ليبيا: السفارة الأميركية تؤكد استمرار محاكمة أبو عجيلة

الدبيبة والمنفي خلال احتفال جهاز الاستخبارات بتخريج دفعة جديدة (حكومة الوحدة)
الدبيبة والمنفي خلال احتفال جهاز الاستخبارات بتخريج دفعة جديدة (حكومة الوحدة)
TT

ليبيا: السفارة الأميركية تؤكد استمرار محاكمة أبو عجيلة

الدبيبة والمنفي خلال احتفال جهاز الاستخبارات بتخريج دفعة جديدة (حكومة الوحدة)
الدبيبة والمنفي خلال احتفال جهاز الاستخبارات بتخريج دفعة جديدة (حكومة الوحدة)

تجاهلت السفارة الأميركية حالة الغضب الشعبي الليبي من خطف وتسليم ضابط الاستخبارات الليبية السابق أبو عجيلة مسعود، المتهم بـ«صنع قنبلة طائرة لوكربي». وأكدت في المقابل أن السلطات الأميركية «ماضية في محاكمته».
وفى أول تعليق لها منذ خطف أبو عجيلة الشهر الماضي، قالت السفارة الأميركية في بيان لها ليل أول من أمس عبر «تويتر»، إن «عملية نقل أبو عجيلة إلى عهدة الولايات المتحدة لمحاكمته بتهم تتعلق بتفجير طائرة (بان إم 103) قانونية، وتمت بالتعاون مع السلطات الليبية»، في إشارة إلى حكومة الوحدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وادعت أن عملية النقل تلت نشر «الإنتربول» بطاقة حمراء بحق مسعود مطلع العام الجاري، تطالب جميع الدول الأعضاء في «الإنتربول» بتحديد مكانه واعتقاله لغرض نقله إلى الولايات المتحدة.
وبعدما تعهدت بأن «الولايات المتحدة لن تعيد فتح الاتفاقية المبرمة في عام 2008 بين الولايات المتحدة والحكومة الليبية آنذاك، والتي حسمت مطالبات أميركا والمواطنين الأميركيين ضد ليبيا، والناجمة عن حوادث إرهابية معينة بما في ذلك الهجوم على طائرة لوكربي»، قالت إن «هذه الاتفاقية ألزمت الولايات المتحدة بإنهاء الدعاوى الحالية الخاصة بالتعويض المالي في المحاكم الأميركية الناشئة عن هذه الحوادث، وتمنع إقامة أي دعاوى مستقبلية». واستدركت السفارة الأميركية: «لكنها لا تقيد بأي حال من الأحوال تعاوننا في إنفاذ القانون، أو أن يكون لها أي تأثير على التهم الجنائية ضد المسؤولين عن الهجوم». وعبَّرت عن تفهمها أن حساب «تويتر» التابع لوزارة الخارجية الليبية قد تعرض للاختراق. وأكدت أن «المعلومات التي تم نشرها عليه (زائفة)».
https://twitter.com/USEmbassyLibya/status/1605306476129550339
بدوره، رحَّب الدبيبة بالتأكيد الأميركي «عدم فتح الاتفاقية المبرمة بشأن التعويضات، وصدور بطاقة حمراء جنائية من (الإنتربول)»، لافتاً إلى أن هذا ما أكده سابقاً للشعب الليبي الذي زعم أنه تعرض لما وصفه بـ«حملة تضليل واسعة».
https://twitter.com/Dabaibahamid/status/1605313156053622786
وغازل الدبيبة الذي شارك أمس برفقة محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، في احتفال أقامه جهاز الاستخبارات العامة بطرابلس، بمناسبة تخريج الدفعة 32 من ضباط الصف، الرأي العام المحلي، بالإعلان عن «الإفراج عن 54 ألف راتب بعد توقف لمدة 7 سنوات، ضمن أكثر من 1.6 مليون خلال الشهر الجاري»، لافتاً إلى «تغيير مسار وتسوية إجراءات رواتب نحو 87 ألف موظف بالمؤسسات التابعة للخزينة العامة للدولة».
وبشأن خلافات داخل وزارة خارجية الدبيبة، قال بيان مقتضب للوزارة عبر «تويتر»، إن صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» لا تدار من قبل المركز الإعلامي بالوزارة، وإنّ كل ما ينشر من خلالها لا يمثلها ولا يعبر عنها. وأكدت أن «حسابها الوحيد هو الموثق بموقع (تويتر)».
https://twitter.com/Dabaibahamid/status/1605313156053622786
وكشفت تقارير إعلامية أن محمد سيالة، مستشار المجلس الرئاسي، ووزير خارجية حكومة «الوفاق» سابقاً، تم حبسه على خلفية معارضته فتح ملف لوكربي. وأشارت إلى أنه أعلن موقفه عقب تصريحات المنقوش باستعدادها إعادة فتح لوكربي، وحذر من «إحياء قضية لوكربي».
بدوره، تفقد عماد الطرابلسي، وزير الداخلية المكلف بحكومة الدبيبة، مساء أول من أمس، التجهيزات لانطلاق الخطة الأمنية لتأمين نطاق مديرية أمن طرابلس، واطلع على المركبات الآلية المخصصة لدعم المديرية. وأكد أن هذه الخطوة تعتبر الأولى ضمن خطة عمل الوزارة، وسيتم توزيع المركبات خلال المدة المقبلة، وأوضح أن الدعم سيشمل كل مديريات الأمن على مستوى ليبيا.
وبينما طالب محتجون أمام مقر المجلس الرئاسي في طرابلس بتدخله لإسقاط مجلسي «النواب» و«الدولة»، دعا عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، مجلس الدولة، برئاسة خالد المشري، إلى «تغليب مصلحة الوطن باستئناف أعمال الحوار بين لجنتي المسار الدستوري من المجلسين، لاستكمال التوافق على المواد القليلة المتبقية من مسودة الدستور، للمضي قدماً في إنهاء ما وصفه بهذه (المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن)».
ولم يصدر على الفور أي تعليق من المشري، بينما دفع غياب النصاب القانوني مجلس الدولة إلى تأجيل جلسته أمس التي كانت مخصصة لمناقشة المستجدات السياسية.
وطبقاً للمشري، فقد بحث في اجتماع برؤساء اللجان بمجلس الدولة ولجنة المسار الدستوري، على مدى اليومين الماضيين بطرابلس، في مستجدات الأوضاع الراهنة بالبلاد، وسبل الوصول إلى قاعدة دستورية توافقية سليمة تجرى عليها الانتخابات، لحل الأزمة السياسية، والوصول بالبلاد لمرحلة الاستقرار الدائم.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
TT

مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)

قال مسؤول محلي في قطاع الصحة ونشطاء سودانيون إن قوات «الدعم السريع» هاجمت المستشفى الرئيسي الذي ما زال يعمل في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بالسودان، اليوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل تسعة، وإصابة 20 شخصاً.

وذكر المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر، و«تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر»، وهي جماعة مؤيدة للديمقراطية ترصد العنف في المنطقة، إن طائرة مسيَّرة أطلقت أربعة صواريخ على المستشفى، خلال الليل، مما أدى إلى تدمير غرف وصالات للانتظار ومرافق أخرى.

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، أظهرت صور حطاماً متناثراً على أَسرَّة بالمستشفى ودماراً لحق الجدران والأسقف. وتقول قوات «الدعم السريع» إنها لا تستهدف المدنيين، ولم يتسنَّ الوصول إليها للتعليق.

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى أزمة إنسانية واسعة، ونزوح أكثر من 12 مليون شخص. وتُواجه وكالات الأمم المتحدة صعوبة في تقديم الإغاثة.

والفاشر هي واحدة من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين قوات «الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي انتصار قوات «الدعم السريع» هناك إلى عنف على أساس عِرقي، كما حدث في غرب دارفور، العام الماضي.