واستمرت حتى الآن.
> الحديث يتزايد عن عدم جدوى استمرار بطولات الخليج بعد أن حققت أهم الأهداف، ما رأيك في هذا الجانب وهل تعتقد أن البطولة انتفت مسببات استمرارها؟
- أعتقد أن كل حديث عن بطولة الخليج لم يعد ذا قيمة للكرة الخليجية أو لأبناء المنطقة؛ لأنه ببساطة ليس له أي أساس من الواقعية.
بطولة الخليج لها فضل كبير على الكرة الخليجية؛ فهي تعدّ من أولى المنافسات التي تشهد تجميع أبناء دول الخليج العربي في بطولة يكون من خلالها احتكاك واكتساب خبرات وتطوير في الأداء الفني للاعبين، وحتى في الجوانب الإعلامية ولقاء الجمهور الخليجي، وغيرها من الأفضال التي تسببت فيها.
قبل انطلاق بطولة الخليج عام 1970 لم يكن هناك منجزات للدول الأعضاء مثل الفوز بكأس آسيا، وكذلك لم تتأهل إلى نهائيات كأس العالم، لكن حينما دارات هذه البطولة على دول الخليج بالتنظيم عادت بالفائدة، وبدأت الإنجازات تنهال على منتخبات الكويت، والعراق، والسعودية، والعراق، وقطر، والبحرين وعمان، ومن هذه البطولة برز الكثير من النجوم الذين كانت بدايتهم في دورات الخليج؛ ولهذا أعتقد أن البطولة وُلدت لتبقى وليس ليتم الاستغناء عنها في أي وقت وبقرار يتعلق برغبة من هذا أو ذاك.
أهداف بطولات الخليج سامية ورفيعة وبكل تأكيد سيبرز المزيد من النجوم في الدورات المقبلة، بداية من البطولة التي تنطلق بعد أيام في البصرة، وستبقى بطولات الخليج ركيزة أساسية في الكرة الخليجية ومحطة تلاقٍ بين الرياضيين في هذه المنطقة والشعوب عامة، وحتى القيادات تبدي اهتماماً كبيراً بها لقيمتها ليس على مستوى التنافس الرياضي، بل على مستوى التلاقي وتعزيز الأخوة بين أبناء الخليج العربي.
> بعد كل هذه السنوات، هل تعتقد أنه حان الوقت لتطوير بطولات الخليج؟
- البطولة أياً كانت تحتاج إلى تطوير وتحديث مستمر من أجل أن تبقى... وفي بطولة الخليج هناك أهمية أن تعود إلى النظام السابق بأن تكون مجموعة واحدة وتلعب جميع المنتخبات مع بعضها بعضاً؛ لأن هناك تراجعاً في البريق والمنافسة مع إقرار نظام المجموعتين، وهناك منتخبات قد «تظلم» جراء هذا نظام المجموعتين، وخصوصاً فيما يتعلق بآلية التأهل للأدوار النهائية، صحيح أن العدد أكبر من السابق، ولكن يمكن أن يتم اختيار وقت يناسب الجميع وحتى تشارك أيضاً الاتحادات الخليجية بالمنتخبات الأولى لديها.
> ما الذي تتوقعه في البطولة المقبلة بالبصرة؟
أعتقد أن كل الأمور جاهزة لتحقيق النجاح، وأرى أن الجمهور العراقي المتعطش جداً لمثل هذه البطولات التي تقام في العراق سيكون حضوره قوياً وهذا ما حصل حتى في المباريات الودية، أتوقع أن تكون المنافسة أيضاً مرتفعة بين المنتخبات، مع كل الأماني للمنتخبات كافة بطيب الإقامة في البصرة.
> أخيراً، ما هي أبرز الذكريات التي لا تزال راسخة في ذهنك من المشاركات الخليجية؟
في الحقيقة، العديد من الأحداث... ولكن التي لا تزال ماثلة في ذهني «ما حصل من تشجيع من قِبل الجمهور السعودي لنا بعد أن أبدعنا في مواجهة الأخضر» في البطولة التاسعة التي أقيمت في المملكة عام 1988، وحصلنا عليها، حيث فزنا في تلك المباراة وكان الجمهور السعودي «ذواقاً»، حيث فزنا في تلك المباراة بهدفين ومن ثم حصدنا اللقب بالفوز على البحرين.