رغم التأكيدات المتكررة التي تطلقها القيادات العسكرية العراقية بشأن تراجع التهديدات الأمنية التي يمثلها تنظيم «داعش»، خصوصاً في مناطق شرق وشمال شرقي وغرب البلاد، فإن التنظيم المتطرف نجح في غضون الأسبوعين الأخيرين في شن 4 هجمات متتالية في مناطق مختلفة من البلاد، ووقع آخِرها، أمس الخميس، في قضاء مخمور، التابع لمحافظة نينوى التي سيطر عليها التنظيم بين عامي 2014 و2017.
ووفق «وكالة الأنباء العراقية» الرسمية التي نقلت عن مصدر أمني رفيع قوله إن «عبوة ناسفة انفجرت على عجلة نوع همر تابعة للفرقة 14/ الجيش العراقي في قضاء مخمور بمحافظة نينوى، أسفرت عن استشهاد جنديين اثنين وإصابة 3 آخرين». وتتحدث بعض المصادر العسكرية أن عدد القتلى والجرحى مرشح للزيادة لاستمرار المواجهات بين الجيش و«داعش» بعد وقوع الحادث.
الهجوم الجديد جاء بعد ساعات قليلة من اجتماع أمني موسَّع استمع خلاله رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة محمد السوداني إلى إيجاز مفصل عن هجومين شنّهما «داعش» في محافظتيْ ديالى وكركوك قُتل خلالها 17 مدنياً وعسكرياً، وطالب السوداني، خلال الاجتماع، القادة الأمنيين بـ«إعادة إجراء تقييم شامل للخطط الموضوعة، وتغيير التكتيكات العسكرية المتبَعة في المناطق التي تشهد نشاطات لفلول الإرهاب، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، وبالطريقة التي تضعف من قدرات عناصر داعش الإرهابية، وتحدّ من حركتهم».
وتتباين تفسيرات المراقبين والمهتمين بالشأن العسكري بشأن طبيعة وأسباب الهجمات التي نجح «داعش» في تنفيذها مؤخراً، حيث يعزى أحد التفسيرات إلى «التغيرات الكبيرة التي قام بها رئيس الوزراء والقائد العام في القيادات الأمنية، حيث يريد داعش اختبار جدية القيادات الجديدة وطبيعة ردود فعلها حيال هجماته».
ويعتقد آخرون أن «الغفلة والتهاون والضعف الشديد في المعلومات الاستخبارية عوامل تقف وراء هجمات التنظيم الأخيرة».
كان السوداني قد قال، الثلاثاء الماضي، تعليقاً على الخروقات الأمنية الأخيرة: إن «هناك أخطاء قاتلة تحصل من قِبل بعض الأجهزة الأمنية»، وتحدّث عن المشكلات المرتبطة بالمعلومات الاستخبارية.
من جانبه، تحدّث رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية خالد العبيدي، أمس الخميس، عن التكتيكات الجديدة التي يشنّها «داعش» على القوات الأمنية العراقية. وقال العبيدي، لوكالة أنباء محلية، إن «الهجمات الأخيرة تشير إلى تكتيك استخدام العبوات والألغام بشكل أساسي، رغم أن داعش قد مات عسكرياً، لكن خلاياه لا يزال لها بعض النشاط».
وأضاف أن «هناك عوامل تخدم داعش؛ وضِمنها بعض البرود في القواطع التي حدثت فيها الخروقات، إضافة إلى الطبيعة الجغرافية وصعوبة التضاريس في بعض المناطق، مثلما ما حدث في كركوك».
وشدد العبيدي على ضرورة «إدامة زخم العمليات الاستباقية وتكثيف الجهد الاستخباري الذي يعدّ النقطة الأهم في وضع حد لهذه الخروقات الأمنية».
كان تنظيم «داعش» قد شنّ، الأسبوع الماضي، هجوماً على نقطة عسكرية شمال بغداد، أدى إلى مقتل ضابط كبير في الجيش وجنديين آخرين، ثم عاد، مطلع الأسبوع الحالي، واستهدف رتلاً للشرطة الاتحادية في كركوك قتل فيها 9 عناصر من الشرطة، وشنّ قبل 3 أيام، هجوماً في قرية البوبالي بمحافظة ديالى وقتل 8 مدنيين.
نائب رئيس البرلماني السابق حاكم الزاملي الذي ذهب، أمس الخميس، على رأس وفد عن «التيار الصدري» لتقديم التعازي إلى ذوي الضحايا في قرية البوبالي، قال إن «تكرار الهجمات الإرهابية على محافظات ديالى وكركوك جاء نتيجة الإهمال وعدم المتابعة إلى عدم وجود خطط تعبوية استراتيجية لمكافحة الإرهاب».
وأشار الزاملي إلى «افتقار القطعات الأمنية للمعدات والمستلزمات المهمة كأجهزة الرؤية الليلية والكاميرات الحرارية والأسلحة والمعدات الحديثة».
مقتل وإصابة 5 جنود من الجيش العراقي في نينوى
«داعش» يهاجم للمرة الرابعة في غضون أسبوعين
مقتل وإصابة 5 جنود من الجيش العراقي في نينوى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة