تونس تحقق مع قيادي سابق في «النهضة» بتهمة «غسل أموال»

استجواب مسؤول بوحدة مكافحة الإرهاب في قضية «الغرفة السوداء»

جانب من تظاهرة نظمها مؤيدون لحركة «النهضة» وسط العاصمة أول من أمس (إ.ب.أ)
جانب من تظاهرة نظمها مؤيدون لحركة «النهضة» وسط العاصمة أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

تونس تحقق مع قيادي سابق في «النهضة» بتهمة «غسل أموال»

جانب من تظاهرة نظمها مؤيدون لحركة «النهضة» وسط العاصمة أول من أمس (إ.ب.أ)
جانب من تظاهرة نظمها مؤيدون لحركة «النهضة» وسط العاصمة أول من أمس (إ.ب.أ)

وجهت المحكمة الابتدائية بتونس إلى محمد بن سالم، القيادي السابق في حركة «النهضة» والمنتمي حالياً إلى حزب «العمل والإنجاز»، بزعامة عبد اللطيف المكي، تهمة «غسل أموال»، وأبقت عليه في حال سراح، وذلك في إطار قضية تتعلق بالاشتباه في علاقته المالية بإحدى الجمعيات الدعوية.
وأحيل بن سالم بصفته متهماً على أنظار قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس، ودامت مدة الاستنطاق أكثر من ساعتين، ووجهت له النيابة العامة تهمة «غسل الأموال»، قبل أن تطلق سراحه، في انتظار إجراء مزيد من التحقيقات الأمنية والقضائية.
وبدأت عمليات التحقيق مع بن سالم خلال شهر يوليو (تموز) الماضي، وتم فتح بحث للنظر في علاقته بجمعية دعوية تنشط بصفة قانونية. وقد قررت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بتونس في الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي منع بن سالم عن السفر؛ لكنها تراجعت في السادس من هذا الشهر، وقررت إلغاء قرار منع السفر عنه. غير أن بن سالم مُنع في التاسع من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي عن السفر، وذلك بعد اتخاذ قرار آخر يقضي مجدداً بمنعه عن السفر في الملف ذاته.
وبخصوص التهم الموجهة لبن سالم، ذكر مالك بن عمر، أحد أعضاء هيئة الدفاع عنه، أن ملف القضية «فارغ، ولم يتضمن أي دليل من شأنه أن يثبت أو يؤكد تورط بن سالم في جرائم غسل الأموال»، على حد تعبيره.
وأضاف المصدر ذاته أن المحكمة أجرت كل الاختبارات الممكنة، وفي مقدمتها التدقيق في الحسابات البنكية والأموال المودعة في حساب المتهم، وقد أكدت أنّ معاملاته «سليمة ولا تشوبها أي شبهات»، وهو ما جعل المحكمة تبقي عليه بحال سراح.
على صعيد متصل، قالت فاطمة بوقطاية، المتحدثة باسم المحكمة الابتدائية في أريانة، إن قاضي التحقيق أصدر مساء أول من أمس أمراً بسجن محمد الخريجي، المدير السابق لوحدة مكافحة الإرهاب بالقرجاني، وذلك بعد استنطاقه في القضية المعروفة بقضية «الغرفة السوداء» بوزارة الداخلية التونسية.
وكانت المحكمة ذاتها قد أصدرت أمراً بسجن بوبكر العبيدي الذي كان يشغل منصب مدير حفظ الوثائق بالإدارة العامة للمصالح المختصة بوزارة الداخلية، وهو ما يقوي الشكوك الصادرة عن هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي، اللذين تعرضا للاغتيال سنة 2013، حول وجود «غرفة سوداء»، و«أمن موازٍ» تتحكم فيهما قيادات حركة «النهضة».
يذكر أن قضية «الغرفة السوداء»، وإمكانية التلاعب بوثائق عملية الاغتيال التي تعرض لها بلعيد والبراهمي، سبق أن أثيرت منذ سنة 2018 من قبل هيئة الدفاع عنهما، وتمت الإشارة إلى أن مسؤولاً كبيراً بوزارة الداخلية التونسية قدم خلال استنطاقه من قبل مكتب التحقيق المكلف بملف محمد البراهمي، معطيات عن المحتويات الموجودة بتلك الغرفة، تدين حركة «النهضة» التي اتهمت قياداتها بالتحكم في محتوياتها، وهو ما نفته الحركة بشدة، مؤكدة في معرض دفاعها عن نفسها أنه «من غير المعقول أن تنفذ عمليتي اغتيال في تونس»، وهي على رأس السلطة؛ لأن ذلك سيثير ضدها الشارع التونسي كله.


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

حكومة شرق ليبيا تحظر احتفالات «رأس السنة»

أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)
أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)
TT

حكومة شرق ليبيا تحظر احتفالات «رأس السنة»

أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)
أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)

حظرت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، بقيادة أسامة حمّاد، رسمياً، مظاهر الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية كافة، وأمرت «بعدم السماح ببيع السلع المرتبطة بالاحتفال، أو إدخالها إلى البلاد، من بينها شجرة الميلاد وتمثال بابا نويل والصلبان»، في قرار أثار ردود فعل غاضبة.

وقال جهاز البحث الجنائي، بشرق ليبيا، الأحد، إنه «تنفيذاً لتعليمات وزير الداخلية بالحكومة الليبية اللواء عصام أبوزريبة، يتم منع الاحتفال بما يسمي عيد رأس السنة»، وأوضح أنه بناء على ذلك كُلف رئيس جهاز البحث الجنائي اللواء حسن الجحاوي، إدارة فروع: الظواهر السلبية والتحري والاستدلال والدوريات والتمركزات الأمنية ومكافحة التزييف والتزوير والآداب العامة بعدم السماح بدخول وبيع جميع السلع المرتبطة بالاحتفال برأس السنة».

وفي منتصف الأسبوع الماضي، شنّ جهاز الحرس البلدي بمدينة بنغازي، شرق ليبيا، حملة على المحال التجارية المخصصة لبيع الألعاب وأدوات الزينة والأغراض المتعلقة باحتفالات رأس السنة، وصادرها وأمر بعدم بيعها، بداعي أنها «مخالفة للدين».

ويأتي قرار الحكومة التي يترأسها حمّاد، بعد أزمة أخرى أثارها حديث حكومة عبد الحميد الدبيبة، في طرابلس، عن تفعيل شرطة الآداب، بداعي «انتشار الظواهر المنافية لقيم المجتمع الليبي في الشوارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي».

وتعاني ليبيا من انقسام حكومي حاد، ولديها حكومتان؛ الأولى في شرق ليبيا برئاسة حمّاد، وتحظى بدعم البرلمان و«الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، والثانية في غربها بقيادة الدبيبة.