تركيا ترفض اتهامات الصين بشأن التصعيد في شمال سوريا

نازحة سورية في مدينة إدلب تحمل حقيبة مساعدات إنسانية يونيو 2021 (رويترز)
نازحة سورية في مدينة إدلب تحمل حقيبة مساعدات إنسانية يونيو 2021 (رويترز)
TT

تركيا ترفض اتهامات الصين بشأن التصعيد في شمال سوريا

نازحة سورية في مدينة إدلب تحمل حقيبة مساعدات إنسانية يونيو 2021 (رويترز)
نازحة سورية في مدينة إدلب تحمل حقيبة مساعدات إنسانية يونيو 2021 (رويترز)

أعلنت تركيا رفضها اتهامات صينية بشأن عملياتها العسكرية التي تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية التي تعد أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال سوريا، في الوقت الذي دعت فيه مع الدول الغربية والأمم المتحدة إلى تجديد آلية إرسال المساعدات الإنسانية الدولية إلى سوريا عبر بوابة باب الهوى الحدودية.
وقال مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيريدون سينيرلي أوغلو، إنه «لا يحق لأي دولة أن تلقن تركيا دروسا بخصوص مكافحة الإرهاب».
وأضاف سينيرلي أوغلو، ردا على اتهام نائب ممثل الصين بالأمم المتحدة جينغ شوانغ تركيا، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا ليل الأربعاء - الخميس، بالتهديد مرارا بإطلاق عملية برية شمال سوريا فضلا عن تنفيذ ضربات جوية ومدفعية ودعوته إلى الوقف الفوري لتلك الهجمات، «إننا نرفض التصريحات التي نسمعها اليوم، وترى تركيا أنه من حقها قول ما يجب وما لا يجب علينا فعله أثناء الدفاع عن حدودنا وحماية شعبنا».
وشدد مندوب تركيا على أن عزم بلاده على مكافحة الإرهاب «راسخ»، وأنها مستمرة باتخاذ كل الخطوات المطلوبة من أجل حماية شعبها وضمان أمن حدودها. وأشار إلى أن أكثر من 500 مدني شمال سوريا فقدوا حياتهم في هجمات تنظيم الوحدات الكردية، التي وصفها بذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا، خلال العامين الماضيين.
وقال إن التنظيم (وحدات حماية الشعب الكردية) يضطهد الشعب في شمال شرقي سوريا، وينتهج أجندة انفصالية، وإن دعم هذا التنظيم الإرهابي الانفصالي بحجة مكافحة «داعش» هو أولاً وقبل كل شيء، مخالف لقرارات الأمم المتحدة التي تؤكد الالتزام القوي بوحدة أراضي سوريا.
وتواجه تركيا صعوبات في تنفيذ عملية عسكرية برية ضد مواقع قسد في شمال سوريا، بسبب الرفض الأميركي والروسي، وتتهم أنقرة الولايات المتحدة وروسيا بعدم الوفاء بالتزاماتهما بموجب تفاهمات موقعة معها، بإبعاد مسلحي الوحدات عن حدودها مسافة 30 كيلومترا في عمق الأراضي السورية. كما تطالب أميركا بوقف دعمها للوحدات بدعوى أنها حليف وثيق في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا.
في الوقت ذاته، دعت تركيا والدول الغربية والأمم المتحدة، خلال جلسة مجلس الأمن، إلى تجديد الآلية التي يتم من خلالها إرسال المساعدات الإنسانية الدولية إلى سوريا عبر بوابة باب الهوى الحدودية مع سوريا. وقال سينيرلي أوغلو إنه من المهم الاستمرار في تقديم المساعدات للسوريين في ظل إطالة أمد الأزمة الإنسانية وزيادة الاحتياجات، مشيرا إلى أن آلية المساعدة عبر الحدود تعتبر بمثابة خط إنساني موثوق به لملايين الأشخاص الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. وأكد أن الهدف الوحيد من مواصلة العمل بالآلية هو إنقاذ حياة ملايين المحتاجين في الشمال السوري.
واعتمد مجلس الأمن في 12 يوليو (تموز) الماضي، قرارا بتمديد آلية المساعدات الإنسانية إلى سوريا عن طريق معبر باب الهوى على الحدود التركية لمدة 6 أشهر، بعد معارضة روسيا تمديده لمدة عام ورغبتها في أن يتم نقل المساعدات عبر آلية تبادل عن طريق النظام السوري.
على صعيد آخر، سيرت القوات الروسية والتركية دورية مشتركة، الخميس، في ريف الحسكة الشمالي، وسط تحليق مروحيتين روسيتين في أجواء المنطقة. وجابت الدورية المؤلفة من 8 عربات عسكرية من الجانبين العديد من القرى انطلاقا من الريف الشرقي لمدينة قامشلي شمال الحسكة، مروراً بمحطة آبار النفط في رميلان والقحطانية بريف القامشلي، ثم عادت أدراجها إلى النقطة التي انطلقت منها.
في الوقت ذاته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بإصابة 4 من عمال ورشة مياه بجروح خطيرة جراء استهداف القوات التركية بالقذائف المدفعية ورشة صيانة، بقرية زور مغار غرب عين العرب بريف حلب الشرقي، الخميس.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 3 من عناصر الوحدات الكردية حاولوا استهداف القوات التركية في منطقتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.