صدمة وتضامن... أشهر مستشفى مصري لعلاج السرطان مهدد بالإغلاق

حملات لتحفيز التبرع لـ«57357»... واتجاه لتخفيض سن متابعة المرضى

مستشفى سرطان الأطفال «57357» (الصفحة الرسمية)
مستشفى سرطان الأطفال «57357» (الصفحة الرسمية)
TT

صدمة وتضامن... أشهر مستشفى مصري لعلاج السرطان مهدد بالإغلاق

مستشفى سرطان الأطفال «57357» (الصفحة الرسمية)
مستشفى سرطان الأطفال «57357» (الصفحة الرسمية)

يتابع قطاع واسع من المصريين، باهتمام بيانات تحذيرية صحبتها حملات تضامن بشأن احتمال إغلاق (مستشفى 57357) والذي يعد أشهر مستشفى لعلاج سرطان الأطفال بالبلاد، بسبب «نقص الموارد»، وتواكب ذلك مع حملة نظمها داعمون لعمل المستشفى عبر التدوينات والتغريدات التي تحث على الاستمرار في مده بالتبرعات.
والمستشفى الذي بدأ عمله عام 2007 أنشئ معتمداً بشكل كامل على التبرعات وظل ينظر إليه باعتداد كبير بسبب «نسبة الشفاء المرتفعة» التي حققها، وشهادات مختصين بشأن «احترافية» العمل به، حتى بات مقصداً للسواد الأعظم من المشاهير والمسؤولين الذي جذبوا المتبرعين إليه عبر حملات إعلانية مستمرة.
وحمل بيان صادر عن المستشفى (الأربعاء)، وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، ما أسماه بـ«الحملة الإعلامية الظالمة» مسؤولية عن «ضعف التبرعات».
ولم يسم البيان شخصاً بعينه، غير أنه قبل 4 سنوات قاد السيناريست والكاتب الراحل، وحيد حامد، حملة انتقادات لأوجه الصرف بالمستشفى والتي رأى فيها «إهداراً»، كما رفض «توجيه نسبة كبيرة من التبرعات للحملات الإعلانية»، ولم تدن تحقيقات أجرتها أجهزة حكومية ورقابية إدارة المستشفى بشأن تلك الاتهامات.
ومع ذلك فإن بيان المستشفى قال إن «الأزمة بدأت مع تلك الحملة (الإعلامية)، ثم تضاعفت بسبب جائحة كورونا، والحرب الروسية - الأوكرانية وارتفاع الأسعار، حيث أثرت تلك الأسباب مجتمعة على حجم التبرعات التي يتلقاها». مضيفاً: «بعد ما كنا نخطط لتوسعات لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الأطفال، أصبح المستشفى مهدداً بغلق أبوابه أمام المرضى».
وقبل صدور بيان رسمي من المستشفى، وبموازاة استغاثات أطلقها فريق جمع التبرعات، على مواقع التواصل الاجتماعي، تصدر هاشتاغ «أنقذوا مستشفى 57357» الترند، وتفاعل معه مشاهير من نجوم الفن والرياضة، ومن بينهم نجم نادي الزمالك محمود شيكابالا، الذي استغل إحراز هدف لناديه خلال مباراة مساء الثلاثاء، ورفع قميصاً مكتوبا عليه «أنقذوا مستشفى 57357».
من جهته، قال عضو مجلس أمناء «مستشفى 57357» عبادة سرحان، إن المستشفى «يواجه نقصاً شديداً في التبرعات منذ فترة، في مقابل ارتفاع أسعار الكيماويات والأجهزة المستخدمة في ظل أزمة نقص العملة الأجنبية اللازمة للاستيراد وبالتبعية زيادة الأسعار، وكذلك تراجع التبرعات بعد أزمة فيروس (كورونا)».
وأضاف سرحان، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «آخر اجتماع لمجلس الأمناء منذ شهر أسفر عن تسليم فرعها في محافظة طنطا بمحافظة الغربية (دلتا مصر) إلى إدارة (جامعة طنطا) لتولي إدارتها؛ بسبب الأزمة المالية».
وبشأن الإجراءات التي اتخذها المستشفى لتخفيف وطأة ضعف الموارد، قال سرحان: «نحن بصدد تقليل سن المتابعة مع المرضى بعد العلاج من سن 25 عاماً إلى 22 عاماً، لتقليل النفقات في ضوء الأزمة». نافياً «أنباءً متداولة عن أن سبب الأزمة هو (فك وديعة) خاصة بالمستشفى منذ 3 أشهر».
وقال طبيب عمل بالمستشفى سابقاً، وطلب عدم نشر اسمه لـ«الشرق الأوسط»، «أنا لا أتحدث عن فساد إداري، لأن هذا أمر منوط بالجهات الرقابية التي برأت الإدارة من قبل، لكن أحداً لا ينكر أن جنوحاً شاب ملف التبرعات، ومنه إنتاج مسلسلات تلفزيونية، ورعاية برامج إذاعية، والمستشفى لم يكن بحاجة لكل ذلك».
ويرى حمدي عبد العظيم، أستاذ علاج الأورام بجامعة القاهرة، والذي كان عضواً بلجنة أخلاقيات البحث العلمي بالمستشفى حتى عام 2019، إن «وجود أخطاء إدارية في أي مستشفى أمر وارد، ولكن الحل يكون بالتنبيه (غير العلني) للإصلاح لتجنب التأثير على ثقة المتبرعين؛ وليس الإغلاق». وقال عبد العظيم لـ«الشرق الأوسط»: «ستكون خسارة كبيرة للقطاع الصحي في مصر إذا توقف المستشفى عن العمل».
بدوره قال حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة المصرية، لـ«الشرق الأوسط» إن الوزارة لم تتلق إلى الآن بشكل رسمي، ما يفيد أنها عاجزة عن أداء دورها بسبب وجود أزمة مالية.
وأضاف: «هذا مستشفى قائم على التبرعات، وليس جديدا أن يدعو المشاهير إلى دعمه، فهذا أمر يحدث باستمرار، وعندما يتم الإعلان عن أنه أصبح عاجزا عن أداء دوره، يمكن وقتها أن تتدخل الوزارة، وهذا لم يحدث إلى الآن».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


حمدوك يحذر من إبادة جماعية على غرار ما شهدته رواندا

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
TT

حمدوك يحذر من إبادة جماعية على غرار ما شهدته رواندا

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)

أطلق رئيس وزراء السودان السابق، عبد الله حمدوك، تحذيراً من انزلاق الوضع في السودان إلى ما هو أسوأ من الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في تسعينات القرن الماضي، مرجعاً ذلك إلى تعدد الجيوش وأمراء الحرب، وتحشيد وتجنيد المدنيين، وتنامي خطاب الكراهية والاصطفاف العرقي والجهوي.

وأعرب حمدوك الذي يرأس تحالف «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (تقدم)، عن تخوفه من أن يتمزق السودان إلى كيانات عديدة تصبح بؤراً جاذبة لجماعات التطرف والإرهاب.

وقالت «تنسيقية تقدم» في بيان، إن حمدوك شارك في الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر (تشرين الثاني) في اجتماع مجلس «مؤسسة مو إبراهيم» التي تعنى بالحكم الرشيد في أفريقيا، وتسلط الضوء على نماذج لقيادات ناجحة، ومجلس «مؤسسة أفريقيا وأوروبا»، وهو منتدى مستقل يعنى بالتعاون بين الجانبين تأسس عام 2020. وحضر الاجتماع عدد من الرؤساء الأفارقة والأوروبيين السابقين، إلى جانب قيادة الاتحاد الأوروبي ومنظمات إقليمية ودولية.

تحذير من موجة نزوح الى أوروبا

وقال حمدوك إن الحرب تسببت في قتل أكثر من 150 ألف مواطن، وتشريد 12 مليوناً، نزوحاً ولجوءاً، وتدمير قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية والقطاعات الإنتاجية. وأضاف: «إن الكارثة الإنسانية الكبرى ما يتعرض له المدنيون من أهوال ومخاطر في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي، في مقابل القصور البين من المجتمع الدولي والأمم المتحدة».

الدكتور عبد الله حمدوك خلال ندوة في لندن الأربعاء 30 أكتوبر (موقع «تقدم» على فيسبوك)

وحذر رئيس الوزراء السابق، من أن استمرار الأوضاع كما هي عليه الآن، سيفاجئ الجميع بأكبر أزمة لجوء لم يشهدها العالم من قبل، وعلى أوروبا الاستعداد من الآن لاستقبال الملايين الذين سيطرقون أبوابها عبر البحر الأبيض المتوسط.

وطالب حمدوك المجتمع الدولي باتخاذ تدابير وإجراءات عاجلة لحماية المدنيين، عبر تفعيل قرار الجمعية العمومية المعني بمبدأ مسؤولية الحماية.

وكرر دعوته إلى إنشاء مناطق آمنة، ونشر قوات حماية، والبدء في عملية إنسانية موسعة عبر دول الجوار وخطوط المواجهة كافة دون عوائق، ومحاسبة من يعوقون العون الإنساني المنقذ للحياة.

وطالب مجدداً بفرض حظر الطيران الحربي فوق كل السودان، من أجل حماية المدنيين العزل من القصف الجوي، بما في ذلك المسيّرات.

وقالت «تنسيقية تقدم» في البيان إن المشاركين في الاجتماعات أبدوا اهتماماً وتوافقوا على ضرورة التحرك العاجل لوقف الحرب في السودان.

وذكر البيان أن حمدوك التقى على هامش الاجتماعات بالممثل السامي للاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية، جوزيف بوريل، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.

تجدد المعارك

ودارت اشتباكات عنيفة الجمعة بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في منطقة الحلفايا شمال مدينة الخرطوم بحري، استخدما فيها المدفعية الثقيلة والمسيّرات، وهز دوي الانفجارات القوية ضواحي مدن العاصمة الخرطوم.

آثار الدمار في العاصمة السودانية جراء الحرب (د.ب.أ)

وقال سكان في بحري إنهم «شاهدوا تصاعد أعمدة الدخان في سماء المنطقة، مع سماع أصوات الأسلحة الثقيلة وتحليق مكثف لطيران الجيش».

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الجيش نفذت فجر الجمعة هجوماً واسعاً على دفاعات «قوات الدعم السريع» في منطقة السامراب.

في المقابل، قالت «الدعم السريع» إنها شنت هجوماً مباغتاً على قوات الجيش المتمركزة في محور الحلفايا، ودمرت عدداً من السيارات القتالية.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، تمكن الجيش السوداني من عبور جسر الحلفايا الذي يربط بين مدينتي أم درمان وبحري، والوصول إلى عمق المناطق التي كانت تسيطر عليها «الدعم السريع».

من جهة ثانية، قالت كتلة منظمات المجتمع المدني بدارفور إن الطيران الحربي للجيش السوداني قصف مدينة الكومة شمال غربي الإقليم بـ6 صواريخ استهدف مدرسة لإيواء النازحين، أسفر عن مقتل عدد من الأطفال وتدمير مصدر المياه، وعدد من المنازل السكنية.

واستنكر التجمع في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه تكرار القصف الجوي الذي يستهدف المدنيين، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ التدابير كافة لحظر الطيران الحربي.