بعد رسائل «التطمين» من السيسي... هل «بدائل» قناة السويس ذات جدوى؟

الممر المائي الأهم عالمياً يحمل تاريخاً ممتداً لـ150 عاماً

جانب من احتفالات افتتاح قناة السويس بمدينة الإسماعيلية عام 1869
جانب من احتفالات افتتاح قناة السويس بمدينة الإسماعيلية عام 1869
TT

بعد رسائل «التطمين» من السيسي... هل «بدائل» قناة السويس ذات جدوى؟

جانب من احتفالات افتتاح قناة السويس بمدينة الإسماعيلية عام 1869
جانب من احتفالات افتتاح قناة السويس بمدينة الإسماعيلية عام 1869

مع ما تردّد خلال الأيام الماضية حول تأسيس صندوق خاص لقناة السويس، وما أشيع حول بيع بعض أصول القناة، حسم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأمر، مشيراً إلى أنه حدثت موجة كبيرة من اللغط والشائعات بشأن الصندوق الاستثماري الخاص بهيئة قناة السويس، مؤكداً ضرورة الصندوق لتمويل مشروعات هيئة قناة السويس، والتطوير في القناة.
ولمح السيسي، خلال افتتاحه، أمس (الاثنين)، مصنعي الغازات الطبية والصناعية ومحطة توليد الطاقة الثلاثية في أبو رواش بالجيزة (جنوب القاهرة)، إلى ما يتردد حول وجود «بدائل للقناة» بقوله: «يقال أحياناً إن هناك مشروعات ستنفذ قد تؤثر على دخل قناة السويس»، في إشارة إلى أهمية هدف صندوق قناة السويس.
الأمر نفسه لمح إليه رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، خلال مؤتمر صحافي الخميس الماضي، قائلاً إنه لا توجد قناة أو مشروع قناة منافس لقناة السويس، وإنها «الآن البديل الأول لكل الناس والجميع يرى ذلك واقعياً».
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تلمح خلالها القيادة المصرية إلى «التطمين» تجاه فكرة بدائل قناة السويس المطروحة، حيث علق الرئيس السيسي العام الماضي، عقب الاحتفال بنجاح تحرير سفينة الحاويات الجانحة «إيفر غيفن»، قائلاً إن قناة السويس «قادرة وباقية ومنافسة»، وأوضح أن القناة ترسخت في حركة التجارة العالمية، وأن أزمة الجنوح «أعادت التأكيد على الدور الكبير والأهمية الكبيرة لواقع مستمر منذ 150 عاماً».
وتحمل قناة السويس تاريخاً طويلاً، وأهمية بحرية كونها «همزة للوصل بين القارات والحضارات»، ففي عام 1859م كانت ضربة الفأس الأولى في أعمال حفرها، ثم كان حفل افتتاحها الأسطوري في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 1869، وبينهما كان تلاقي مياه البحرين الأحمر والمتوسط في 18 أغسطس (آب) 1869 لتظهر إلى النور قناة السويس.
ولأنها «نبض مصر»؛ كما وصفها عالم الجغرافيا الراحل الدكتور جمال حمدان، فإن القناة ارتبطت بالحالة السياسية والاقتصادية لمصر إلى جانب أهميتها الملاحية، فمع إعلان الرئيس جمال عبد الناصر في 26 يوليو (تموز) 1956 قرار تأميم قناة السويس، كان ذلك سبباً في شن العدوان الثلاثي على مصر في أكتوبر (تشرين الأول) 1956.
توقفت الملاحة فى القناة بسبب العدوان الإسرائيلي على سيناء فى 5 يونيو (حزيران) 1967، واستمر الوضع كذلك حتى أعلن الرئيس أنور السادات إعادة فتح قناة السويس عام 1975، بعد عامين من انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973.
وكانت القناة في عام 2021 مع حدث مهم في تاريخها، مع جنوح سفينة الحاويات البنمية «إيفر غيفن»، لتتوقف حركة الملاحة الدولية في كلا الاتجاهين لمدة 6 أيام، حتى تحرير السفينة، وهو ما أكد أهمية القناة كونها تؤمن عبور 10 في المائة من حركة التجارة البحرية الدولية، وتشكل همزة الوصل بين أوروبا وآسيا.
واستُغلت حادثة الجنوح وتداعياتها للحديث عن بدائل لقناة السويس، حيث طرحت أفكار لمشروعات بحرية بديلة، منها ما دعا إليه سفير إيران بموسكو قاسم جلالي، خلال أزمة جنوح السفينة، بتفعيل ممر «شمال - جنوب» الدولي، قائلاً إنه يختصر زمن وتكاليف الشحن الدولي بنسب كبيرة.
كما تروج إسرائيل لقناة «بن غوريون» أو «عسقلان»، التي تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، على أنها تمثل البديل المناسب للقناة. فيما تطرح روسيا مشروع الممر البحري الشمالي، على طول الساحل القطبي الروسي، كخيار احتياطي لقناة السويس.
كذلك طُرح اللجوء إلى طريق رأس الرجاء الصالح، الذي يزيد أسبوعين إضافيين على زمن رحلة السفن مقارنة بعبور قناة السويس، إلى جانب كميات هائلة من الوقود. كما طُرح خيار آخر يتمثل في المرور عبر قناة بنما عن طريق المحيط الهادي.
الدكتور ربّان محيي الدين السايح، عميد كلية النقل البحري والتكتولوجيا بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، قال خلال حديثه لــ«الشرق الأوسط»: «تظل قناة السويس رغم ما يدور حولها شريان التجارة بين الشرق والغرب، والممر المائي والملاحي الوحيد الذي يقصر المسافة وتكلفة النقل من مراكز الإنتاج إلى مراكز الاستهلاك، وما تؤكد عليه القيادة السياسية دوماً من عدم التخوف من وجود بدائل للقناة يعد رسائل تطمين للمصريين، ولكل من له علاقة بالنقل البحري وبمنظومة التجارة العالمية أن القناة كانت وما زالت وسوف تظل الممر المهم بين الشرق والغرب».
ويقلل السايح مما وصفه بـ«الأصوات التي تحاول الهجوم على قناة السويس والتقليل منها وتطالب بوجود بدائل لها»، لافتاً إلى أنها ليست لها مصداقية، موضحاً أن «قناة بنما على سبيل المثال تقع في جزء آخر من العالم ومنطقة أخرى ليست لها علاقة بالشرق الأوسط، وبالتالي فنحن أمام سوق ملاحية مختلفة».
وبشأن ما تروج له روسيا من مشروع الممر البحري الشمالي في سيبيريا، يرى خبير النقل البحري أنه بالفعل أقصر ملاحياً، لكنه لا يمكن السفن من المرور إلا خلال أشهر الصيف فقط بسبب الجليد، إلى جانب المخاطر الملاحية خلال الشتاء. كما أن ما تطرحه إسرائيل من بدائل هو محل دعاية فقط أكثر منه محلاً للتنفيذ، ولم تثبت جدواه الاقتصادية، لافتاً إلى صعوبته نتيجة المشكلات السياسية لإسرائيل مع جيرانها.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


هل ينجح «الاتحاد الأفريقي» في تحقيق اختراق في ملف المصالحة الليبية؟

الرئيس الكونغولي لدى وصوله طرابلس والمنفي في استقباله (حكومة الوحدة)
الرئيس الكونغولي لدى وصوله طرابلس والمنفي في استقباله (حكومة الوحدة)
TT

هل ينجح «الاتحاد الأفريقي» في تحقيق اختراق في ملف المصالحة الليبية؟

الرئيس الكونغولي لدى وصوله طرابلس والمنفي في استقباله (حكومة الوحدة)
الرئيس الكونغولي لدى وصوله طرابلس والمنفي في استقباله (حكومة الوحدة)

وسط تجاذبات بين ساسة ليبيا حول «المصالحة الوطنية»، عادت الجهود الأفريقية، ممثلة في رئيس الكونغو برازافيل رئيس اللجنة الأفريقية بشأن ليبيا، دينيس ساسو نغيسو، لإحياء هذا الملف عبر زيارة إلى طرابلس، التقى خلالها محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة.

ويسعى الاتحاد الأفريقي لحلحلة الأزمة السياسية المتجمدة، عبر تجديد مسار «المصالحة الوطنية»، الذي تعطّل بسبب تزايد الخلافات السياسية بين «الشركاء والخصوم».

الرئيس الكونغولي لدى وصوله طرابلس والمنفي في استقباله (حكومة الوحدة)

وفي ظل عدم وجود تقدم ملموس محلياً باتجاه تفعيل المصالحة، وبقاء الانقسام السياسي مسيطراً على المشهد العام في ليبيا، يواصل الاتحاد لقاءاته بـ«السلطة التنفيذية» في طرابلس، ما يطرح السؤال حول مدى إمكانية إحداث اختراق في هذا الملف المعقد.

والتقى مساء الاثنين الوفد الأفريقي، برئاسة ساسو نغيسو، رئيس المجلس الرئاسي، ورئيس حكومة «الوحدة»، لمناقشة المحاور النهائية، قبيل تحديد موعد لعقد مؤتمر للمصالحة.

غير أن قطاعاً كبيراً من المتابعين لملف المصالحة يرى أن العلاقات بين الليبيين «ليست في حاجة إلى مصالحة وطنية، لكن في حال عدم توافق ساسة البلاد على حلّ سياسي، فإن مشروع المصالحة لن ينتهي إلى شيء». وهي الرؤية التي يدعمها فريق كبير من المهتمين بعملية المصالحة في البلاد، من بينهم محمد المبشر، رئيس «مجلس أعيان ليبيا للمصالحة».

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع المنفي في طرابلس، أوضح نغيسو ما انتهت إليه اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى، التي يترأسها، من خلاصات مع الأطراف الليبية، بالإضافة إلى النتائج التي خرجت بها من الاجتماعات الإقليمية والدولية لبحث المصالحة في ليبيا.

وتحدث نغيسو عن إمكانية استضافة العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أطراف المصالحة الوطنية في ليبيا ليوقّعوا بأنفسهم على ميثاق المصالحة، منتصف فبراير (شباط)، وقال برغم عدم وجود مؤشرات ملموسة على تفعيل المصالحة: «نعتقد أننا في الطريق الصحيح، ونتجه نحو المصالحة الوطنية، التي لا بد منها للمضي قدماً نحو الانتخابات».

الدبيبة مستقبلاً في طرابلس الرئيس الكونغولي (حكومة «الوحدة»)

وكان من اللافت تحدث نغيسو أيضاً عن «تواصله مع الأطراف الليبية كافة»، وهو الأمر الذي يراه متابعون أنه قد يسهم في تحريك الملف، شريطة «التقريب بين الأطراف السياسية المنقسمة والمتعارضة في توجهها السياسي».

ومن المنتظر أن يتجه الوفد الأفريقي إلى بنغازي (شرقاً) للقاء باقي الأطراف السياسية هناك، من بينها رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، والقائد العام لـ«الجيش الوطني» المشير خليفة حفتر، بهدف إيجاد توافق بشأن «الميثاق» الذي انتهت إليه «اللجنة الأفريقية».

وسبق أن قطع المجلس الرئاسي الليبي، رفقة الاتحاد الأفريقي، خطوات في مسار «المصالحة»، من خلال العمل على عقد «مؤتمر جامع للمصالحة» في مدينة سرت، نهاية أبريل (نيسان) الماضي، لكن أُجهض هذا التحرك بفعل الأزمات السياسية بين «الشركاء»، ممثلين في السلطة التنفيذية بطرابلس، والمجلس الأعلى للدولة، و«الخصوم» الممثلين في جبهتي غرب ليبيا وشرقها.

وفي زيارة الوفد الأفريقي السابقة في 11 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى طرابلس، لم يذهب إلى بنغازي، وهو الأمر الذي عدّه البعض أنه «لا يسهم في إيجاد حل حقيقي لإنهاء الفرقة والتباعد بين جبهتي شرق ليبيا وغربها».

وفي ليبيا يوجد قانونان لـ«المصالحة الوطنية»، الأول يُعده مجلس النواب، وعلى وشك إصداره، والثاني دفع به «المجلس الرئاسي» إلى البرلمان في فبراير (شباط) الماضي، وينتظر الموافقة عليه، ما يزيد الأمر تعقيداً.

وتقطّعت السبل بين الطرفين الداعيين للمصالحة، بعد أن دخلا في مشاحنات على خلفيات تتعلق بالسلطة والصراع على «الصلاحيات القانونية»، وهما يتسابقان حالياً على إدارة ملف المصالحة.

ومنذ رحيل نظام الرئيس معمر القذافي عام 2011، شهدت ليبيا اشتباكات وخلافات مناطقية، بعضها يرتبط بتصفية حسابات مع النظام السابق، والبعض الآخر كرّسه الانقسام السياسي، الذي عرفته ليبيا بداية من عام 2014.

وعقب تسلّم «المجلس الرئاسي» السلطة، أطلق في يونيو (حزيران) 2022 ما يسمى «الرؤية الاستراتيجية لمشروع المصالحة الوطنية»، بقصد إنهاء الخلافات والعداوات المتراكمة منذ رحيل القذافي.

وقبيل أن ينتقل الوفد الأفريقي إلى بنغازي، ناقش مع الدبيبة مستجدات ملف المصالحة، ومقترح الميثاق الذي يهدف إلى توقيع الأطراف السياسية عليه.

وربط الدبيبة بين إجراء انتخابات عامة ونجاح المصالحة، ونقل مكتبه عنه قوله للوفد الأفريقي إن «الانتخابات هي الحل الوحيد للصراع السياسي الراهن»، مشيراً إلى أنه «لا توجد خلافات حقيقية بين الليبيين، لكنها موجودة بين الطبقة السياسية الحاكمة».

الفريق الممثل لسيف الإسلام شارك في الاجتماعات التحضيرية لـ«المصالحة الوطنية» قبل أن يعلن انسحابه (صفحة سيف على «تويتر»)

وكانت أطياف ليبية كثيرة قد شاركت في الاجتماعات التحضيرية لـ«المصالحة الوطنية»، من بينها الفريق الممثل لسيف الإسلام معمر القذافي، قبل أن تنسحب تباعاً، لأسباب من بينها عدم الإفراج عن بعض رموز النظام السابق من السجن، والدفاع عن «نسبة مشاركتهم» في الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر.

وسبق أن انسحب ممثلو القيادة العامة لـ«الجيش الوطني» من المشاركة في ملف المصالحة، رداً على سحب رئيس «المجلس الرئاسي» قراراً ضمّ «قتلى وجرحى» قوات الجيش إلى «هيئة الشهداء».

ويظل نجاح الجهود الأفريقية مرتبطاً بمدى قدرة الاتحاد على فكّ الاشتباك، والانقسام بين الأطراف الليبية، وجمع «المتخاصمين والمختلفين في التوجهات» من عدمه.