100 يوم على الاحتجاجات الإيرانية وحوزة قم العلمية تدعم الإعدامات

سياسي إصلاحي يحذر خامنئي من «انفجار كبير» ... القضاء يقبل استئناف مغني راب كردي... و«روايات مروعة» من الاعتداء على سجينات

إيرانية خلال مسيرة مناهضة للسلطات في طهران أكتوبر الماضي (أ.ب)
إيرانية خلال مسيرة مناهضة للسلطات في طهران أكتوبر الماضي (أ.ب)
TT

100 يوم على الاحتجاجات الإيرانية وحوزة قم العلمية تدعم الإعدامات

إيرانية خلال مسيرة مناهضة للسلطات في طهران أكتوبر الماضي (أ.ب)
إيرانية خلال مسيرة مناهضة للسلطات في طهران أكتوبر الماضي (أ.ب)

بعد مضي 100 يوم على اندلاع احتجاجات «المرأة، الحياة، الحرية»، أعربت جمعية مدرسي حوزة قم العلمية عن دعمها لتنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحق الموقوفين خلال المسيرات المناهضة للنظام، وطالبت بالإسراع في تنفيذها، وذلك في وقت أعلنت فيه محكمة الاستئناف المصادقة على حكم إعدام لأحد المحتجين، فيما قررت إعادة محاكمة فنان كردي يواجه الإعدام بسبب أخطاء في التحقيقات المتعلقة بقضيته.
وهزت الاحتجاجات أنحاء البلاد منذ منتصف سبتمبر (أيلول)، عقب وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني (22 عاماً)، بعدما احتجزتها شرطة الأخلاق بدعوى سوء الحجاب. وتصدرت المرأة ومطالبها الحراك الاحتجاجي، قبل أن تتحول إلى مسيرات مطالبة بإسقاط المؤسسة الحاكمة، وعلى رأسها المرشد الإيراني علي خامئني، في احتجاجات غير مسبوقة على مدى 43 عاماً من ثورة 1979.
وواجهت إيران انتقادات دولية وداخلية غاضبة بعدما أقدمت على إعدام اثنين من المحتجين هذا الشهر؛ وهما محسن شكاري (23 عاماً) بعد اتهامه بقطع طريق رئيسي في سبتمبر، وجرح عنصر من قوات الباسيج (الميليشيا التابعة لـ«الحرس الثوري») بسكين، ومجيد رضا رهنورد (23 عاماً)، الذي اتهم بطعن اثنين من قوات الباسيج حتى الموت. وتم شنقه علناً على رافعة بناء.
وقالت جمعية مدرسي حوزة قم العلمية في بيان، إنها تدعم إجراءات السلطة القضائية التي يسمي رئيسها المرشد الإيراني علي خامنئي، خصوصاً إعدام رهنورد وشكاري. ودعا البيان، السلطة القضائية، بـ«حزم أكبر» لـ«إعدام يتحول لعبرة»، في إشارة إلى المحتجين الذين وصفهم رجال الدين بـ«المحاربين والمفسدين المتمردين».
ورأى هؤلاء أن عقوبة «الإعدام التي تستخلص العبر» هي «العقوبات المناسبة الوحيدة للمشاركين في المسيرات المناهضة للمؤسسة الحاكمة». وقال البيان: «في أجواء الاضطرابات، أقدم مثيرو الشغب المطلعون على أساليب الأعداء على إشاعة الخوف والرعب وتهديد الأمن لإظهار الجمهورية الإسلامية بأنها غير آمنة، حتى لو لم يرتكبوا جريمة قتل، ولكنهم ساعداوا الأعداء في تحقيق هذا الهدف».
ولم يتطرق البيان لمطالب المحتجين الذين أصر على وصفهم بـ«مثيري الشغب»، وهي التسمية التي تستخدمها السلطات الإيرانية عادة لوصف المحتجين. وقال البيان إن الهدف من «أعمال الشغب في بعض الأحيان إثارة الرعب ومشاعر انعدام الأمن في المجتمع، وانعكاسه في الداخل والخارج، والأسوأ من ذلك، التقاط مقاطع فيديو ونشرها في الإنترنت، وإرسالها مباشرة وغير مباشرة إلى وسائل الإعلام الأجنبية».
وتابع البيان أن «الشكل الأول للترهيب، مع عقوبة أقل مثل بتر أصابع اليد الواحدة والقدم الأخرى، سيكون فعالاً»، موضحاً أن «قطع اليد والنفي في ظل الأوضاع الحالية، سيكون غير عملي وسيعطي نتائج عكسية». ولفت إلى أن «الشكل الثاني من الترهيب، حتى لو كان ترهيباً من دون قتل، بأي صورة كان» يجب أن تكون عقوبته متناسبة مع «تكاليف تضعيف موقع إيران المؤثر على المستوى العالمي». وكذلك «تكلفة توريط نظام الحكم والحكومة بإزالة آثار العنف والشغب».
وقالت منظمة العفو الدولية إن السلطات الإيرانية تسعى إلى تطبيق عقوبة الإعدام على 26 شخصاً على الأقل، فيما وصفته بأنها «محاكمات صورية تهدف إلى ترهيب المشاركين في الانتفاضة الشعبية التي هزت إيران».
وذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) أنها حددت هوية 58 مواطناً صدرت بحقهم أحكام بالإعدام أو يواجهون خطر الإدانة بالإعدام.
وقالت الوكالة في تقرير الجمعة، إن 47 شخصاً يواجهون تهماً تؤدي إلى صدور حكم الإعدام، بالإضافة إلى 13 شخصاً أدينوا بالإعدام، جرى تنفيذ اثنين منها. ونشرت الوكالة قائمة بأسماء الأشخاص المعرضين للخطر، لكنها أعربت عن بالغ القلق بشأن مصير 11 شخصاً أعلنت محكمة «الثورة» أحكاماً بالإعدام ضدهم.
وأكد التقرير أن أول حالتي إعدام جرى تنفيذهما «في مسار قضائي يفتقر للشفافية، دون الوصول إلى محامٍ، وبسرعة قياسية».
في غضون ذلك، أفاد وكالة «ميزان» المنبر الإعلامي للسلطة القضائية صباح السبت، بأن المحكمة العليا وافقت على استئناف قدّمه كلّ من مغني الراب الكردي سامان (ياسين) صيدي ومحمد قبادلو.
إلا أن الموقع عاد ونشر بعد ساعات، بياناً ثانياً من المحكمة العليا تعلن فيه «تعديل» النبأ المتعلّق بقبادلو. وأكد البيان الجديد «رفض طلب الاستئناف المقدّم في قضية محمد قبادلو (...) وتأييد الحكم الصادر بحقه».
وجاء البيان بعدما قالت وسائل إعلام حكومية إن المحكمة العليا أمرت بإعادة محاكمة الموقوفين الذين يواجهون عقوبة الإعدام على خلفية ضلوعهما بالاحتجاجات، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وذكرت المحكمة في بادئ الأمر، أنها قبلت الاستئناف من محتجين اثنين، لكن وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية قالت: «صححت العلاقات العامة بالمحكمة العليا الإيرانية النبأ: لم يقبل استئناف محمد قبادلو وتم تأكيد الحكم». وأضافت: «قبلت المحكمة استئناف سامان صيدي ياسين».
ووجهت السلطات تهمة «الإفساد في الأرض» إلى قبادلو للاشتباه بمهاجمته أفراد الشرطة بسيارة. وقضى أحدهم في الهجوم، وأصيب 5 آخرون.
ويواجه المغني الكردي سامان صيدي (تتناول أغنياته موضوعات مثل عدم المساواة والقمع والبطالة)، تهمة «المحاربة (الحرابة)»، بسبب «محاولة قتل عناصر أمنية وترديد أغنيات ثورية»، حسب «رويترز».
وأتى الإعلان عن إعادة محاكمة ياسين بعد تأكيد «ميزان» الأربعاء، أن المحكمة العليا أمرت بإجراء مماثل بحق ماهان صدارت المحكوم عليه بالإعدام. ووجهت السلطات القضائية تهمة «الحرابة» إلى صدارت على خلفية إشهاره سكيناً وإثارة الخوف وتقويض الأمن، وفق وكالة «إيرنا» الرسمية التي أوضحت أنه نفى تهمة حمل السكين، لكنه أقرّ بإحراق دراجة نارية.
وذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) أنه حتى أول من أمس (الجمعة)، لقي 506 متظاهرين حتفهم، بينهم 69 قاصراً، مضيفة أن 66 من أفراد قوات الأمن قُتلوا أيضاً. ويُعتقد أنه جرى اعتقال ما يصل إلى 18516 متظاهراً، حسبما ذكرت الوكالة.
وقالت هيئة أمنية رفيعة المستوى مطلع الشهر الحالي، إن 200 شخص، بينهم أفراد من قوات الأمن، لقوا حتفهم في الاحتجاجات، لكن قيادياً في «الحرس الثوري» تحدث عن مقتل 300 شخص.
شهادات مروعة
في الأثناء، وجهت الناشطة في مجال حقوق الإنسان نرجس محمدي رسالة من سجن إفين، تسلط الضوء على تعرض سجينات لاعتداءات جنسية وأذى جسدي بعد اعتقالهن خلال الاحتجاجات.
ووصفت محمدي في الرسالة التي نشرت «بي بي سي الفارسية» مقتطفات منها، بـ«جريمة الدولة»، محذرة من أن عدم إفشائها «يتسبب في استمرار هذا الأسلوب القمعي ضد النساء»، مشيرة إلى أن إفشاء هذه الاعتداءات يعرض الأسر لـ«الترهيب». ومع ذلك، حضت على «ضرورة الإبلاغ عن الاعتداءات على الناشطات والمناضلات والمحتجات في إيران بشكل واسع وصارم على المستوى العالمي، لكي نتمكن من إيقاف السبب والفاعل».
وقالت الناشطة إن مجموعة من النساء اللائي نقلن إلى قسم النساء بسجن إفين قدمن روايات مروعة عن الاعتداءات الجنسية. وقالت إنها رأت «آثار التعذيب والعنف الجنسي على أجساد المعتقلات». وأضافت: «على الرغم من إبلاغ هذه الحالات إلى الجهات المختصة، لم تتابع القضية حتى الآن».
وفي وقت سابق من هذا الشهر، كتب إمام جمعة زهدان وأبرز رجل دين (سني) في إيران عبد الحميد إسماعيل زهي، في تغريدة على «تويتر»، أنَّ «الأنباء عن اعتداء جنسي على سجينات بقصد الإذلال والقمع والإجبار على الاعترافات انعكست في وسائل الإعلام، وروايات بعض السجناء تؤكد ذلك».
والشهر الماضي، كشفت شبكة «سي إن إن»، في تحقيق، تفاصيل حول اغتصاب معتقلات أُوقفن خلال الاحتجاجات الأخيرة. وكتب ملا زهي حينها: «تتردد في وسائل الإعلام أمور مروعة عن إساءة معاملة نساء، لا يسَعني تكرارها».
ورغم حملة القمع، تستمر ردود الأفعال المؤيدة للاحتجاجات بموازاة استمرار الحراك الاحتجاجي بأساليب مختلفة في 31 محافظة إيرانية.
وفي شأن متصل، وجه السياسي الإصلاحي والنائب السابق في البرلمان حسين أنصاري راد، رسالة مفتوحة إلى المرشد الإيراني حذر فيها من «انفجار عظيم، والذي يسمى يوم الله، إذا لم تحدث إصلاحات جذرية».
ويخاطب أنصاري خامنئي، قائلاً: «لقد صرحتم بأن أميركا وإسرائيل وراء المظاهرات وقيادتها من الخارج، لكن الحقيقة أن جميع الخبراء النزهاء يرددون منذ سنوات أن هذا النوع من إدارة الاقتصاد والثقافة والسياسة سيؤدي إلى كارثة». وتابع: «ما حدث الآن من التظاهرات الغاضبة والعنيفة التي شهدها كثير من القتلى وآلاف المعتقلين وما صاحبها من مآسٍ لا توصف، يؤذي قلب كل إنسان».
ويقول أنصاري راد إن الاحتجاجات «شعلة صغيرة من بؤرة كبيرة وكمية هائلة من الغضب والاستياء وانعدام الثقة واليأس من الإدارة غير الفعالة والفاسدة التي لا تتجاوب مع أي من المطالب الحقيقية والحيوية للشعب». وحض أنصاري راد المرشد الإيراني على إنهاء سياسة القمع والإعدام والتعذيب.
وكتب الممثل أشكان خطيبي في حسابه على «إنستغرام»، أنه «حان الآن وقت اليقظة، لأن النهار يطلع والمشهد يتحرر»، لافتاً إلى تعرضه للاعتقال واستجوابه في بداية الاحتجاجات. وقال: «كنت أعيش سراً وفي خوف على مدى الـ90 يوماً الماضية». وقال: «تم استجوابي وتعرضت للاعتداء بالعنف اللفظي والجسدي، ثم تمت إحالتي إلى المحكمة، وتعرضت للاستجواب على مدى ساعات، وتعرضت للتنمر في الشارع من قبل رجال شرطة يرتدون ملابس مدنية بدعوى الإساءة للدين»، كما أشار إلى تلقيه تهديدات بالموت عبر اتصالات هاتفية.
وأضاف: «لقد عانيت من نوبة قلبية، أعاني من نوبات الهلع في كل مرة أتذكر ما فعلوه بي... أشجع وأجمل أبناء الشعب الإيراني يعدمون أو يقتلون في الشوارع يومياً، أريد أن تعلموا أن هذه الصفحة في تاريخنا لن تذهب سدى، وهذا الدم لن يغسل. قد تكون هذه نهاية حقبة مظلمة للغاية».
من جانبه، وجه أشهر ممثل والأكثر شعبية في تاريخ السينما الإيرانية، بهروز وثوقي (84 عاماً )، رسالة دعم إلى المحتجين، وكتب على حسابه الرسمي في «إنستغرام»: «أنحني لعظمة الشعب الإيراني».
وقال وثوقي الذي يقيم في الولايات المتحدة منذ أكثر من 4 عقود: «الآن بعد أن جعل احتجاج أهل بلادي العالم واعياً بقمع الحكام لإيران، وفضح قمعهم تجاه المظلومين... أشعر بضرورة التعاطف والدعم».
أما الممثل السينمائي البارز حميد فرخ نجاد فقد واصل انتقاداته الحادة لقمع الاحتجاجات. وتحول فرخ نجاد إلى أحد الوجوه البارزة للاحتجاجات خلال الأيام الأخيرة.
وواجه فرخ نجاد هجوماً من وسائل الإعلام الحكومية بعدما وجه انتقادات لاذعة للمرشد الإيراني علي خامنئي في أول مقابلة تلفزيونية مع قناة «إيران إنترناشيول»، في أعقاب مغادرة البلاد.
وقلل فرخ نجاد الذي ينحدر من مدينة عبادان الجنوبية، من أهمية الهجمات ضده، وكتب في حسابه على «إنستغرام»: «لست شخصاً سيؤدي تشويهه إلى تضرر عزيمة الشعب، لا تضيعوا الوقت، فكروا بالتذكرة ـ الوقت ضيق». وأضاف: «الشعب يصر على ذهابكم، وستذهبون».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019. وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان. وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ». وجاءت الو

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)

إسرائيل: لائحة الاتهام تشير إلى أن نتنياهو كان على علم بتسريب مساعده لمعلومات سرية

المتحدث إيلي فيلدشتاين يظهر في حدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (الجيش الإسرائيلي)
المتحدث إيلي فيلدشتاين يظهر في حدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (الجيش الإسرائيلي)
TT

إسرائيل: لائحة الاتهام تشير إلى أن نتنياهو كان على علم بتسريب مساعده لمعلومات سرية

المتحدث إيلي فيلدشتاين يظهر في حدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (الجيش الإسرائيلي)
المتحدث إيلي فيلدشتاين يظهر في حدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (الجيش الإسرائيلي)

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على علم بأن أعضاء في طاقمه قاموا بتسريب «وثيقة سرية» إلى الصحافة الأجنبية، فيما أصبح يعرف باسم «فضيحة الوثائق الأمنية»، حسبما تشير تفاصيل لائحة الاتهام لأحد هؤلاء المساعدين، التي نقلتها صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

واتُهم إيلي فيلدشتاين، أحد مساعدي نتنياهو، بالحصول على معلومات عسكرية حساسة بطرق غير قانونية وتسريبها للتأثير على الرأي العام على أمل تخفيف الضغط الذي يتعرض له نتنياهو لتقديم تنازلات كبيرة مقابل تحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

وتوضح لائحة الاتهام المقدمة ضد فيلدشتاين كيف قام ضابط صف احتياطي في الجيش الإسرائيلي بتسريب وثيقة سرية للغاية تتضمن تفاصيل استراتيجية حركة «حماس» الفلسطينية في مفاوضات الرهائن إلى فيلدشتاين ليريها لرئيس الوزراء.

ويعتقد أن الوثائق تشير إلى أن مقاتلي «حماس» يريدون بث الفتنة في المجتمع الإسرائيلي بحيث يستفيدون من ذلك من خلال إبرام صفقة جيدة بالنسبة لهم بشأن الرهائن.

لكن فيلدشتاين سرب الوثيقة لمراسل القناة «12» الإخبارية في 2 سبتمبر (أيلول)، بعد أيام فقط من مقتل 6 رهائن على يد «حماس»، للتأثير على التغطية الإعلامية والخطاب العام الذي تحول بشكل حاد ضد نتنياهو نتيجة قتل الأسرى، وفق ما تقوله لائحة الاتهام.

وبعد تسريب الوثيقة، أخبر فيلدشتاين المتحدث باسم نتنياهو، يوناتان أوريش، ما فعله في رسالة عبر تطبيق «واتساب»، مضيفاً: «و(نحن) بحاجة إلى رئيس الوزراء لهذا الغرض».

ولم يتمكن مراسل القناة «12» من نشر الوثيقة لأن الرقيب العسكري منع نشرها، لذلك أرسل فيلدشتاين الوثيقة إلى صحيفة «بيلد» الألمانية من خلال أحد شركاء أوريش في 4 سبتمبر (أيلول) من أجل التحايل على الرقيب العسكري.

ونشرت صحيفة «بيلد» مقالها في 6 سبتمبر مع اقتباسات مباشرة من الوثيقة السرية. وبعد النشر، كتب أوريش إلى فيلدشتاين «الرئيس سعيد»، في إشارة واضحة إلى نتنياهو، الذي يبدو أنه كان على اطلاع بشأن التسريب.

وتلقى فيلدشتاين أيضاً وثيقتين سريتين أخريين من ضابط الصف في أوائل سبتمبر، وعندما جمع الوثائق الثلاث معاً، أخبر متحدثاً آخر باسم نتنياهو، وهو عوفر جولان، في 9 سبتمبر أن لديه هذه الوثائق وأنهم «بحاجة إلى إحضارها للرئيس (نتنياهو)».

ولم يتم إرسال هذه الوثائق في النهاية إلى وسائل الإعلام، لأن فيلدشتاين والآخرين قرروا أنها لا علاقة لها بالخطاب الإعلامي في ذلك الوقت.

ووُجهت لفيلدشتاين تهمة نقل معلومات سرية تهدف إلى الإضرار بأمن الدولة. وتم استجواب أوريش من قبل الشرطة تحت التحذير، وقد يكون موضوع لائحة اتهام، في حين من المحتمل أيضاً أن يتم توجيه لائحة اتهام إلى مشتبه بهم آخرين.

وينفي الرجلان التهم الموجهة إليهما، والتي يُعاقَب عليها بالسجن لفترات طويلة.
ولم يتم توجيه اتهامات إلى نتنياهو نفسه، لكن أنصاره يتهمون المدعين العموم بقيادة حملة شعواء ذات دوافع سياسية في وقت حالة طوارئ في إسرائيل.